اقتباس:كثيرا ما أثرت دهشة الزملاء و الأصدقاء بغرفة البالتاك و بالمنتديات بأعلانى أننى وثنى و حتى فى حياتى الواقعية لطالما أثرت الدهشة و حتى الأستهجان حين أقسم فى الحديث بألهتى واحدهم أو جميعهم , و ما تعرفت على شخص من أرض أخرى إلا و جهدت أن أعرف ألهة أرضه الأصيلة حتى أذكرها فى حديثى معه , و ما نزلت مدينة إلا بعد معرفة من هو أو هى إلاهها الأصلى حتى أردد ترتيلة تحية صغيرة عند زيارة أرضه و لكم أن تعلموا أننى أزور المعابد الخربة بوطنى و أرفع صلوات قصيرة للألهة التى كانت لأسلافى و أمسح غبار النسيان عن وجوه الألهة المنســية و اردد التراتيل التى حبست بين اغلفة الكتب و اعيدها حية تمجد روحى بها الألهة التى قدس أسلافى
و لكن لماذا اخترت الوثنية و كيف ارى الوثنية و كيف أوفق ما بينها و ما بين ألحادى الصارم و النهائى فهو ما أشارككم به فى السطور التاليه :
ماهى الوثنية : قاموسيا فإن الوثنى PAGAN هو شخص لا يعبد الأله الذى تعبده كل من اليهودية والمسيحية و الأسلام و هو و إن كان تعريفا قاموسيا فإنه فى رأيى الأكثر صحة و تكثيفا
فالوثنية هى مفهوم للعالم يتعارض و يتناقض و يطرح نفسه كبديل للمفهوم لأبراهيمى ( اليهودية و المسيحية و الأسلام ) و الحقيقة ان مفهوم الوثنية لم يظهر إلا بظهور الديانات الأبراهيميه فهى التى صكت المفهوم و أسبغت عليه كل الصفات السلبية الممكنه و جعلته هدفا لعداوت ربها الغيور
و الوثنية سواء القديمة أو المسماه PRE CHRISTIAN PAGANISM أو الحركة الوثنية الجديدة المسماة NEO – PAGANISM تطرح مفاهيم متناقضة مع المفاهيم الأبراهيمية أوجزها فى :
1- الوثنية تعترف بتعدد للألهة ؛Polytheistic أو بثنائية ألهية من أله ذكر و ألهة انثى Duo theistic بينما لا تعترف الأبراهيمية سوى بأله واحد لا شريك له و رغم ان فكرة الوحدانية قد حازت منذ ظهورها على أحترام شديد بأعتبارها أكثر تطورا و عقلانية من التعددية اللاهية إلا أننى أرى أن فكرة الأله الواحد المنفرد المجرد هى نتاج و عرض لفقر شديد فى الخيال و نزوع لبساطة مسطحة و هى صفات تميز العقلية البدوية الصحراوية المرتحله البسيطة و المسطحة العمق الحضارى فبينما أنتج التراكم الحضارى فى الحضارات المستقرة غنا شديدا فى المفاهيم القيمية و ثراء فى التفسيرات الوجودية مما منح الميثولوجى الوثنى مددا من التراث الفكرى و الأبداعى يصوغ منه علاقات رائعة التركيبية و عميقة التعقيد للعلاقات مابين أعضاء البانثيون الألهى فإن الميثولوجى التوحيدى وقع ضحية الفقر الحضارى فلم يملك سوى أنتاج أسطورة بسيطة مسطحة لكائن فائق يعمل بورشته لأيام ستة مشيدا عمارة الوجود و هى قصة الخلق التى تبدو شديدة البساطة و التسطح مقارنة بتعقد قصص الخلق و تركيبيتها فى الديانات الوثنية , و من زاوية علمية فإن المفهوم الوثنى للخلق يبدو أكثر واقعية و منطقية من المفهوم التوحيدى حيث اننا نعلم أن الوجود كما نعرفه تشكل عبر عمليات طويلة شديدة التعقيد و بمساهمة عدد لا يحصى من العوامل المختلفة و هو ما يتناقض مع التبسيطية المخلة لفكرة الصانع الواحد و من زاوية علم نفس النموفإن فكرة الخلق ذو المصادر المتعددة ( التركيبيه ) تعد ناضجة فى مقابل فكرة الخلق وحيد الصانع ( التبسيطية ) التى تعد غير ناضجه, وبينما جعل الميثولوجى التوحيدى أتزان الوجود رهن بمشيئة مسيطر واحد ( أتزان أحادى العنصر ) فإن الميثولوجى الوثنى جعل أتزان الوجود رهن بتوازن بين ارادات متعددة – بما فيها الأنسان – ( أتزان متعدد العناصر ) و لست بحاجة للقول أى المفهومين أقرب لفهم العالم فى حقيقته .

2- الديانات الوثنية تقوم على أحساس عال بالرمزية و الأيحاء بينما الديانات الأبراهيمية تقوم و يا للعجب على المباشره فالوثنيون ينظرون لألهتهم سواء من حيث كونها مفاهيم ذهنية أو صور مادية بصفتها رموز أو كناية عن مفاهيم مجرده ( العداله= ماعت , الحكمه = تحوتى ) أو عن دورات مناخية ( أوزيريس – أدونيس = نمو المحاصيل فى الربيع ) أو مظاهر طبيعية ( رع = الشمس –بوسيدون = البحر ) بينما الديانات الأبراهيمية تؤمن بتواجد حقيقى و مباشر لرموزها الدينية فألوهيم موجود حقيقة و متجسد فى صورة عامود الدخان أو اللهب مقابل – مثلا – رع الذى هو رمز لقوة الشمس و مركزيتها فى الدورات المناخية و الأحيائية على الأرض فهو ليس وجود واقعى بل وجود محسوس رمزى , وبالنسبة للمسيحى فإن المسيح هو شخص حقيقى من لحم و دم - بغض النظر عن أصله اللاهوتى أو الناسوتى – و الصليب خشب واقعى و المسامير كانت حقيقة من حديد و الصلب تم حقيقة و الدم المسال و التاج الشوكى ...و كل تلك الدراماتيكيه التى نعرف جميعا قد حدثت حقيقة فلا رمزية هنا و لا إحالات بل تطابق مابين المعتقد و مايظن انه واقع تاريخى فى مقابل أوزيريس - الأله الميت و المنبعث – فموت أوزيريس و بعثه هو حدث يتكرر سنويا مع بداية موسم النبات و هو رمز لأنبعاث الحياة من الأرض بعد موتها و الأحالة الرمزية دقيقة جدا حيث ان البذرة الميتة تدفن فى الأرض لتعود كنبات حى و هى رمزية لأننى عجزت عن أيجاد كلمة واحدة فى أى وثيقة وجدت من مصر القديمة تنص على أن الأله يقتل حقيقة و واقعا كل عام و أن شخصا أو أشخاصا ما راوا دليلا على قتله أو بعثه أو قابلوه سائرا قى الطريق , أما أسلاميا فالمسلمين يؤمنون كذلك بالوجود الواقعى للأله و أنه على عرشه حقيقة و أنه يحكم الكون بشكل مباشر و بصفة عامة كملاحظة جانبية فإن الأديان الأبراهيمية الثلاث عجزت عن أيجاد تصور يختلف عن تصور الأديان الأقدم للخالق المتجسد بشكل ملك سماوى مطلق السلطات يحكم عبر بلاط من الكائنات الميتافيزيقيه و قد جعلت رمزية الديانات الوثنية منها ديانات مرنة متفاعلة على عكس الديانات ( أحادية الأله ) المغلقة المتكلسه , فبما أن الألهة رموز و ليست واقع حادث فمن السهل بل من الطبيعى أقامة علاقات متشابكة و متقاطعة بين الرموز المختلفة لحل أشكاليات سياسية أو أجتماعية أو حتى ثقافيه مثل دمج الألهين ( أمون ) و ( رع ) لتكوين ( أمون- رع ) و ثـنائيات أخرى عديدة للتوأم مع التغيرات التاريخية و الأجتماعية الحادثة فى مصر القديمة من بزوغ أو أفول نجم مدينة مسيطرة ترغب فى دفع معبودها ( = رمزها ) للصدارة – رأيت لعدم الأطالة وضع عدة روابط كهامش للمقال ليعود أليها من يرغب فى الأستزاده ـ كما أن الهندوسية برغبتها فى توحيد أمم و قبائل شبه القارة الهندية أعتبرت كل الألهة الهندية التى تعد ألوفا صورا للمعبود الواحد أو الرمز الكلى ( براهمان ) , كما أتاحت رمزية الديانات الوثــنية و مرونتها خلق فضائات روحية تجمع ما بين شعوب و ثقافات مختلفة بحثا عن وحدة سياسية ( زيوس – أمون ) لتوحيد المصريين و الأغريق تحت حكم الأسكندر المقدونى و الأله ( سيرابيس ) المركب من معبود ممفس ( حابى – أبيس ) و ( هاديس ) أله العالم السفلى الأغريقى لتكوين فضاء روحى للمملكة البطلمية الناشئة وقتها , كما أن الولع المصرى القديم بحضارة فينيقيا و تأخيهم معها فكريا أنعكس على شكل علاقة عشق ما بين ( أوزيريس ) المعبود المصرى الأكثر شعبية و (عشتار) المعبودة الفينيقية الأكثر سحرا بل و حتى تم دمج ( أيزيس ) المصرية فى ( جونو ) اليونانية لأرضاء ولع الرومان بعبادة الأولى التى أصبحت إلهة شبه عالمية و أصل ( (root روحى حولته المسيحية بعد ذلك إلى العذراء ( أم الله ) و نضع المفهوم الوثـنى المرن و المنفتح روحيا و فكريا فى مقابلة مع المفهوم ( الأحادى الأله ) المغلق و الذى لأنعدام تصوره للرمزيه لا يقبل التألف و لا التأخى الروحى بل يعتمد الأدماج و النفى لأبتلاع الأخر بدلا من الأندماج فيه و المشاركة معه ( هل أحتاج لأيراد مقاطع من الكتب المقدسـة لأثبات ذلك؟....لا أعتقد )

3- المحور الثالث الذى تتناقض فيه الوثـنية مع الديانات( الأحادية الأله ) هو الموقف من الأنسان و الطبيعة و موقع الأنسان فى الطبيعة و علاقته بها
فالوثـنية تتناقض مبدئيا – مرة أخرى – مع التوحيديه فبينما تركز التوحيدية ( القداسة ) فى كائن فائق واحد – قد يسـكن السـماء أوالهيـكل – فإن الوثـنية تسكن القداســة فى كـل مظهر تقريبـا من مظاهر الوجود و كل عنصـر من عناصـر الطبيعـة فهـى تضفى القداســة علـى العـالم كلـه و هـذان الموقفان المتعـارضـان ينعكسـان على رؤيتين متناقضتيـن لموقـع الأنسـان و مكانتـه وسـط الطبيعـة فالديانات أحادية الأله بتركيزها القداسـة فى فائق ( super ) وحـيد مطلق القـدرة يسـكن السمـاء تطبق نفس القاعـدة على الأرض جاعلـة من الأنسـان فائق يسـكن الأرض فهـو المستخلف على الوجـود من خالق الوجـود و الكائنات كلها مسخـرة من أجل منفعتـه و لا قيمـة لأى كائن إلا بقدر نفعه أو ضرره لمخلوق الله المدلل ( الأنسان ) و على ذلك فالأنسان حر فى ما يفعله بالطبـيعة و مادامت ممنوحـة له فهـو مأذون فى أستغلال العالم كيف يشـاء لأشـباع رغباته للحـد الأقصى طـالما هو يؤدى حق الأيجـار للمالك ( = العبـاده ) و ذلك المفهـوم المتعالى و المغرور أدى لأطلاق يد الأنسـان فى تجـريف مـوارد الكوكب و أجهاد و تدمـير الأنظمـة البيئـيه
كمـا أنتج قدر كبيـر من أحتقار الحيـاة و النظـر لكـافة أشـكالها ما عدا البشـرية بأعتبارها غير ذات قيمـة إلا بمقدار فائدتها لسـيد الكون المسـتخلف عليه ,
على الناحيـة الأخرى فإن الوثـنية بإضفائها القداسـة على العناصر الطبيعيـة كلهـا – و إن بمقادير متفاوتة – تضع الأنسـان فى مكـانه الصحيـح كفـرد فى أسـرة الوجـود و كمكـون مـن مكـونات الحياه لت تضعـه على القمـة بل فى الوسـط لا تتركـه منبوذا ككـائن متفوق وحـيد بل تدمجـه فى تفاعـل و تداخـل من الكائنات المسـاوية له بل و حتى المتفوقـة عليـه فى بعض المناحـى و هى بذلك تزرع فى الأنسـان أحترامـا عميقا لكـل أشـكال الحيـاة بل و لكل أشـكال الو جـود و بدلا من أرتباطـه بقداسـة منفردة متعاليـة فإنها تمنحـه ما لا حصـر له مـن القداسـات التى هى بمتناول اليـد و الروح و تضـع العلاقـة ما بينـه و بين الطبيعـة فى منطقـة التعاون و التألف بدلا من منطقـة السـيطرة و الأخضاع و هـى رؤيـة تعتمـد مفهوم ( الأسـتيفاء ) فى مقابـل مفهـوم ( الأشـباع ) الذى تطرحـه الديانات أحـادية الأله ] كمثال : اعـتبر المصريون القدمـاء صـيد فرس النهـر و هو كائن مدمر للمحـاصيل عملا خيرا لأن أله الشـر ســت يتجسـد فى صـورته و لكـن بصـفته صورة لأله حتى لو كان شريرا فأنهم لم يشـنوا عليـه حملات أبادة أبدا , و بشكل أكثر وضوحا فإن السـكان الأصليين لأمريكا الشمـاليه كانت عاداتهم الوثنيـة تنص على أقامة صلوات لأرضاء روح الحيوان قبل صيـده و أخرى لتهدئة الروح و الأعتذار منها بعد الصـيد و فى شـرق افريقيـا ينظـر شعب ( الماسـاى- Masai ) إلى الأفيال بأعتبارها ( جـيران ) و حينما تهاجم قطعان الأفيـال مزارعهم كانوا يعتبرونها (حربا ) يشـنها عليهم مقاتلين معتدين و ليس (أفات مؤذيه ) – أعلـم أن أفكـار كتلك قد تبدو سـاذجة بسـيطة و لكن ذلك تمـامـا هو مـا أحاول تفكيكـه –

4- برأيى أن المحور الأساسـى الذى دعانى لفحـص و دراسـة الوثنيـة هو هذا المحور الأخير

ألا و هو التناقض التام بينها و بين الأحادية فى الموقف من الميتافيزيقا عموما ومن ( الميتافيزيقا الفـردية ) خاصة و و أعتقد أن على أولا طرح مفهومـى للميتافيزيقا الفردية
الميتافيزيقا الفردية هى الجزء الوجدانى العاطفى للمفهوم الفردى الشخصى للعالم كما أن حتى المفهوم العقلانى الفردى للعالم يكون جزءا من الميتافيزيقا الفرديه فهـى الجزء الأكثر خصوصية من وعى الفرد أنه أنتاجه الخاص للمعطيات الكونيه و مفهومه الخاص جدا للعلاقات مابين الأشـياء أنها منطقة ( أنا أحب أو أنا أكره ) و التى تنفصـل عن الوعى العقلانى المباشـر لما يقع عليه الأحسـاس فهـى المنطقـة التى يتكون فيها الموقف الخاص و الذاتى من العالم و الذى هو نتاج العلاقـة الجدلية مابين الوعى العقلانى الواقعى بالعـالم و الذى قد يكون عاما و جماعيا و مابين التجارب الذاتية الشـخصيه التى هى شـديدة الخصوصـية و الفرديه أنها من زاوية ما مسـاحة الروحية و المقدس الشـخصية و بأبسـط أشـكالها هى العلاقـة الجدليـة ما بين ( الأنا ) و ( العالم )
تلك المسـاحة الخاصة و الذاتية هى الأكثر نعرضـا لعدوان الديانات الأحادية الأله فالديانة الأحادية و لأنها ترى العالم نتاج لأرادة واحدة و بقائه رهـن بعنصـر أحادى فإنها تشـترط على المؤمنين بها أتخاذ موقف أحادى و جماعى من العـالم تحدده نصوص الديانة التى يتبعونهـا فالديانة الأحـادية الأله تحـدد مسـاحة مقدس صارمـة الأبعاد لا يجوز أختراقها أو تجاوزها فلأنه اله أحادى من يسيطر على الوجود فرؤية واحدة هى المطـروحة لتبنيها من المؤمنين عن هذا الوجود فكل مظهـر من مظاهر العالم يتم أحالته لأصل واحـد و يقدم له تفسـير أحادى يجـب قبولـه من المؤمنين , حتى وسـيلة التقرب من ذلك الأله و طبيعتـه و ماهيتـه تحددها قواعد صارمـة محمـية بتهـديد الكفـر و المـروق مـن الملـه و فالمقدس مسـاحة محـددة مغلقـة و الميتافيزيقـا معروضـة فى كتالوج صـارم التعليمـات – سـواء سمى توراة أو أنجـيل أو قرأن –
و تتبع الكتالوج الأسـاسى أكـوام مـن التفاسـير و الشـروح المتلبسـة بالتقديس و التى تمعـن فى تقليـص و توحـيد مسـاحة المـوقف من العـالم و المقـدس و تسـحق مسـاحة الميتافيزيقـا الفردية مما يخلـق أغتـراب ما بـين الفرد و ذاته يضـاف للأغتراب مـابينه و بين عناصـر الوجـود

و علـى الناحيـة الأخـرى فإن الديانات الوثنيـة تمنـح مسـاحة لا حـدود لهـا للميتافيزيقـا الفردية فهى و إن كـانت تقدم تفاسـير للوجـود و قواعـد للتفاعـل معـه إلا أن طبيعتهـا التعددية و أرتكـازها على الأيمـان بوجود متعدد الأرادات تدع للمؤمـن مسـاحة مـن الأنتقاء الفـردى لتفسـير ينسـجم مع ميتافيزقيته الفـرديه فتعـدد الرموز المقدسـة ( = الألهه ) تمنـع وضع كتالوج موحـد وحتى الكتب المقدسـة الوثنيـة هى فى حقيقتهـا نصوص للتبرك و التعـزى بل و حـتى للتسـليه و لكنهـا قابـة للتعـديل و الحـزف و الأضـافة و أعـادة أنتاج علاقة الشـخص مع الرموز المقدسـة بل و أعـادة الصـياغة بما يتلائم مع الرمـز المقـدس المفضـل بل و أنتقاء المزيج الخاص من الرموز المقدسـة فلا موقف أحادى فى الوثنية و لا تحدـيد لمسـاحة المقـدس فالمقـدس يحيط بنا من كل ناحيه و كل ما هو موجود مقدس و الكائنات الميتافيزقيه ترتع بالعالـم دون خضـوع مطلـق لملك سماوى أحـادى و العلاقة معهـا مفتوحـة لا تمـر عبر بوابة الأيمان بالأحادى الأرادة الكلـى القداسـة و الفـرد حـر تمـامـا تقريبا فى كيف يتخيـل مقدسـه و كـيف يتواصـل معـه و فـى كيف يكـون علاقتـه بالعـالم دون خـوف من أتهام بكفـر أو زندقـه فالألهة لا تطلب سـوى التبجـيل و الأحـترام – تمامـا كالجـد المسـن – و حـتى لو لم تحصـل عليـه فهـى لا تسـتشيط غضبا و يمكـن أسـترضائها بقربان صغـير من النبيـذ أو طلب العـون من أحدهـا ضـد غضب الأخـرون و عمـومـا فهى رموز و وهياكـل فكـرية تجمع قيما و ليسـت ملوكـا سمـاوية حقيقيـة الوجود

و بعـد الأن أقول لما انا وثنى
أنا وثنى لكـل ما سبق و أنا وثنى لأن الأديان الأحـادية ترفعنى بعيدا عن العـالم و تضعـنى وحيتدا على قمته كسـيد مكروه له أما الوثنيـة فهى تضعنى وسـط العالم و تأخينى مع كـل عناصـره
و انا وثنى أعتراضـا علـى كـل القتـل و الدمـار الذى أوقعـه الأحاديى الأله على العـالم و أنا وثنـى لأننى أرفـض ما فعلـه أتباع ألوهيم فى السـكندريه المقدسـة و لأننى مازلت أرى دمـاء ( هيباتيا ) علـى أحجار الشـوارع و أسمع صرخات الهمج الألوهيميين فى شـوارع المدن المرتعبـه
انا وثنى لأننى أكـره ألـه الصحـراء الوهيم – يهوه بكل تشكلاته الثلاث
و انا وثنى لأن ألهتى لن تغضـب منى لألحادى .

روابط و مراجع:
قصـص خلق العالم
المصريون القدمـاء
http://members.aol.com/egyptart/crea.html

الشـنتو ( اليابان )
http://www.wsu.edu:8080/~dee/ANCJAPAN/CREAT.HTM

السكـان الأصلـيين لأمريكـا الشـماليـه
http://www.wsu.edu:8080/~dee/NAANTH/CREATION.HTM
أفريقيـا جنوب الصحـراء
http://dickinsg.intrasun.tcnj.edu/diaspora...a/creation.html

مختصـر عن الهندوسـية
http://www.bbc.co.uk/worldservice/people/f..._religions/hind uism_gods.

عبـادة سيرابيس