يسعدني أن أكون
بينكن وأنتن تفتتحن * هذه الدورة التاريخية من دورات لجنة وضع المرأة، وهى الدورة التي تعقد بمناسبة استعراض مؤتمر ومنهاج عمل بيجين بعد مرور عشر سنوات عليهما.
فمنذ عشر سنوات اجتمعت النساء في بيجين واتخذن خطوة هائلة إلى الأمام.
وعلى إثر ذلك، أقر العالم صراحة بأن المساواة بين الجنسين عنصر حاسم في التنمية والسلام بالنسبة إلى كل دولة من الدول.
وبعد انقضاء عشر سنوات، أصبحت النساء ليس فحسب أكثر إدراكا لحقوقهن، بل أيضا أكثر قدرة على ممارسة تلك الحقوق.
وعلى مدار ذلك العقد، شهدنا تقدما ملموسا على العديد من الجبهات. فقد تحسنت معدلات العمر المتوقع والخصوبة. وقُيد عدد أكبر من البنات في التعليم الابتدائي. وأصبح هناك نساء يحققن دخلا بعدد أكبر من أي وقت مضى.
وشهدنا أيضا ظهور تحديات جديدة. فلننظر إلى الاتجار بالنساء والأطفال، وهى ممارسة مقيتة ولكنها شائعة وآخذة في التزايد. أو إلى الارتفاع الرهيب في الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز فيما بين النساء – لا سيما الشابات.
ومع ذلك فعندما نرنو ببصرنا إلى ما حدث على مدار العقد الماضي، نتبين أن هناك شيئا يعلو كل ما سواه: هو أننا تعلمنا أن التحديات التي تواجه النساء ليست مشاكل بلا حلول. لقد تعلمنا ما هو الذي ينفع وما هو الذي لا ينفع.
وإذا أردنا أن نغير التراث التاريخي الذي يضع المرأة في وضع الحرمان في معظم المجتمعات، يتعين علينا أن ننفذ على نطاق أوسع ما تعلمناه. إذ يتعين علينا أن نتخذ إجراءات محددة موجهة نحو أهداف بعينها على عدد من الجبهات.
ويوجز تقرير فرقة عمل مشروع الألفية المعنية بالتعليم والمساواة بين الجنسين سبع أولويات استراتيجية ترمي إلى مجرد تنفيذ ذلك.
وهى تمثل سبع استثمارات وسياسات محددة يمكن تطبيقها بيسر على مدار العقد القادم، على نطاق واسع بقدر يكفي لإحداث تغيير حقيقي.
أولا، ترسيخ إمكانية التحاق الفتيات بالمرحلة الثانوية فضلا عن المرحلة الابتدائية. إذ يكمن في التعليم مفتاح التغلب على معظم ما يواجه الفتيات والنساء من عقبات – بدءا من إرغامهن على الزواج المبكر، وحتى سهولة التعرض للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وغيره من الأمراض.
ثانيا، كفالة الصحة الجنسية والإنجابية وما يرتبط بها من حقوق. فكيف يتسنى لنا تحقيق مساواة حقيقية بينما هناك نصف مليون امرأة تموت سنويا من تداعيات الحمل – وهي تداعيات يمكن تماما الحيلولة دون وقوعها؟
ثالثا، الاستثمار في المرافق الأساسية بغرض خفض الأعباء التي تضيِّع من وقت النساء والفتيات. إذ ما هي الآفاق التي يمكن أن تكون أمام فتيات ونساء يُرغمن على قضاء نصف يوم يوميا في إحضار المياه والوقود وغيرهما مما تحتاجه أسرهن من ضروريات؟
رابعا،كفالة حقوق التملك والميراث للنساء والفتيات. إذ كيف تستطيع المرأة التخلص من الفقر دون أن تتاح لها إمكانية الحصول على الأرض والمسكن؟ وكيف يتسنى لها، دون توافر ذلك الأمان، حماية نفسها من آثار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز؟
وينصرف ذات الشيء على الأولوية الخامسة، وهى إزالة عدم التكافؤ بين الجنسين في فرص العمل. فالوظيفية الجيدة هي أيضا أفضل حماية للمرأة من السقوط فريسة للاتجار.
سادسا، زيادة نصيب المرأة من مقاعد البرلمانات الوطنية والحكومات المحلية. فالتكافؤ في الفرص في صنع السياسات ليس فحسب حقا من حقوق الإنسان، ولكنه أيضا شرط مسبق من شروط الحكم الرشيد.
سابعا، مضاعفة الجهود الرامية إلى مكافحة العنف ضد الفتيات والنساء. ويعنى ذلك إبداء ملكة القيادة بتبيان، على سبيل المثال، أنه عندما يتعلق الأمر بالعنف ضد النساء والفتيات لن يكون هناك أي دواع للتسامح أو قبول الأعذار.
صديقاتي،
حيث إنكن ملتزمات بتنفيذ منهاج عمل بيجين تنفيذا تاما، آمل أن تنظرن في هذه الأولويات السبع باعتبارها علامات إرشادية من شأنها المساعدة على تشكيل البرامج الوطنية.
وفي المقام الأول، أحث المجتمع الدولي بأسره على تذكر أن تشجيع المساواة بين الجنسين ليس فحسب مسؤولية من مسؤوليات المرأة، ولكنه مسؤولية على كاهلنا جميعا.
لقد مضى ستون عاما على قيام مؤسسي الأمم المتحدة بتجسيد التكافؤ في الحقوق بين النساء والرجال بالصفحة الأولى من ميثاقنا.
ومنذئذ، علمتنا دراسة بعد أخرى أنه ليس هناك أداة للتنمية أفعل من التمكين للمرأة.
وليس ثمة سياسة أخرى يمكن بذات القدر أن تزيد الإنتاجية الاقتصادية، أو تخفض من وفيات الرضع والأمهات.
وليس ثمة سياسة أخرى من شأنها بذات القدر من اليقين أن تحسن التغذية والنهوض بالصحة، بما في ذلك الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. **
وليس ثمة سياسة أخرى على نفس القدر من القوة في زيادة فرص التعليم أمام الجيل القادم.
وأود أيضا أن أخاطر بالقول إنه ليس ثمة سياسة على قدر أكبر من الأهمية في الحيلولة دون نشوب الصراعات أو تحقيق المصالحة بعد انتهاء صراع من الصراعات.
ولكن مهما كان شكل المنافع الحقيقية ذاتها من وراء الاستثمار في دور المرأة، فإن أهم حقيقة ما زالت: المرأة ذاتها لديها الحق في أن تعيش في ظل الكرامة دون عوز ودون خوف.
وعندما يجتمع زعماء العالم هنا في أيلول/سبتمبر كي يستعرضوا التقدم المحرز في تنفيذ الإعلان بشأن الألفية، آمل أن يعملوا على هذا الأساس.
وآمل أن تواصلن جميعا نضالكن الفعال وأن تقمن بتوجيههم نحو الوجهة الصحيحة.
وأتقدم بشكري لكل منكن على ما تبديه من التزام، وأرجو أن تحقق دورتكن أفضل النتائج.
http://www.un.org/arabic/news/sg/searchstr....asp?newsID=447
* :10:
** يوم المرأة العالمي 2004
http://www.un.org/arabic/events/women/iwd/2004/