تحية للزملاء الكرام
لقد لاحظة في هدا المنتدى مقالات وتعريفات فلسفية كثيرة ومتعددة ولم اجد نقدا للفلسفة باعتبارها فكرا قابل للنقد والتمحيص اكثر من اي مادة والسؤل الدي يطرح نفسه
هل استطاعت الفلسفة ان تعالج او تكتشف الحقيقة واين موقع الفلسفة في حياتنا بل اين هم الفلاسفة والمفكرين على ارض الواقع
في الحقيقة لم تعد الفلسفة تبحت عن حقائق موضوعية للمعالجة مشاكل الناس واحزانهم بل انغمست في الماضي وبدا من نسميهم مفكروينتمون الى الفلسفة ينقبون ويبحتون في تاريخ الفلسفة ويؤلفون كتب ومجلدات عن تاريخ الفلسفة بعيدا كل البعد عن الواقع و متغيرات العلم لقد انخسرت الفلسفة داخل الجامعات والمنتديات فقط ولم يعد لها وجود وتاتير فعلي في حياة الناس بل اصبحت مجموعة من المصطلاحات المعقدة التي لا يستوعبهاالطالب نفسه

ان اي تفكير فلسفي يجب ان ينبتق من الواقع او الحاضر الدي نعيشه لا ان ينغمس في الماضي ويحاول اظهاره لنا
لينين

السلام :

عليك أخي أن تميز بين الفلسفة وتاريخ الفلسفة . و كذلك بين دراسة الفلسفة و التفلسف. فلا يكفي أن تدرس تاريخ الفلسفة كي تصبح فيلسوفا بالضبط كما أنه لا يكفي أن تدرس الشعر كي تكون شاعرا.
الفلسفة هي بكل إختصار بحت متواصل عن الحقيقة دون الإدعاء بالمتلاكها , و هي نمط من التفكير الشمولي و النظري في مختلف القضايا (سواء تعلقت بالإنسان أو الطبيعة أو الوجود و الخالق...).
أما تاريخ الفلسفة فهي دراسة مختلف المراحل التي مرت منها الفلسفة بدأ بما كان يعرف بالحكمة المشرقية إلى يومنا هذا مرورا ابالفلسفة اليونانيةوالفلسفة الإسلامية و الهندية و الصينية و الأوربية في عصر الأنوار) . و لايمكن القول بأن من درس تاريخ الفلسفة فيلسوفا.
أما التفلسف فهي تلك العملية الفكرية التي يقوم بها الفيلسوف لياعلج إشكالية فلسفية معينة و عادة ما تبدأ بطرح تساؤل .
و هنا يمكننا أن نلاحظ بأن التفلسف فعل فلسفي ملازم لوجود الإنسان بل يمكن إعتباره طبيعة من طبائع الإنسان بغص النظر عن و درجة معرفة الإنسان و علمه. فمن منا لم يطرح مجموعة أسئلة حول الخلق و الوجود و الطبيعة و الله ,الحياة, ,الإنسان, الحرية و السعادة ... و هذه كلها مواضيع فلسفية أخدت نصيب الأسد من تفكير كل فيلسوف تقريبا. إذن يمكن أن نستنتج من ذلك أن الإنسان هو الكائن الوحيد الدي يتفلسف أو يصاب بما يصطلح عليه في الفلسفة بالدهشة الفلسفية .
ولكن ما الفرق بين تفلسف رجل الشارع و الفيلسوف؟
يكمن الفرق أولا في منهجية التفكير حيت يكون تفكير الفيلسوف أكثر تنصيقا و تنظيما . كما يعتمد في تفكيره على مجموعة من القواعد المنطقية التي تصونه من الأخطاء.
و كذلك المعرفة العامة و الشمولية حيت من المعلوم أن الفلاسفة كانوا و لا يزالون على دراية مختلف أنواع العلوم من العلوم الرياضية إلى العلوم الإنسانية و الأدب. و هذا يساعدهم على تكوين نظرة شمولية على الموضوع المدروس لا يغفل حتى الجزئيات البسيطة التي قد يكون لها تأثير كبير.
إن القول بأنه لا و جود للفلسفة في حياة الإنسان قول سلدج ذلك أن الفلسفة هي التي كانت و لا تزلا تلعب الدور الحاسم في تقرير مصير الناس. ذلك أن مختلف الأنظمة السياسية تقوم بطرح برامجها و خططها إنطلاقا من إختيار فلسفي مصرح به أم لا . فمختلف الإختيارات الكبرى للدول هي نوع من تطبيق إحدى النظريات الفلسفية و لو بشكل غير مباشر . ( نتحدت عن نظام ماركسي و إخر ليبرالي و الثالث قومي عربي .. و هذه كلها نظريات يمكن القرل أنها فلسفية). و لنسوق بعض الأمثلة الفلسفية عن مدى تأثير الفلسفة في تاريخ العالم أعطي مثالين ( الإتحاد الوفياتي الماركسي و النظام النازي لألمانيا النيتشوي).
كما تؤ ثر الفلسفة في العلوم عن طريق مراقبتها و محاولة الصيانة القيم الإنسانية , إذ أن التطور السريع للعلوم كاد أن يؤدي إلى تدمير الإنسان . و هنا يكمن الدور الأخلاقي للفلسفة في العصر الحديث.
كما أن الفلسفة و من خلال فلسفة المعرفة و فلسفة العلوم تكشف لنا عن الأخطاء التي يرتكبها العقل البشري في رحلته للبحث عن المعرفة و التي يصعبعلى غير الفيلسوف إدراكها. و يمكن أن تستفيد علوم التربية من نتائج هذان المبحتان.