ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ...من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ... وأشهد أن لااله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
أما بعد /
أزيد الأمر ايضاحا ...
الله سبحانه وتعالى أراد أن يخلق الانسان لكي يعطيه ,
لكي يكرم النوع المؤمن منه اكراما أبديا .....وقد كان هذا فعلا عن طريق تشريع العبادة ..
أنت مثلا انسان ثري جدا ومن الوجهاء صفوة المجتمع , وتريد اكرام انسان بسيط لايعبأ الناس به ولاقيمة له ..هل الافضل له والانفع أن تعطيه راتبا شهريا مؤقتا دون عمل ليصبح عالة وليظل لاقيمة له من الناحية الأدبية ؟
أم أن الافضل أن تمنحه وسام الانتساب اليك بأن تخوله ادارة اعمالك بأن يصبح سكرتيرك الخاص ؟
الله تعالى لم يرد بالانسان المؤمن درجة الدون ...بل خوله نعمة الانتساب اليه ..
ولأنه هو الجواد الكريم : فإن كرمه ونعمه وإحسانه يصل أيضا الى النوع الكافر المتمرد , ولكن في اطار الحياة الدنيا فقط ...أعطاه راتبا مؤقتا ..
وأنت ترى غير المؤمنين يتنعمون هنا في الدنيا أكثر من المؤمنين ( نعيما جسديا ظاهريا وليس نعيما روحيا من السعاغدة والطمأنينة ) وذلك لأن الدنيا دار اختبارللمؤمن وليست له بدار جزاء ومكافأة ..
قد تسأل : إذا كان الله يقول : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدونِ ) فلماذا خلق الكفار وهم لايعبدوه ؟
الاجابة : أن الله قد خلق الكافر ليكمل به المؤمن عبوديته التي تختلف عن عبودية الملائكة ...
الملائكة يعبدون الله دون مخالفة من غيرهم ولا محاربة ولا ضيق وتضييق ..ليست هناك تضحية ...ليس هناك بذل للغالي والنفيس ...ليس هناك صبر ولا خوف ولاتوكل ....ليس هناك دعوة الى الله وتحمل لصنوف الأذى من المخالف .... وانما هناك فقط عبادة عفوية تلقائية دائمة ...( يسبحون الليل والنهار لايفترون ) ...
تلك هي عبادة الملائكة ..
وأما عبادة الانسان المسلم فهي تختلف عن هذا .. هي عبادة من نوع آخر أرقى وأعلى ... إنه يعبد الله وسط المخالفين والساخرين والحاسدين والناقمين ... يصر على تقديم أمر الله والالترزام بشرعه وسط الفتن والشهوات والمنكرات التي ينشرها جند ابليس من الجن والانس ..
واذا سقط قام واستغفر وتاب وتضرع وبكى كما يبكي الطفل لأبيه الحنون الرحيم الذي يعلم أنه سوف يقبله ويقدر له رجوعه عن خطئه واعترافه به ......
هذا هو حاله وسط نوع من البشر يعتقدون أنهم قد خلقوا للطعام والشراب والنوم والجماع والتمتع سواء من حلال أو حرام ...أضف الى ذلك مايتفرع عن ذلك من شهوات أخرى للنفس ( المطلق لها العنان ) من شهوات حب الرياسة والسلطة والعلو في الارض والبطش بالغير وظلم الناس واحتقار الضعيف والمنّ على الفقير بالاحسان اذا كان هناك احسان ...
فهي منظومتان تختلفان تمام الاختلاف .....
*
المؤمن ان هو عاش في الدنيا لله ونجح في الاختبار )
*
الكافر منظومته تختلف عن هذا تماما ...
هو
يرفض ان يعيش هنا لله ابتداءا , ولا يرى الا حقه هو على الله , واذا خاطبته وسألته عن حق الله عليه الذي يجب أن يقدمه برر موقفه بحجج طثيرة وكلام مكرور معروف قد سمعته كثيرا ( من أن الله لايحتاح لأن نعبده , ومن أن الله كريم قد خلقنا لينعم علينا فقط , وغير ذلك الكثير والكثير مما تقرأ وتسمع , وقد مر بك وسيمر من هذا النوع وهذا اللون ... ) .
في حين أنك لو ركزت قليلا في مسألأة ( الخلووود والبقــــــــاء ) لهان الاختبار جدا وكان العيش لله هنا لاللنفس أمرا سهلا جدا اذا قيس بالعيش عيشا هانئا في دار
الخلود ..
وختاما ..
امعن النظر في هذا الحديث والحوار الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أحد اصحابه ..
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا معاذ أتدري ماحق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله أعلم: قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً.
وعجبا ثم عجبا لمن يظن أن شكر نعمة الله تكون باللسان فقط وهو ينكر حق الله في العبادة وحده , ويعبد معه غيره ممن لم ينعم عليه نعمة واحدة وانما هو عبد مثله ... يجعله مثل الله في المنزلة بل ويقدمه عليه ويظن ان هذا هو الشكر .
وانظر في هذه الفتوى للتوسع : ( وهناك أسفل الصفحة فتاوى ذات صلة بالموضوع مثل الحكمة من خلق الإنسان و الحكمة من خلق البشر لعبادة الله و حقيقة العبادة ):
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFat...lang=A&Id=17543