إن المراهنة على تغير ما في واقع تطرف الجماعة الإسلامية إنما هو مراهنة على ما يمكن أن يصيب الجماعة ذاتها

على حين أن شرط تشكل هذه الجماعات كحاجة متطرفة شرط قائم في الواقع الوطني والقومي والأممي

من هنا تصبح قضية إلغاء التطرف أو تنفيس مبررات وجوده قضية استراتيجية تحتاج إلى مئات السنين وتشتمل على إيجاد بدائل على المستويات الثلاث لحل الصراعات القائمة وفق آليات سلمية

من جهة أخرى وبعيدا عن الرؤية المتطرفة فإن نوعا من الفرص متاحة أمام الشعوب عامة إسلامية وغيرها قادرة من خلالها أن تحفظ لنفسها حيزا في هذا الوجود يمكن ضمنه أن تذهب كطرف أو أطراف دولية باتجاه تنمية لا بأس بها و أن تكون شريكا دوليا في مسيرة البشرية عامة

على حين فإن الرؤية المتطرفة للجماعات الإسلامية تعيد الأمور إلى لحظة صفرية تسقط كل اعتبارات الوجود والتنمية ومظاهر الحياة الأخرى بانتظار حسم المعركة الحضارية التي تتدعيها هذه الجماعات لصالحها

بالتالي فإن قضية التنمية ليست مهمة معاصرة في ذهن الحركات الإسلامية المتطرفة في حين أن القضية الراهنة هي قضية الصراع الحضاري المباشر القائم على تحطيم الحضارات الأخرى بوصفها نتائج حداثية ( جاهلية جديدة ) تتعارض والرؤية المتخلفة للوجود في ذهن الجماعة الإسلامية

فالجماعات الإسلامية المتطرفة خطر قاتل على مستويين
1- على المستوى الدولي باعتبار الساحات الدولية ساحات كفر ترى الجماعات الإسلامية لها فيها مهمة ترويضها
على مستويين أيضا – مستوى محاربة الأشخاص والبشر بوصفهم كفار
_ مستوى المنجزات الحضارية وضرورة تحطيمها بوصفها مظاهر حداثية لا تتماشى والرؤية المتخلفة للحياة الإسلامية
2- على مستوى المجتمعات الإسلامية تندرج الجماعات الإسلامية في قائمة الأمراض العضال التي لا بد أنها قاتلة
فهي - من جهة تفرض رؤيتها المتخلفة على حياة المجتمعات الإسلامية
- تحويل البشر إلى مقاتلين يواجهون كفار الداخل والخارج
- الاستبداد المقدس نظام الحكم المفترض للجماعات الإسلامية
- تتفيه الحياة وسيلة الجماعة الإسلامية لإقناع الجمهور بأهمية الآخرة والحياة الآخرة