ضيف
Unregistered
|
الالحاد الحديث-------1
ان نقد الدين كما جاء في فكر ماركس المادي وفكر سارتر الوجودي ،لا ينال من حقيقة الاله ،بل من بعض الانحرافات في تصور الله والممارسة الدينية،وهو يساعد بالتالي على تنقية الايمان.
=====================================================================
العداء لله:
يتجلى واضحا في الفكر المادي الماركسي اولا،وهذا العدو ليس فردا ،بل جماعة وطبقة،او بالاحرى حزبا يخلق شعبا يمثل الانموذج الكامل =للشعب الذي لا يعرف الله=
صاحب هذا الفكر ،يريد تحويل العالم وتغييره وتطويره وتحريره من البؤس والشقاء والمظالم الانسانية .كان ماركس يعني بالعالم =الطبيعة= .وتشير هذه الكلمة الى جملة الانتاج المادي والعلاقات الانسانية التي يُحدثها عمل الانسان عبر التاريخ .ف=الطبيعة= بحسب ماركس،هي =جسد الانسان اللاعضوي= ،والانسان يصوغ وحدتها .فهي اذا من صنعه ،وليس هو متميزا عنها .ويحقق الانسان انسانيته ويرتقي الى الوجود الحسي بوساطة عمله وفي اثناء عمله وتفاعله مع الطبيعة .وتهدف الارادة الماركسية الى تحويل طبيعة الانسان بهذا المعنى المكثف .ويجب ان يتم هذا التحويل،لا بمعزل عن الله فقط ،بل على الرغم منه ايضا .ولما كان الدين في نظر ماركس متواطئا مع المظالم الاجتماعية وحاميا النظام القائم ،فالارادة الماركسية تهدف الى حذف الله والدين.
العداء لله:
يتجلى ايضا في الفكر الوجودي السارتري .لم يؤسس سارتر في الحقيقة هذا التيار.فمؤسسه هو هايدغر ،اما سارتر فهو من صبه في قوالب مسرحية ،وينطلق من مسلمة وهي أنه ليس للانسان =طبيعة= وليس هو =جوهرا= .انه =حضور= وسلسلة من الاعمال في ممارسة حريته .لذلك لم يسع سارتر ،الى فهم العالم وتفسيره بمعزل عن الله،لأن العالم في نظره هو لا معقول .ولم يسع الى تغيير العالم ،لأن العالم ،مهما تغير،يبقى لا معقول .لكن هدفه هو ان =يوجد= الانسان متخليا عن الله وعلى الرغم من الله في عالم لا وجود لله فيه.وفي هذه الحال،تشكل فكرة الله خطرا على الانسان وعلى حريته .فلا بد اذا من التخلص منها .
2
يواجه هذين التيارين الاشكالية نفسها،وهي اولا المسألة الميتافيزيقية في التعايش بين الخالق ولخليقة والتعاون بينهما ،وثانيا المسألة الخُلقية .فاذا كان الله موجودا ،وهو القادر على كل شيء ،فكيف يكون العالم ،على ما هو عليه ،مسرحا للشر بأنواعه وللبؤس، لا يستطيع احد ان يتجنب هذه المسألة ،بل انها مطروحة على كل انسان وكل الناس ،والانسان في هذه الاوقات الصعبة،لا يطرح اسئلة فلسفية ،بل اسئلة تاريخية وجودية: أين الهي؟هل هو الاله الحي .تلك هي المسألة التي طرحت على كلا التيارين .
وعليه يقبل كلاهما بأسطورة موت الله ،وقد وردت هذه العبارة في أماكن كثيرة من مؤلف لنتيتشة بعنوان:=هكذا تكلم زرادشت=.فالعصر الحديث لم يخترع اذا هذه الاسطورة ،حيث كان الناس يقولون في عصر سابق ان الله غير موجود ،بمعنى ان وجوده ليس حقيقة عقلية ،ولم يكن ابدا حقيقة ،بل مجرد رواية خيالية ،ويستطيع بالتالي العقل ان يستغني عنه.أماالاسطورة فتنبئ،على عكس ذلك ،بحدث تاريخي وبتغيير مجرى الاحداث وباتجاه المصير البشري اتجاها جديدا ،وهي بالتالي تُلزم الانسان باتخاذ قراره .فمهما امكن العقل او الايمان ان يقوله عن وجود الله ،فالله في الواقع قد اختفى من التاريخ .
3
هكذا قام الالحاد الجديد،الحاد اليار المادي والوجودي ،على مسلمة،ولم يكلف نفسه عناء التستر وراء نتيجة مستمدة من الاستدلال العقلي ،وبصنيعه هذا،قلب الالحاد الجديد موازين القوى على الساحة.ويتفق هذين التيارين على القول بأن الله ليس مما يمكن الاستغناء عنه واهماله فحسب،بل يشكل خطرا ايجابيا لا بد من مقاومته للتخلص منه .انه من نسج الخيال ومُضر للغاية .ولا يكتفي هذان التياران بأن يعيشا من غير الله ،بل هما ضد الله .ليسا هما من =منكري= الله ،بل هما من =رافضي الله= .والله الخالق والقادر على كل شيء هو،بالنسبة الى كل منهما ،العدو الاكبر.ومن هنا نشأت ارادة حذف الله او غياب الله.
4
ويبني الاثنان عداءهما الفاعل تجاه الله على اساس واحد،على ان الله هو عدو حرية الانسان ،بوصفه صانع الطبيعة وسيد التاريخ .لا شك ان لكل من الاثنين تصوره الخاص للحرية،ولكنهما،على الرغم من الفروق ،يتفقان على ان الحرية هي استقلال مطلق ،والا فليست حرية.انها استقلالية تتخطى كل ما يحدها .واذا علت عليها حرية الهية ما وقيدتها ،ابادته.فعلى الانسان ان يكون اله عالمه الخاص ،سواء اكان عالم الطبيعة الماركسية ام عالم الوجودي اللامعقول ،والا ما كان الانسان انسانا.
ويشتركان في مفهوم واقعي واحد للحرية .فلا يعيران اي اهتمام لما اسمه العصر الحديث =الحرية= اي الحريات الحديثة المزعومة:حقوق الانسان والمواطن،والحريات المدنية التي يضمنها القانون .ذلك بأن التحرير الحقيقي لا يتم عن طريق هذه الوسائل الشرعية الحقيرة.فالانسان يبقى عبدا وعبد=للطبيعة=وان توافرت تلك الحريات .ذلك بأن الحرية ليست مسألة نظريات وقوانين،بل هي قضية عمل وتاريخ .ليست المسألة ضمان حرية معطاة ،بل هي مسألة حرية لم تعط بعد .وعندما يستهدف هذين التيارين تحرير الانسان ،فانما يستهدفان خلق الانسان خلقا جديدا مشروطا بحذف الله او غيابه.
|
|
01-10-2005, 12:20 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
الالحاد الحديث-------1
صكرا الاخ ميراج
الاخ غرامسكي-اعتقد- كنت في صدد ارسال كتابتي،وقرأت جواب سيادتك،وقد تجيبك مقالتي عن تساؤلك.
========
لا تتصدى الارادة الماركسية لله رغبة منها في التحرر الاباحي،ولا رغبة منها في تقديم العبادة للعقل ،ولا يتجذر الالحاد الماركسي ،في عالم الافكار ،بل في عالم الواقع ،واقع البؤس البشري في المجتمع .انه الالحاد المغتاظ من وضع الانسان التاريخي في العصر الصناعي ،مؤكدا انه لا يصحان يكون للشر وجود ،ووجوده لا يمكن التغاضي عنه .غير ان اله الكتاب لا يعد هذا الواقع مبدأ حتميا في ادارة العالم،ويرى ان الشر هو الشر ،وليس امرا لا يحتمل ،بل يواجهه =بحلمه= وهذا ما هو متهم به.والتهمة تًصاغ على هذا الشكل :بما ان اله الكتاب المقدس يتغاضى عن الشر فهو ليس الها .وهكذا يرفض هذا الالحاد الله باسم الله بالذات .
هنا نجد انقى صيغة وًجدت للالحاد واشدها تعصبا ،اذ ان الانسان يرفض الله باسم تصوره هو للخُلقية اللائقة بالله.فالالحاد الماركسي يرتقي الى هذه القمة من النقاء والتعصب ،وان لم يدركها.
وقد ادى الاغتياظ الماركسي ازاء البؤس الى نشأة الارادة في الحرية .
احد الطلاب الروس ،وبعد عودته من فرنسا،قال ،ان الحرية غير موجودة في فرنسا.هذا الجواب،يبين المسافة بين مفهوم الحرية =الحديث= ومفهومها الماركسي.فالحرية الحقيقية بالنسبة الى الماركسي تكمن في القدرة على تغيير الطبيعة وتحويل الانسان والمجتمع وبناء عالم جديد وافتتاح تاريخ جديد .ويُمنح الانسان هذه القدرة على تغيير الطبيعة اذا ما سلم بالضروريات الملازمة لجدلية التاريخ المادية ،ويصبح هكذا سيد التاريخ .وتكمن حرية الانسان العملية هذه بممارسة سيادته على الكون في كل لحظة ملموسة من لحظات التاريخ .زانها حرية===القادر على كل شيء=== وقدرة حقيقية وراهنة على سير التاريخ .وبفضل هذه الحرية سوف يضفي انسان الثورة الماركسية على التاريخ معنى،اي مضمونا جديدا ،ويدفعه نحو هدفه ،وهو بناء عالم ينتفي منه البؤس.
وعدو الحرية الاكبر وعدو الانسان هو اذا ،في نظر الماركسية،الله ===القادر على كل شيء=== فمعرفة الله بمعناها الكتابي ،اي الاعتراف به والانقياد له،هي المصدر الرئيس لضياع الانسان واغترابه .وحالة الاغتراب والضياع هي نقيض حالة الحرية .ذلك بان الاغتراب يجرد الانسان من حريته .والمؤمن بان الله ===القادر على كل شيء=== يصبح سجين وهمه .وتقرر الارادة الماركسية بالتالي ان الله وهم وعدو الانسان.ويقول ماركس :ان الله هو من صُنع الانسان،وهو تنهد الخليقة المضطهدة ،وهو قلب عالم لا قلب له ،وفكر عالم لا فكر له ،وافيون الشعوب،فالانسان يُسقط في سماء وهمية قدرة خيالية هي سيدة التاريخ لكي تخلصه من البؤس وتقود التاريخ الى ما وراء التاريخ ،الى الجنة،فالدين في نظر ماركس هو ملجأ الانسان الضعيف ،يحتمي به من مظالم المجتمع-قلب عالم لا قلب له=،وهو ايضا احتجاج على الشقاء ودواء له .لكن هذا الدواء اسوأ من الداء لانه يخدر الانسان=افيون الشعب= ويغرقه في الوهم ويبقيه في العبودية .فالانسان،بسبب الايمان بالله ،يتغرب عن ذاته .ويفقد قدرته على ان يكون هو نفسه ===القادر على كل شيء=== ،ويصبح عاجزا عن القيام بمهمته التاريخية في تحويل الطبيعة وتنظيمها .
2
لا بد اذن من اقتلاع جذور معرفة الله من وسط شعب الثورة الجديد ،بل لا بد من حذف جذوره من الحياة العامة والخاصة على السواء .لم ينخدع ماركس وورثته ==بالانسان المتخلي عن الله== الحديث والزاعم ان الدين هو مسألة شخصية حصرا .لقد ادركوا بنظرهم الثاقب ان الدين،حتى في صيغة ايمان خاص ،هو شأن عام اكثر من الشؤون العامة .لقد عزل العصر الحديث الله عن الحياة العامة ،اما الفكر الماركسي،فيريد عزله عن الحياة الخاصة ،بل حذفه منها ايضا .لذلك لا يحق لاي انسان يعيش في = المجتمع المثالي= ان يقول ،ولو في صميمه وفي السر :<ان الله موجود> ،وانه ههنا ،وانه === القادر على كل شيء حي=== وفاعل في اللحظة الراهنة .فالانسان الذي على هذا النحو مرتد عن الثورة في نظره ،لان انتصارها يقوم على حذف الله وحذف الاعتقاد بان الله هو سيد التاريخ .
فلا مكان في الماركسية للمؤمن بأن الله=======قادر على كل شيء=====موجود وحاضر هنا معنا والآن في التاريخ .
|
|
01-11-2005, 01:07 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
الالحاد الحديث-------1
اقتباس:اود الالماح الى امر وقع به كاتبنا عن قصد او غير قصد من خلال العنوان ودلالته على المعنون .. فالالحاد الحديث لم يبتدئ بماركس، هذا اولا .. ثم وكما سألفت لم يكن هم ماركس الاول منصبا على نقد الدين ..
اذا توخينا الدقة،فان الانسان يتمثل بدون الله في العصر الحديث ف=الاكاديمي الارستقراطي= وفي السوقي البرجوازي= وفي =السياسي المناهض للدين= وهذه الذهنيةالعلمانية قامت على الارادة في فهم العالم والعيش في المجتمع وتنظيمه من دون الله وبمعزل عنه فالعصر الحديث=ماقبل ماركس=قرر ان المسألة هي مسألة اختيار احد امرين متعارضين :اما الله او العالم------
اما خصائص هذا الالحاد
1-ان الالحاد هو موقف ارادي وليس هو نتيجة استدلال عقلي.
فالالحاد النظري الاكاديمي هو موقف ارادي لتفسير العالم بمعزل عن الله.والالحاد العملي البرجوازي والسوقي هو موقف ارادي لبناء المجتمع بدون الله .
اما الالحاد الماركسي فهو الحاد =ما بعد الحديث=
2
قد تختار الدولة ان تعدالدين شانا خاصامحضا ،ولكن ليس ذلك الا مناورة منها وتنازلا امام الروح البرجوازية في العصر الحديث.اما بالنسبة الى كادحي الثورة الاشتراكية ،فالدين يا اخي ليس ابدا شأنا خاصا محضا .انه شأن ايديولوجي وقضية تهم الحزب ،وهو بالتالي شأن عام .لذلك لا مكان في الحزب للمسيحي،للمسلم،للمؤمن ان الله هو ===القادر على كل شيء=== ،وهو معنا ههنا في هذه اللحظة من التاريخ
|
|
01-11-2005, 01:55 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
الالحاد الحديث-------1
اقتباس:فلا يوجد رفض لفكرة الإله و لا عداء لها و لا غضب منها و لا يحزنون. المسألة مسألة رأي شخصي يا عزيزي
==
اسطورة موت الله ،جزء لا يتجزأ من ايديولوجية الالحاد ،لكنها ليست اسطورة حقيقية،اذ تخفي صيغتها الادبية واقعا علميا وهو ان الملحد ادعى انه توصل الى فهم معنى التاريخ فهما علميا .لقد اكتشف معنى التاريخ.واكتشف ان التاريخ يصنع الانسان وليس الله ،فكان العداء لله وموت الله بهذا الاكتشاف .فعندما توصل الانسان الى معرفة نفسه بفضل التاريخ ،وعندما ادرك انه خليقة التاريخ وليس خليقة الله ،مات الله .لقد بلغ العداء لله ،حد اعلان موته.لقد مات وخرج من التاريخ تاركا الانسان سيد التاريخ.؟
اما هدف الانسان الرافض لله في الثورة الماركسية فهو ايجاد حل لمشكلة الالم والشر في العالم .فهو يعرف بان الانسان لا يقبل باي حل لا يحرره فعليا من الشر،فكان رفضه لله الذي يسمح بالشر.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:و فكرة ان " الله " هو معنا في لحظة ما او مكان ما ن فما هي الا من المقولات الكلاسيكية جدا و التي اثبتت التجارب التاريخية و آخرها تسونامي بان لا يهيمن على هذا الكون الا قواه الذاتية فيزيائية كانت ام كيميائية .
========
ان لكل من العلم والايمان بالله حقل خاص واساليب خاصة واهداف مختلفة.فالعلم يجيب في بحثه عن سؤال =كيف حدث هذا المد المدمر=اما الايمان فيجيب عن سؤال ==لماذا حدث هذا المد المدمر==العلم يسأل كيف،والايمان يجيب لماذا.
للعلم حقل خاص ومهمته درس عناصر الكون وتحليل اطرها،وملاحظة العلاقة القائمة بينها .فهو يواصل ابحاثه في اصغر الكائنات حيث تختلط المادة بالطاقة ،فيخرج بفرضيات ويبني نظريات ليفسر بها الوقائع.وهو يتابع ايضا ابحاثه في اكبر الكائنات ،ويحاول اثبات قوانين الفضاء-الزمن.وحقل العلم هو الكون الذي حدثت فيه =تسونامي= وموضوعه هو جملة الحقائق التي تقع تحت الحواس مباشرةاو بوساطة الالات المجهرية .وهو اذ يفعل ذلك ،يحاول ان يفهم =كيف= تتكون الامور في الكون والطبيعة والانسان،ولا يجوز له ان يتخطى حدوده هذه ويطلق احكاما تخرج عن نطاق بحثه التجريبي.
اما الايمان بالله فيذهب الى ابعد من ذلك ويتحدث عن اصل الكون واصل الانسان،كما يتحدث عن مصيره ومعنى وجوده .فهو يجيب عن سؤال=لماذا= ،مسندا في ذلك كله الى معطيات الوحي والكتاب المقدس .ولا يجوز له ايضا ان يتخطى مجال تخصصه ،ويتحدث عن امور علمية كعمر الكون وكيفية نشوئه ونشوء الحياة البشرية على وجه الارض.
|
|
01-12-2005, 10:25 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}