{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رفعت الأسد : شيخ الجبل يعود إلى قلعة " الموت "...مقال يستحق النقاش من مجلة الجسور المتطورة باستمرار
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
رفعت الأسد : شيخ الجبل يعود إلى قلعة " الموت "...مقال يستحق النقاش من مجلة الجسور المتطورة باستمرار
رفعت الأسد : شيخ الجبل يعود إلى قلعة " الموت "




حسان م الحسون


قبل حوالي العام من الآن وقع هجوم مسلح على مبنى فارغ يملكه رفعت الأسد في حي المزّة في دمشق لتخلف انفجاراته شائعات دوّت في سماء سوريا أكثر مما أحدثته مفرقعات الهجوم ذاته .
سوريا المسكونة بهواجس انتقال مدحلة الحرب على الإرهاب إلى أراضيها، انطلاقا من الحد الشرقي الذي ما كان يوما جارا لسوريا، سارعت على الفور لإلباس الهجوم عمامة ولحية طويلة، ولتلقِ القبض بعد ساعات فقط من وقوعه على " مجموعة إرهابية " تنتمي إلى حركة الإخوان المسلمين نفذت الهجوم انتقاما للمجازر الذي ارتكبها رفعت الأسد في حي الكيلانية في حماه عام 1982، وهي الرواية التي لم تتقبلها أمريكا وردت عليها باستخفاف كونها فهمت أن سوريا حاولت – بسذاجة – تمرير رسالة للوحش الأمريكي، مفادها أن سوريا هي الأخرى مستهدفة من ذات الجحر الإرهابي الذي تحاربه أمريكا وتعاني منه في العراق وتتهم سوريا بتشجيعه .

وليت الرواية المخابراتيّة البلهاء لم تكن مقنعة، بل آتت بذاتها نتائج عكسية أطلقت حمّى الشائعات التي صارت تتوالد من شائعات عن علاقة لبعض قيادات الجيش السوري بالحادث لمحاولة اغتيال رفعت أسد الذي عاد في جنح الظلام إلى دمشق، ثم لتظهر أطراف درزيّة سورية لها علاقة بالموساد على مسرح العملية أيضا، ثم لتنتشر الشائعات عن " شيخ الجبل " وعودته وتوقيت هذه العودة، ليبدو الأمر ليس أكثر من " بالون " اختبار أطلقته بعض الجهات تمهيدا لعودة حقيقيّة وعلنيّة " للشريك المخالف " رفعت الأسد .

حادثة المزّة لم تكن الإشارة الأولى عن عودة رفعت الأسد، بل سرت إشاعات قوية عن وجوده لفترة طويلة في أحد مستشفيات دمشق في حالة غيبوبة، الأمر الذي نفته قناة ANN المملوكة لرفعت أسد بشدة وأفردت عنه ولأجله ساعات طويلة من بثها، لم تنس خلالها – بطبيعة الحال – أن تسوق فعليا لعودة اللواء، مبشرة الشارع السوري المتعطش للتغيير برفعت أسد المناضل الديموقراطي، الذي كان لنزعته الديموقراطية تلك ومعارضته للقمع الدامي الذي تعرض له الشعب السوري في المواجهات مع الإخوان، السبب الأكبر في تمرده على شقيقه عام 1984 !!!.

من يملك القانون يملك حق عزفه ..
بعيدا عن الموقف المستهجن حد القرف لجعجعات الإمبراطورية الإعلامية المملوكة للمناضل رفعت الأسد، فمن الصعب لا بل من المستحيل على الشارع السوري أن يتقبل بشقيه الشعبي والرسمي وجود سفاح حماه وتدمر وعدد من مدن الشمال السوري، وقائد المحاولة الانقلابية الدامية على حافظ الأسد، والمناضل الذي أجبر الحكومة السورية على نفض كافة محتويات الخزينة على سبيل التعويض على إبعاده من سوريا حتى لم يتبق بها سوى بضع آلاف من الليرات إن صدق العماد مصطفى طلاس في روايته، ولا أن ينسى له أنه فجر عامدا متعمدا الصراع الطائفي نهاية السبعينات أو جير ذلك الصراع لأهداف طائفية على أقل تقدير وما استتبع ذلك من مجازر بشعة نفذتها كتائب سرايا الدفاع التابعة له أودت بعشرات الآلاف من المدنيين السوريين، وأدخلت سوريا كلها في نفق مظلم لم تعرف كيف تخرج منه حتى اللحظة .
بالتالي فإن عودة صاحب كل هذا الإرث الدامي الآن، والآن بالذات وبشكل علني ورسمي رغم " تهديدات " جهات رسمية سورية بتقديمه للمحاكمة تحمل تساؤلا كبيرا للغاية، بل تخوفا كبيرا من أن تدخل سوريا في منظومة التغيير الأمريكي على طريقته العراقية بالأمس، واللبنانية بالأمس واليوم .

ربما يصعب على القارئ للوضع السوري بمعطياته المتعددة والمتشابكة أن يقرأه بعين واحدة بل بأعين عدة ومن جهات عدة ليخلص إلى نتيجة شبه معقولة لخليط غير معقول من الأساس، فرفعت الأسد لم يغادر سوريا نهائيا بل بقي له وجود قوي ومؤثر في الجيش والطائفة العلوية التي تنظر لبشّار الأسد على أنه خلف ضعيف لسلف قوي، يمكن أن يفرط بحقوقها ومكاسبها الحالية، والتي أحدث مجرد زواجه من أسماء الأخرس السنيّة ردود أفعال غاضبة في أوساط الطائفة، ناهيك عن أنشطته المالية المشبوهة التي ظلت قائمة في سوريا، وكان طوال سني منفاه الفخم وسيطا بين السلطات السورية والسلطات العراقية، وبينها وبين فتح أبو عمار ثم السلطة الفلسطينية، لا بل ربما بينها وبين إسرائيل ذاتها الذي تجاوز نجله الأكبر الثابت القومي وطبيعة الصراع العربي معها، وقام بزيارة علنية إلى قطاع غزّه قبل سنوات للاشتراك في حفل افتتاح مطارها، وهي الزيارة التي أزعجت الحكومة السورية ليس كونها زيارة لبلد عدو أو لعدو تاريخي لحافظ الأسد كأبو عمار، بل لأنها قرئت على أنها غزلا مع إسرائيل وأمريكا القائدين الحقيقيين للتغيير، وعلى قاعدة التغيير ذاته .
رفعت الأسد الذي ما فتئ يتحدث عبر قناته الفضائية عن الديموقراطية والتغيير في سوريا وعن ظلم ذوي القربى له في تقديمه كبش محرقة في أحداث الثمانيات، لم يفوت الفرصة أيضا في الاتصال بالقوى التي يعتقد أن بيدها مفاتيح التغيير الحقيقي شرقا وغربا بعيد وفاة حافظ الأسد، معلنا استعداده لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل على أسس جديدة تختلف عن قواعد اللعبة مع الأسد الراحل، الأمر الذي أثار حفيظة المضيف الفرنسي إلى درجة تهديده بالإبعاد عن فرنسا لو استمر في التصعيد ضد الأسد الصغير والوضع السوري الجديد الذي بدا واضحا تماما أن العين الأمريكية تكلأه .
كل هذه التنازلات والوعود لم تشفع له بالعودة إلى سوريا، أو لنقل، لم تفلح في إقناع الراعي الرسمي للوضع الشرق أوسطي في أن يعيده إلى سوريا من الباب العريض، وحدها الحملة الأمريكية استطاعت أن تفعلها رغما عن الجميع .

علينا ألا نقفز فوق حقائق باتت ملموسة على الأرض رغم تعالينا عليها والالتفاف حولها بذرائع عدة، فأمريكا اتخذت قرارها المحتم بتنحية النظام السوري نهائيا وليس شكليا، وكل التنازلات التي قدمها النظام لأمريكا والتي كان على رأسها الانسحاب المهين من لبنان، وتفعيل دور سوري إيجابي من المنظور الأمريكي في الشأن العراقي، و إلقاء السلطات السورية على من أسمتهم مقاتلون عرب حاولوا اختراق حدودها مع العراق، كل هذه التنازلات بات واضحا أن أمريكا لم تعرها أي اهتمام وهو ما عبر عنه المؤتمر القطري الأخير لحزب البعث الحاكم في سوريا، وبات من شبه المؤكد سقوط النظام السوري نهائيا بغض النظر عن العقبات التي تواجهها أمريكا في العراق، تلك العقبات التي علمتها درسا سوف لن تطبقه في سوريا بالدبابة والتوماهوك، بل بإعادة بناء التوازنات ( السياس- طائفية ) في سوريا بشكل يرضي كل الأطراف، ويجنب سوريا صراعا داخليا سيصعب على أمريكا السيطرة عليه لو تمدد شرقا أو غربا، خاصة إذا ما انفلتت الأمور من عقالها وفتحت الحدود العراقية على مصراعيها للرائح والغادي في ظل ضعف أكيد سيعتري الآليات الأمنية والعسكرية للنظام، هذا إن بقي نظام أساسا .

تلك الحقائق التي يجب أن نعترف بأنها باتت تزحف ببطء على الأرض، تتمثل باتصالات لأطراف معارضة سورية مع أمريكا ليست حزب الإصلاح ولا الأحزاب الكردية الشريك المحتمل للتغيير الأمريكي، بل أطراف معارضة كلاسيكية كالإخوان المسلمين الذين بدؤوا بالتجاوب مع الفزّاعة الطائفية الأمريكية والعمل بمقتضاها .
سيصبح من العبث عدم الاعتراف بحقيقة أن حركة الإخوان المسلمين هي القائد الفعلي للشارع السني ( السياسي ) في سوريا إذا ما وقع التغيير الأمريكي، وهو ما تعيه أمريكا ووعته جيدا حينما دفع موفدها لمؤتمر لندن - الذي شرعن شعبيا للاحتلال الأمريكي للعراق – زلماي زاده حركة الإخوان العراقية للاشتراك بالمؤتمر حتى لا تضيع حقوق السنة في العراق، وبالتالي فإن ثقلا كهذا لابد أن يوازيه ثقلا طائفيا آخر يحمي بدوره حقوق فئات أخرى ويعمل لها وباسمها، وليس أفضل من " شيخ الجبل " رفعت الأسد والقائد الحقيقي أيضا للشارع العلوي للقيام بهذا الدور، لما يتمتع به من قبول كبير عند أبناء الطائفة المتخوفة من تغيير مفاجئ، ولما يتمتع به أيضا من " طموح " وتطلعات ربما سوف لن تتوقف عند الرضا بمقعد قيادي طائفي في النسخة السورية من العراق الطائفي، أو على الأقل سوف لن تسمح بتمدد الطيف السني على حساب مكاسب بات من الصعب جدا أن تتخلى عنها الطائفة العلوية لتنكفئ إلى معاقلها من جديد، مكاسب ليست سياسية وحسب، بل اقتصادية و" جغرافية " أدت إلى إعادة انتشار أبناء الطائفة في المدن السورية والاختلاط بنسيجها الاجتماعي بشكل سوف يصعب معه الانسحاب إلى ما قبل الحركة التصحيحية، والعودة إلى حالة الحصار الطبيعية والاجتماعية في حضن الجبل الأشم .

ليس ضربا بالغيب، فأمريكا بدأت تغازل ما تسميه الحركات الإسلامية الوسطية – والتي هي الإخوان حكما – في مصر وسوريا بشكل ينبئ بإعطائها دورا فاعلا وأساسيا بالتغيير المرتقب، وأيضا ليس ضربا بالغيب.. فأمريكا باتت مقتنعة تماما باستحالة تثبيت أقدامها على الأرض دون غطاء شرعي شعبي لا توفره إلا الطائفية ذاتها تماما كما يحدث في العراق .
أمريكا استطاعت أن تستميل الشارع الشيعي هناك كممثل للأغلبية التي عانت من ضيم الأقلية، مما وفر لها غطاء شرعيا رغم كل ما تواجهه من صعوبات، وهو ذات السهم الذي سوف لن يخطئ مرماه في الحالة السورية باستمالة الشارع السني كممثل للأغلبية التي عانت من ضيم الأقلية، حتى وإن اختلفت العمائم التي تقود كلا الشارعين .

قد يبدو من المستحيل القبول بقراءة كتلك كون رفعت الأسد وحركة الإخوان المسلمين متهمان معا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا وما تبعه من حمام دم على يد الطرفين، لكن هذا سوف لن يشكل عقبة كبيرة في حال عقد قران طائفي بالتراضي وعلى يد المأذون الأمريكي، الذي نجح في إبرام ذات العقد بتوليفة عراقية مشابهة وبأطراف متهمة هي الأخرى بالتأجيج الدامي للحالة الطائفية وبشكل أكثر دموية وتطرفا من الصراع السوري.

بات واضحا تماما أن أمريكا ستقصي الخيار الديموقراطي بطيفه الواسع بل ستلغيه وتحاصره كي لا تواجه بصعود تيارات وأفكار مناوئة لها وستتنكر لليبرالية وطروحاتها تماما كما حدث في العراق، وستستخدم الطائفية كأقدم حيلة في الكتاب كمتراس آمن لها في حال قررت الانتشار من جديد، والذي يبدو أن مسألة انطلاقه من جديد ليست سوى مسألة وقت لا أكثر، لكن مع تعديل مهم تعلمته أمريكا من الدرس العراقي :
" تحصن في خندقك ودع الآخرون يعملون عنك، خاصة وأن هؤلاء الآخرون جاهزون تمام الجهوزية للتغيير الذي سيعيد الأغلبية، ويبقي الأقلية شوكة في عينها.. "
تماما .. تماما كالحالة العراقية .


07-02-2005, 04:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
رفعت الأسد : شيخ الجبل يعود إلى قلعة " الموت "...مقال يستحق النقاش من مجلة الجسور المتطورة باستمرار
07-02-2005, 04:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الهروب من النقاش : اسبابه و دوافعه وحججه الــورّاق 9 1,862 05-09-2012, 03:31 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  رد على مقال : الصراع الطبقي ومسائل ماركسية أخرى .. الــورّاق 2 1,079 03-07-2012, 07:36 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  ما بين تهديدات رياض الاسعد وتفجير الميدان : سورية تبقى قوية ومصير القتلة الموت فارس اللواء 0 1,004 01-06-2012, 07:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مخدرات سياسية! .... مقال من الوزن الثقيل للكاتب بلال فضل فارس اللواء 2 1,442 08-26-2011, 12:08 PM
آخر رد: أبو إبراهيم
  الموت لأمريكا ! fares 1 903 08-17-2011, 09:13 PM
آخر رد: الحوت الأبيض

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS