[CENTER]
[/CENTER]
اندلعت أعمال شغب واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم عقب الإعلان عن مقتل النائب الأول لرئيس الجمهورية جون قرنق بتحطم المروحية التي كانت تقله جنوب السودان قادما من أوغندا.
فقد نزل آلاف المواطنين خاصة من جنوب السودان إلى شوارع الخرطوم، وقال شهود عيان إن البعض منهم هاجم مواطنين سودانيين من الشمال ونهبوا وأحرقوا بعض المحال التجارية والسيارات واعتدوا بالضرب على بعض السكان وسط أنباء عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح.
وأشار بعض الشهود إلى سماع دوي إطلاق نار، موضحين إلى أن المحال التجارية أغلقت أبوابها بينما عززت قوات الأمن من انتشارها في شوارع الخرطوم وأقامت العديد من نقاط التفتيش وقطعت طريق المطار.
تأتي عمليات الشغب هذه رغم مناشدة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الشعب السوداني التزام الهدوء والسكينة والتحلي بالصبر لاجتياز هذا الظرف الذي تمر به البلاد.
كما دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان -التي كان يتزعمها قرنق- أعضاء الحركة والسودانيين إلى الهدوء.
تعهد بالسلام
وقد تعهدت الحركة بتطبيق اتفاق السلام الموقع في يناير/ كانون الثاني الماضي رغم مقتل زعيمها قرنق. وأكد نائب زعيم الحركة سلفاكير مايارديت في مؤتمر صحفي بنيروبي أن حركته ستحافظ على وحدتها وتلتزم برؤية قرنق للسلام.
وأشار إلى أن قيادة الحركة ستعقد اجتماعا طارئا في كابويتا بجنوب السودان لتحديد إستراتيجيتهم.
ويرى مراقبون أن تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان سيتأخر بعد مقتل قرنق ما قد يؤثر على مسيرة السلام، ويعتمد ذلك -وفق رأيهم- على قدرة الحركة الشعبية على اختيار خليفة قوي لقرنق مقبول عسكريا وسياسيا يستطيع السيطرة على الحركة وإقناع القوى الأجنبية والأجنحة داخل الحركة.
وفي سياق يتعلق بشغل الفراغ الذي تركه قرنق، أشار وزير الإعلام السوداني عبد الباسط سبدرات إلى أن اتفاقية السلام توضح تماما الكيفية التي تتم بها خلافة النائب الأول، وذلك من خلال تقديم الحركة الشعبية لتحرير السودان مرشحها لهذا المنصب.
نعي وحداد
وقد نعى الرئيس السوداني رسميا نائبه الأول جون قرنق، وأعلن الحداد الوطني في البلاد لمدة ثلاثة أيام، وفتح الباب لتلقي التعازي في القصر الجمهوري وسفارات بلاده في الخارج.
وأكد البيان الرئاسي الذي تلاه وزير الإعلام أن مسيرة السلام ستظل ماضية نحو غايتها، وأن رحيل قرنق لن يزيد البلاد إلا إصرارا على المضي قدما في هذه المسيرة وتحقيق الاستقرار لشعب السودان.
وفي وقت لاحق لبيانه أعرب البشير خلال اجتماع طارئ للحكومة السودانية عن أمله في أن تختار الحركة الشعبية خليفة لقرنق بالسرعة المطلوبة ليأخذ محله في الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلام.
من جانبه أشار وزير الإعلام السوداني في لقاء مع الجزيرة إلى أن التحضيرات لإجراء جنازة رسمية للنائب الأول لرئيس الجمهورية جارية، مشيرا إلى أن اتصالات تجرى مع الحركة الشعبية بشأن هذه الإجراءات.
وقال المسؤول السوداني إن مروحية الرئاسة الأوغندية الرئاسية التي كانت تقل قرنق عقب زيارته الخاصة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني اصطدمت بسلسلة جبال إيري بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مصرع قرنق وستة من مرافقيه إضافة إلى طاقم الطائرة الأوغندية البالغ عددهم سبعة أفراد.
وأكد المسؤول السوداني أنه تم نقل جميع الجثث إلى منطقة نيو سايت في جنوب السودان حيث يجتمع قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان.