skeptic
عضو رائد
    
المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
|
الصراع الوجودي الفلسطيني ديموغرافيآ
[CENTER]يهود الصفر! [/CENTER]
محمود المراغي-2003
في نهاية القرن العشرين وبدايات قرن جديد بدت على الساحة الإسرائيلية حقائق ووقائع تلفت النظر.
لقد برز - ولأول مرة - ما يسمى (اليهودي المزور) و(اليهودي المنتسب) و(اليهودي تحت الطلب), وكان ذلك كله بحثا عن حل للمشكلة السكانية, تلك التي تبرز من خلال حقيقة تقول إن نمو السكان اليهود في العالم قد أصبح صفرا (أو كاد).. وأن نسبة نمو السكان اليهود داخل إسرائيل لا تزيد على واحد في المائة (أو أكثر قليلا إذا تدفقت الهجرة) بينما يبلغ النمو السكاني للفلسطينيين (3) في المائة سنويا.
ولم تستخدم إسرائيل كلمة (يهودي مزور), لكن هذه كانت الحقيقة عندما هاجر الكثيرون من الاتحاد السوفييتي السابق ومن دول أخرى ولم تكن لهم ديانة أو كانت لهم ديانات أخرى وادعوا اليهودية وتغاضت سلطات الهجرة عن ذلك, بل إنها كثيرا ما كانت تغفل بيان (الديانة) في إحصاءات الهجرة والسكان.
أيضا, لم تكن إسرائيل تعترف بكلمة (اليهودي المنتسب) لكنها وعندما عدلت قانون العودة ليسمح لليهودي بأن يصطحب أسرته (غير اليهودية) فإنها قد أضافت لرصيد سكان إسرائيل غير العرب وغير المسلمين يهودا بالانتساب, أو بحكم المصلحة وهي تدخلهم مع آخرين مستهدفين من يهود الخارج تحت بند (يهود تحت الطلب) وهو أيضا طلب متنوع الأغراض يبدأ بفكرة الهجرة إلى إسرائيل ويمتد لفكرة غريبة جرى طرحها يوماً وهو التجنيد الاحتياطي لعناصر يهودية غير إسرائيلية وتقيم خارج حدود إسرائيل ! أي أن الشخص قد يكون فرنسياً أو بريطانياً لكنه مسجل في الجيش الإسرائيلي!
ولو أخذنا بوجهة النظر الإسرائيلية أو الصهيونية التي تعتبر (الكل - أي كل يهود العالم - في واحد), ولو أخذنا مقولة أول رئيس لوزراء إسرائيل عام 1949 وهو ديفيد بن جوريون (إن مهمتنا التالية لإقامة الدولة اليهودية لن تكون أسهل.. فهذه المهمة هي استقدام جميع اليهود إلى اسرائيل ) لو أخذنا بهذا أو ذاك لأسقطنا ما نضعه من فوارق بين اليهودي والصهيوني, ولأصبح العدو كل يهودي في العالم.
ومع ذلك فإن القضية الآن هي الخطط الإسرائيلية, فخطط المستقبل تحكم صراع اليوم الناشب بين العرب وإسرائيل والمشتعل في الأرض المحتلة.
في عام 2020
كان الصراع على الأرض مشتدا, وكانت الانتفاضة الفلسطينية قد أكملت عامين من العمر حين أعلنت وكالة يهودية أن عدد اليهود في العالم كله لا يتجاوز (13.5) مليون نسمة.
في الوقت نفسه, كانت تقديرات مراكز الأبحاث أن عدد اليهود - في العالم أيضا - عام(2020) سوف يدور حول الرقم نفسه (13 - 13.5) مليون نسمة, بل إن بعض السيناريوهات تهبط بالرقم إلى (12.8) مليون نسمة.
الرقم - قياسا على أعداد المسيحيين أو المسلمين أو البوذيين - رقم ضئيل, ومع ذلك فهو البداية والنهاية في مشروع إسرائيل الكبرى بما يحمله من أخطار تجاه الوطن العربي الذي يقترب من الثلاثمائة مليون نسمة.
والرقم الذي لا ينمو عالميا قد يطمئن البعض, ومع ذلك فهو الرقم الذي تبدأ منه إسرائيل لتكون الدولة الأولى سكانيا بالنسبة ليهود العالم, وليكون لليهود الغلبة في مواجهة الفلسطينيين الذين يهددون الوجود الإسرائيلي بكثافتهم السكانية, إن لم يكن اليوم ففي الغد القريب.
وطبقا للدراسة المهمة التي قدمها الباحث المصري كارم يحيى نهاية (2002) تحت عنوان: (المليون السابع - اليهود والهجرة الصهيونية حتى 2020) طبقا لهذه الدراسة فقد مرت حركة الهجرة إلى فلسطين بين مد وجزر, لكن العصر الذهبي كان في التسعينيات حين تدفقت الهجرة من الاتحاد السوفييتي السابق.
لم يتجاوز عدد المهاجرين وحتى عام (1919) سبعين ألفا من اليهود, ولم يتجاوز عددهم بعد هذا التاريخ وحتى حرب 1948 نصف المليون, ولكن وفي أعقاب ذلك شهدت إسرائيل تدفقا بلغ حوالي المليون وربع المليون بين عامي (49 - 67) ونحو المليون في تسعينيات القرن.
وهنا نلاحظ أن الصعود والهبوط في حركة الهجرة يرتبطان بحالة الاستقرار والأمن, كما يرتبطان بامتلاء الوعاء أو نضوبه, أقصد وعاء السكان اليهود على مستوى العالم, ومن ثم فقد سجل عام (2001) أقل معدل للهجرة خلال عشر سنوات وهو (43) ألف مهاجر مقابل ضعف هذا الرقم في التسعينيات, كمتوسط سنوي. الأمن قضية أساسية, ولكن إذا كانت الهجرة (عرضا وطلبا) فإن المعروض - أو المتاح للهجرة - يتراجع بانتظام.
الفرصة أصبحت أقل تحت ضغط ما يمكن أن نسميه (تركيبة اقتصادية) ليهود العالم, فقد هاجر معظم الذين يتوقون لمستوى معيشي أفضل في إسرائيل (مثلما هو الحال مع الروس والفلاشا وغيرهم), وبقي في الخارج من يعيشون في مستوى معيشي مرتفع, وليس لديهم حافز للهجرة لأن الهجرة بالنسبة لهم تعني مستوى معيشياً أقل, وأهم هؤلاء بطبيعة الحال: يهود الولايات المتحدة والبالغ عددهم مطلع هذا القرن (5.7) مليون يهودي وبما يفوق عدد يهود إسرائيل الذين لم يتجاوز عددهم حينذاك (5.1) مليون.
الأمر الثاني فيما هو متاح أو معروض أو مرشح للهجرة واكتساب المواطنة الإسرائيلية جدل في الدوائر الصهيونية حول المفاضلة بين أن يكون اليهودي إسرائيليا ويدعم الكيان الإسرائيلي, وبين أن يكون أمريكياً أو فرنسياً أو ألمانياً أو روسياً ويلعب دور الدعم من الخارج, فالانسحاب من المجتمعات الغربية يمثل خسرانا للحركة الصهيونية خاصة تحت حقيقة أن النمو اليهودي في هذه المجتمعات قد أصبح صفرا, بل إن نمو هذه المجتمعات ذاتها بات في كثير من الدول: صفرا كذلك.
هناك عوائق إذن أمام تدفق يهودي كبير على إسرائيل وبما يدعم خططها في مواجهة الوجود الفلسطيني, ومع ذلك فإن الخطط قائمة: لا بد من مليون آخر يضاف للزيادة الطبيعية لإسرائيل ليصبح عدد السكان عام (2020) حوالي سبعة ملايين.
المليون السابع
تنظر إسرائيل , وتنظر الدوائر الصهيونية لخريطة اليهود في العالم لتنتقي منها - وكما تذهب دراسة كارم يحيى - ما يناسبها.
وطبقا للإحصاءات وبعد أول دولتين في التعداد اليهودي وهما بالترتيب: الولايات المتحدة ثم إسرائيل ... طبقا لهذه الإحصاءات فإن هناك ما يزيد قليلا على نصف مليون في فرنسا وما يقرب من هذا العدد في دول الاتحاد السوفييتي السابق, وما يربو قليلا على ثلث المليون في كندا ومائتي ألف في الأرجنتين ونصف هذا العدد في البرازيل, أما ما عدا ذلك فهو تحت المائة ألف.
وفي تقدير الدوائر الإسرائيلية والصهيونية أنه في عام (2020) سوف تصل إسرائيل بالزيادة الطبيعية إلى ستة ملايين وتبقى المعضلة في جلب المليون السابع الذي يجعلها الدولة الأولى في استيعاب يهود العالم.
تنظر إسرائيل إلى دول مختلفة, فإذا كان عدد اليهود الروس - وغيرهم في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق - نحو نصف المليون في بداية القرن الجديد, فإنهم يمكن أن يكونوا (مليونا) بعد إضافة الأقارب غير اليهود, ووفقا لنظرية (يهودي بالانتساب) أو (اليهودي المزوّر).... و... من ثم تصبح هذه الساحة مرشحة لتصدير المزيد من المهاجرين.
تستهدف إسرائيل أيضا, وهو ما حاوله شارون حين أعلن - ثم فشل - استيعاب مليون مهاجر عام (2020)... تستهدف الوصول إلى منابع أخرى (بخلاف روسيا), وهي: الأرجنتين - فرنسا - جنوب إفريقيا.
الجهود - إذن - مستمرة لكي تحقق إسرائيل ثلاثة أهداف:
الأول, وكما أشرنا أن تكون الدولة الأولى من حيث استيعاب اليهود حتى لو لم يصل عددهم إلى نصف يهود العالم.
الثاني, أن تقفز وفي عام (2020) لأن تصبح دولة الأغلبية اليهودية.
الثالث, أن تواجه النمو السكاني الفلسطيني وهو بيت القصيد بدرجة أكبر.
وطبقا لدراسة جرى عرضها أمام (مؤتمر هرتزليا-2) فإنه من المتوقع أن تضم الأرض الفلسطينية المحتلة عام (48) والمحتلة عام (67) تجمعا سكانيا في حدود (15-5ر15) مليون نسمة, والأغلبية فيه للفلسطينيين الذين سيبلغ عددهم تسعة ملايين, بينما يزيد عدد اليهود على الملايين الستة إن تحقق هدف (المليون السابع).
تشير هذه الدراسة أيضا إلى أنه في هذا التاريخ القريب سوف يمثل اليهود حوالي (80) بالمائة من سكان إسرائيل (فلسطين 1948)... بينما يمثلون أربعين بالمائة فقط من مجمل سكان فلسطين بشطريها وهو ما يمثل خطرا من وجهة النظر الإسرائيلية.
التحدي إذن قائم, وأحد أسباب انسحاب بيجن من سيناء كما قال في تصريح له إن سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين نسمة, وهو رقم لم تملكه إسرائيل يوما كفائض يتم تصديره لأرض جديدة محتلة... ولكن, والآن ليست المشكلة هي سيناء وإنما هي فلسطين.
يفسر ذلك عنف المواجهة مع الفلسطينيين, ففي التحليل النهائي وإذا لم تستطع إسرائيل أن تتسيّد الأرض بأغلبيتها السكانية عن طريق الهجرة, فإنها تستطيع أن تفعل ذلك عن طريق تهجير الفلسطينيين.
إنها سياسة (الترانسفير) والتي بدت كشبح في الأعوام الأخيرة, فهل يفسر ذلك ما يجري في الأرض المحتلة, وما قيل عن أن إسرائيل سوف تفعلها يوما بالقوة فتنتهز نشوب حرب في العراق أو غيرها?
الإجابة: نعم... فالخطوة الأولى: عنف غير مسبوق وحرب إبادة تدفع الفلسطينيين لهجرة اختيارية, فإذا لم ينجح ذلك (وهو ما حدث بالفعل) فإن الخطة البديلة هجرة إجبارية. إنها مأساة عام (48) تتكرر, والأرقام توضح لنا كل شيء, بل إنها توضح لماذا يقتلون الطفل الفلسطيني ويجهضون الفلسطينية الحامل?
|
|
08-09-2006, 01:44 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
skeptic
عضو رائد
    
المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
|
الصراع الوجودي الفلسطيني ديموغرافيآ
محمود المراغي -2002
[CENTER]الـــحـــرب ضـــد (2050)!
في ربيع عام (2002) نشبت الحرب الإسرائيلية - الفلسطينية الخامسة. قبلها كان الطرفان قد خاضا حروب: (48 و67 و73 و82), وقبلها كان العنف والعنف المضاد متصلا ومتصاعداً منذ دخول آرييل شارون إلى المسجد الأقصى ثم توليه الوزارة بعد ذلك.
وفي أكثر من تصريح صحفي وسياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ردد الرجل كلمة: (لن أعود لحدود عام (67))... يقصد الحدود التي كانت قائمة يوم (4) يونيو من ذلك العام والتي تمثل - من وجهة نظره - خطراً يهدد إسرائيل .
وربما كان النظر إلى الخريطة ينفي هذه المقولة, فالمساحة التي تحتلها إسرائيل تبلغ أضعاف المساحة التي بقيت للضفة الغربية وغزة, وعدد السكان الإسرائيليين يتجاوز تقريباً ضعف عدد السكان الفلسطينيين في وقت نشوب الحرب الخامسة والقوة المسلحة التي تحمي الكيانين لا تقارن.
هذه هي النظرة الأولى للخريطة, لكن نظرة أبعد - ربما بعين إسرائيلية - تقول غير ذلك, فمرتفعات الجولان تتحكم - إن أردنا - في الشمال الشرقي الإسرائيلي... والضفة الغربية في بعض مواقعها (شمال تل أبيب) تقترب من البحر وتستطيع بصاروخ مـــداه عشــرون ميـلاً أن تــقطع شـــمال إســـرائــيل عن غربها, فما بالــنا إذا كانت هنـــاك قوات برية قادرة على قطع هذه المسافة وفصل الشمال عن الجنوب?
قضية الحدود خلفية أساسية للحرب الخامسة التي اجتاحت فيها إسرائيل أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية, وجسّدت فيها رفضها لمبادرة القمة العربية بسلام مقابل الانسحاب والتطبيع.
لكن الأهم كانت قضية الأرقام والسكان.
... ثلاثة أخطار سكانية
عند قيام الدولة العبرية واغتصاب الأرض عالج الإسرائيليون قضية الأغلبية السكانية الفلسطينية بالإرهاب وطرد السكان وتهجيرهم, وكانت الصورة عند نشوب الحرب الخامسة: (2ر3) مليون فلسطيني بالداخل في الضفة وغزة و(1ر1) مليون في إسرائيل ونحو (5ر4) من الملايين في شتات الأرض, أي أن فلسطينيي الشتات هم الأكثر مقارنة بمن يقيمون في الضفة والقطاع.
على الجانب الآخر كان عدد سكان إسرائيل قد سجل تفوقاً كبيراً على عدد الفلسطينيين, فأصبح عام (2002) حوالي ستة ملايين.
وهكذا عالجت إسرائيل القضية السكانية التي تعتبرها حاكمة للصراع, فدون البشر لا يتكرس الموجود المادي للدولة, سواء كانت الدولة العبرية أو الدولة الفلسطينية.
حدث التفوّق السكاني العبري, لكنه كان مهدداً بثلاثة أخطار ربما رأت الإدارة الإسرائيلية عند نشوب الحرب الخامسة في ربيع (2002) أنها كافية لإشعال حرب واسعة, وربما - كما رأى بعض المعلقين الاستراتيجيين حينذاك - أنها كافية لنشوب حرب إقليمية تتخطى حدود فلسطين.
كان الخطر الأول هو أن التركيبة السكانية لم تعد - وفقاً للرؤية الإسرائيلية - قابلة للاستمرار, فقد ضم المجتمع الفلسطيني أقلية يهودية, وضم المجتمع الإسرائيلي أقلية فلسطينية, وظن البعض لفترة طويلة أن التعايش ممكن, فلما فجّر شارون عناقيد الغضب وأخرج أسوأ ما في الشخصية الإسرائيلية وهو رفض (الغير) وإذكاء (الكراهية) وإراقة الدماء دفاعاً عن الاغتصاب, عندما حدث ذلك بات واضحاً أن التعايش غير ممكن, ليس من وجهة نظر المتطرفين فقط, ولكن من وجهة نظر رأي عام إسرائيلي باتت شرائح واسعة منه مقتنعة بأنها (أرض واحدة لشعب واحد, فإما أن يكون إسرائيلياً أو فلسطينياً).
قبل المجزرة, كانت الأرقام التي أذاعتها سلطات الإحصاء في كل من فلسطين وإسرائيل والبنك الدولي تقول إن اليهود في الضفة الغربية يمثلون (17) بالمائة من السكان, وأن المسلمين والمسيحيين وأصحاب الديانات غير اليهودية يمثلون (20) بالمائة من سكان إسرائيل , أي أننا أمام تنوع سكاني يحتاج إلى صيغة للتعايش وقبول للآخر من جانب كل طرف, ولكن مع تنمية روح الكراهية والتوسع في إراقة الدماء بات التعايش صعب المنال, مما حدا شارون على طرح فكرة الجدار الذي يحمي إسرائيل , ولكن أي جدار والمستوطنات تبدو على الخريطة مثل بثور منتشرة على الوجه الفلسطيني, وهي بثور لا حل لها إلا الإزالة أو التعايش (وهو ما ينال من الحق الفلسطيني في الأرض).
والمستوطنات باتت من الكثافة بحيث أصبحت إزالتها أمراً صعباً بالنسبة لأي حكومة إسرائيلية.
لقد سمحت الحكومات المتعاقبة بالتوسع في بناء مستوطنات بالضفة والجولان والبعض منها في غزة.. وكان الهدف فرض الأمر الواقع وتمزيق الأرض الفلسطينية واختراقها بحيث تصعب عودتها. ولكن ومع الحلول السلمية والسياسية المطروحة كانت إزالة المستوطنات مطلبا أساسيا, خاصة أنها أصبحت هدفا عسكريا للمقاومة الفلسطينية.
أما الخطر الثاني فهو الفلسطينيون على بوابة إسرائيل , فبينما تخشى إسرائيل فسطينيي الداخل فإن الأرقام تعكس أن فلسطينيي دول الجوار يمثلون دعما بشريا وماديا للداخل عند اللزوم.
على بوابة إسرائيل الشرقية, يوجد (2.56) مليون فلسطيني في الأردن.. وعلى بوابتها الشمالية يوجد نصف مليون فلسطيني في لبنان وعدد يقرب من ذلك في سوريا. بينما يوجد في السعودية, وهي غير بعيدة (296) ألف فلسطيني.
الفلسطينيون إذن يحيطون بأرضهم, فإذا كان كل فلسطيني في الداخل بات قنبلة موقوتة ضد الاحتلال فإن فلسطينيي دول الجوار يدخلون المعادلة بالضرورة, كما أن أعدادهم الكبيرة تحول دون قبول الدول المضيفة للمزيد من أعمال التهجير والطرد.
يحدث عام (2050)
ويبقى الخطر الثالث, وربما يكون الأساس, فهو خطر المستقبل وطبقا لتوقعات المراكز الإحصائية والتي نشرتها (النيوزويك) في أبريل الماضي فإنه بحلول عام (2050) سوف يزيد عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عن عدد الإسرائيليين.
إنها عود على بدء, ورجوع للموقف الذي شهدته الساحة عام 1948 وعالجته إسرائيل بالحرب والإبادة والتهجير.
سوف يصبح الفلسطينيون أغلبية وبصرف النظر عن عودة اللاجئين, أي بالنمو الذاتي لسكان الضفة والقطاع والقدس الشرقية.
وفي التفاصيل يبدو متوسط العمر للفلسطيني مرتفعا (72 عاما) وتبدو خصوبة المرأة الفلسطينية عالية (6.1 طفل لكل امرأة), وذلك في مقابل معدل مرتفع أيضا لتوقعات الحياة عند المولد في إسرائيل (79 عاما في المتوسط) ومعدل منخفض للخصوبة (2.6 طفل لكل امرأة).
المرأة الفلسطينية إذن تحسم الموقف والخطر السكاني هو ما يخيف إسرائيل , ومن ثم كان الطفل الفلسطيني هدفا عسكريا لقوات إسرائيل , وكان اقتراح الزعيم الليبي معمر القذافي بإقامة دولة علمانية تضم الشعبين وتحمل اسم (إسراطين) اقتراحا غير واقعي لأنه عندما تكون الغلبة للفلسطينيين فقد زالت فكرة (أرض الميعاد) والاستقلال الذي تقول إسرائيل إنها قد حققته عام 1948.
القنبلة السكانية, والتي تمثل وعاء التجنيد العسكري ووعاء المقاومة وذراع القوة الاقتصادية والتكنولوجية. هذه القنبلة هدف رئيسي يفسر ما دار في الحرب الخامسة.
أي أن القضية حين رفضت الحكومة الإسرائيلية قبول الأمن مقابل الانسحاب, لم تكن أننا أمام شخصيات تعشق الدماء ويفتنها غرور القوة فقط, ولم تكن القضية أن هناك من يصدق أن هناك إرهابا فلسطينيا فالكل يعلم أنها مقاومة مشروعة سوف تتوقف حين يتم الجلاء ويعود الحق الفلسطيني. لكن القضية كانت استراتيجية ومتصلة بمستقبل الدولة العبرية.
حرب الحدود, وحرب السكان خاضهما شارون على طريقته الخاصة فشن حملته العسكرية على ثلاثة محاور:
الأول: إغلاق باب الأمل في عودة اللاجئين, ومن ثم حصر المشكلة في الكتلة السكانية الموجودة على الأرض.
الثاني: الدخول في حرب إبادة لكل ما هو ومن هو على الأرض الفلسطينية.. من بشر وزرع ونخيل وأشجار ومنازل ومرافق, وبالتالي لم تكن الحرب ضد ما يكسر روح المقاومة فقط وعن طريق تصفية الامكانات العسكرية أو شبه العسكرية الفلسطينية ولكنها ضد (الحياة) بكل أشكالها.. و.. على طريقة المباريات الرياضية اعتبر العدو الإسرائيلي أنه يكسب عن طريق النقاط فكلما سقط فلسطيني, أو أزيلت بنية أساسية كسبت إسرائيل نقطة ضد الخصم!
أما المحور الثالث فهو استخدام أقصى العنف عله يكون دافعا للفلسطينيين للهجرة. إنه النزوح المستهدف والذي تقاومه دول الجوار (مصر والأردن ولبنان), وهو نزوح يرى بعض الإسرائيليين أنه لن يتم بتشديد الضربات ضد الفلسطينيين, ولكنه يتم - بدرجة أكبر - من خلال حرب إقليمية تنتشر فيها الفوضى ويتم فيها النقل القسري للفلسطينيين إلى أراض مصرية وأردنية ولبنانية يتم غزوها لبعض الوقت.
إنها الجريمة كشفت عنها الحرب الخامسة فليس ما جرى مجرد رد على المطالبين بالتحرير, وليس ما جرى مجرد تحسين موقف تفاوضي يقبل فيه الفلسطينيون دولة مدجنة محاصرة منزوعة السلاح والإرادة.
الأرقام والخرائط كانت حاسمة, وكانت تقف في خط النار وراء كل دبابة ومدفع وطائرة. إنها الحرب ضد عام (2050) خاضها شارون عام (2002)
|
|
08-09-2006, 01:46 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|