{myadvertisements[zone_1]}
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي

في ذي حديث في ساحة قرأت لك، قال لي صديقي ماركيز ما نصه:

اقتباس:و ماشدني إليه في الحقيقة , مسلمين فرنسيين ( قح ) على الطريقة الصوفية .. تحدثوا كثيراً عن ابن العربي و ابن رشد و كيف تأثروا بهم .. و تعجبوا من أن غير العرب قرأوا و بحثوا في مؤلفاتهم أكثر من العرب أنفسهم ...

وكان هذا ردًا على سؤالي بخصوص إعجابه أو بالأحرى سر اهتمامه بالتصوف. في الحقيقة، ولا ألف أو ألجأ للف أو الدوران هنا، أنا غير مقتنع أنه يوجد مسلم يطبق الإسلام بحسب القرآن والسنة ويمكن أن يأخذ علوم دينه عن مصادر وثنية وعلى رأسها التصوف. كلما قرأت أكثر وأكثر عن التصوف كلما ازداد يقيني أنه مستورد من الثقافات الهندية والغير إسلامية عموماً وأن تفكيره ينافي روح الإسلام شكلاً ومضموناً وهو نوع من أنواع الغلو في الدين والتي لم يأت بها الكتاب المنزل، القرآن، بسلطان.

في كتاب "تجديد ذكرى أبي العلاء" والذي قدمه الدكتور طه حسين إلى الجامعة المصرية سنة 1914 ونوقش بين يديّ الجمهور في 5 مايو من هذه السنة وناله به مؤلفه شهادة العالمية ولقب دكتور في الآداب، يقول عميد الأدب العربي:
[ هناك صورة ثالثة، للفلسفة عند المسلمين، يمثلها القرن الرابع، ويتبرم بها أبو العلاء، وهي فلسفة المتصوفة.
الوهم في هذه الفلسفة قديم؛ فأكثر الناس يراها غلوًّا في الدين واجتهادًا في تقديس الله، ويرفعون سندها إلى النبي وأصحابه.

والحقّ أن تحليل التصوف الإسلامي غير يسير؛ لكثرة ما فيه من تركيب وامتزاج. ولكنا نشير إلى العناصر الأولى التي تتألف منها الفلسفة الصوفية عند المسلمين. فأول هذه العناصر وأقدمها، عنصر فلسفي يوناني هو وحدة الوجود. ظهر هذا المذهب واضحاً عند اليونانيين في فلسفة الرواقيين، أصحاب زينون.
.
.
وهذا المذهب هندي النشأة، ظهر عند الهنود، قبل أن يعرف العالم فلسفة اليونان، فإن البوذية من أهل الهند يرون اتحاد العالم بموجده....
.
.
العنصر الثاني من عناصر التصوف، مذهب يوناني أيضاً، هو الإشراق.
.

.

.

وهذا المذهب أيضاً هندي؛ فمن المعروف عند نساك الهند الأقدمين، أنهم كانوا ينقطعون عن اللذات، ويعتكفون في كهف مظلم، ويضعون الكمائم والصمائم في أفواههم وأنوفهم، وكذلك يغشون أبصارهم ويسدون آذانهم ويصدِفون عن المادة ليتصلوا بالإله.

هذا العنصران نُقلا إلى المسلمين في القرن الثالث، منسوبين إلى أفلاطون وأرستطاليس، وغيرهما من الفلاسفة؛ فلما أضيف إليهما شيء ظاهر من الدين بحيث تكون صورتهما غير منافية للإسلام، نشأ عن هذه العناصر الثلاثة مزاج فلسفي خاص، هو الذي أظهر الحلاج والجنيد وغيرهما من متصوفة القرن الرابع.

.

.

.

من هذا تعرف أن التصوف ليس مذهباً إسلامياً خالصاً، وإنما هو مذهب هندي، أخذ صيغة الفلسفة اليونانية عن الرواقيين والاسكندريين، ثم أخذ الصبغة الإسلامية في أيام بني العباس.]

راجع كتاب "تجديد ذكرى أبي العلاء" ص.79، 80

أتأخذون الدين عن مذهب هندي؟ وأين هذا من "الكتاب الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها في في كتاب مبين"- فيما معناه؟

وأقول لصديقي ماركيز إن الأوروبيين عامة مولعون بأكبر مساحة من الحرية والإتساع فلذا وجدوا في التصوف ما يغنيهم عن الإلحاد والبحث عن الله بصورة حلولية تركن إلى وحدة الوجود؛ وهذا يفسر اتجاه البعض منهم لأديان الهند الشرقية وشيوعها حالياً.

في انتظار جميع التعليقات ولكم الشكر سلفاً.
09-16-2006, 11:19 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله غير متصل
وما كنا غائبين ..
*****

المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
مشاركة: #2
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي


التصوف الاسلامي ...

مممممممممممم

دائما يكون موضوع الوحدة والتناسق التي يتسم بها الاسلام شيء مريح بالنسبة لي ولا أجد عناءا في أي شيء ولا في حل أية مشكلة فكرية بسبب تلك السمة الواحدية الجامعة ...

فالله واحد ... ودينه الحق واحد ... بعث رسله بدين واحد ... كلهم صف واحد ....يدعون الى شيء واحد ...

المقدمة دي هامة حتعرف ليه قدام يا ابراهيم ...

القرآن يخبرنا أنه ( وإن من امة إلا خلا فيها نذير ) ..

يعني مفيش أمة من الأمم التي نسميها وصنية إلا ولها عناية قديمة من قبل الله تعالى بإرسال الرسل ...

ولكن القرآن قال ( منهم من قصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) يعني مش كل الرسل عرفناهم لحكمة يعلمها الله ..

بقايا محبة الله التي توجد لدى تلك الأمم من بقايا منهج الرسل , ولكنه قدشابه كثير من الوثنية والعقائد الخرافية ... وعلى رأسها مذهب وحدة الوجود ..

في التصوف الاسلامي مذهب وحدة الوجود له مفهوم آخر تماما مختلف عن المذهب المعروف ..

تقدر تسميه وحدة ( الشهود ) بمعنى إن الولي أو العارف يرى الله في مخلوقاته , يرى آثار ) ..

لذلك هناك عبارة مشهورة جدا يساء فهمها هي ( ليس في الوجود إلا الله وأفعاله ) ... فالسامع لتك العبارة يتبادر إلى ذهنه على الفور أن الخلق هو الخالق ...

مع أن هذه العبارة عبارة سامية جدا ولا يفهمها إلا كا مرهف الحس و ذو ( سنس ) عالية جدا .. حلوة ذو سنس دي ؟

لا شك أنه قد تسلل إلى الاسلام ذلك التصوف الفلسفي الإشراقي ولكن هذا الاتجاه لم يكن هو الغالب بجانب التصوف النقي الذي يهتم بالبحث في تهذيب وصقل النفس لاصلاحها للدخول على الله في حضرته الالهية وشهود عظمته وجلاله : وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين .

قال الله تعالى : والذين آمنوا أشد حبا لله

وقال تعالى : يحبهم ويحبونه


وحدة الشهود دي هي المرادة حين يذكر محيي الدين ابن عربي وعبد الوهاب الشعراني من المتأخرين ..


حتى طيفور بن عيسى المعروف بأبي يزيد البسطامي رحمه الله ( أنا أحبه كثيرا ) حينما قال : سبحاني سبحاني ما أعظم شاني ,, حبنها لم يكن في وعيه ..

وهذا ليس كلامي ولكن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية , اسمعه وهو يقول :



والمخلوق إذا أحب المخلوق أو عظمه أو أطاعه يعبر عنه بمثل هذا فيقول : أنت في قلبي وفي فؤادي وما زلت بين عيني ..

ومنه قول القائل :
مثالك في عيني وذكرك في فمي .... ومثواك في قلبي فأين تغيب

وقول الآخر :

ومن عجبي أني أحن إليهم ......... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها ..... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

ومثل هذا كثير ...مع علم العقلاء أن نفس المحبوب المعظم هو في نفسه ليست ذاته في عين محبه ولا في قلبه ولكن قد يشتبه هذا بهذا حتى يظن الغالطون أن نفس المحبوب المعبود في ذات المحب العابد !

وهذا يكون لضعف العقل وقوة سلطان المحبة والمعرفة ..

فيغيب الإنسان بمعبوده عن عبادته ..

وبمحبوبه عن محبته ..

وبمشهوده عن شهادته ..

وبمعروفه عن معرفته ..

فيفنى من لم يكن ( أي المخلوقات ) عن شهود العبد ومن هذا المقام إذا غلط قد يقول مثل ما يحكى عن أبي يزيد البسطامي سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ..

وفي هذا تذكر حكاية وهو أن شخصا كان يحب آخر فألقى المحبوب نفسه في ماء فألقى المحب نفسه خلفه فقال أنا وقعت فلم وقعت أنت ؟

فقال غبت بك عني فظننت أنك أني :)

فهذا العبد المحب لما استولى على قلبه سلطان المحبة صار قلبه مستغرقا في محبوبه لا يشهد قلبه غير ما في قلبه وغاب عن شهود نفسه وأفعاله فظن أنه هو نفس المحبوب

وهذا أهون من أن يظن أن ذات المحبوب نفسه

فهذا الظن لاتحاد الذات أو لحلولها ظن غالط وقع فيه كثير من الناس فالذين قالوا إن المسيح أو غيره من البشر هو الله أو أن الله حال فيه قد يكون غلطهم من هذا الجنس .


( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : 3 / 386 وما بعدها ) ..


وهذا مذكور في كثير من كتبه .


:97:














09-18-2006, 04:38 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #3
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي
أخي داعية:

شكرا لاستجابتك الدعوة وقبولك للدخول في المناقشة هنا معي. سأتعرض لبعض مما قلت وآمل أن لا تعتبره نقد ولكن رغبة صادقة في أن أتعرف على طريقة تفكيرك وتفكير كل من يدمج التصوف بالإسلام.

اقتباس:القرآن يخبرنا أنه ( وإن من امة إلا خلا فيها نذير ) ..

هذا كلام جميل ولكنه لا يعني أن عقائد هذه الأمم تُضاف إلى القرآن وتصبح دساتير وتخترق الوحي القرآني. عندما توجد عقيدة تؤمن بوحدة الوجود وأن الله والعابد واحد وهذا ينافي روح القرآن فحتما هي عقائد تمثل خطورة على النص القرآني والعمل به. وجود النذير في الأمم يعني أنهم يتأهبون عبر التاريخ في مراحل تدريجية ولكن لهم عقائدهم الوثنية ومخلفاتهم ومن الخطورة بمكان إضافتهم على الروح الإسلامي فيختلط الحابل بالنابل.

اقتباس:بقايا محبة الله التي توجد لدى تلك الأمم من بقايا منهج الرسل , ولكنه قدشابه كثير من الوثنية والعقائد الخرافية ... وعلى رأسها مذهب وحدة الوجود ..

النص القرآني ينفي وبشدة أي شيء يعارض ربوبية الله المطلقة. خذ عندك مثلا: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح....". لم يتهاون معهم رغم أنهم أهل تسامح ومحبة و و وإلخ. وامتدح فيهم أنهم أعينهم تفيض من الدمع ومنهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون. لكن عندما يأتي الأمر للعقيدة والتي مصدرها الأساسي هو القرآن فلا مجاملة أو مداهنة بل معالم واضحة الحروف دقيقة فيها الله هو الرب الأوحد ولا يمتزج الله بالعابد ويصبحان واحداً كما هو الأمر في الهندوسية مثلا والتي ورثت عنها الصوفية هذا الاعتقاد.

اقتباس:قال الله تعالى : والذين آمنوا أشد حبا لله

وقال تعالى : يحبهم ويحبونه


وحدة الشهود دي هي المرادة حين يذكر محيي الدين ابن عربي وعبد الوهاب الشعراني من المتأخرين ..

ومن قال إن المتصوف المسلم هو أول من يدرك محبة الله الشديدة دون سواه من المسلمين؟ ابن عربي وغيرهم ورثوا عن فلسفة الهند والنصرانية. هذا تاريخ لا مراء فيه. ولأجل الإنصاف، فالذين يحبون الله حباً شديداً هم بحسب آية القرآن "الذين آمنوا"؛ وليس بالضرورة أن يتقدمهم المتصوفة.

اقتباس:حتى طيفور بن عيسى المعروف بأبي يزيد البسطامي رحمه الله ( أنا أحبه كثيرا ) حينما قال : سبحاني سبحاني ما أعظم شاني ,, حبنها لم يكن في وعيه ..

البسطامي أهبل يا أخ داعية. هل هناك مؤمن في كامل وعيه يقف في محضر الله ذي الجلال والإكرام ويقول: سبحاني سبحاني؟! ماذا ترك لخالق الأكوان إذا؟! هؤلاء بهاليل وخلطوا الحابل بالنابل وصار العبد سيد والسيد عبد. قد يكرمني سيديّ، ولكن هذا لا يعطيني الحق تحت أي ظرف من الظروف أن يسيل لعابي وأنادي سيدي: تعالى يا عبدي!

اقتباس:وهذا ليس كلامي ولكن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية , اسمعه وهو يقول :



والمخلوق إذا أحب المخلوق أو عظمه أو أطاعه يعبر عنه بمثل هذا فيقول : أنت في قلبي وفي فؤادي وما زلت بين عيني ..

ابن تيمية مجتهد؛ وليس الشطح ببعيد عنه أو عن أي مجتهد ولكن الفيصل في أخذ العقيدة الإسلامية لا يبدأ بـ "ابن تيمية" ولكن بنص القرآن الواضح وما ناقض القرآن فهو مرفوض من البدء.

وحتى في الاقتباس الذي أوردته أعلاه، لا ييستشم في كلامه أي رائحة للتصوف. عابد يقول لربه: أنت في قلبي. أين التصوف في هذا؟ المتصوفة فقط هم الذين في قلبهم الله؟!

مهما وصلت درجة الحب بين العابد وربه، ما ناقض نص القرآن هو خروج صريح على الإسلام. عقلي يقول لي ذلك.. صح؟


:redrose:
09-18-2006, 08:45 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عبـــاد غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 156
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #4
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم

لم يأت المسلمون الأوائل في عصر الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ومن تبعهم وتابعي التابعين على ذكر كلمة التصوف - وإنما كان الزهد في الدنيا هو ديدنهم وحب الله وذكره هو شاغلهم - ولم يحتاجوا في ذلك إلى فلسفات وتأملات ولم يتصلوا بالحضارة الهندية ولا الإغريقية بل نبعت هذه السلوكيات الراقية من جوهر الإسلام البسيط

ولما دخلت أمم الدنيا في دين الله ومرت عليهم السنين - كان هناك تسامح وتواصل بين مسلمي تلك البلاد ومن اختاروا البقاء على دين الأجداد - وكان هناك التحاور والترجمة لثقافات الشعوب وكتب الحكمة القديمة - وتأثر فريق من المسلمين بهذه الكتب بدون أن يخرجوا عن جوهر الإسلام - واقتفوا آثار من سبقهم برفع تأملاتهم البشرية التي بدت حكيمة إلى درجة التقديس رغم انعدام الرابط بينها وبين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم - وتميز أتباع هذا الخطاب بكونهم من فقراء المسلمين وزهادهم فكانوا أقرب إلى عموم الناس وأبعد عن الطبقة الحاكمة والثرية والمتسلطة - مما جعل لهم مكانة روحية شعبية تفوق مكانة العلماء الرسميين أو علماء السلطان وخصوصاً في العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني

ولا ينفي ذلك المكانة الشعبية التي تمتع بها علماء كبار اختاروا العودة إلى ينابيع الاسلام الأصيلة كابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم - ولكن الحال الغالب كان للعلماء الذين سلكوا طريق التصوف - وصار هذا المنهج عاماً لغالبية من سلك طريق العلوم الدينية والفقهية في العصور التالية

لا يوجد مقياس معين (ستاندرد) تستطيع أن تصنف به المتدينين على أنهم صوفيون أو لا ، إلا ما يقولونه عن أنفسهم - ولا يمكنك ألأن تفترض أن كل متصوف يوافق ابن عربي والحلاج في جميع ما نقل عنهما وما ذكر في كتبهما من مقولات توافق الفلسفة الهندية والإشراقية سواء كان حقاً أو مدسوساً - وقد قام علماء المسلمين في العصر الحديث بتحقيق وتدقيق ما نقل عن ابن عربي - وما ورد في كتبه وتصفيتها من المدسوس فيها - يمكنك الاطلاع على مؤلفات الشيخ محمود محمود الغراب بهذا الخصوص (ربما تجدها في المكتبات اللبنانية)

تستطيع فقط أن تفترض انتماء شخص ما إلى التصوف من خلال اتباعه لطريق ما في الزهد والتقوى وذكر الله وعبادته والسلوك العام - واتصال هذا الشخص بمجموعة من المتصوفة

بخصوص ما ذكرته عن وحدة الوجود - أدعوك لقراءة كتاب (سيرة حياة الإمام السرهندي النقشبندي) للشيخ أبو الحسن الندوي الهندي رحمه الله - لتعرف أن هناك من أهل التصوف من يرفض كل بدعة وكل دخيل على دين الإسلام ويخالف جميع ما ذهب إليه أصحاب وحدة الوجود

أما ما ذكرته عن البسطامي رحمه الله ، فما رأيك بمن يقول: "إنني أنا الله لا إلى إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى" ؟ (آية في القرآن من سورة طه)
وما رأيك بمن يخاطب الله قائلاً: "سبحانك لا أحصي ثناء عليك - أنت كما أثنيت على نفسك" ؟
عندما يقول إنسان مثل البسطامي هذا الكلام في حال استغراق بذكر الله فهو يتخيل كيفية ثناء الله تعالى على نفسه ولم ينقل عنه أبداً أنه مجد نفسه كإنسان بهذا الكلام - ولا يحق لك أن تأخذ هذه العبارة مجتزأة عن محيطها فهو لم يبرز يوماً بين مريديه وأتباعه ذات صباح ليقول لهم: سبحاني ما أعظم شاني

بالإضافة لما سبق هناك مؤثرات خفية ترتبط بسلوك بعض المتصوفة لم يعلمها الناس في الماضي ولكن بينها العلم الحديث
حالات الكشف أو الإشراق المرتبطة بالخلوات الطويلة والصيام الطويل لها أسباب عضوية وفيزيولوجية لم تكن معلومة فيما سبق

كان من شروط الكشف والصفاء الروحي أن يدخل الإنسان في خلوة طويلة مع صيام طويل وإرهاق جسدي وأن يمر بمراحل من التواضع وكسر النفس حتى يصل المريد إلى حالة الكشف حيث يحدثه المشايخ الراحلين أو النبي أو حتى الملائكة ومن فوقهم - ولا يختلف هذا الحال بين الديانات السماوية الثلاث أو الديانات الشرقية الآسيوية التي يعتبرها الإسلام وثنية - بعد ذلك يحصل الإشراق أو الكشف ويرتفع ذهن المريد وتسمو نفسه إلى العلياء وتريخ في عقله عبارات الحكمة والرؤى اللمستقبلية ...

اكتشف العلماء الغربيين حالات مشابهة لذلك في العصر الحديث وفي صميم المجتمعات الغربية اللادينية وكان لهم توصيف آخر لهذه الحالة .. ولكن كيف تم ذلك؟

اسم الحالة أنوريكسيا أو بوليميا - وترجمتها العربية إدمان الجوع ، وهي حالة تحصل لدى أشخاص شديدي الحساسية ولديهم وسواس قهري بأنهم بدينين وقبيحين - فيحاولون تقليل طعامهم حتى يصلوا إلى الإغماء - هذه هي البداية فقط
وبعد فترة من هذه الممارسة ولأن الجوع يسبب آلام عضلية وجسدية شديدة يبدأ الدماغ البشري بإفراز مواد مسكنة تدعى مورفينات الدماغ بكميات أكثر من المعتاد - هذه المورفينات بالإضافة إلى مفعولها المسكن تؤدي إلى هلوسات سمعية وبصرية من نوع غريب فيرى الشخص أطيافاً وأشباحاً وسماوات وأرضين - وهذا المخدر الخفيف يؤدي إلى الشعور بالنرجسية والسمو فوق الآخرين إلى درجة ازدراءهم ورفض كل ما لا ينبع من داخله - وعند الخروج من هذه الحالة يتذكر المصاب بها ما حدث فيها على أنه وقائع وليس أخيلة ويكون متأكداً مثلاً أنه طار إلى السماء ومشى على الماء ورأى بوذا ومهما حاولت إقناعه بخلاف ذلك فلن تستطيع - وكثيرون من هؤلاء دخلوا غيبوبة أدت إلى موتهم جوعاً ولم تفلح محاولات إنقاذهم من إدمان الجوع - والله أعلم أن هذه حال كثير ممن يتبعون المذهب الاشراقي

لا تسألني عن المراجع العلمية للفقرة الأخيرة لأنني قرأت ذلك منذ أكثر من 10 سنوات في مجلة علمية وليس لدي رقم العدد أو تاريخه - وأظن أن بإمكانك البحث في الإنترنت عن هذا الموضوع أو سؤال أصدقائك المتخصصين في أمريكا
09-19-2006, 05:33 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عبـــاد غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 156
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #5
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي


معلومات إضافية عن مورفينات الدماغ:

http://en.wikipedia.org/wiki/Endorphin

09-19-2006, 06:53 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فارس آخر العصور غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 307
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #6
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي
اقتباس:عندما توجد عقيدة تؤمن بوحدة الوجود وأن الله والعابد واحد وهذا ينافي روح القرآن فحتما هي عقائد تمثل خطورة على النص القرآني والعمل به. وجود النذير في الأمم يعني أنهم يتأهبون عبر التاريخ في مراحل تدريجية ولكن لهم عقائدهم الوثنية ومخلفاتهم ومن الخطورة بمكان إضافتهم على الروح الإسلامي فيختلط الحابل بالنابل

اسمح لي عزيزي ابراهيم (اشتقت إليك على فكرة) أن اشارك في الموضوع رغم ثرائه بمداخلة رائعة من أخي الحبيب الداعية

الحقيقة أنني ومنذ أن عرفت التصوف في محيط أسرتي كنت أواجه صعوبة في تقبل أن ما ذكرته هنا ممكن (وحدة الوجود)

هذا مصطلح عرفته أديان كثيرة منها الآسيوية ومنها الاسرائيلية والاثنان ربما أصلهما واحد فلا أحد بعد يدري إن كان بوذا نبيا من الانبياء ألهه قومه فعبدوه على عبادتهم لله أم أنه كفرعون الذي قال أنا ربكم فاعبدون..
حتى أقدم مذاهب التصوف -أو هكذا يقال- وهي القبالا اليهودية تؤمن بوحدة الوجود -ولاحظ أن المسلمين يؤمنون أن المسيحية واليهودية هما في الأصل دينان سماويان.

سأتحدث عن وحدة الوجود لاحقا لكن لنبدأ بالمصطلح

يقول الدكتور أمين عودة المتخصص في التصوف الكسنزاني
اقتباس:إن كلمة " صوفيا" أو "سوفيا" الشق الثاني من " فيلا سوفيا" وتعريبها كما هو معروف "فلسفة" هي من الكلمات المقترحة عند بعض المستشرقين والعرب التي اشتق منها مصطلح التصوف مبنى ومعنى. ولعل البيروني أول من شدا بهذا الرأي في كتابه " تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة" وفيه يقول:" … وهذا رأي الصوفية وهم الحكماء، فإن "سوف" باليونانية الحكمة، بها سمي الفيلسوف "بيلا سوبا" [= فيلا سوفيا] أي محب للحكمة، ولما ذهب في الإسلام قوم إلى قريب من رأيهم سُمُّوا باسمهم، ولم يعرف اللقب بعضُهم، فنسبهم للتوكل إلى الصفة… ثم صُحِّف بعد ذلك فصُيّر من صوف التيس. وعدل أبو الفتح البستي عن ذلك أحسن عدول في قوله:
 
تنازع الناس في الصوفي فاختلفوا  
قْمـا وظنوه مشتقا من الصوف
ولست أنحل هذا الاسم غير فتى
افى فصوفي حتى لقب الصوفي

الصوفية في رأيي تعريفها باختصار: الزهد في الدنيا والإمعان في العبادة والذكر للوصول إلى ما هو أبعد من حدود المادة إلى دواخل الروح ما يصل بالمتصوف إلى حقيقة الله فيلامس وجوده

هم مثلا يقولون برواية فيها أن النبي موسى عليه السلام قال: يارب أين أبغيك؟ قال عز وجل (إننى عند المنكسرة قلوبهم).

وفي مبحث قرأت أن الصوفية لها تعاريف كثر، وقد اختلف في تعريفه فقيل: " التصوف الجِدُّ في السلوك إلى ملك الملوك"، وقيل: "التصوف الموافقة للحق"، وقيل:"إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء ءاثارها"، وقال بشر بن الحارث: "الصوفي من صفا قلبه لله ".

وأنا أرى والله أعلم أن التصوف نشأ على هدف وأساس واحد هو "حب الصالحين واتباعهم وتبجيلهم والسير على نهجهم وآرائهم" بدءا من الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومرورا بالصحابة الكرام ومن تبعهم.
فّلأن محبة الصالحين وصحبتهم من علو شأنها، فكان من أبغض الأفعال عندهم مجافاة الصالحين ومعاداتهم

المتصوفة يؤمنون أنه مثلما أن هناك 124 ألف نبي فإن هناك 124 ألف ولي (في مقاربة في القيمة تحوي اسقاطات واضحة حول مرتبة الولاية عندهم) بل إنها أحيانا تفوق النبي منزلة قال الشيخ الفوتي الصوفي: "الفصل الثامن عشر في إعلامهم أن الشيخ –وهو الولي الكامل- في قومه كالنبي في أمته، وأن مبايعته كمبايعة النبي –صلى الله عليه وسلم-"

وعلى مر العصور كان التصوف مرتبطا تارة بالاعتدال والزهد والبعد عن الظهور والبهرجة والدعوة إلى الله في صمت، وتارة بالمظاهر الشاذة والغير مقبولة.
وبين الاثنين تعرضت الصوفية على مر العصور لاتهامات كثيرة بالشرك (من عند ابن تيمية والوهابيين لاحقا) أو التطرف في تقديس البشر (الولاية والقطبية والإمامة في اختلاط وتلامس ملحوظ مع المبادئ الجعفرية الأصولية) أو الشعوذة والدجل والمجون في احيان نادرة.

يقول الجنيد البغدادي: "طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلقه إلا على المقتفين ءاثار رسول الله (صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم)"اهـ، وقال الشيخ تاج الدين السبكي: "ونرى أن طريق الشيخ الجنيد وصحبه مقوَّم" اهـ، وقال سهل التُّستَري: " أصول مذهبنا- يعني الصوفية- ثلاثة: الاقتداء بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) في الأخلاق والأفعال، والاكل من الحلال، وإخلاص النيّة في جميع الأفعال" اهـ، وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: " ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخَالة"،وانما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾


ويقسم الصوفية علومهم إلى قسمين بحسب علمي علم خواص وعلم عوام

فعلم العوام هو طريق المبتدئين في سلك الطريقة وعنهم تخفى أسرار كثيرة حول طبيعة الاعتقاد والمذهب
وعلم الخواص هو العلم الذي إن أوتيته صرت من خواص الناس كما يشير التعريف ومن المحظيين في مجالس العلم بل وفي معظم الأحوال يصبح صاحب الخصوصية "وليا" في عرف العوام


أشهر طرائق الصوفية الرفاعية والقادرية والعلوية الهاشمية التي امتدت لتصل إلى شرق العالم وجنوبه.
يقول الحبيب الجفري من دعاة الطريقة العلوية حول الشرك ونفيها عن التصوف "الشرك وصف قلبي قد يعبّر عنه بلفظ أو بفعل وعند التعبير عنه بلفظ أو بفعل، إما أن يكون صريحاً كسب الذات الإلهية هذا كفر وردة والعياذ بالله, أو صريحاً بدعوى الألوهية للغير دون أن يقصد حكاية شيء أي واحد يقول: أنا ربكم الأعلى. ما أستطيع أن أقول عليه أنه كافر لأنه كان ربما يتلو جزءاً من القرآن كلام فرعون، لا بد أن أتأكد ما المقصود من هذا الكلام؟ وكذلك السلوك.." من مقابلة مع تركي الدخيل في العربية

أما وحدة الوجود فهي في اعتقادي المشكل الوحيد الذي يواجه التصوف كمعتقد إسلامي.. فهي نظرية لا تجد في الكتاب والسنة دليلا لكنها تعدو عن كونها فلسفة لتصبح عندهم عقيدة
وأساس هذا المذهب هو الاعتقاد بأنه لا وجود إلا لله تعالى، وأن المخلوقات لا وجود لها، وإنما ينسب إليها الوجود على سبيل المجاز، وأما في الحقيقة فلا وجود لها مطلقاً.

عن مِـنَــحُ الوَدُودِ في بيـــَـانِ مَـذْهــَبِ وحْدَةِ الوُجــُـودِ- أنقل:
اقتباس:وهذا هو المقصود من القول بوحدة الوجود، فلا موجود مطلقاً إلا الله تعالى، أو لا وجود مطلقاً إلا لله تعالى، وما يظهر لنا من ذوات موجودة، فإنه لا وجود لها غير عين وجود الله تعالى، فهي قائمة بعين وجوده عز اسمه، ومذهب وحدة الوجود يستلزم أن إثبات الوجود مطلقاً لغير الله تعالى إنما هو نوعٌ من أنواع الشرك، والتوحيد عندهم، إنما هو نفي الوجود عن كل ما سوى الله، واعتقاد أن كل السوى هو عين الله. فتكثر الوجود منفي عندهم، ويتبقى وحدة الوجود.


لكن هل وحدة الوجود شيء ينافي النصوص أم أنه فقط غير مذكور نصا في القرآن والسنة (والفرق واضح):؟؟؟


هذا السؤال سأحاول البحث في اجاباته لاحقا.. أنا الآن مستعجل قليلا

إلى لقاء قريب
09-19-2006, 07:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #7
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي

أشكر بشدة جميع من شاركوا في هذا الموضوع وبالأخص عباد وفارس آخر العصور.

كثيرا ما أردت الترويج للتصوف على أمل أنه يبني جسور بين الأديان وينشر السلام. لكني لا أقدر أن أقوم بذلك على أساس هدم أساس عقيدة مستخدما التضليل. التصوف قائم على وحدة الوجود وهذا المذهب ينافي القرآن شكلاً ومضموناً. لا تصوف بدون وحدة الوجود وعليه فهو مناقض كل المناقضة ومجانف كل المجانفة لروح ونص القرآن. لماذا يناقض؟ لأن الرب في القرآن مستقل بذاته ولا يتحد بأحد من عبيده تحت أي ظرف من الظروف. فكر الاتحاد هذا وارد في المسيحية المتأثرة برهبنة جماعة قمران الأسينيين ولكن لا وجود لمثل هذا الفكر بالمرة في نص القرآن. القرآن بحرفه هو من يحدد عقيدة المسلمين وتشريعهم، وهو مبدأ الإيمان والاعتقاد وبدون القرآن لا إيمان ولا اعتقاد. بل حتى مفهوم الوحي في القرآن ليس كالحال عليه في المسيحية لأنها "تنزيل" و"نزول" وهذا يوحي لك بالنظرة العلوية للرب الإله في الإسلام وأنه لا يتحد ببني وبنات البشر فيصبحون أبناء وبنات الله وكما يحاول التصوف أن يجريه محاكياً المسيحية وبالأحرى أديان الهند. الله لا يتحد بأحد في الإسلام. ليس له أبناء أو بنات. واحد أحد فرد صمد. في ضوء هذا المفهوم، التصوف بدعة لا شأن لها بالمرة بروح ونص القرآن.
09-19-2006, 08:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله غير متصل
وما كنا غائبين ..
*****

المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
مشاركة: #8
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي
اقتباس:  فارس آخر العصور   كتب/كتبت  


اسمح لي عزيزي ابراهيم (اشتقت إليك على فكرة) أن اشارك في الموضوع رغم ثرائه بمداخلة رائعة من أخي الحبيب الداعية

الحقيقة أنني ومنذ أن عرفت التصوف في محيط أسرتي كنت أواجه صعوبة في تقبل أن ما ذكرته هنا ممكن (وحدة الوجود)

هذا مصطلح عرفته أديان كثيرة منها الآسيوية ومنها الاسرائيلية والاثنان ربما أصلهما واحد فلا أحد بعد يدري إن كان بوذا نبيا من الانبياء ألهه قومه فعبدوه على عبادتهم لله أم أنه كفرعون الذي قال أنا ربكم فاعبدون..
حتى أقدم مذاهب التصوف -أو هكذا يقال- وهي القبالا اليهودية تؤمن بوحدة الوجود -ولاحظ أن المسلمين يؤمنون أن المسيحية واليهودية هما في الأصل دينان سماويان.

.
.
.


أما وحدة الوجود فهي في اعتقادي المشكل الوحيد الذي يواجه التصوف كمعتقد إسلامي.. فهي نظرية لا تجد في الكتاب والسنة دليلا لكنها تعدو عن كونها فلسفة لتصبح عندهم عقيدة
وأساس هذا المذهب هو الاعتقاد بأنه لا وجود إلا لله تعالى، وأن المخلوقات لا وجود لها، وإنما ينسب إليها الوجود على سبيل المجاز، وأما في الحقيقة فلا وجود لها مطلقاً.  

عن مِـنَــحُ الوَدُودِ في بيـــَـانِ مَـذْهــَبِ وحْدَةِ الوُجــُـودِ- أنقل:
اقتباس:وهذا هو المقصود من القول بوحدة الوجود، فلا موجود مطلقاً إلا الله تعالى، أو لا وجود مطلقاً إلا لله تعالى، وما يظهر لنا من ذوات موجودة، فإنه لا وجود لها غير عين وجود الله تعالى، فهي قائمة بعين وجوده عز اسمه، ومذهب وحدة الوجود يستلزم أن إثبات الوجود مطلقاً لغير الله تعالى إنما هو نوعٌ من أنواع الشرك، والتوحيد عندهم، إنما هو نفي الوجود عن كل ما سوى الله، واعتقاد أن كل السوى هو عين الله. فتكثر الوجود منفي عندهم، ويتبقى وحدة الوجود.




جزاك الله خيرا أخي فارس على تلك المشاركة الطيبة ...

هناك فعلا فريق كبير يرى وحدة الوجود كما شرحت ويرون أن التوحيد هو نفي الوجود عن غير الله واثباته لله فقط ..

وهذا كفر صريح لأن مقتضاه أن الله هو عين كل شيء ( ولا أريد أن أضرب أمثلة للمستقذرات من الاشياء تعالى الله عن ذلك )

وانما التفسير الصحيح لتلك الرؤية هو مايعبر عنه كثير معتدلي مشايخ الصوفية : بأن نفي الوجود عن السوى - أي كل ماسوى الله - هو نفي لقدرته بنفسه لأنه يعيش بالله وبقدرته وعونه حتى الأنفاس التي يتنفسها فهي بالله ..

ومن ثم فإن غير الفاعل بنفسه عندهم فهو في حكم العدم ..

وهذا في الحقيقة ليس بكمال , لأن الله في القرآن يثبت وجودنا نحن ويريدنا معترفين بوجودنا ليكون هناك عابد ومعبود ...

والموضوع طويل

شاكر لك يافارس

(f)













09-21-2006, 03:28 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله غير متصل
وما كنا غائبين ..
*****

المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
مشاركة: #9
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي
اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
 
أشكر بشدة جميع من شاركوا في هذا الموضوع وبالأخص عباد وفارس آخر العصور.

كثيرا ما أردت الترويج للتصوف على أمل أنه يبني جسور بين الأديان وينشر السلام. لكني لا أقدر أن أقوم بذلك على أساس هدم أساس عقيدة مستخدما التضليل. التصوف قائم على وحدة الوجود وهذا المذهب ينافي القرآن شكلاً ومضموناً. لا تصوف بدون وحدة الوجود وعليه فهو مناقض كل المناقضة ومجانف كل المجانفة لروح ونص القرآن. لماذا يناقض؟ لأن الرب في القرآن مستقل بذاته ولا يتحد بأحد من عبيده تحت أي ظرف من الظروف. فكر الاتحاد هذا وارد في المسيحية المتأثرة برهبنة جماعة قمران الأسينيين ولكن لا وجود لمثل هذا الفكر بالمرة في نص القرآن. القرآن بحرفه هو من يحدد عقيدة المسلمين وتشريعهم، وهو مبدأ الإيمان والاعتقاد وبدون القرآن لا إيمان ولا اعتقاد. بل حتى مفهوم الوحي في القرآن ليس كالحال عليه في المسيحية لأنها "تنزيل" و"نزول" وهذا يوحي لك بالنظرة العلوية للرب الإله في الإسلام وأنه لا يتحد ببني وبنات البشر فيصبحون أبناء وبنات الله وكما يحاول التصوف أن يجريه محاكياً المسيحية وبالأحرى أديان الهند. الله لا يتحد بأحد في الإسلام. ليس له أبناء أو بنات. واحد أحد فرد صمد. في ضوء هذا المفهوم، التصوف بدعة لا شأن لها بالمرة بروح ونص القرآن.

هذا صحيح يا إبراهيم أوافقك عليه 100 %

ولذلك فإن هناك تيارين من التصوف في الاسلام ..

تيار معتدل

وتيار كما قلت مبتدع


التيار المعتدل موجود بدليل الحبيب علي الجفري اللي كلنا نعرفه : الرجل صوفي وينادي بذلك .. فهل هو يقول أن الله حال فيه مثلا ؟

لو قلنا له ذلك لأعطانا بانش محترم لأول وهلة !

إذن هناك تصوف خاص بالاسلام كما قلت لك

(f)








09-21-2006, 03:37 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عبـــاد غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 156
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #10
سؤال للإخوة المسلمين المتدينين عن التصوف الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخويّ الكريمين داعية وفارس - السلام عليكما ورحمة الله - أسأل الله لكما البركة في الوقت والانتفاع برمضان وبلحظات العمر المحدودة -
وأسأل الله لي ولكم جميعاً الهداية إلى ما يحبه الله ويرضاه وعلى الأخص إبراهيم - أسأل الله العظيم الكريم أن يهديك ويأتي بك وأن تستحب الهدى على ما سواه

أحب أن أضيف توضيحاً إلى ما ذكرته بخصوص التصوف الإسلامي لتكتمل الرؤية التي أحملها لهذا الموضوع

بداية أود أن أذكر آيات من كتاب الله وحديثاً عن نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم

الآيات:
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون -
الذين آمنوا وكانوا يتقون -
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله

والحديث هو حديث قدسي فيما يرويه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه:
من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب -
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه -
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه - فإذا أحببته -
كنت سمعه الذي يسمع به - وبصره الذي يبصر به -
ويده التي يبطش بها - ورجله التي يمشي بها -
ولئن سألني لأعطينه - ولئن استعاذ بي لأعيذنه -

وهو حديث متواتر متفق على صحته

هذان الأصلان اللذين أوردتهما لا يختلف عليهما المسلمون في صحة النقل والمعنى - فالآية تتحدث عن بشر معينين سماهم الله تعالى أولياء له - بمعنى أن هناك من تولاهم الله تعالى ووالاهم - وهم والوه أيضاً - والموالاة تكون بأن يقف الإنسان في المواجهة في صف من والاه مقابل من عاداه وأن يواجه عداوة الأخرين لصالح من يواليه - من صفات هؤلاء البشر أن قد وقاهم الله تعالى من الخوف ومن الحزن في الدنيا والآخرة - ووصف سلوكهم بصفات الإيمان والتقوى - وأن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة أي أن الله تعالى يريهم من الدلائل على إكرامه لهم وعنايته بهم في الدنيا ما يثبت به قلوبهم في الطريق إلى الآخرة - وأما الحديث فهو يفسر أكثر معنى الولي لله والمزايا التي تمنح له في الدنيا والآخرة - ويبين أن الولاء لله يقتضي أن يدرك الإنسان الموالي لله أنه في حرب وأنه يقف في صف الله تعالى - وأن الله يؤذن من عاداه بالحرب كما أنه هو يؤذن أعداء الله بالحرب - لا بالسلم والمداهنة ، فالله تعلى أمر نبينا محمداً بأمر صريح : "ولا تطع المكذبين - ودّوا لو تدهن فيدهنون" - ومن هنا فإن المعنى الذي يرجوه "ابراهيم عرفات" من التصوف في التساهل والتراخي مع من كفر بالله وأشرك به وكذب بالدين غير موجود

أما عن التصوف كلفظ - فهذا اللفظ تحت قدمي وقدم كل مسلم إذا أدى إلى اختلاف الأمة وفرقتها وتباعد قلوبها - وأفضّل عليه لفظ الولاء لله والبراءة ممن عاداه وهويأتي بالمعنى المراد من الزهد والتقوى - وكلمة "أهل الولاء" بديل جيد عن كلمة "أهل التصوف" إن كانت تقرب القلوب وتزيل الحواجز بين المسلمين

الولاء لله إلى درجة أن يوالي الإنسان الله في مقابل نفسه التي بين جنبيه ومتطلبات هذه النفس - والبراءة ممن أشرك به حتى لو كان والده أو ولده أوأقرب أقرباءه وأصدقاءه

منذ خمسة سنوات (سنة 2000 ميلادية) في رمضان في الحرم المكي الشريف - قابلت أخاً في الله لا أدري ما اسمه - وهو سعودي وقد سمعني أذكر كلمة التصوف باستحسان فأراد أن ينصحني بدون أن ينفر قلبي فقال لي (بما معناه): لقد كان آباؤنا وأجدادنا إلى عهد قريب كلما مات لهم ميت ذو شأن أو مال بنوا له قبراً كبيراً وصاروا يذبحون له الذبائح ويضيئون حوله الشموع - ويسألونه ويتقربون إليه من دون الله - وربما يفعلون كل ذلك وهم لا يصلّون - والآن لا نملك إلا الأسى عليهم ولا نستطيع أن ندعوا لهم أو نترحم عليهم لأنهم ماتوا مجافين للإسلام مقاربين للشرك بفعلهم هذا - انتهى كلام الرجل - هذا الإنسان قد والى الله تعالى وأخلص له الدين على حساب نفسه وآباءه وأجداده القريبين وعشيرته الأقربين - بالرغم مما في العرب من حب للفخر بالآباء وتمجيد الأجداد - وإني لأرى ما قاله وفعله موالاة لله وتجاوز لصعوبات شديدة لا يقدر على ذلك كل إنسان - وإني لأحسبه صادقاً وموالياً لله بأتم المعاني وأكملها برغم بساطته ونقاءه وعدم حمله لأية أفكار فلسفية

وخلاصة ما أقول: هناك أولياء لله وأهل كرامة ومحبة لله وهم أشد حباً لله - وهناك أهل العلم والزهد والذكر وميزان الاقتداء بهم هو اتباع الصراط المستقيم والمحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
10-14-2006, 07:29 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رؤية في تجديد علم الكلام الإسلامي فارس اللواء 5 1,591 11-07-2012, 11:24 PM
آخر رد: فارس اللواء
  خرافة الدستور الإسلامي . جمال الحر 0 789 01-27-2012, 09:35 PM
آخر رد: جمال الحر
  جدلية العلاقة بين الحداثة والتصوف في الفكر العربي الإسلامي فارس اللواء 14 3,350 01-06-2012, 12:19 AM
آخر رد: فارس اللواء
  الله الإسلامي عدد الاسم 66 مؤمن مصلح 33 5,605 06-07-2011, 01:47 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  مشكلتنا مع المتدينين سياسية ( موجه لكل القراء على اختلاف اطيافهم) فلسطيني كنعاني 22 6,113 03-17-2011, 09:37 PM
آخر رد: العلماني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS