حافظ الشيخ صالح

في غضون أسبوعين تضطرب مرة أخرى شوارع القاهرة، وتتكرّر مشاهد الصدامات العنيفة مع الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب) وغيرها من الفرق البوليسية، والدافع المباشر لهذه الحوادث هو الانتصار الجماهيري لقاضيَين (مستشارَين) كانا قد أحيلا إلى محكمة التأديب القضائي، لـ «تؤدبهما« لسبب إدلائهما بتصريحات أشارا فيها إلى التزوير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأدانا التزوير، وطالبا بإعادة النظر في النتائج المعلَنة من جانب وزارة الداخلية وإجراءاتها في أثناء الانتخابات المزوّرة، والتي على الرغم من التزويرات فإن المعارضة، وبخاصة جماعة «الإخوان المسلمين« حصدت فيها نتائج باهرة وفوزاً واسعاً نسبيا، كاسرة الحدود والحواجز وإجراءات القمع العنيفة وإجراءات التزوير المتعددة الأنواع و«بلطجة« (باللهجة المصرية) الحزب الحاكم الفاسد والمفلِس.

مصر بالذات عندما تضطرب فإنّ المنظر يأخذ صورة الحجر المرميّ في بركة الوطن العربي، فتنداح من صوبه الموجات الدائرية، موجة تتلوها موجة، واصلة من فورها أو بعد حين إلى أقاصي الوطن العربي وأدانيه، فاعلة ومتفاعلة، كثيراً أو قليلاً، مع جمهور عربي غفير كلّه قد قال الآن «كفاية« وكله يرتقب التغيير.

هذا شيء طبيعي، وهو أيضاً شيء طبيعي أنْ يبصر الناس إرهاصات التغيير من صوب مصر بالتحديد، فمصر هي عاصمة العروبة والإسلام، وهي بلا منازع عاصمة المصبّ الرئيس، وهي القيادة التاريخية المتقادمة من سابق إلى لاحق إلى المستقبل، وهي شرارة التغيير، وهي البؤرة الوجودية للأمة جمعاء، فاليوم لا تتضاعف وتتفاقم في أنحاء وأرجاء العرب المصائب، وتتلاشى الحِيَل والحلول، وتقوم قومة الأقزام والخونة والطوابير الخامسة للكيان الصهيوني ولأمريكة ولإيران، إلا لسبب غيبة مصر الشاسعة والموحشة عن ساحة العروبة والإسلام، وإلا لسبب الانخذال والانهزام في نظام الأمر الراهن منذ سبعينيات القرن الماضي الميلادي.

كل اضطراب جماهيري في مصر هو يناغي قلوب جمهور العرب الغفير، وهو يتناغم مع آماله، وهو يندمج في أشواقه، وكل هذه الحوادث في مصر تتراكم شيئاً فشيئاً، طوراً بعده طور آخر، إلى بلوغ نقطة الغليان العام النهائي والثوري الحاسم، وإنما هو في هذا السياق التراكمي التاريخي تقع حوادث مصر في هذين اليومين، فهي مجرد العوارض العملية مديدة جدا وشديدة التعقيد.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=164337&Sn=shkh

الاخ بو عائشة :
اعتقد ان هذا المقال ليس من مقالات حافظ الشيخ صالح
لان المقال تضمن مصطلحات حافظ الشيخ كالمصب الرئيس كالقيادة التاريخية و المصب الرئيس و غيرها
الا ان اهم مصطلح من مصطلحات حافظ الشيخ غير موجود و هو : الصفويين و الدولة الصفوية و الاطماع الصفوية الفارسية :D

و لهذا اشك انه كاتب المقال
فهو لم يتهم الصفويين باثارة المشاكل فى عاصمة المصب الرئيس القاهرة :D


تحياتى

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

الاضطراب الذي يحدث في مصر الآن يذكرني لحد ماء بأجواء ما قبل يوليو 1952 ,

من مشاكل اقتصادية طبقة تملك كل شيء واخرى لا تجد أي شيء

وزارة قصر جمهوري وضيق بأحقية المواطنين فى احقية تشكيل وزارة بقرارهم هم وليس هم !

اضطرابات قاهرة 2006 شبية لحد ما بيوم 26 يناير 1952

غطرسة فاروق الاول تكاد تكون هي نفسها غطرسة مبارك الاب والابن والام

وإن غدا لناظره قريب !

ربما يستولي الجيش من جديد على السلطة خاصة مع تذمر العسكر وابعادهم عن السلطة التنقيذية , وخاصة ان هناك كلام عن تشكيل حركة تسمي ((جيش من أجل التغيير ))


ويعالم !

عزيزي علي نور الله

هناك الكثير من المقالات للأستاذ حافظ الشيخ يتحدث فيها عن المحاولات الصفوية للوصول إلى مصر ، سأحاول البحث عنها في محرك بحث النادي..

الصديق وضاح رؤى..

اقتباس:ربما يستولي الجيش من جديد على السلطة خاصة مع تذمر العسكر وابعادهم عن السلطة التنقيذية , وخاصة ان هناك كلام عن تشكيل حركة تسمي ((جيش من أجل التغيير ))

لا أظن ما حصل مع محمد نجيب يتكرر مع محمد طنطاوي أو أي شخص آخر في الجيش..

فعلى ما أعرف بأن الرئيس المصري يقصي أي شخص يبدأ في تكوين نفوذ ، لأنه تعلم الدرس من التاريخ..

(f)

أنقل هذا المقال للصديق علي نور الله..

مع عقيل سوار نتضامن ومع أهلنا الشيعة العروبيين نتضامن

حافظ الشيخ صالح

أتحدث هاهنا عن السياسيين والمشتغلين في السياسة تحديداً، وعن الكُتاب المسيّسين والذين يكتبون في السياسة، فلا يلجأ إلى النيابة العامة ولا يلوذ من هؤلاء بالقضاء، إلا الضعيف منهم، ذو الرخاوة والطراوة، العاجز عن الحوار، غير القدير على الأخذ والعطاء، الذي لا يستطيع تسويغ أو تبرير أفكاره ومناهجه، وبالضبط في هذا الإطار تأتي شكوى أحد السياسيين، من قادة «الوفاق« على الزميل الأستاذ عقيل سوار لدى النيابة العامة، وإلا فإننا نتعرض يوميا لسيول سيّالة من السفاهات والتفاهات، ومن الأكاذيب والافتراءات، ومن محاولات التصفية المعنوية والتشويهات، ومع ذلك لم نفكّر ألبتة في الذهاب إلى النيابة العامة، ولا ملاحقة رؤساء التحرير وإزعاجهم من نومهم، نترك ذلك كله للّه تعالى فهو الحَكَم العدل يوم نقف بين يديه جميعاً وهو الكفيل بالحساب والثواب والعقاب.

قصة هذا السياسي مع عقيل سوار لها إرث تأثري قديم ومتماد، فهذا الكاتب الشجاع لم يفارق تشيّعه العلوي العروبي الأصيل، ولم يستسلم للاجتياح الصفوي، وبقي على العهد به تجاه ايران وما صدّرته إلى البحرين والإقليم من فكر صفوي دخيل على الشيعة ومعاد لعروبتهم.

مراراً تعرّض عقيل للترهيبات الجبانة والتهديدات المسمومة، ومراراً لوّحوا له في وجهه بالنصل الصفوي الصقيل، ومع ذلك عضّ بنواجذه على مبادئه، ولم ينحن للترهيبات والاسترهابات، فأغاظ هذا الصمود معشر التيار الصفوي (ولستُ أقول الشيعي) وفقأ مرارته وفرقع كبده، فكانت الآن هذه الحيلة أو المكيدة برفع قضية عليه في النيابة العامة شاع انطباع في السنوات الأخيرة بأنّ كل شيعة البحرين كافة، وكل شيعة الإقليم، وقعوا في حبائل المخطّط الصفوي، إلا أن هذا انطباع خاطىء جدا وباطل كان ولايزال لابدّ من هدمه وتبديده، حتى لا يؤخذ جمهور الشيعة الغفير بجريرة التيار الصفوي الذي في الواقع فرح وسعد بشيوع هذا الانطباع الباطل، من أجل أن تؤول قيادة الجمهور الشيعي إليه، ويصبح الوصيّ عليه ومرجعيته السياسية والناطق باسمه.

كل ما ارتكب كُتاب شيعة عروبيون، مثل عقيل سوار وسميرة بنت رجب وعبدعلي الغسرة وآخرون، هو انهم بأقلامهم المجرّدة جاهدوا لهدم هذا الانطباع الباطل، وازالته عن الشيعة، وتأكيد الولاء فقط للتشيع العلوي العروبي.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=164972&Sn=shkh