د/ احمد القاضى
هذه المقالة أصدرت فى تاريخ 22/4/2003م

بوقف ضخ النفط العراقي الى سوريا ظهرت الى العلن الوظيفة الاخرى لنفط العراق الذى سعت وتمكنت
من السيطرة عليه الولايات المتحدة الامريكيه كواحدة من الجوائز التي أحرزتها فى عدوانها البربري على
دولة العراق وشعبها.
النفط ليس فقط مصدر ثروة وفيرة وانما السلاح إستراتيجي خطر بيد من يمتلكه ...
لقد " قصفت أمريكا عقول السذج من العرب وغير العرب قبل ان " تقصف " مدن العراق و أهلها بدعايتها
المضللة المكثفة بانها لا ترغب فى غزوها فى نفط العراق الا لكي تسترد كلفة " حرب تحرير شعب العراق
من نظام صدام " وليس لاي غرض اخر!

وسوريا ، هى النموذج الاول والضحية الأولى للدور التخريبي الذى سيضطلع به نفط العراق .. بداية
" بخنق دمشق " ثم بلدان اخرى لم تسر فى ركاب أمريكا.
فحالما تمكنت القوة الغازيه من بغداد التي انهارت فجأة فى التاسع من أبريل الجاري كالمريض الذى
سقط ب" السكته القلبية" أعلنت قيادتها توقيف ضخ نفط العراق الى سوريا الذى يؤمن لها النصف او
اكثر من استهلاكها وبنصف السعر العالمي الجاري!
ونكاية بالعرب وزيادة فى أهانتهم سيعاد ضخ النفط العراقي الى اسرائيل عبر أنبوب النفط الممتد من كركوك
حتى حيفا، ليس فقط لاستهلاك اليهود وانما ايضا لتقوم اسرائيل باعاده تصديره الى الاسواق الامريكيه والحليفه
وقبل ان يتمكن الغزاة من الحصول على برهان لوجود أسلحة دمار شامل فى العراق وهم على ترابه اكثر من شهر
، وهو الأمر " الوحيد" الذي يبرر للعالم غزوهم ، حولوا التهمه الى سوريا بانها هي الاخرى تمتلك أسلحة
دمار شامل .. ثم تهمة اخرى بانها بانها هي تأوي الفارين من قادة النظام العراقي ثم تهمة ثالثه بانها تأوي
"الإرهابيين " و.. هلم جرا!!

يقفان مع دوائر صهيونية مؤثره فى البيت الابيض ، وراء العدوان على العراق منذ عام 1992 م وتحريضات
شارون على سوريا سيرى بان العدوان العسكري على سوريا وهو امر واقع لا محاله ! لقد هنأ شارون
الرئيس الامريكى بوش على وفائه بالوعد الذي قطعه لاسرائيل بغزو وتحطيم القدرة العسكرية للعراق
وتستعد شركات اسرائيليه بدخول العراق للاستثمار برا سمال يقدر بمائه مليار دولار فى اعادة اعمار
العراق وصر حاخامات يهود بعد سقوط بغداد بان " العراق جزء من اسرائيل الكبرى" وفى البنتاجون
وكلف رامسفيلد اليهوديين الصهيونيين دوجلاس فيث( وكيل فى البنتاجون)ووليام لوتى ( رئيس مكتب البنتاجون)
بوضع خطة" تنويريه " لظروف الحرب ضد سوريا ، وعبر (باراك) رئيس وزراء اسرائيل السابق عن
سروره لدخول القوات الامريكيه الى العراق قائلا بان ذلك ..(( يمثل تطورا هائلا مثيرا للانفعال بالنسبه لاسرائيل لان العراق كان حجز الزاوية فى جبهة العداء لاسرائيل ))

والآن يأتي الدور على سوريا وقد اقتبست فى مقال سابق لي فى صحيفة " الطريق الغراء " تحت عنوان
(و للرب ذبيحة فى البصره ) من وثيقة اسرائيليه غاية فى الخطورة فقرات تخص العراق ، واليوم انشر
هذه الوثيقه كاملة كلما نقلتها عن كتاب جارودى " الاساطير" وفيها فقرات اخرى خاصة بأهداف اليهود
فى سوريا ولبنان ايضا .. ارجو من القارئ الكريم ان يتمعن فى قراءة هذه الوثيقه الخطرة ويحتفظ بها
ليرى كيف تترجم كلماتها بقوة السلاح الامريكى على الارض العربية لبناء " اسرائيل الكبرى"


الوثيقة

(( لقد غدت مصر باعتبارها كياناً مركزيا، مجرد جثة هامده ، لاسيما اذا اخذنا فى الاعتبار
المواجهات التي تزداد حدة المسلمين والمسيحيين وينبغى ان يكون تقسيم مصر الى دويلات
منفصلة جغرافياً هو هدفنا السياسي على الجبهة الغربيه خلال سنوات التسعينات .

وبمجرد ان تتفكك أوصال مصر وتتلاشي سلطتها المركزيه ، فسوف تتفكك بالمثل بلدان اخرى
مثل ليبيا والسودان وغيرهما من البلدان الأبعد، ومن ثم فان تشكيل دوله قبطيه في صعيد مصر
بالاضافه الى كيانات إقليميه اصغر واقل أهمية ، من شانه أن يفتح الباب لتطور تاريخي لا
مناص من تحقيقه على المدى البعيد، وان كانت معاهده السلام قد أعاقته في الوقت الراهن
وبالرغم مما يبدو فى الظاهر ، فان المشكلات في الجبهة الغربية اقل من مثيلتها في الجبهة
الشرقية وتعد تجزئة لبنان الى خمس دويلات ..بمثابة نموذج لما سيحدث في العالم العربي
بأسره وينبغى ان يكون تقسيم كل من العراق وسوريا الى مناطق مفصلة على اساس عراقى
او ديني احد الاهداف الاساسيه لإسرائيل على المدى البعيد ..والخطورة الأولى لتحقيق هذا
الهدف هى تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين .

فالبناء العرقي لسوريا يجعلها عرضه للتفكك، مما قد يؤدى الى قيام دوله شيعيه على طول
الساحل ، ودولة سنيه فى منطقه حلب ، واخرى فى دمشق ، وبالاضافه الى كيان درزى
قد ينشا فى الجولان الخاضعه لنا ، وقد يطمح هو الآخر الى تشكيل دولة خاصة ، ولن
يكون ذلك على اي حال الا اذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالي الأردن.....
ويمكن لمثل هذه الدوله على المدى البعيد ، أن تكون ضمانه للسلام والامن فى المنطقة
وتحقيق هذا الهدف فى متناول يدنا.

اما العراق ، ذلك البلد الغنى بموارده النفطيه والذى تتنازعه الصراعات الداخليه ن فهو
يقع على خط المواجهة مع اسرائيل ويعد تفكيكه امراً مهماً بالنسبه لاسرائيل بل انه
اكثر اهمية من تفكيك سوريا ، لان العراق يمثل على المدى القريب اخطر تهديد لاسرائيل))


(( المصدر مجلة كيفونيم القدس العدد 14 ، فبراير / شباط 1982 ص 49-59 ))


اتمنى ان اجد تعليقاتكم .....

سوريا و هي معبر القبائل الهنو اروربيه , معبر الكسندر المقدوني , نطاق الصراع بين الرومان و الفرس , نطاق الصراع بين المسلمين و الروم , بوابه مصر و افريقيا بالتالي , دوله في مركز العالم بمعنى الكلمه و و هي مفتاح المنطقه , عندما وقعت مصر كامب ديفيد فقد العرب الخيار العسكري و لكن , ظل الصراع قائما , و بسقوط سوريا يسقط الصراع نفسه , و قد تسقط قدسيته , لذلك كان من المهم السيطره على أكبر حامله طائرات في العالم .