العاقل
عضو رائد
    
المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
|
ترجمة نص خطاب البابا
في زمن المتاجرة بمشاعر المسلمين ، في الزمن ذاته الذي يلقى بـ \" ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقوم للتقوى \" عرض الحائط .. في هذا الزمن تماما ، أحاول ان أضع أصحاب اللحى ، المستولين على الدين .. أمام الحقيقة كما هي .
لهذا فقط ، قمت بترجمة النص على دفعتين : جزء أضعه هنا ، والآخر أضعه غدا إن شاء الله . والغاية من هذا كله ، توضيح \"السياق\" - هذا الغائب الوحيد في كل تفكير أصحابنا - الذي ذكر فيه بابا روما : النبي محمد .
واعتمدت على النصوص التي نشرها موقع الفاتيكان بلغاته الثلاثة الإنجليزية و الألمانية و الإيطالية . وحاولت جاهدا أن أكتب نصا جيّدا .. فهي ترجمة سريعة جدا .. تمت في ثلاث ساعات .
المبجلين والأفاضل ، أيها السيدات والسادة :
إنه لفخر لي : العودة إلى هذه الجامعة مجددا ، وأن تتهيأ لي الفرصة ، مرة اخرى ، للوقوف هنا لإلقاء هذه المحاضرة على هذه المنصة . تعود بي الذكريات إلى تلك الفترة الجميلة في جامعة \"فرايسنجر\" عندما بدأت التدريس فيها في مدينة \"بون\" .كان ذلك عام 1959 م أيام ما كانت الجامعة القديمة مكونة من الأساتذة الأوائل. يومها ، لم يكن هناك مساعدين لمختلف الأساتذة ولا أمناء سر ، ولكن ، إزاء ذلك ، كان هناك تواصل مباشر مع الطلبة و- خصوصا – بين الأساتذة أنفسهم.كنّا نلتقي قبل وبعد الحصص في حُجر المدرسين . وكان ثم تلاقح نشط يتم مع المؤرخين والفلاسفة والأدباء و – كما هو طبيعي – بين الكليتين اللاهوتين . في كل فصل كان هناك ما يسمى \"تجمع اكاديمي\" .. حيث يقوم الأساتذة من كل قسم يعرفون بأنفسهم أمام طلاب الجامعة ، مما يمكنهم من التزود بالخبرة الفائقة – الأمر الذي أنتِ أيضا، أي وكيلة الجامعة ، قد أشرتِ إليه : الخبرة ؛ وبمعنى آخر : حقيقةً ، ورغم اختلاف تخصصاتنا التي تصعّب التواصل فيما بيننا ، إلا أننا شكلنا كلا ، نعمل في كل شيء على أساس راشد وحيد رغم كل سماته المختلفة ، ونتشارك المسؤوليات منطلقين من الإستخدام الأمثل للعقل . تلك الحقيقة أصبحت تجربة حيّة .كانت الجامعة أيضا فخورة بكليتيها اللاهوتية ، وكان جليّا أنهما بتنقيبهما حول معقولية الإيمان ، كانتا ، في الوقت ذاته ، تتمان العمل في الجزء المهم من ذلك الكلّ ، حتى ولو لم يتحلى الجميع بالإيمان الذي بحث اللاهوتيين ربطه بالعقل ككل. هذا الإحساس العميق بالإلتحام في محيط من العقل لم يكن مزعجا ، حتى عندما نُقل أن أحد الزملاء قال : \" هناك شيء غريب في هذه الجامعة : لديها كليتان مخصصتان لما هو ليس بموجود : الله \" . على الرغم من هذا الشك الجذري ،
كان التساؤل حول الله باستخدام المنطق وكذلك بحسب تقاليد الإيمان المسيحي ؛ كان هذا – بالنسبة للجامعة ككل – كان أمرا مقبولا .
تذكرت هذا كله مؤخرا ، عندما قرأت - من الطبعة التي نشرها الأستاذ \"ثيودور خوري\" من جامعة \"مونسر\"– جزءا من المحاورة التي دارت تقريبا عام 1391 في المقر الشتوي قرب أنقرة للإمبراطور البيزنطي المطلع \"مانويل الثاني\" بينه وبين مثقف فارسي حول المسيحية والإسلام وحقيقة كل منهما. والمتوقع أن الإمبراطور نفسه هو من طلب هذه المحاورة ، خلال حصار القسطنطينية بين (1394-1402) وهذا يوضح السبب في أن حججه جاءتنا أكثر تفصيلا من حجج محاوره الفارسيّ. المحاورة غطت ، وبتوسع ، تركيبة الإيمان المُضمّنة في الكتاب المقدس والقرآن ، وتعاطت ، بشكل خاص ، مع التصوّر الخاص بالله والإنسان ، وإلى ضرورة العودة – مرارا وتكرارا – إلى العلاقة بين – ما كان يدعى – \"القوانين الثلاثة\" أو \" الأنظمة الثلاثة للحياة\" : العهد القديم ، والجديد والقرآن. لا أزمع مناقشة كل المحاورة في هذه المحاضرة ، وإنما ، فقط ، أريد مناقشة نقطة واحدة تعتبر هامشية بالنسبة للحوار ككل . نقطة وجدتها ، في سياق موضوع \"الإيمان والمنطق\" ، مثيرة للاهتمام وتخدم كنقطة انطلاق لتعليقاتي على الموضوع.
في الجولة السابعة للمحاورة المنشورة من قبل الأستاذ خوري المسماة \"قضايا خلافية\" ، تطرق الإمبراطور لمسألة الحرب المقدسة . من المؤكد أن الإمبراطور كان عالما بآية \"لا إكراه في الدين .. \" .وكما قال الباحثون ، هذه واحدة من سور الفترة المبكرة ، عندما كان محمد ضعيفا ومهددا ، ومن الطبيعي أن الإمبراطور أيضا كان يعلم بالأحكام ، التي طُوّرت لاحقا وسجلت في القرآن، المتعلقة بالحرب المقدسة. دون الخوض بتفاصيل التفريق في المعاملة بين أهل الكتاب والكفار ،وجه محدثه – بفظاظة مدهشة – إلى السؤال المركزي حول العلاقة بين الدين والعنف عموما ، قال له : \" أخبرني فقط بالجديد الذي أتى به محمد ؟ ولن تجد أشياء سوى ما هو شرير وغير إنساني ، كأمره بنشر الإيمان بالسيف \". الإمبراطور ، بعد ان عبّر عن نفسه بقوّة ، راح يوضع بالتفصيل عدم منطقية نشر الإيمان بالعنف. العنف غير متوافق مع طبيعة الله والروح . قال : \" الله لا يُسرّ بالدم ، وعدم التصرف بعقلانية يتناقض مع طبيعة الله . الإيمان وليد الروح ، لا الجسد . من يريد دفع غيره للإيمان ، يحتاج للقدرة على حسن الحديث والتفكير بحكمة ، دون عنف وتهديد . لتقنع روحا منطقية ، لا تحتاج ليد قويّة ، أو أسلحة من أي نوع ، أو أي معنى يكون فيه تهديد الشخص بالموت .. \"
البيان الحاسم في هذه الحجة ضد تبديل الديانات بالعنف هو التالي : عدم التصرف بمقتضى المنطق مناقض لجوهر الرب . الناشر ، ثويدور خوري ، يلاحظ : بالنسبة للإمبراطور ، كبيزينطي تشكّل على ضوء الفلسفة الإغريقية ، هذا البيان هو حجة ذاتية . ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية ، الله متعال بإطلاق .. وإرادته لا يحدها إدراكنا وتصوراتنا ، حتى العقلانيّ منها .خوري هنا يقتبس من عمل فرنسي مهتم بالإسلاميات \"آرنالدز\" الذي أشار إلى أن ابن حزم ذهب بعيدا في ان الله لا يحدد حتى بكلمته ولا شيء يلزمه بكشف الحقيقة لنا . حتى لو كانت إرادة الله أن نعبد الأصنام.
عند هذه النقطة ، على قدر عمق فهمنا لله وباعتبار الممارسة الدينية المتشددة ، نجد انفسنا مرغمين قبالة معضلة. هل القول بأن التصرف غير المنطقي يتناقض مع طبيعة الله هو مجرد فكرة إغريقية أم أنه صواب على الدوام ؟ أعتقد اننا هنا نستطيع ان نرى التناغم العجيب بين ما هو إغريقي في بمعنى الكلمة والفهم الإنجيلي للإيمان بالرب. بتعديل للآية الأولى لسفر التكوين ، الآية الأولى لكل الكتاب المقدس ، ابتدأ يوحنا إنجيله بهذه الكلمات : \" في البدء كانت الكلمة \". وهذه نفس الكلمة المستخدمة من قبل الإمبراطور : الله يفعل بالكلمات . و\"الكلمة\" تعني كلا العقل والنقل – العقل الخلّاق والقادر على التواصل الذاتي ، تماما كعقل. وهكذا قال يوحنا الكلمة الأخيرة عن مفهوم الكتاب المقدس لله ، وفي هذه الكلمة تجد كل الروابط المعقدة والمتلوية ذروتها وتوافقها . في البدء كانت الكلمة ، والكلمة كان الله ، هكذا قال القديس . هذا الإلتقاء بين رسالة الكتاب المقدس والفكر الإغريقي لم يحدث صدفةً . رؤيا القديس بولس ، التي رأى فيها الطرق إلى آسيا قد منعت وفي حلم رأى رجل مقدوني تذرع به قائلا : \" تعالَ لمقدونيا وساعدنا ! \" (أعمال الرسل : 16:6-10 ) . هذه الرؤيا يمكن أن تترجم كـ\"تقطير\" للضرورة الجوهرية في التقارب بين إيمان الكتاب المقدس والفكر الإغريقي .
في الحقيقة هذا التقارب كان كان يتابع مسيره لبعض الوقت . الإسم الغامض لله كُشف من الشجرة المشتعلة ، الإسم الذي يفصل هذا الإله عن كل الآلهة الأخرى بأسمائها المختلفة وببساطة يقرر \"أنا \" ، مما يعلن التحدي لفكرة الأسطورة ، التي تعتبر محوالة سقراط لقهر وتجاوز الأسطورة تقف على مقربة منها . وضمن العهد القديم ، تطورت المسألة التي ابتدأت من الشجرة المشتعلة إلى مرحلة جديدة في وقت المنفى ، عندما أعلن إله إسرائيل ، إسرائيل التي كانت محرومة من أرضها وعبادتها ؛ أعلن كإله للسموات والأرض ووصف بصيغة بسيطة ، هي صدى الكلمات التي بدأت عند الشجرة المشتعلة : \"أنا\". هذا الفهم الجديد للإله كان مصحوبا بنوع من التنوير الذي يجد تعبيرا شديدا في الملهاة الإلهية التي تعتبر عمل أعمال بشرية . هكذا ، وعلى الرغم من الصراع المرير مع الحكام الهلينيين الذين رأوا إسكانه بالقوة إلى العادات والثقافة الوثنية الإغريقية ، كانت عقيدة الكتاب المقدس ، في الفترة الهلينستية ، تُصادف أفضل الفكر الإغريقي على مستوى عميقة ، أدى إلى إثراء متبادل واضح خصوصا في أواخر أدب الحكمة . اليوم ، نحن نعلم أن الترجمة الإغريقية للكتاب المقدس في الإسكندرية – السبعينية – أكثر من ترجمة بسيطة (وفي الحقيقة أقل من مقنعة) للنص العبري : هي شاهد نصيّ مستقل وخطوة مهمة ومميزة في تاريخ الوحي ، أدت بهذا التلاقي ، وبشكل حاسم ، إلى ولادة وانتشار المسيحية . أي التقاء بين الإيمان والعقل فإنه يجد مكانه ها هنا ، حيث الإلتقاء بين التنيور الأصيل و الدين. من أعماق قلب الإيمان المسيحي ، وكذلك في نفس الوقت ، من لب الفكر اليوناني الذي أنضم الآن إلى الإيمان ، كان مانويل الثاني قادرا على القول : \" التصرف بغير \"الكلمة\" مناقض لطبيعة الله \" .
|
|
09-17-2006, 07:47 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}