كم أتجاهل وأحتقر ما كُتب وكم أتنزّه عنه.

ربطة العنق سيف له حدين، إما أن تجعل من الرجل قردا مُضحكا أو تجعل منه رجلا أنيقا ذا ذوق.

وفي رأيي لا علاقة لها بالذكر أو بقضيب الرجل. لا تبالغن أيتها النساء من فضلكن. لو كان الأمر هكذا والكرافته تمثل القضيب، ولدي تجربة مع النساء لا بأس بها، لادعيت بدوري أن الأحذية أو حقيبة اليد تمثل مهبل المرأة. فكلما كنت مع امرأة (أوربية) واشتريت ربطة عنق إلا واشترت هي زوج أحذية أو حقيبة يد ! وكأنهن أردن أن يقلن لي: ربطة العنق لا تصلح لشيء سوى لحماقتك مثل أيرك، أما حقيبة اليد (أو الحذاء) فأنفع ويصلح لكي يوضع فيه شيء ما مثلما هو مهبلنا!

بالنسبة لي، في العمل وأيضا أحيانا في غير العمل، أحب أن أرتدي ربطة العنق رغم أنني أيضا كثيرا ما ألبس في وقت الفراغ أشياء من كل صوب وما أعتبره "أوكي" ويناسب ذوقي ومحيطي. من إيطاليا أو من المغرب حيث على كل حال تأتي الموضة بسبب اليد العاملة الرخيصة. أنا أعتقد أن الإيطاليين فيما يتعلق باللباس من أوهب المصممين، هذا رأيي وليذهب الفرنسيون للجحيم!

عودة لربطة العنق: القميص وعنقه في فلسفتي مهم مثل الربطة نفسها، عليه أن يوفي بشروط معينة وإلا خسرت الربطة معناها. ربطات العنق فن في حد ذاته ولو كنت أنا امرأة لكنت ركزت على شيأين إثنين قبل أن أقبل رجلا: ربطة عنقه وأصابع يده! (هذا سر بيننا أيتها النساء فأنا لا أريد أن يرميني الرجال بالخيانة )

وحتى ربطات العنق لدي فيها باع طويل. أذكر حكايات وتجارب كثيرة في هذا الشأن، والحقيقة أن امرأة فرنسية كانت هي سبب كل عبقريتي هذه في علم "الكرافاتات"، هذا العلم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. تلك الفرنسية كانت صديقتي وكنت حكيت لها قصة جرت لي عندما كنت طفلا: كانت هناك حفلة والأطفال كان لهم أن يرتدون لباسا كلاسيكيا كالرجال أو كالنساء حسب جنسهم. إذن كان هناك تنظيم محكم، العائلات اشترت لأطفالها لباسا أنيقا لكي يظهروا قربهم أثناء الحفل. مشكلتي كانت أن كل الناس تركوني وحدي أتعذب مع ربطة العنق الطفولية لأنني لم أكن أدري كيف تربط ولم أنجح في تركيبها المعقد. إذن رميتها جانبا وبصقت عليها وقلت باكيا: لا أريد هذه الربطة!
كم ضحكت تلك الفرنسية اللعوبة علي وعلى حكايتي، وذات يوم في عيد ميلادي أهدت لي مجلدا عن ربطة العنق ومتى وكيف إلخ....

في الحقيقة أنا أظن أن النساء الأوربيات أجمل روحا من النساء العربيات.
أنا لا أحب الكذب و لا أجامل. (أعظم ما قال لوجيكال ذات يوم هكذا معناه: لا أستطيع أن ألبي رغبة العربية لذلك أحب هذه الأمريكية، أنا أقل مما يطلبن (العربيات) ولا أريد تخييب ظنهن)!

من أعظم ما قال هذا الملحد الذي يؤمن بالله.

قديما كنت اكتشفت قصصا كرتونية عن ذاك الوزير الذي كان يريد أن يصبح خليفة محل الخليفة في بغداد: الفرنسي جوسيني مخرج الكارتونات العبقري الذي كان هو نفسه الأب الروحي وراء سلسة أستريكس (و أوبيليكس البدين) الأسطورة الخالدة، التي أتى بها كالساحر في عمل مشترك مع الرسام القدير أودرزو، هو من كان وراء فكرة الوزير الشرير الذي يرتكب كل المساوئ لكي يصبح خليفة بدل الخليفة.
إذن كان أن جرت الرياح بما لا تشتيهه السفن وأتى ملك قدير هزم جيوش بغداد وقوافل الخليفة. قال الخليفة للوزير، عليك أن تذهب إليه من أجل التفاهم و المفاوضات:
لبس الوزير لباسا جميلا ولفّ حبلا حول عنقه وقال: سأذهب ورمز الطاعة حول عنقي!




Ohhhhh

ربطة العنق...