رغم الحالة اللبنانية الكارثية ففلسطين هي الأسوأ بجدارة .....
لبنان أسوأ حالا من العراق وحال فلسطين أسوأ
مزجت الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت في تعليقها بين الصراعات الثلاثة في الشرق الأوسط, فأكدت أن حرب إسرائيل السرية في غزة أسوأ مما تقوم به في لبنان, وأن ما يحدث في لبنان أسوأ مما يحدث في العراق, كما تطرقت لحزب الله ومكانة زعيمه الجديدة.
"
الطوق الذي تفرضه إسرائيل على غزة والمنطقة المفتوحة التي أنشأتها على أنقاض البيوت التي هدمتها، لا يتركان مجالا لأي من سكان القطاع بالفرار خارجه, بينما لايزال هناك سبيل وإن كان وعرا يمكّن اللبنانيين من الفرار من هذا الجحيم
"
بينكث/إندبندنت
الحرب السرية
تحت عنوان "حرب إسرائيل السرية: الكارثة الإنسانية المتفاقمة في فلسطين", كتبت آن بينكث مراسلة صحيفة إندبندنت في غزة تقريرا حكت في بدايته قصة أم منهارة من الهلع بعد أن قتلت إسرائيل ابنها البالغ من العمر 12 عاما لمجرد وقوفه على سقف البيت, وقصة عدد من الفلسطينيين أمهلوا دقائق لترك بيوتهم كي لا تهدم على رؤوسهم.
وأضافت بينكث أن هذه ليست سوى لقطات يومية من الحرب الخفية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين منتهزة تركيز العالم على ما يجري في لبنان.
وأكدت أن هذه حرب احتواء وسيطرة حولت قطاع غزة إلى سجن لا مدخل له ولا مخرج منه, ولا يحميه شيء من بطاريات الطائرات بدون طيار المخيفة ولا من الصواريخ الموجهة ولا من نيران الدبابات والمدافع الثقيلة.
وشددت على أن ما يجري في غزة عقاب جماعي لسكان ذلك القطاع البالغ عددهم مليونا و400 ألف شخص, مشيرة إلى أنهم مثلوا حقل اختبار لما طبق فيما بعدُ على لبنان, إذ استهدفت بناهم التحتية المدنية من جسور ومولدات كهربائية ومحطات مياه.
وذكرت أن هذا ما جعل عددا متزايدا من المراقبين يعتقدون أن الهدف من الأسلوب الذي اتبع في غزة كان التمهيد لتطبيق نفس الأسلوب في لبنان.
وأضافت أنه في كلتا الحالتين حصلت إسرائيل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لمواصلة عملياتها العدائية ضد المدنيين غير مكترثة بنداءات بقية المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار.
ولاحظت بمرارة أن الطوق الذي تفرضه إسرائيل على غزة والمنطقة المفتوحة التي أنشأتها على أنقاض البيوت التي هدمتها، لا يتركان مجالا لأي من سكان القطاع للفرار خارجه, بينما لايزال هناك سبيل وإن كان وعرا يمكّن اللبنانيين من الفرار من هذا الجحيم.
أسوأ من العراق
تحت عنوان "هذا أسوأ من العراق" كتب صديق خان النائب في البرلمان البريطاني تعليقا في صحيفة غارديان قال فيه إن المسلمين البريطانيين مستاؤون وغاضبون من فشل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الوقوف إلى جانب ضحايا الحرب في لبنان.
وذكر خان أن سكان توتينغ وهي البلدة التي يمثلها في البرلمان وكثيرا من البريطانيين داخل لندن وخارجها, وآخرين من كل الديانات والأعراق, يحملون التصور نفسه بأن ما يجري في لبنان أسوأ مما يجري في العراق.
وأضاف أن المسلمين, الذين يشاهدون يوميا الدمار الذي تقوم به إسرائيل في لبنان, يجدون صعوبة في فهم إصرار الحكومة البريطانية على دعم الولايات المتحدة في ضوئها الأخضر لإسرائيل الذي يسمح للقتل بأن يستمر.
وذكر أنه أصبح من التحدي محاولة إقناع المسلمين بأن السياسة الخارجية البريطانية ليست معادية لهم.
وأضاف خان أن على بريطانيا أن تلعب دورا أكثر إيجابية تجاه ما يجري من قتل ودمار في لبنان, مشيرا إلى أن فشلها في ذلك سيجعل حزب العمال يخسر عددا من المؤيدين يفوق العدد الذي خسره على إثر قرار بلير المشاركة في الحرب على العراق.
أما ماثيو باريس, فاعتبر في صحيفة تايمز أن صداقات بريطانيا في العالم مبنية على الاحترام لا على الترويع بالقوة, كما هي الحال بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضاف أن أميركا جعلت نفسها قوة يخشاها العالم ولن تحتاج لجهود كبيرة كي تستعيد مكانتها داخل المجتمع الدولي, بينما جعلت بريطانيا نفسها جديرة بالازدراء وستجد عناء في استعادة ثقة الآخرين بها.
"
العرب من سوريا إلى مصر يعتبرون نصر الله قائدا فذا, بينما يرى فيه الغرب وجها من وجوه الإرهاب, بل إن البعض أصبح يعتقد أنه غطى على أسامة بن لادن كأهم هدف لدى الغربيين
"
تايمز
بن لادن أم عبد الناصر
قالت تايمز إن زعيم حزب الله حسن نصر الله أصبح بالنسبة لكثير من العرب جمال عبد الناصر لبنان, بينما ينظر إليه الغرب على أنه بن لادن جديد.
وذكرت الصحيفة في البداية أنه حتى الإسرائيليون -ألد أعداء نصر الله- معجبون بكاريزميته, لكنهم متأكدون من أن عليهم قتله إن كانوا يريدون الانتصار في جنوب لبنان.
وأضافت أن الطائرات الإسرائيلية دمرت الأسبوع الماضي ثلاث بنايات أملا في أن يصادف تدميرها وجود نصر الله فيها, لكنه كان في كل مرة يظهر على التلفزيون لتتبدد آمال الإسرائيليين.
وأكدت تايمز أن العرب من سوريا إلى مصر يعتبرونه الآن قائدا فذا, بينما يرى فيه الغرب وجها من وجوه الإرهاب, بل إن البعض أصبح يعتقد أنه غطى على أسامة بن لادن كأهم هدف لدى الغربيين.
وقالت الصحيفة إن بعض اللافتات في المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها مصر كانت تقول: "ناصر 1956- نصر الله 2006".
|