الصورة الآدمية للاله اليهودى
الاله اليهودى له شكل او صورة او شبه آدم
الباحث : سواح
الله خلق آدم على صورته وشبهه
آدم ولد ابنه على صورته وشبهه
صدق الشاعر والفيلسوف الاغريقى اكسينوفانيس عندما قال ان الانسان خلق الالهة على صورته , يقول :
لقد خلق الانسان آلهته
وجعل لها اجسادا مثل جسده واصواتا مثل صوته وملابسا ترتديها مثل ملابسه
ولو ان الخيل والاسود والثيران كان لها أيادى ماهرة يمكن ان تستخدمها فى الرسم والنحت
لرسمت الخيل الاله على هيئة الخيل
ولنحتت الثيران تماثيل للاله على هيئة الثور..
يقول اهل الحبشة : ان آلهتنا سوداء البشرة ولها أنوف فطساء
ويقول اهل تراقيا : ان آلهتنا زرقاء العينين وحمراء الشعر
Xenophanes - philosopher poet c. 570 - 503 BC
'Man made his gods, and furnished them
With his own body, voice and garments...
If a horse or lion or a slow ox
had agile hands for paint and sculpture,
the horse would make his god a horse,
the ox would sculpt an ox...
Our gods have flat noses and black skins
say the Ethiopians. The Thracians say
our gods have red hair and hazel eyes.'
تكشف نصوص سفر التكوين عن اعتقاد كاتب السفر بان الله ( אֱלֹהִים ) ( الوهيم ) والتى تعنى ( الآلهة ) بالعبرية , له نفس شكل او صورة او شبه الانسان , فيقول الكاتب ان الله عندما خلق الانسان ( آدم ) خلقه على صورته و شبهه , اى ان آدم ما هو الا صورة من شكل الاله وهيئته , وبمعنى آخر , عندما صاغ او شكّل الاله آدم صاغه وشكله على منواله وصورته وشبهه.
هذه الحقيقة واضحة وجلية ولا لبس فيها طبقا لنصوص سفر التكوين بلغته العبرية او اى ترجمة اخرى .
وللتوضيح فان كاتب سفر التكوين يستخدم كلمة ( تسيليم ) צַלְמ والتى ترجمت الى
( صورة ) فى آيات خلق الله لادم على صورته , وتعنى هذه الكلمة كما جاء بالكتاب المقدس الانجليزى المصحوب بالاصل العبرى والمعروف باسم Strongs Numbers :
from an unused root meaning to
shade; a phantom, i.e. (figuratively) illusion, resemblance; hence, a
representative figure, especially an idol: — image, vain shew
( مشتقة من جذر لا يستخدم بمعنى : يظلل , وتعنى : طيف , خيال , شبح , شبه , شكل رمزى , وثن , صورة )
وكلمة ( ديموت ) דְמוּתֵ والتى ترجمت الى ( شبه ) فى آيات خلق الله لادم على شبهه
وتعنى هذه الكلمة كما جاء بالكتاب المقدس الانجليزى المصحوب بالاصل العبرى والمعروف باسم Strongs Numbers
resemblance;
concretely, model, shape; adverbially, like: — fashion, like (-ness,
as), manner, similitude
( شبه , صورة , نموذج , غرار )
اقول ان نفس الكلمتين استخدمهما الكاتب التوراتى عندما ذكر ان آدم انجب ولدا على صورته وشبهه
فيقول :
ان الله خلق آدم على صورته وشبهه
وان آدم ولد ابنه على صورته وشبهه
ان الولد الذى انجبه آدم يحمل شكل وهيئة آدم وملامحة الجسمانية والا فلا معنى ان يكون الولد على صورة وشبه ابيه
وبالمثل , عندما يخلق الاله آدم على صورته وشبهه فلا معنى لذلك لو ان آدم لم يحمل شكل وهيئة هذا الاله الذى هو صورة وشبه له !!
فنقرأ فى تكوين 1 : 26
وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. تكوين 1 : 26
وهذا هو النص العبرى
( النص العبرى والترجمة الانجليزية لسفر التكوين لعلماء اليهود متاحة على هذا الموقع اليهودى لمن اراد التحقق :
http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt0101.htm
וַיֹּאמֶר אֱלֹהִים, נַעֲשֶׂה אָדָם בְּצַלְמֵנוּ כִּדְמוּתֵנוּ
وترجم اليهود هذه الاية الى الانجليزية :
And God said: 'Let us make man in our image, after our likeness
ونقرأ فى تكوين 1 : 27
فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه
وهذا هو النص العبرى
וַיִּבְרָא אֱלֹהִים אֶת-הָאָדָם בְּצַלְמוֹ, בְּצֶלֶם אֱלֹהִים בָּרָא אֹתוֹ
وترجم اليهود هذه الاية الى الانجليزية :
And God created man in His own image, in the image of God created He him
ونقرأ فى تكوين 5 : 1
هذا كتاب مواليد آدم.يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله
وهذا هو النص العبرى
זֶה סֵפֶר, תּוֹלְדֹת אָדָם: בְּיוֹם, בְּרֹא אֱלֹהִים אָדָם, בִּדְמוּת אֱלֹהִים, עָשָׂה אֹתוֹ.
وترجم اليهود هذه الاية الى الانجليزية :
This is the book of the generations of Adam. In the day that God created man, in the likeness of God made He him
ونقرأ فى تكوين 9 : 6
سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه.لان الله على صورته عمل الانسان
وهذا هو النص العبرى
שֹׁפֵךְ דַּם הָאָדָם, בָּאָדָם דָּמוֹ יִשָּׁפֵךְ: כִּי בְּצֶלֶם אֱלֹהִים, עָשָׂה אֶת-הָאָדָם.
وترجم اليهود هذه الاية الى الانجليزية :
Whoso sheddeth man's blood, by man shall his blood be shed; for in the image of God made He man
فجميع الايات السابقة تعلن ان الاله خلق آدم على صورته (تسيليم ) وعلى شبهه ( ديموت )
وعندما ننتقل الى تكوين 5 : 3 نقرأ :
وعاش آدم مئة وثلاثين سنة وولد ولدا على شبهه كصورته ودعا اسمه شيثا
وهذا هو النص العبرى
וַיְחִי אָדָם, שְׁלֹשִׁים וּמְאַת שָׁנָה, וַיּוֹלֶד בִּדְמוּתוֹ, כְּצַלְמוֹ; וַיִּקְרָא אֶת-שְׁמוֹ, שֵׁת
وترجم اليهود هذه الاية الى الانجليزية :
And Adam lived a hundred and thirty years, and begot a son in his own likeness, after his image; and called his name Seth
فنرى ان ابن آدم ( شيث ) ولد على صورة ( تسيليم ) وشبه ( ديموت ) ابيه آدم
نفس الكلمات ونفس الفكرة عندما خلق آدم على صورة ( تسيليم ) وشبه ( ديموت ) الاله !!
عندما نسأل اليهودى او المسيحى :
ما معنى ان يـولد شيث على صورة وشبه ابيه آدم ؟
فان الجواب واضح ولا يحتاج لايضاح
ولكن عندما نسألهم :
ما معنى ان يخلق آدم على صورة وشبه الاله ؟
فان اول شئ ينكرونه هو ما اثبتته الآية وذكرته بلغة تقريرية فيؤكدون ان الله ليس له صورة او شبه !!
ويؤولون الايات على ان آدم خلق معنويا او روحيا على صورته وشبهه!!
وقد يقتبسون لك عشرات الايات الكتابية التى بالفعل تنفى عن الله التشبيه والتجسيد والآدمية
لكن تبقى الحقيقة
وهى ان التصورات الاولى القديمة لليهود كانت تنظر للاله باعتبار آدم نموذجا له حيث كان على صورته وشبهه عندما خلقه
ويؤكد على هذه الحقيقة ان نفس الكاتب التوراتى استخدم نفس الفكرة , بل ونفس الكلمات عندما قال ان ابن آدم كان على صورة ابيه وشبهه كما وضحنا .
كما يؤكد على نفس هذه الحقيقة ما سأعرضه الان :
موسى وأعوانه رأوا الله وكان مثل إنسان واقفا على قدميه
على قاعدة من العقيق الأزرق
خروج 24
9 ثم صعد موسى و هرون و ناداب و ابيهو و سبعون من شيوخ اسرائيل
10 و راوا اله اسرائيل و تحت رجليه شبه صنعة من العقيق الازرق الشفاف و كذات السماء في النقاوة
11 و لكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل فراوا الله و اكلوا و شربوا
24:9 Then went up Moses, and Aaron, Nadab, and Abihu, and seventy
of the elders of Israel:
24:10 And they saw the God of Israel: and there was under his feet as it
were a paved work of a sapphire stone, and as it were the body of
heaven in his clearness.
24:11 And upon the nobles of the children of Israel he laid not his hand:
also they saw God, and did eat and drink.
Kjv
فالايات تؤكد ان موسى وشيوخ إسرائيل رأوا الله , ورأوا تحت قدميه قاعدة من العقيق الأزرق.
كذلك يصور لنا كاتب سفر التكوين الله على انه إنسان له جسم وحدود فى مشهد نرى فيه مصارعة بين يعقوب والله ولم يقدر الله ان يفلت من بين يدي يعقوب إلا بعد ان باركه
التكوين 32
22 ثم قام في تلك الليلة و اخذ امراتيه و جاريتيه و اولاده الاحد عشر و عبر مخاضة يبوق
23 اخذهم و اجازهم الوادي و اجاز ما كان له
24 فبقي يعقوب وحده و صارعه انسان حتى طلوع الفجر
25 و لما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه
26 و قال اطلقني لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني
27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب
28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت
29 و سال يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك
30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه و نجيت نفسي
31 و اشرقت له الشمس اذ عبر فنوئيل و هو يخمع على فخذه
32 لذلك لا ياكل بنو اسرائيل عرق النسا الذي على حق الفخذ الى هذا اليوم لانه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا
كما ان العهد القديم يحتوى على آيات كثيرة تصور الاله اليهودى بصورة مادية بشرية مثلها مثل التصورات الوثنية لمعبودات وآالهة شعوب المنطقة , كأن نراه ينفخ فى البوق ويسير فى السحاب والعواصف وتخرج النار من فمه والدخان من انفه وانه يصفر للذباب الخ مثل :
" يرى الرب فوقهم و سهمه يخرج كالبرق و السيد الرب ينفخ في البوق و يسير في زوابع الجنوب " زكريا 9
" الرب بطيء الغضب و عظيم القدرة و لكنه لا يبرئ البتة الرب في الزوبعة و في العاصف طريقه و السحاب غبار رجليه " ناحوم 1 : 3
" 8 فارتجت الارض و ارتعشت اسس السماوات ارتعدت و ارتجت لانه غضب
9 صعد دخان من انفه و نار من فمه اكلت جمر اشتعلت منه
10 طاطا السماوات و نزل و ضباب تحت رجليه
11 ركب على كروب و طار و رئي على اجنحة الريح
12 جعل الظلمة حوله مظلات مياها حاشكة و ظلام الغمام
13 من الشعاع قدامه اشتعلت جمر نار
14 ارعد الرب من السماوات و العلي اعطى صوته
15 ارسل سهاما فشتتهم برقا فازعجهم
16 فظهرت اعماق البحر و انكشفت اسس المسكونة من زجر الرب من نسمة ريح انفه" صموئيل الثانى 22 :
18 و يكون في ذلك اليوم ان الرب يصفر للذباب الذي في اقصى ترع مصر و للنحل الذي في ارض اشور
19 فتاتي و تحل جميعها في الاودية الخربة و في شقوق الصخور و في كل غاب الشوك و في كل المراعي"
" السحاب ستر له فلا يرى و على دائرة السماوات يتمشى " ايوب 22 : 14
المزمور 104
1 باركي يا نفسي الرب يا رب الهي قد عظمت جدا مجدا و جلالا لبست
2 اللابس النور كثوب الباسط السماوات كشقة
3 المسقف علاليه بالمياه الجاعل السحاب مركبته الماشي على اجنحة الريح
4 الصانع ملائكته رياحا و خدامه نارا ملتهبة
الله سيحلق الرؤوس وشعر الرجلين واللحى
" في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستاجرة في عبر النهر بملك اشور الراس و شعر الرجلين و تنزع اللحية ايضا "
ونرى الاله اليهودى القوى يجعل سبط يهوذا يحتل ارض اعدائه لكن قوته تعجز امام مركبات الحديد !!
القضاة 1
17 و ذهب يهوذا مع شمعون اخيه و ضربوا الكنعانيين سكان صفاة و حرموها و دعوا اسم المدينة حرمة
18 و اخذ يهوذا غزة و تخومها و اشقلون و تخومها و عقرون و تخومها
19 و كان الرب مع يهوذا فملك الجبل و لكن لم يطرد سكان الوادي لان لهم مركبات حديد
وبالرغم من هذه التصورات المادية البشرية لاله اسرائيل حيث لا يزيد عن انسان او تمثال بملامح بشرية كتماثيل الاوثان , يلاحظ تناقض هذه الايات التى تؤكد على رؤية موسى وحاشيته للاله ومصارعة يعقوب له مع آيات اخرى تؤكد على استحالة رؤية الاله مثل :
(الخروج 33 : 18-23)
فقال ارني مجدك
فقال اجيز كل جودتي قدامك و انادي باسم الرب قدامك و اتراءف على من اتراءف و ارحم من ارحم
و قال لا تقدر ان ترى وجهي لان الانسان لا يراني و يعيش
و قال الرب هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة
و يكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة و استرك بيدي حتى اجتاز
ثم ارفع يدي فتنظر ورائي و اما وجهي فلا يرى
ان تنزيه الاله عن الصورة والشبه هى فكرة متأخرة نادى بها اليهود بعد اتجاههم للتجريد عقب المامهم بثقافات وافكار وعقائد الشعوب المجاورة وخاصة الشعوب التى عاشوا فيها اثناء تنقلاتهم وسبيهم .اما اعتقادهم القديم بآدمية الاله او ان صورته وهيئته وشكله هى نفس الصورة التى خلق آدم عليها فينكشف من الايات الى عرضناها وخاصة آيات خلق الله لادم على صورته وشبهه , وآية انجاب آدم لابنه على صورته وشبهه.