استاذي العزيز خالد
تحياتي
اقتباس:لم تذكر لي الروايات المنسوبة إلى أم المؤمنين عائشة سلام الله عليها أو أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه لنقيمها. على أن رواية الآحاد لا تعارض التواتر.
بل هي في الغالب روايات غير صحيحة
وقد تجاهلت ايرادها لاننى لا اهتم بصحة نسبها و ظننت انك تعلم بها فكفانى وجودها في الاطار الذي اعرضه
و لان وجودها يدل علي وجود اتهام ما للقران بوجود اخطاء ( او هو شئ من عدم القبول اللغوى )
ووجودها في الطبرى كمثال انما يدل علي حدوثها في القرون الهجرية الثلاثة الاولى حتى و لو لم يكن مصدرها احد كبار الشخصيات الاسلامية
منها علي سبيل المثال الجزء الذي يقول علي لسان عثمان
أرى فيه شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنتها
و قد جاء او بمعناه عند
أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن
ابن أبي داود في كتاب المصاحف
الداني في كتابه المقنع
الباقلاني
و اخيرا فيما نقله السيوطي في الاتقان عن ابن أشتة
و لسنا هي في بحث صحة رجال اسانيد هذه المرويات
فافترض جدلا فسادها كلها ( الاسانيد)
بيد اننى استدل بوجود المتون علي وجود هذا النوع من النقد علي استحياء في كتب التأريخ
و ما يهمني ايضا هو قولك
اقتباس:ومما استقرؤوه أن الواو العاطفة قد تكون زائدة وقد لا تكون.
و لو راجعت اطار كلامى فستجد ان هذا هو ما ابحث عنه
او علي الاقل ما وصلني
ان القران كان هو السبب في هذا الجدل
ان القران هو الداعي الي القول بامكانية مجئ الواو زائدة و من قبل لم يكن هذا يشغل بال العرب
احسب ان جدلا مثل هذا لم ينشأ الا بادلة من القران فلم اجد في حجج الفريقين ادلة من الشعر او النثر الاسبق
و لم ينشأ بالطبع من قبل القران
وفي مثالك الفقهي
اقول ان ما ترتب علي عدم التيقن مما هو قطعى الدلالة قد يخرج صلاة احدهم بام الكتاب في حين تكون صلاة الاخر بغيرها
هذا هو الاختلاف الذي اتحدث عنه
فلو كان المعنى محددا في الاية ( و احسبها ستقدم علي الحديث ) في كونها من العموم او من قطعيات الدلالة لما حدث الخلاف الفقهي
اقول قياسا
لو كان المعنى واضحا في القران لما اختلف النحاة و اهل البلاغة
و سؤالي
امن الممكن في غياب صريح النص تحكيم البلاغة او النحو و قد تغيرا من بعد القران ؟
لذا و قبل ان اسأل هذا السؤال كان لابد ان اعرف هل بالفعل قد غير القران من النحو و البلاغة
احسب ان القران قد غير من قواعد عامة
وما اختلاف الفقهاء و النحاة الا في تحديد (
هل هذه تتبع للقاعدة العامة ام ان لها قاعدة خاصة بها )
و اقول ان المحدد هنا هو المعنى المقصود فان غاب هذا المعنى فلا سبيل للتحديد
انقل لك مثالا ايضا احسبه عنيفا من شيخنا الصفى
تجده هنا
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...79116#pid279116
للاسف يا ابن العرب لقد ارتكبت هنا خطا لغويا فادحا , فلم تطبق قاعدة ارجاع الضمائر للاسم الاقرب , فظننت ان
قوله تعالى ( فانزلنا به الماء ) ان الضمير في (به) يرجع الى ( سحاب ثقال) فوصلت الى نتيجة عجيبة هي
ان السحاب يستخدم لتمرير الماء.
ارجع الى قواعد اللغة العربية و لا تتجازها.
الضمير في (حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء ) يرجع ل( بلد) اذ هو اقرب الاسماء
ذكرا. عليه فان الجملة تعني ببساطة ان هذا الماء نزل ببلد ميت.
بينما الضمير في ( فاخرجنا به من كل الثمرات) يرجع الى اقرب المسميات ذكرا و هو الماء.
نستنتج من كلام الصفى انه من ثوابت القواعد ارجاع الضمير الي اقرب الاسماء
و ان مخالفة ذلك من افدح الاخطاء اللغوية
و لاننا من غير اهل القرون الاولى فلربما فات علي ابن العرب تصحيح او حتى التعليق علي هذا
فمن يقول بعد قول شيخنا الصفى ؟
بيد انه في هذا تجاهل فج و عنيف لهذه الاية
* {
لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }
فعلى اقل تقدير تسبحوه تعود الي الاسم الابعد -الله - ان لم تعد كل الضمائر
و به قال معظم اهل التفسير
و هذه هي حالتنا مع شيخنا الصفى و التى جعلتنا نفتح هذا الشريط و اتشرف باللقاء معك
اننا نظن ان معنى القران مقدم علي كل اللغويات
و عليه فان اللغة ليست حجة علي فهم و تفسير القران ان بدا لنا معنى اوضح في القران بخلاف قواعد اللغة و بلاغتها
فما رايك ؟
بل ان حالتنا هذه - مع شيخنا الصفى - تذكرنا بقولك
اقتباس:وأحيانا لا أجد ما يقال هنا بعد أن كرر امرؤ نفسه حتى ملته.
فاسألك بشكل عام
ما دور مهارة المحاور و اخفاءه للحقائق في حسم الحوارات الخلافية ؟
و هل بالفعل قد قيل كل ما يجب ان يقال ام انه كما يقول احدهم ( لقد خدعني هؤلاء الافاقون ) ؟
اعود سريعا الي كتابتك و اعلق علي
اقتباس:والشاذ عند القوم لا يقاس عليه،
وقد يبدو هذا صحيحا في العادة
بيد انه في التعامل مع القران تضمر هذه القاعدة
ان طلبت منى ان اقسم لك بصحة شئ فقلت لك ( لا اقسم بصحة هذا الشئ )
فانا هنا اقيس علي القران ( لا اقسم بهذا البلد ) فيكون كلامي غير مقبول
و لكن العكس يقبل في القران
احسب ان هذه هي احدى النقاط التى نقلها( في الشعر الجاهلي ) لطه حسين
فلكي يستدل المفسرون بالماثور علي صحة بعض التركيبات اخترعوا - او لنقل جاءوا - بما يثبتها من اشعار العرب
و الاصح - و الذي احسبك انت تذهب اليه - و الذي ذهب اليه ايضا طه ان القران بذاته هو حجة علي البلاغة و تركيباتها فان لم يكن لاصله الرباني فلاصله العربي علي اقل تقدير
لذا اجد نفسى امام نقطتين
كيف نحدد الخاص من العام في القران ( اقصد بشكل اكبر التركيبات اللغوية و ليكن مثالنا هو رجوع الضمير الي اقرب الاسماء مثلا ) و انا افترض هنا غياب معنى محدد في القران
فلو رجع الضمير الي الله في ( سبحوه) لان التسبيح مما يليق بالله وحده ( غالبا ) فماذا اذا غاب المعنى
و ماذا ان وجد حديث يخالف صريح المعنى ؟ هل نعتبر المعنى موافقا للحديث و نؤول القاعدة اللغوية ؟ ام نرفض الحديث و نبقى المعنى علي ظاهره ؟
النقطة الثانية هي ما الجديد التى فعله القران في اللغة العربية ؟ و الى اي مدى اتيح للقران ان يجدد ؟ و هل هذه الاتاحة من الصواب ام انها كانت مجرد (ايمان اللغويين الاسلامي ) ؟
اعذرنى استاذي العزيز خالد علي الغياب فعادة اكتب من الاربعاء الي الجمعة نظرا لظروف الدراسة
و للحديث بقية فاترك لك المجال ان شئت الي ان اكمل
تحياتي