بالتأكيد نعرف جميعا ان الشعب الفلسطيني لم ينتصر على اسرائيل

وانه دفع دماء وأرواحا لأطفال وأمهات وأخوة واخوات ثمن صموده في وجه آلة الحرب الصهيونية
المعومة من جهات كثيرة ... الغصة بقلوبنا لأن بعض هذه الجهات عربية ولو بالاسم


لكننا نعلم أيضا ان اسرائيل بقوتها العسكرية وتقدمها التقني الهائل
ورغم استخدامها لأشد الأسلحة والقنابل فتكاً
لم تستطع تحقيق مبتغاها من هذه الحرب
فالشعب الفلسطيني - يعتبر اعزل إذا قيس بالامكانيات الاسرائيلية - صمد وصمد وصمد ....
لم يستسلم بالرغم من القتل والحرق وبتر الأعضاء و....


هذا الشعب لم يدع المحتل يحقق هدفه من العملية
فلا شاليط رجع .. ولا الصواريخ توقفت ... ولا حماس اسقطت ...
ولا أعرف أي مطلب نادى به الصهاينة تحقق ..

لذلك يمكن اعتبار هذا الصمود بمثابة نصر حقيقي خصوصا عنما يكون بإمكانيات متواضعة جدا ويتزامن مع غدر الأهل والشقاء ..
الذين رفضت اسرائيل إشراك بعضهم في كسب فضيلة إيقاف العدوان ..

الزميل سوري

ليس الهدف الاسرائيلي من الحرب اسقاط حماس، فتكريس الانقسام السياسي الفلسطيني و القطيعة ما بين الضفة الغربية و غزة لا يتم إلا بوجود طرفين نقيضين فلسطينيين، و لا تملي المصلحة الاسرائيلية اسقاط اي طرف من الاطراف. كل ما هنالك ان اسرائيل قامت بعملية ردع لحماس قامت بخلالها قتل ١٣٠٠ نسمة على الاقل و تحويل ٦٠٠٠ نسمة اخرى الى اصحاب عاهات يعتمدون في معيشتهم على مجتمعهم بالاضافة الى تشريد ٣٥٠٠٠ بني آدم بعد ان فقدوا بيوتهم هذا غير الخسائر الاقتصادية و فقدان الكثير من الناس لوظائفهم و تدمير بنية غزة التحتية و التي هي اصلا في وضع مزر.

ستبدي لك الايام القادمة ان عملية الردع هذه اتت أكُلُها من خلال توقف صواريخ حماس الكرتونية عن ازعاج البلدات المحيطة بقطاع غزة. و قد بدأت اولى هذه الارهاصات للهدوء بالظهور من خلال الحديث عن هدنة لمدة اسبوع ثم الحديث عن هدنة لمدة عام و نصف. ولا يغرنك هنا حديث حماس عن ربط الهدنة بفتح المعابر، فالمعابر لن تفتح بغير شروط مصر و اسرائيل و السلطة الفلسطينية و بقية المجتمع الدولي و التي بقيت على حالها كما هي ما قبل ما يسمى بالحرب على غزة. و بامعان النظر بما حدث و نتائجه ستجد الحديث عن النصر الالهي لحماس كالحديث عن انتصار العرب بال ٦٧ و نصر صدام حسين بأم المعارك

من المتعارف عليه في اسرائيل أن (العرب لا يفهمون سوى لغة القوة)
طبعا قد ينطبق ذلك على بعض الحكام , و بعض اتباعهم و ممن يؤمنون حقا بهم... لكن الشعوب طالما ان حقوقها مغتصبة, فانها ستواصل درب النضال (اعرف ان تلك الكلمة قد تصيب البعض بالحكاك و الطفح الجلدي) و لو لمئتي سنة قادمة....
خصوصا مع تبين فشل النهج الاعتدالي الذي انتهى بياسر عرفات محاصرا في الحمام و مقتولا بالسم بعد ان كان يعد نفسه بدولة اقليمية عظمى!!!!