{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
جادمون غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 815
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
السلام للجميع :

ربما يكون مااكتبه جاء متأخرا او ربما هو مكرر ومعاد ...و قد يكون مكانه فى المنقولات او المقالات او او .. قد يكون اى شىء لست ادركه غير ان الشىء الوحيد الذى انا واثق منه ... ان هذه المقالة مست شغاف قلبي واثرت بى عميقا مثلما اثرت فى الرائعة بسمةو التى تفضلت بارسالها الى فيما اعتبره مشاركة وجدانية عميقة وقيمة .
لم املك الا ان اعيد جلب المقالة من مكانها لاضعها هنا و لاقدمها ضمن ما قدم فى يوم المرأة العالمي ... بمثابة تحية خجولة لأنثى قفزت فوق الحواجز وتجاوزت المحظور واقترفت اثم الحلم فى عالم يجرم الاحلام ويقدس الكوابيس ..

لاطوار ولالاف الاطوارات العربيات و اللواتى بعضهن لم يوارى التراب بعد ...

الى «إيثار» أطوار بهجت
أكثم سليمان الحياة - 28/02/06//


1) أكتب لك انت بالذات يا إيثار، لأن وجهك أنت بالذات، لا بد، كان الوجه الذي أغمضت أختك الشهيدة – كما أعرفها – عينيها في لحظة الأبدية على رؤياه، بعدما ملأ جوارحها وهي تسعى في دنياها من أجلك، من أجل أختها وأمها والحقيقة والعراق. ولأن وجهك الباكي أنت بالذات على الشاشات أبكانا، وعرّانا، وأسقطنا... نحن الذين سرنا مع أختك على طول جبهات العراق وجراحاته ردحاً من الزمن، قبل أن ننظر الى ساعة التزاماتنا ومخاوفنا وظروفنا، ونغادر المكان. لتبقى أطوار وحيدة باسمة بانتظار الرصاصة. أكتب لك، لأن أختك كانت تعشق الحياة والروح والكلمة، وكانت ستنهرني محتجة: «ما يصير، أستاذ!»، لو وجهت كلماتي اليها في عالم الغيب، بدلاً من رواية حكايتها لك، للحياة التي تتبرعم اليوم وغداً، للعراق المقبل من خلف حجب الفرقة والارهاب والاحتلال.

(2) ابتسامة أختك يا إيثار كانت أول ما يلفت القادم الى بغداد الصفراء المتجهمة. لا حرب إيران في الطفولة، ولا حرب الكويت في المراهقة، ولا حرب بوش في الشباب استطاعت ان تسرق من ابتسامتها فولتاً واحداً. ظلت تلك الابتسامة تياراً عالي التوتر يسري في كل من يقترب ويعيد له توازنه المفقود في المدينة التائهة. ابتسامة سقطت امامها كل حصون الأحزاب والتجمعات والعشائر المختلفة. كانت ابتسامة أختك برداً وسلاماً على جراح الجميع، وغيمة فرح تطغى على المكان. قال إداري قادم من المحطة الى بغداد مرة في اجتماع: «عليكم الحذر في التعامل مع الأخبار والمعلومات»، وأضاف: «لا تدخلونا بالحيط، بالله عليكم!». قفزت أطوار الطفلة ضاحكة: «أنا أدخلكم بالحيط، أستاذ؟ لا أستاذ، ... أنا بطلّعكم من الحيط!»، قال الإداري: «نعم، ولكن من الجانب الآخر». وأمطرت أطوار ضحكاً وبهجة فوق الجميع.


أطوار بهجت في ربيع 2003 (أ ف ب)
(3) في ذلك اليوم الخريفي من عام 2003 كانت هواجس الدنيا تعصف بدمي. تذكرينه يا إيثار؟ كانت أطوار باتت ليلتها في سجن المطار. التهمة: العلم بوقوع عمليات عسكرية قبل حدوثها، وإخفاء شريط. قبلها بيوم تأخرت أختك بعد مهمة تصوير عن الاجتماع، وتعالت الأسئلة: أين أطوار؟ ساعات طويلة من البحث في مكان الاختفاء لم ينهها إلا صاحب دكان، تقدم إلينا، قدم ما بقي منها: هوية صحافية، جهاز ثريا، ونظارة شمسية. ثم قال: «أخذوها الأميركان». ساعات من البحث في المخافر والثكنات، ساعات من الرجاء والاستعطاف والاستهجان لدى مسؤول أميركي في المنطقة الخضراء، ... لم يُطلق سراحها مع المصور إلا في اليوم التالي. في ذلك اليوم الخريفي خرجت من بوابة سجن المطار تضحك، فانكسرت مرآة الهواجس والآلام. وحين دعتنا أمام بيتها للصعود وشرب القهوة، طفح بنا الكيل: «اغربي عن وجهنا يا أطوار، أهلك في الانتظار!»، خرجت ضاحكة. يومها رأيت ابتسامتك خلف يدك الصغيرة تلوح من الشرفة يا إيثار!

(4) لكن دعيني، وبعد ان رحلت أطوار، أكاشفك بأن اختك الكبرى لم تكن مثالية، لم تكن فوق البشر، ... يا إيثار! دموعها كانت أسرع من بسمتها، وحزنها كان أعمق من دجلة والفرات. أطوار كانت مسكونة بعراق لم يعد أحد غيرها – ربما – يراه. كل مدير للمكتب اهتز أمام دموعها وهي تطالب بنسيان حقيقة أنها امرأة في مجتمع شرقي وبإرسالها الى الفلوجة والقائم والسليمانية والنجف والبصرة وكربلاء لتنفيذ المهمات. اسألي عمرو وجواد وأحمد وماجد وبقية الزملاء. لكأنما كانت تريد البحث عن عراقها هي، عن ذاك العراق. أعطوني فرصة لإثبات ان لا فارق في حب الوطن بين الرجال والسيدات، تلك كانت رسالتها. مرة لجأت إليّ صارخة: «قل شيئاً يا أخي، وأنت القادم من أوروبا!». أسقِط في يدي، يا إيثار، بين المبدأ الذي أؤمن به، والخوف على كل هذه الطفولة الشماء. قلت: «دعيني وأوروبا وموبقاتي من لسانك يا أطوار»، أضفت هارباً من عينيها: «هنا ليس أوروبا... مسز أطوار».

(5) جرح لا يندمل في جسد كل عربي كان احتلال العراق، يا إيثار! لكن في حالة أطوار كان الجرح هي، وهي كل الجراح. تصوري اننا كنا نجلس مع أختك نرجوها، نتوسلها، باسم الحِرفية والموضوعية الصحافية، أن تتغلب على عبوسها في وجه كل ما له علاقة بالاميركيين. كانت العينان الساحرتان في الابتسام تتحولان الى سهام حمورابي ونبوخذ نصر في آن معاً، حين تمر دورية لذوي الملابس المبرقعة والنظارات الشمسية والابتسامة البلهاء. نغمزها، نهمس لها ان فينا ما يكفينا من نعرات الجنود ودفعهم لنا وعبارات: «غو... غو... غو!» (أي اذهب من هنا). لكن أنّى لعيني أطوار ان تعرفا الابتسام وهي تُفتّش أو تُدفع أو تسمع اللكنة الأميركية الغريبة في وسط بغداد. أتعرفين إيثار ان حاجزاً داخلياً حال دون إتقان أختك الانكليزية على رغم الجهود والدعوات؟ أتعرفين أن صحافياً ألمانياً وقع في هوى أختك حين رآها تصارع بميكروفونها الشرطة والزحام والأميركيين بعد انفجار؟ جاء الى المكتب ليصور ريبورتاجاً للتلفزيون الألماني عنها، لم يرفع كاميرته المهتزة عنها، وغادر مغسولاً بعرق الافتتان.

(6) لا تتساءلي يا إيثار، بعدما قلت لك ما قلت، عمّن أطلق النار على موكب التشييع، عمّن زرع على طريق جنازة أختك المتفجرات. أختك قالت لكثر في وجوههم: «لست مثلكم»، وأثبتت بالقول والفعل انها ليست مثلهم. وكثيرون، ... كثيرون جداً يريدون اليوم الانتقام. أنت أيضاً لستِ مثلهم يا إيثار، لك من أختك ألف أخ وألف أخت، لك العراق والعالم والسماء، وهم بقبائلهم وعشائرهم وطوائفهم وذخائرهم... أيتام... أيتام... أيتام.


* مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية في ألمانيا، حيث كانت أطوار بهجت تعمل لثلاثة أسابيع مضت قبل انتقالها الى قناة «العربية»، وأمضى في العراق نحو ستة أشهر بين عامي 2003 و2004.


تحياتي (f)


والى لقاء قريب...





03-09-2006, 01:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسمة غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 681
الانضمام: May 2003
مشاركة: #2
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
مرة أخرى بعد أخرى وأخرى تمتلء المحاجر بالدموع يا جادمون!
أعرف كيف آلمك استشهاد أطوار بهجت، يوم استشهادها أذكر قولك لي، وتساؤلاتك لنفسك حول جرأة أطوار الشهيدة وعدم خوفها من الوضع الصعب والمتأزم في سامراء يومها! وكأنك تنبأت باستشهادها، أذكر هذا جيداً جداً...

يا إلهي، كم يؤلمني استشهاد الصحافيين، شُهّاد، وشهداء الحقيقة، بعد في الشهر القادم، ستكون ذكرى وفاة طارق أيوب، من منا ينسى طارق أيوب؟ الذي استشهد قبل سقوط بغداد بيوم واحد؟!

من منا ينسى عدناة دعنة؟ من منا ينسى ما حدث لتيسير علوني؟ أو المصور سامي محي الدين المعتقل في غوانتانامو؟

أيادي كثيرة ظالمة سوداء، تريد خنق الحقيقة بمصادرة أرواح وحريات "شهداء الحقيقة"!

وقبل أيام أطوار بهجت الشاعرة العروس! التي كان من المفترض أن ترتدي الأبيض فرحاً بليلة عرسهاً، فارتداها اللون الأحمر وضمها تراب العراق -الذي تعشق!

رحمك الله أطوار بهجت، وألهم أهلك وجميع أحبائك الصبر والسلوان

سامحني جاد على نقل الموضوع لك:97:
03-09-2006, 02:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسمة غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 681
الانضمام: May 2003
مشاركة: #3
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
[صورة: 060683ad5e.jpg]


بغداد ـ من مراد الأعظمي:لا تزال حادثة اغتيال الصحافية العراقية الشابة أطوار بهجت تثير الكثير من التساؤلات بشأن هوية المتورطين في ذلك، وبشأن الجهة التي يمكن أن تستفيد من عملية قتل صحافية عراقية، كانت في طريقها لتغطية واحد من أبرز الأحداث التي كادت أن تنزلق بالعراق إلي أتون حرب أهلية، سعي الكثير من أبنائه إلي تجنبها.
اغتيلت أطوار بهجت، واثنان من زملائها، في يوم عراقي ملتهب، ومضت أسابيع علي الواقعة دون أن يجاب علي الأسئلة، طالما أن الحقيقة هي الضحية الأولي، في حالات كهذه.
لكن ملف أطوار بهجت قادر، بما يتوفر له من إشارات ودلالات قابلة للمقارنة والتحليل، لأن يقاوم محاولة إيداعه في أدراج النسيان، أو إبقائه أحجية مستعصية علي الحل، في العراق الجديد. فما هي القصة؟

أطوار من الصعود الإعلامي

أطوار لمن لا يعرفها، صحافية عراقية درست في قسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة بغداد. وتخرجت في عام 1998، لتمارس بعد ذلك عملها الإبداعي في كتابة الشعر.
وكانت الشابة العراقية المتفتحة علي الحياة الثقافية تتردد علي مبني اتحاد الأدباء في بغداد كل أربعاء، حيث الأمسية الأدبية الثابتة. بعد ذلك عملت في مجلة ألف باء ، وفي الصفحة الثقافية تحديدا. هي مثقفة إذن، وليست مجرد مزاولة نمطية لمهنة المتاعب. وفي ما بعد عملت بهجت في عدد من الصحف اليومية والأسبوعية، التي كانت تصدر إبان حكم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين.
لم يعرف عن أطوار أنها كانت تميل إلي أفكار البعث، أو أنها انتمت إليه. كما لم يعرف عنها ميلها إلي أي من الاتجاهات الحزبية، التي ظهرت علي الساحة العراقية بعد الاحتلال. وقد عملت أولا في قناة العراقية الفضائية، إلا أنها بعد أن شعرت أن المحطة لا تعكس عراقيتها، عملت أطوار بهجت مع أبرز جهتين في الفضائي الإعلامي العربي المرئي، أي قناة الجزيرة الفضائية، قبل أن تنتقل إلي قناة العربية الفضائية، وهما قناتان تتمتعان بمعدلات متابعة داخل العراق تتفوق باستمرار علي نظيراتها العراقية متفرقة الألوان والأهواء والارتباطات.
إلا أن الأمر لم ينته إلي مجرد صعود لنجم إعلامية شابة تمارس عملها برصانة. فقد كان علي أطوار بهجت أن تدفع ضريبة باهظة بآلامها ودمائها وروحها، في المنعطف الأخير مع ملاحقة أطراف الحقيقة، في حقل الأشواك العراقي.
ورغم مضي نحو الشهر علي انتزاعها قسرا من صدارة المشهد الإعلامي العراقي، وأطياف الفضاء العربي: فإن تفاصيل اغتيال أطوار ظلت طي الكتمان، وربما يراد لها ذلك. فالرواية الرسمية التي تناقلتها وسائل الإعلام من خلال أجهزة الأمن العراقية بدت مختزلة ومحفوفة بالتساؤلات، وها هي تثير شكوكا متزايدة، خاصة وأن بعض الأجهزة الأمنية متهمة، وأكثر من أي وقت مضي، بالتورط في مخالفات جسيمة، تشمل ارتكاب عمليات اختطاف، وممارسة حفلات تعذيب مروعة، كان لا بد وأن تلقي نفيا متشابها من متحدثين لا يبدون الاستعداد لمناقشة البراهين والأدلة والاتهامات الموجهة إلي تلك الأجهزة، أو الشروع بفتح تحقيقات جادة ومسؤولة.

بداية القصة

يري مراقبون ان ملاحقة أطوار بهجت بدأت بعد إحدي حلقات برنامج الاتجاه المعاكس ، والتي استضيف فيها علي قناة الجزيرة الفضائية، السياسي العراقي، فاضل الربيعي، الذي وجه انتقادات صوب المرجع الشيعي علي السيستاني. كان ذلك قبيل الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة، بيومين تحديدا، لتثور ضد القناة ثائرة بعض الجهات المحسوبة علي دوائر عراقية، تعتبر أن انتقاد مواقف المرجع السيستاني: إنما هو انتقاد لها علي ما يبدو.
في غضون ذلك: انطلقت حملة إعلامية حاشدة، تجندت لها كافة وسائل الإعلام، الخاضعة للدولة العراقية، ومنها جريدة الصباح والقناة الفضائية العراقية . وطالبت تلك الوسائل إعلاميي قناة الجزيرة في بغداد، بالاستقالة من القناة، الأمر الذي فهم من قبل أطوار بهجت علي أنه تهديد مبطن، ومدفوع بأقصي درجات الجدية، في ساحة لا يأمن فيها مزاولو المهن الإعلامية علي العودة السالمة إلي مراقدهم مساء.
في أتون تلك الحملة الضاغطة: وجدت أطوار أنه لا مناص من تقديم الاعتذار عما بدر من الجزيرة ، فقدمت استقالتها، من القناة عبر قناة العراقية ، إلا أن ذلك، حسب من عايشوا ما جري وراء الكواليس، لم يكن كافيا لطمأنتها من انتفاء الشرور التي تتربص بها، أو انفضاض خيوط الموت التي تحاك حولها بعناية.
لقد برهنت لها الأيام علي صدق حدسها، فقد لاحقت أطوار الكثير من المضايقات، علي الرغم من هذا الاعتذار، وعلي الرغم من الإبحار بعيدا عن الجزيرة . كان ذلك كافيا لأن تضطر إلي تغيير محل سكناها صحبة والدتها وشقيقتها، والانتقال إلي منزل جديد. غير أن ذلك لم يجد نفعا في ساحة مكشوفة لفرق الموت الأسود.
كانت الإعلامية العراقية، التي ربما انتظرتها فرصة ارتقاء مهني مميزة لو كانت خارج بلادها: تؤكد باستمرار أن هناك من يتعقبها. وهي لا تتحدث عن رؤي منامية أو خيالات تفرضها الحالة المعنوية السائدة في الشارع العراقي: بل تشير تحديدا إلي سيارتين مدنيتين، حاولتا اختطافها، ولكنها تمكنت من الفرار، ليكون الأردن وجهتها هذه المرة، حيث عرضت عليها الجزيرة العمل من عمان، إلا أنها رفضت.

سامراء البداية والنهاية

التحقت أطوار بهجت بالعمل في قناة العربية ، رغبة منها في إيصال الحقيقة، كما تقول، وهي الحقيقة ذاتها التي ذهبت ضحيتها. ففي إحدي المهام التي أوكلت إليها، وهي إعداد تقرير لبرنامج مهمة خاصة : اتجهت إلي كركوك، حيث موضوع التقرير، وبسبب الأوضاع المضطربة في المدينة، اضطرت إلي المبيت في السليمانية (منطقة كردية)، ومن ثم العودة إلي كركوك، لاستكمال المهمة، ومعها كادر من شركة الوسن الإعلامية .
خلال ذلك أفاق العراقيون علي تفجير قبة سامراء الذهبية، التي طالت مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري. فاتصل المعنيون من قناة العربية ، من المكتب الرئيس بدبي، بالإمارات العربية المتحدة، حيث مقر القناة الرئيس، لحث مكتبهم في بغداد علي الذهاب إلي هناك، وتغطية الحدث، ضمن الأسبقية المنشودة. وفي ما تمكن المراسلون الذكور من التملص من المسؤولية: اتصلت هدير الربيعي، مراسلة العربية بأطوار بهجت، لتخبرها بأن المسؤولين في القناة يريدون تغطية الحدث، وأن هدير ستذهب إلي النجف، فقالت أطوار نقلا عن العربية. نت ، أنا سأذهب إلي سامراء، ولا تذهبي إلي النجف، يكفي مكتب بغداد خسارة واحدة .
سرعان ما اتجهت أطوار إلي سامراء، محاولة الولوج إلي المدينة المغلقة، والتي تحيط بها قوات الأمن العراقية، فلم تفلح، فأرسلت تقريرها الأخير علي الهواء مباشرة، من المدخل الشمالي للمدينة، والذي أنهته بعبارتها، لا فرق بين عراقي وعراقي: إلا بالخوف علي العراق .
ثم أجرت مقابلات مع بعض أهالي المنطقة، وهنا تشير المصادر إلي توصلها إلي معلومات حول حادث التفجير، مع وجود خلاف حول طبيعة تلك المعلومات، إن كانت تتعلق بالطرف المسؤول عن التفجير أم عن ملابسات تنفيذه.
بعد هذا الذي بدا لها كسبا إعلاميا: حاولت أطوار بهجت دخول المدينة المغلقة مرارا، وأجرت عدة اتصالات، فاتصل بها وزير الداخلية، بيان جبر صولاغ، وكان وقتها موجودا في سامراء، وقال لها انتظري مكانك، ستأتيك سيارة تدخلكم إلي المدينة.
بعدها بلحظات: يتم التبليغ عن اختطاف أطوار وزميليها، وهروب الرابع أنمار عاشور، ورواية ركيكة يرويها الزميل الهارب، علي مقربة من نقطة تفتيش يقيمها مغاوير الداخلية.
عثر علي الثلاثة مقتولين علي أحد الطرق الخارجية القريبة من سامراء، بعد الساعة الواحدة صباحا. لقد كانت صدمة بالغة هزت المشاعر، فالصحافية الصاعدة، التي كسبت احترام المشاهدين من شتي المربعات: التحقت بسجل شهداء المهنة، ولتكون أبرز شهيداتها.
أعلن علي الملأ خبر اغتيال الإعلاميين الثلاثة، صباح الخميس 23 شباط (فبراير) الماضي، واتجهت الجثامين الثلاثة من سامراء، حيث وصلت بغداد قرابة الساعة الخامسة مساء بسبب إغلاق سامراء، واضطراب الطريق.
وهكذا تأجل التشييع إلي اليوم التالي، الجمعة 24 شباط (فبراير) 2006، بعد الساعة السادسة مساء، ريثما ينتهي حظر التجوال المفروض علي بغداد، غير أنه تقرر أن يفرض الحظر من جديد بعد الساعة الثامنة مساء، وهو ما يجعل من المتعذر علي أي أحد الذهاب إلي مقبرة الكرخ، مكان التشييع المحدد، والعودة في ظل الظروف الأمنية السائدة حينها، ثم العودة قبل دخول وقت الحظر.
فتم تغسيل أطوار بهجت وتكفينها، علي أن يتم التشييع صباح السبت 25 شباط (فبراير) 2006، في الساعة الثامنة صباحا، حسب ما أعلنته قناة العربية .
ولكن لم يمض الليل حتي أعلنت الحكومة عن تمديد حظر التجوال يوما آخر، لذا كان من المقرر أن يتم تأجيل التشييع إلي ما بعد انتهاء الحظر، أي في الساعة الرابعة عصرا.
وما ان طلع الصباح، حتي طرق الباب مغاوير الداخلية ، ومعهم بعض الشخصيات المحسوبة علي أطراف وقوي سياسية بعينها، ليقرروا بدء التشييع قسرا، وسط رفض الأقارب، لعدم تمكنهم من الحضور بسبب الحظر، وهنا قال المغاوير إن السيد عبد العزيز الحكيم أرسلنا، ويقول ندفنها الآن .
هكذا بدأ التشييع، وسار موكب الجنازة، وحدث ما حدث من اشتباكات مع مغاوير الداخلية . ونتيجة للاشتباكات، تجدد رفض ذوي أطوار بهجت مرافقة قوات الأمن لموكب التشييع، غير أن المسؤولين الأمنيين أصروا، مشددين علي أنهم حضروا بأمر من وزير الداخلية.
وبعد اتصالات عدة لإرسال تعزيزات أمنية، وكما شاهد كثيرون في البث المباشر لبعض الفضائيات، لأحداث إطلاق النار: أعلن وزير الداخلية بيان جبر صولاغ، أن هذه المنطقة ليست تابعة لوزارة الداخلية، وإنما هي تابعة لوزارة الدفاع. وهكذا تم سحب سيارات الداخلية، لتسير الجنازة إلي أن انتهت عملية الدفن.
أطوار بهجت السامرائي، وبحسب مصادر طبية كشفت علي جثتها: لم يتم إنهاء حياتها وزميليها، عدنان خير الله، وخالد محمود، من مدينة الفلوجة، بطريقة اعتيادية . فالاختطاف جاء ملحقا بحفلات من التعذيب والتنكيل المروعة، وفق الآثار التي عثر عليها في الجثث الثلاث.
فأطوار بهجت، ودون الاسترسال في التفاصيل المروعة التي وردت مشفوعة بالتأكيدات، واجهت صنوف الضرب، والتثقيب بالمثقاب الكهربائي (الدريل) في مواضع عدة، وعمليات إحراق وتشويه وتمزيق متكررة، فضلا عن استخدام آلات حارقة خلال ذلك كله، قبل أن يطلق الرصاص في الرأس من الجهة اليسري.
جري ذلك كله، ولم يكن بالوسع العثور علي أية إشارة بشأنه في المصادر الرسمية العراقية التي تطرقت إلي واقعة قتل أطوار بهجت، وإلي كل ما تخللها من ملابسات، وإلي حقيقة التعذيب المروع الذي عانت منه.
وما هو أكثر إثارة، أن تلك الأساليب تحمل في الساحة العراقية بصمات محددة، وترتبط باتهامات أكثر تحديدا، أمكن تأكيدها مرارا في تقارير عدة، بل ولفت تقرير حقوق الإنسان الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية (الصادر في آذار/ مارس الجاري) الأنظار إلي جديتها، عندما تحدث عن أنه غالبا ما تصرفت عناصر من المليشيات الطائفية وقوي الأمن بصورة مستقلة عن سلطة الحكومة .
03-19-2006, 12:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نورسي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 789
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #4
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
هل تعلمون من يستعمل والتثقيب بالمثقاب الكهربائي (الدريل)في عمليات التعذيب هم من جماعة ابراهيم الجعفري
طبعا لست انا من يقول هذا ولكن كثرة مخالطة مع اصدقاء لي من بغداد اخبروني بهذا الامر وقالوا ايضا من سجن من قبل جماعة الوزارة الداخلية التي تحكمها الجعفري فلن يخرج منها الى معذبا بالدريل الكهربائي ومرميا خارج بغداد قبل الان كانوا اذا سجنوا من قبل الامريكان فكانوا يقولون لارجعة له ولكن الان انقلب الموازين فالامريكان اصبحت ارحم بكثير من جماعة الجعفري
في الحقيقة لقد تألمت كثيرا جدا استشهاد هذه الانسانة الرائعة حسبنا باننا سوف نرتاح قليلا من ظلم المجرم صدام ولكن هؤلاء هم ايضا مثله
ادعوا الله تعالى ان يصبر امها واختها
كما تأثرت كثيرا بقول امراة تخرج من احدى فضائيات العراق لماذا اصبح دم العراقيين رخيصا الى هذه الدرجة
alho
:brock:
03-19-2006, 09:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
سيزيف غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 231
الانضمام: Sep 2003
مشاركة: #5
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
[quote] جادمون كتب/كتبت
السلام للجميع :

... بمثابة تحية خجولة لأنثى قفزت فوق الحواجز وتجاوزت المحظور واقترفت اثم الحلم فى عالم يجرم الاحلام ويقدس الكوابيس ..

لاطوار ولالاف الاطوارات العربيات و اللواتى بعضهن لم يوارى التراب بعد ...






ما أمهرنا في صناعة القديسين .



ربما البعض لا يعلم ان الجزيرة و العربيه والفضائيات الشهيرة الأخرى تدفع الف دولار يوميّا لكلٍ من مراسليها في العراق ,
فلماذا نكبّر الكسّ بالشِعرة !؟
لما لا تكون القضية قتل أثناء عمل خطير مدفوع الثمن !
ثم اين هنّ آلاف الاطوارات العربيات اللاتي لم يواري الثرى بعضهن !!؟





03-21-2006, 12:00 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جادمون غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 815
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #6
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
السلام للجميع :

لقد جئت متأخرا جدا يازميلي

جميل منك هذا التوصيف .واختزالك للحدث ضمن هذه المقاربة البارعة

حيث تكون مهنة الصحفي (( العربي )) تماثل مهنة المرتزق !!

تابع يا زميلي


تحياتي (f)


والى لقاء قريب...


03-21-2006, 09:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هديتي إلى العزيز بهجت وباقي الأعزاء الملاحدة قبح "الله" وجوههم The Holy Man 47 13,514 11-12-2010, 10:17 PM
آخر رد: The Holy Man
  جديد الزميل بهجت: ولكن العرب قوم لا يعدلون ! عوليس 36 6,640 06-09-2009, 08:42 PM
آخر رد: بهجت
  دكتور بهجت ..ما تعريفك للمبدأ.؟! الحادي 15 3,657 04-27-2008, 02:37 AM
آخر رد: نيقولا ديب
  إهداء الى الزميل بهجت : Loose Change الكندي 7 1,451 09-25-2006, 03:45 PM
آخر رد: الكندي
  بهجت .... وظيفة حديثة للمرأة السعودية .... المبشره ... نسمه عطرة 18 2,916 06-26-2006, 03:04 PM
آخر رد: نسمه عطرة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS