{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خلفيات "تمرد" سليمان المرشد
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
خلفيات "تمرد" سليمان المرشد
الكتاب: شعاع قبل الفجر (مذكرات أحمد نهاد السيّاف)
الكاتب: تقديم وتحقيق محمد جمال باروت
الناشر: اصدار خاص 2005


كان من المفترض أن تنشر هذه المذكرات القيّمة قبل وقت طويل، وكان من المفترض أن تنشر غيرها من المذكرات لجيل من السياسيين الذين أسهموا في انجاز الاستقلال واعداد الانقلابات ما بعد الاستقلال، التي يمكن أن تساعد المؤرخين على كتابة تاريخ سوريا المعاصر، وكان من المفترض أن يساهم الجيل الجديد من المؤرخين في نبش الوثائق والبحث عن المصادر لتنوير المناطق المعتمة من تاريخ سوريا في النصف الثاني للقرن العشرين، ولكن لا هذا تحقق ولا ذاك بعد 1963.
فهناك احجام معروف عن نشر المذكرات، والمهم منها لا يسمح له بالتداول في سوريا (مذكرات خالد العظم وأكرم الحوراني الخ)، وما هو منشور في سوريا يتوقف عند 1958 أو 1963 أو يستمر بروح وفاقية. ومن ناحية أخرى فان الجيل المؤسس من المؤرخين السوريين (أحمد طربين، محمد خير فارس الخ) لم تتح له الظروف لتأسيس نواة لمدرسة تاريخية في هذا المجال (تاريخ سوريا المعاصر) على نمط ما لدينا مثلاً مع الدكتور محمد عدنان البخيت في الأردن المجاور. صحيح أن عدد الأساتذة في قسم التاريخ قد تضاعف عدة مرات ولكن النتائج الأكاديمية عن تلك الفترة (1946 ـ 1970) متواضع ويطغى عليه طابع التاريخ الرسمي.
ومن هنا فقد دخل باروت في هذا المجال بملاحظات مهمة ودقيقة في مقدمته تستفز بحق "المؤرخين" السوريين لأنها تبين مدى تقصيرهم في هذا المجال، وأقدم مع نشر هذه المذكرات على خطوة يفترض أن تدفع "المؤرخين" السوريين خطوات أخرى إلى الأمام.
كان لدى باروت هذه المرة مذكرات احمد السياف (1909 ـ 1992) أحد رجال الحركة الوطنية ومرحلة ما بعد الاستقلال، الذي يعتبره باروت من تلاميذ الزعيم ابراهيم هنانو (1869 ـ 1935) ومن ممثلي الجيل الثاني للوطنيين / الاستقلاليين، أي الذي شارك في شبابه في ا لحركة الوطنية زمن الانتداب الفرنسي وتولي مسؤوليات في دولة الاستقلال التي تمخضت عنها.
ويمكن القول مع هذا أن أهمية هذه المذكرات، مع ما صاحبها من حواشٍ مفصلة لباروت، تكمن في أنها تصبح المصدر الأول والوحيد المنشور الذي لدينا عن هذه الطائفة وما تمثله بالنسبة للعلويين بشكل عام. فقد ساد طويلاً الاعتقاد بأن سليمان المرشد ادعى الألوهية، وانه اعتقل وأعدم لأجل ذلك، وتم بعد ذلك طمس كل ذكر عنه وعن مصير أولاده وأتباعه.
ومع هذا الكتاب يمكن القول إن اهميته تكمن في نقطتين جوهريتين فيما يتعلق بالطائفة المرشدية / العلوية ومكانتها في تاريخ سوريا المعاصر.
أما الأولى فهي أن صاحب المذكرات يكشف عن خلفيات "تمرد" سليمان المرشد، ويوضح مساعيه التي نجحت في فك الالتباس بين الإمام المرشد وبين السلطة الوطنية الجديدة في سوريا التي كان يمثلها حينئذ في اللاذقية. والمهم هنا أن السياف يوضح أن سبب "التمرد" لا يعود إلى أسباب دينية (ادعاء الألوهية كما يشاع) وإنما لأسباب أخرى تماماً تتعلق بالصراع حول الأراضي في المنطقة. والأهم من هذا أن السياف لا يتورع عن اتهام بعض مراكز السلطة الوطنية على افتعال الصدام مع الإمام المرشد لأجل اعتقاله واعدامه لأجل حسابات خاصة من جهة، ووجهاء من الطائفة نفسها من جهة ثانية. وهو ما جعله يشعر بالاحباط الشديد ويقرر ترك عمله في اللاذقية بعد ان يوجه نصيحة إلى رئيس ا لحكومة سعدالله الجابري كأنه يقرأ المستقبل بها "لا تشيعوا الظلم في الجبل فتؤلهوا سليمان بعد موته "(ص 172).
ووفاء منه لقيمه ومثله العليا يصر السياف على تقديم شهادة نزيهة لصالح الإمام المرشد خلال محاكمته السريعة، بينما كان رجال "الحكومة الوطنية" يريدون من اعدام المرشد أن "يربوا فيه سلطان الأطرش وجبل الدروز" (ص 176). وقد كان من اللافت للنظر، بعد شهادة السياف القوية لصالح المرشد، أن الحكم قد صدر ببراءته مما نسب إليه من تهمة "خيانة الوطن" والحكم عليه بالاعدام فقط لأنه قتل زوجته (خشية أن تتعرض للعار بعد اعتقاله وإعدامه) والتسبب في مقتل آخرين (ص 183)، أي أن حكم الاعدام لم يحصل كما يعتقد حتى الآن لأسباب دينية (ادعاء الألوهية) ولا لأسباب وطنية (خيانة الوطن).
وأما النقطة الثانية فتتعلق بالطائفة المرشدية نفسها فالكتاب لم يعد يحتوي على مذكرات السياف فقط بل أصبح مرجعاً بما فيه من ملاحظات وتعليقات غنية عن كافة الشخصيات المذكورة فيه. ومن هنا فان الكتاب (المذكرات + الملاحظات والتعليقات) يقدم مدخلاً مناسباً للتعرف على العالم المجهول للطائفة العلوية وما فيها من تشعبات وزعامات محلية. وفي هذا الاطار فقد حرص باروت على أن يعتمد في ملاحظاته وتعليقاته حول الطائفة المرشدية على مصادر أولية من الطائفة نفسها وليس ما كتب وشاع عنها من قبل الآخرين، حيث التقى بالنور المضيء نفسه (أصغر أولاد سليمان المرشد)، واستفاد مما لديه من مؤلفات (محاورات حول الحركة المرشدية).
وبالاستناد الى ذلك يتضح أن الدعوة المرشدية ظهرت منذ البداية في عشيرة "بني غسان" العلوية وانها استقلت دينياً عن بقية العلويين بعد أن تحولت إلى "دين ومذهب روحي" يستند الى "الغيبة" و"الخلاصية". وتقوم الرواية المرشدية على "أن سليمان لم يدع الناس لأن يتخذوه الهاً"، بل هو امام وزعيم "بشر بقيام المهدي ونادى بقرب وفاء الله لوعده، وحضر اتباعه لهذا الوعد".
وبعد اعدام "الامام" سليمان المرشد في 16 كانون الأول 1946 أصبح ابنه مجيب المرشد هو "القائم الموعود" ولكنه قتل في تشرين الثاني 1952 بأمر من أديب الشيشكلي، وأصبح بعده الابن الآخر ساجي المرشد هو "معلم الدين وإمامه" إلى أن توفي في 1998 دون أن يوصي لأحد بعده. ولذلك يعتقد أن ساجي المرشد غاب ولم يمت، ويقتصر تسيير الطقوس الدينية في غياب الإمام على "الملقنين" الذين يتم انتخابهم في كل تجمع للمرشدين (ص 277 ـ 280).

05-21-2005, 02:46 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إذا كنت قد قرأت كتاباً "دسماً" في الأنثروبولوجي..من فضلك ضعه هنا Narina 10 4,982 12-27-2010, 04:45 PM
آخر رد: Narina
  هل اجد كتاب سليمان الموسى في تاريخ الاردن الهاشمية المروءة والشهامة 0 1,893 11-14-2009, 12:21 PM
آخر رد: المروءة والشهامة
  هل أجد كتاب :"دفاعاً عن المادية والتاريخ" لصادق جلال العظم ؟ كوكب الأرض 7 3,341 05-31-2009, 01:01 PM
آخر رد: بسام الخوري
  "حيرة مسلمة" ألفة يوسف يجعله عامر 28 9,316 05-27-2009, 12:27 AM
آخر رد: عصفور الصعيد
  مقدمة في التاريخ الآخر-سليمان بشير vodka 1 4,096 04-04-2009, 03:48 PM
آخر رد: vodka

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS