العلماني المعلم:
بداية شكرا لك على نقل هذا المقال
ثانية وأخيرا لقد قرأت المقال "على فكرة هو نفس المصدر ونفس العدد الذي اخذت منه موضوعي عن "
بلقيس حين كشفت ساقيها" حيث ان ملحق النهار يتمز بمعية رئيس تحريره: الياس خوري بالمواضيع الثقافية الثقيلة العيار ولكن به شائكة وحيدة هو سيطرة بعض الاسماء عليه منذ امد... هذه الاسماء استقرت بالكتابة المتواترة فيه حتى صارت ايقونات معلقة لا يمكن المرور على الملحق دون ان تطالعك هذه الاسماء الوظيفية...
الموضوع ليس هنا حتى الآن.. الموضوع هو :
اللغط و الخلط الكبير بين اسماء كتاب من اتجاهات مختلفة ومستويات متفاوتة بالكتابة في حالة نفسية ابداعية هامة هي اعتزال الكتابة..
بدايةً المقال استفزني للرد عليه و لكن معلمي الناقد الكبير : ستاربونسكي علمني ان النقد لا يكون الا بالحب والاعجاب و من وقتها لم اخط نقدا ما إلا بناء على اعجاب يلي الحب يليه التمحيص ثم التحليل فنقد فني.. في كتابه النقد الادبي صرح ستاربونسكي ان شروط النقد الحديث بما هو عليه من قراءة على القراءة و أثر على أثر.. هي الاعجاب و الحب وبالتالي كل ما لا يثير فينا هذا الاعجاب يجب تجنبه فتجنبت بدوري الرد او النقل لهذا المقال ...
و لكن حين ينقل العلماني شيئا لنا في صفحات اللغة والأدب لا بد ان يكون لي الشرف بالمداخلة وعليه اخط ردي هذا...
ان مساواة ماركيز ورامبو بستيفن كينغ والانكى بحسنين هيكل والقميني يجعلني استغرب هذا التقافز "النطوطة" من كاتب المقال احدى ايقونات ملحق النهار المهترئة من اجل حشد اكبر كمية من الاسماء من هنا وهناك فقط لأملاء صفحة مقاله هذا... رغم ان
سبب توقف رامبو الشاعر العظيم عن الكتابة لهو مختلف باشد الاختلاف عن توقف العظيم الآخر ماركيز مع اختلاف العصر والجنس الادبي و شروط النشر و الانتشار بينهما.. الخ فكيف بالحري مع استحضار اسماء اخرى اقل اهمية بكثير منهما وحصرهما في نفس الهامش الذي هو امر شخصي ذاتي مختلف اصلا بين كاتب و اخر ..بحد ذاته كان اكبر من الموضوع .. فارهاب الورقة البيضاء بالنسبة للكاتب كما هو ارهاب المساحة البيضاء للفنان التشكيلي او الموسيقي او الباحث اهم واكبر من ان يفسر بانه مجرد توقف عن الكتابة ..
هذا الارهاب الذي يمنحه الفراغ او المساحة هو الدافع الاصلي للابداع و الانتاج و ليس هو ابدا الدافع للتوقف... التوقف في رأي لا ينبع ابدا سوى من فقدان هذا الارهاب حيث تتحول المساحة البيضاء او الفراغ التشكيلي الى امر عادي لا يثير غريزة الابداع و لا يحفز انزيمات الابداع ...
اذن هناك
اولا المساواة بين اسماء لا تساو بينها من جهة و بين ازمان و ظروف و اجناس ادبية لا يمكن التقارب بينها من جهة اخرى وخصوصا حالة القميني القميئة..
و
ثانيا هو العمود الفقري للمقالة و هو ارهاب المساحة او الورقة البيضاء الذي هو على عكس موقف كاتب المقال محفز للابداع
و
ثالثا
و اتمنى ان يشعر يوما بالارهاب امام صفحات هذا الملحق البيضاء قبل ان يمسك قلمه و يشهره في كل الاتجهات يمنة و شمالا يسرة و جنوبا و كانه دونكيشوتا صحفيا معاصرا يركب فوق كرسي وظيفته المستقرة في مؤسسة النهار المتميزة...
طبعا هناك الكثير يقال حول ارهاب المساحة و حول اعتزال الكتابة وهو موضوع شائك معقد يجب دراسته فراديا و حتى بنيويا حسب كل حالة على حدة او ان يدرس بشكل عام كمفهوم العقم الادبي والشلل الابداعي بغض النظر عن الاسماء و احكام القيمة ...
في النهاية شكرا للعلماني واتمنى متابعة النقاش و التحليل في الفكرة الاساسية للموضوع
دمتم سالمين
:wr: