اسحق
عضو رائد
المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
|
الدنيا لا تستحق كل هذا العناء
قضايا و اراء
43384 السنة 130-العدد 2005 سبتمبر 17 13 من شعبان 1426 هـ السبت
دنيا وآخرة
الدنيا لا تستحق كل هذا العناء!
بقلم : د. فتحي مرعي
الدنيا نتقبلها بحلوها ومرها لأننا نتطلع إلي ما وراءها.. نتقبل حلوها ـ إذا ظفرنا منه بشيء ـ ولا يستطيرنا الفرح أو الزهو بما لدينا لأسباب كثيرة منها أن ما لدينا عرض زائل.. سواء كان ما لدينا صحة طيبة أو مالا وفيرا أو منصبا مرموقا.. ولما كان زوال شيء مما لدينا وارد.. فلماذا الفرح الطاغي أو العجب بما هو متاح لنا؟!
كما نتقبل مر الحياة لأسباب كثيرة أيضا.. منها أن مر الحياة عارض كذلك, وقد يتبدل الحال الي ما نحبه أو ما نتمناه.. ومنها أن مر الحياة اختبار لابد أن ننجح فيه بالصبر عليه واحتسابه عند الله.. وقد جيء بنا الي الأرض لسبب وحيد هو أن نبتلي ونختبر, ليري الله ماذا نحن فاعلون؟ وسواء كان مر الحياة هو عدم تحقق الآمال أو الفشل في مشروع معين( وقد يكون المشروع هو الزواج!) أو ضياع شيء غال مما لدينا كالمال أو الولد أو الصحة أو المنصب.. الخ. فالابتلاءات ليست علي نغمة واحدة..
وكل واحد منا سيبتلي مرة علي الأقل في حياته, فلن يسلم الأمر من ابتلاء ما في وقت ما.. أما درجة وشدة الابتلاء فهي حسب درجة الايمان, فكلما زاد إيمان المرء زادت شدة ابتلائه, ولذلك فأشد الناس ابتلاء هم الرسل والأنبياء ثم من يليهم في الايمان, لأن الصبر علي الابتلاء الشديد سيكون ثوابه كبيرا مدخرا للآخرة إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, وإن الله تعالي اذا أحب قوما ابتلاهم( حديث شريف) ولأن الذي درجة إيمانه متوسطة( أو ما دون ذلك!) لو ابتلاه الله ابتلاء شديدا فربما زلزله هذا الابتلاء وأخرجه من الملة!!
أقول إن المؤمن يأخذ الدنيا علي حذر.. يتقبل منها حلوها ويتقبل منها أيضا مرها.. لأن الدنيا صغيرة في عينيه.. الوفرة إن جاءت( أي سعة الرزق) رحب بها دون مغالاة في ذلك, وحمد الله عليها, وقام بحقها في مساعدة الآخرين الذين ضاق بهم الحال.. فعل ذلك دون من ولا أذي ودون إشعار الطرف الذي يمد له يد المساعدة بأنه صاحب فضل عليه.. لأن هذا يبغضه الله ولا يثيب عنه صاحبه الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذي لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( البقرة262) وهو يعطي الناس ـ ممن يعملون في خدمته ـ حقوقهم كاملة بل يزيد عليها, ابتغاء وجه الله وطمعا في مرضاته والبأس إن جاء فهو صامد صابر..
لا يشكو ولا يتذمر.. وإن شكا فهو يشكو لله ما أصابه انما أشكو بثي وحزني الي الله وأعلم من الله مالا تعلمون( يوسف86) والبث هو شدة الحزن.
لو أدرك الناس أن الدنيا لا تستحق أن نركز عليها كل اهتمامنا, وأعطوا الآخرة ما تستحق, لكانوا من فريق السعداء في الآخرة فمنهم شقي وسعيد( هود105) فالذين يبحثون عن السعادة في الدنيا يبحثون عن شيء لا يدرك فيها.. وخالق الدنيا والآخرة سبحانه لا يتحدث عن السعادة والشقاء إلا بالنسبة للآخرة.. أما الدنيا, فغاية ما ندركه فيها هو الرضا عن النفس اذا أحسنا العمل وأحسنا القول, وأن نبتغي رضوان الله في حركاتنا وسكناتنا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين( المادة93).. ولكن الناس( أكثريتهم) من فرط حرصهم علي الدنيا وانشغالهم بها, لا يجدون للآخرة مكانا في تفكيرهم أو اهتمامهم, مع أنها هي أصل الموضوع(!)
|
|
09-17-2005, 07:02 PM |
|