رحل صدام تاركا عائلته واعوانه مشردين
2006 السبت 30 ديسمبر
د أسامة مهدي
أسامة مهدي من لندن : رحل صدام اليوم عن عالمنا اثر شنقه تنفيذا لحكم الاعدام الصادر بحقه اثر ادانته بالمسؤولية عن اعدام 148 مواطنا من ابناء بلدة الدجيل عام 1981 تاركا افراد عائلته واقاربه قتلى ومعتقلون ومشتتون بين المنافي بين مستضاف وشريد ولاجيء ومتخف ومساعدون كبار واقارب له يحاكون على جرائم ضد الانسانية .
فبعد سقوط نظامه رسميا في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 اختفى صدام حسين عن الانظار تاركا افراد عائلته واقاربه من كبار المسؤولين العسكريين والحزبيين والرسميين بين قتيل في الحرب او معتقل من القوات الاميركية او متخف داخل
العراق او هارب الى خارجه . ومنذ لك الوقت ظل العراقيون يتساءلون عن مصير المجموعة التي حكمت بلدهم حوالي 35 عاما الى ان بدأ الاعلام العالمي والعربي يتحدث بين الفترة والاخرى عن وجود هذه الشخصية وتلك في هذا البلد وذاك في وقت توالت فيه بيانات القوات الاميركية عن اعتقال العشرات من قادة النظام السابق توجت بالقاء القبض على الرئيس السابق في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 .
وعندما كان صدام مازال متخفيا قتل ولداه الوحيدان عدي وقصي في مدينة الموصل الشمالية في الثاني والعشرين من تموز(يوليو) عام 2003 اثر مواجهة مسلحة مع القوات الاميركية .
وزوجة صدام ابنة خاله ساجدة خير الله وعدد من حفدائهما وابنتهما الصغرى حلا فقد تمكنتا من الوصول الى اليمن وحلوا بضيافة الحكومة اليمنية . وحلا هي زوجة جمال مصطفيى التكريتي القائد في قوات الحماية الخاصة بصدام حسين وقد اعتقلته القوات الاميركية اواخر عام 2003 وما زال يقبع في احد سجونها بالعراق . اما ابنتاه الاخريتان الكبرى رغد والوسطى رنا واولادهما فقد حلا في الاردن بضيافة ملكها عبد الله الثاني .
اما زوجة صدام الثانية سميرة الشاهبندر فان عراقيين يقولون انها تقيم حاليا في لبنان وتتردد على استراليا لزيارة ابنها البكر من زواجها الاول نورالدين الصافي المدير العام السابق لـ الخطوط الجوية العراقية. ولسميرة الشاهبندر ابن من صدام اسمه علي يبلغ من العمر حاليا 24 عاما كانت انجبته عام 1982 وهو مقيم معها في لبنان .
وتشير بعض المعلومات الى ان صدام هيأ لهروب افراد عائلته من العراق مع اقتراب القوات الاميركية من بغداد .
وينأى افراد عائلة صدام بانفسهم عن التدخل في الشؤون السياسية ومنذ سقوط نظام صدام حسين ظلت الابنة الكبرى للرئيس السابق رغد (38 عاما) الوحيدة التي تلتقي مع وسائل الاعلام الدولية وتدلي بتصريحات عن وضع والدها وعموم الاوضاع في العراق الذي تهاجم سلطاته بقسوة . لكن رغد امتنعت منذ عام عن الادلاء بتصريحات او ابداء مواقف سياسية بضغط من السلطات الاردنية التي احرجتها تصريحات رغد وسببت لها متاعب مع بغداد .
اما بالنسبة لمساعدي الرئيس المخلوع السابقين الهاربين فيتقدمهم عزت ابراهيم الدوري نائبه في مجلس قيادة الثورة وقيادة الحزب الذي يعتقد انه يقود المقاومة البعثية المسلحة ضد القوات الاميركية والعراقية . ويحتل الدوري الرقم 6 في قائمة اركان النظام ال 55 المطلوبين للسلطات الاميركية والعراقية . وقد زادت القوات الاميركية مكافأة العشرة ملايين دولار الى 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله او قتله .
ومن المسؤولين السابقين المهمين الذين ماتزال تبحث عنهم القوات العراقية والاميركية طاهر جليل حبوش رئيس جهاز المخابرات وسيف الدين فليح حسن قائد الحرس الجمهوري ورفيق عبد اللطيف طلفاح مدير الامن العام.
ويقبع في السجون العراقية حاليا نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز الذي سلم نفسه للقوات الاميركية في الرابع والعشرين من نيسان (ابريل) عام 2003 وهو يعاني حاليا من وهن شديد واحيانا عدم القدرة على الكلام والاستعانة بالكتابة كما قال محاميه الاسبوع الماضي . واشار الى انه راغب بالادلاء بشهادته في محاكمة الانفال الجارية حاليا لصدام حسين وستة من مساعديه السابقين . وتقيم زوجة عزيز ام زياد وابنتها وولداها وزوجة احدهم وابناؤه الثلاثة في الاردن بعد ان نقلتهم من العراق طائرة عسكرية اميركية.
اما نائب رئيس الجمهورية السابق طه ياسين رمضان فقد صدر عليه حكم بالسجن المؤبد في قضية الدجيل لكن محكمة التمييز رفضت الحكم وطالبت بتشديده ما يعني انه قد يبدل المؤبد الى الاعدام شنقا حتى الموت .
وهناك في السجن ايضا علي حسن المجيد الملقب بالكيمياوي وهو ابن عم صدام حسين وتجري محاكمته في قضية الانفال مع وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية.
ومعتقل حاليا كذلك اخوين غير شقيقين لصدام هما وطبان وسبعاوي ابراهيم حسن التكريتي بالاضافة الى سكرير صدام عبد حمود يالاضافة الى وزير الاعلام الاسبق لطيف نصيف جاسم . اما وزير اعلام صدام لدى احتلال بغداد محمد سعيد الصحاف فيعتقد انه مقيم في دولة الامارات وكان زار ليبيا قبل اشهر . اما سفير العراق السابق لدى الامم المتحدة محمد الدوري الذي عرف بدفاعه عن النظام من منبر الامم المتحدة عندما اجتاحت القوات الاميركية العراق فيعمل الان مدرسا في جامعة عجمان بالامارات العربية المتحدة . كما يقوم وزير الخارجية السابق ناجي صبري الحديثي بتدريس الصحافة في الدوحة وقد تردد اسمه ضمن من سيشاركون في مؤتمر للمصالحة العراقية دعت له السلطات العراقية لكن ذلك لم يؤكد .
وقد قامت القوات الاميركية باطلاق سراح وزير التصنيع العسكري السابق عامر السعدي وكذلك رئيس المجلس الوطني السابق (البرلمان) سعدون حمادي (75 عاما) في شباط (فبراير) عام 2004 بعد ان ظل معتقلا لتسعة اشهر وهو يقيم في الاردن حاليا ويقال انه يسافر الى المانيا احيانا لتلقي العلاج . كما تم الافراج مؤخرا عن القيادية في حزب البعث هدى صالح عماش والعالمة الكيمياوي رحاب طه وهما متهمتين بالضلوع في برامج صدام الكيمياوية والجرثومية وتفيد بعض المعلومات الى وصولهما الى اليمن مؤخرا حيث يقيمان فيها حاليا .
اما ماهر سفيان التكريتي احد قادة الحرس الجمهوري والذي يعتقد انه سهل دخول القوات الاميركية الى بغداد فقد نقله الاميركيون لدى سقوط العاصمة العراقية في نيسان (ابريل) 2003 وهو يقيم حاليا في جزيرة غوام ضمن ارخبيل ماريان في المحيط الهادي والتابعة للولايات المتحدة.