{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قرأت لك
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #1
قرأت لك


معجزات الرسول هي ما وردت في القرآن‏!‏
إعداد ـ د‏.‏ حسن علي دبا

في أوائل أيام العام الهجري يتجدد التساؤل دوما حول المعجزات التي امتلأ بها الوجدان الشعبي ونزلت حينا إلي كتب منتشرة في الثقافة المعاصرة‏:‏ما حقيقة تلك المعجزات؟ وهل صحت عن الرسول صلي الله عليه وسلم أم أن المعجزة الخالدة الثابتة عنه هي القرآن الكريم دون غيره؟ حول هذه الأسئلة تدور إجابات د‏.‏ يوسف القرضاوي هذا الأسبوع قال‏:‏
انقسم الناس حول المعجزات الحسية في السنة النبوية إلي أصناف ثلاثة‏:‏
من يبالغ في الإثبات‏,‏ وسنده في ذلك ما حوته الكتب‏,‏ أيا كانت هذه الكتب‏:‏ سواء كانت للمتقدمين أم المتأخرين‏,‏ وسواء كانت تعني بتمحيص الروايات أم لا تعني‏,‏ وسواء وافق ذلك الأصول أم خالفها‏,‏ وسواء قبله المحققون من العلماء أم رفضوه‏.‏
المهم أن يروي ذلك في كتاب وإن لم يعرف صاحبه‏,‏ أو يذكر في قصيدة من قصائد المدائح النبوية‏,‏ أو في قصة‏'‏ مولد‏'‏ التي يتلي بعضها في شهر ربيع الأول من كل عام‏,‏ أو نحو ذلك‏.‏ وهذه عقلية عامية لا تستحق أن تناقش‏,‏ فالكتب فيها الغث والسمين‏,‏ والمقبول والمردود‏,‏ والصحيح والمختلق الموضوع‏.‏وقد ابتليت ثقافتنا الدينية بهؤلاء المؤلفين الذين يتتبعون‏'‏ الغرائب‏'‏ ويحشون‏'‏ بها بطون الكتب‏,‏ وإن خالفت صحيح المنقول‏,‏ وصريح المعقول‏.‏
وبعض المؤلفين‏,‏ لا يعني بصحة ما يروي من هذه الأمور‏,‏ علي أساس أنها لا يترتب عليها حكم شرعي‏,‏ من تحليل أو تحريم أو غير ذلك‏.‏ ولهذا إذا رووا في الحلال والحرام تشددوا في الأسانيد‏,‏ ونقدوا الرواة‏,‏ ومحصوا المرويات‏.‏ فأما إذا رووا في الفضائل والترغيب والترهيب‏.‏ ومثلها المعجزات ونحوها‏,‏ تساهلوا وتسامحوا‏.‏
ومؤلفون آخرون‏,‏ كانوا يذكرون الروايات بأسانيدها‏,‏ فلان عن فلان عن فلان‏-‏ ولكنهم لا يذكرون قيمة هذه الأسانيد‏:‏ أهي صحيحة أم غير صحيحة ؟ وما قيمة رواتها‏:‏ أهم ثقات مقبولون أم ضعاف مجروحون‏,‏ أم كذابون مردودون ؟ معتمدين علي أنهم إذا ذكروا السند فقد أبرأوا أنفسهم من التبعة‏,‏ وخلوا من العهدة‏.‏ غير أن هذا كان صالحا وكافيا بالنسبة للعلماء في العصور الأولي‏,‏ أما في العصور المتأخرة‏-‏ وفي عصرنا خاصة‏-‏ فلم يعد يعني ذكر السند شيئا‏.‏ وأصبح الناس يعتمدون علي النقل من الكتب‏,‏ دون أي نظر إلي السند‏.‏
‏*‏ من أين يستقي هؤلاء تلك القصص والأسانيد في إنكار الآيات الحسية؟
ينقلون من تاريخ الطبري‏,‏ أو طبقات ابن سعد أو غيرها‏.‏هذا هو موقف جمهرة الكتاب والمؤلفين في عصرنا‏,‏ حين يبالغ في النفي والإنكار للمعجزات والآيات الحسية الكونية‏,‏ وعمدته في ذلك‏:‏ أن معجزة محمد‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ هي القرآن الكريم وهو الذي وقع به التحدي‏:‏ أن يأتوا بمثله‏,‏ أو بعشر سور مثله‏,‏ أو بسورة من مثله‏.‏
‏*‏ في رؤيتكم‏:‏ لم لم تجب مطالب المشركين في توالي الآيات الحسية؟
لما طلب المشركون من الرسول بعض الآيات الكونية تصديقا له‏,‏ نزلت آيات القرآن تحمل الرفض القاطع لإجابة طلباتهم‏.‏ كما في قوله تعالي‏:‏وقالوا‏:‏ لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الأرض ينبوعا‏.‏ أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا‏.‏ أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا‏.‏ أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقي في السماء‏.‏ ولن نؤمن لرقيك حتي تنزل علينا كتابا نقرؤه‏,‏ قل‏:‏ سبحان ربي‏,‏ هل كنت إلا بشرا رسولا
سورة الإسراء‏93-90‏ وفي موضع آخر‏,‏ ذكر المانع من إرسال الآيات الكونية التي يقترحونها فقال‏:‏وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏,‏ وآتينا ثمود الناقة مبصرة‏,‏ فظلموا بها‏,‏ وما نرسل بالآيات إلا تخويفا‏.‏ سورة الإسراء‏59‏ وفي سورة أخري‏,‏ رد علي طلب الآيات بأن القرآن وحده كاف كل الكفاية ليكون آية لمحمد‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ قال تعالي‏:‏أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلي عليهم ؟ إن في ذلك لرحمة وذكري لقوم يؤمنون‏.‏سورة العنكبوت‏.51‏
‏*‏ لم اقتصرت معجزة الرسول صلي الله عليه وسلم علي العقل في رأيكم الشرعي؟
اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون معجزة محمد‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ معجزة عقلية أدبية‏,‏ لا حسية مادية‏,‏ وذلك لتكون أليق بالبشرية بعد أن تجاوزت مراحل طفولتها‏,‏ ولتكون أليق بطبيعة الرسالة الخاتمة الخالدة‏.‏ فالمعجزات الحسية تنتهي بمجرد وقوعها‏.‏ أما العقلية فتبقي‏.‏ وقد أيد ذلك ما جاء في صحيح البخاري عن النبي‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ قال‏:'‏ ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر‏,‏ وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي‏,‏ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة‏'.‏
‏*‏ لماذا انقسم الناس إذن في شأن المعجزات المحمدية؟
يبدو أن هذا الأمر سببه أمران‏:‏أولا‏:‏ افتتان الناس في عصرنا بالعلوم الكونية‏,‏ القائمة علي ثبات الأسباب‏,‏ ولزوم تأثيرها في مسبباتها‏,‏ حتي ظن بعض الناس أنه لزوم عقلي لا يتخلف في حال‏,‏ فالنار لابد أن تحرق‏,‏ والسكين لابد أن تقطع‏,‏ والجماد لا يمكن أن ينقلب إلي حيوان‏,‏ والميت لا يمكن أن يرجع إلي الحياة الثاني‏:‏ غلو الصنف الأول في إثبات الخوارق‏,‏ بالحق والباطل‏,‏ إلي حد يكاد يلغي قانون الأسباب والسنن‏,‏ التي أقام الله عليها هذا العالم‏.‏ وكثيرا ما يقاوم الغلو بغلو مثله‏.‏
‏*‏ أين يقف الفقه الوسطي هنا وكيف ترون هذه المعجزات؟
بين المبالغين في الإثبات‏,‏ والمغالين في الإنكار وهو الرأي الذي أرجحه وأتبناه‏.‏وخلاصته‏:‏ أن القرآن الكريم هو الآية الكبري‏,‏ والمعجزة الأولي‏,‏ لرسولنا محمد‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ وهو الذي تحدي به العرب خاصة‏,‏ والخلق عامة وبه تميزت نبوة محمد علي غيرها من النبوات السابقة‏,‏ فالدليل علي صدق نبوته هو نفس موضوع رسالته‏;‏ وهو كتابه المعجز بهدايته وبعلومه‏,‏ وبإعجازه اللفظي والمعنوي‏,‏ وبإتيانه بالغيب‏:‏ ماضيه وحاضره ومستقبله‏.‏ إن الله تعالي أكرم خاتم رسله بآيات كونية جمة‏,‏ وخوارق حسية عديدة‏,‏ ولكن لم يقصد بها التحدي‏,‏ أعني إقامة الحجة بها علي صدق نبوته ورسالته‏.‏ بل كانت تكريما من الله له‏,‏ أو رحمة منه تعالي به‏,‏ وتأييدا له‏,‏ وعناية به وبمن آمن معه في الشدائد‏;‏ فلم تحدث هذه الخوارق استجابة لطلب الكافرين‏,‏ بل رحمة وكرامة من الله لرسوله والمؤمنين‏,‏ وذلك مثل‏'‏ الإسراء‏'‏ الذي ثبت بصريح القرآن‏,‏ والمعراج الذي أشار إليه القرآن‏,‏ وجاءت به الأحاديث الصحيحة‏,‏ ونزول الملائكة تثبيتا ونصرة للذين آمنوا في غزوة بدر‏,‏ وإنزال الأمطار لإسقائهم فيها وتطهيرهم‏,‏ وتثبيت أقدامهم‏,‏ علي حين لم يصب المشركون من ذلك شيئا وهم بالقرب منهم وحماية الله لرسوله وصاحبه في الغار يوم الهجرة‏,‏ رغم وصول المشركين إليه‏,‏ حتي لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآهما‏,‏ وغير ذلك مما هو ثابت بنص القرآن الكريم‏.‏ومثل ذلك إشباع العدد الكثير من الطعام القليل في غزوة الأحزاب‏,‏ وفي غزوة تبوك‏.‏ إننا لا نثبت من هذا النوع من الخوارق إلا ما نطق به القرآن‏,‏ أو جاءت به السنة الصحيحة الثابتة‏.‏ وما عدا ذلك مما انتفخت به بطون الكتب‏,‏ فلا نقبله‏,‏ ولا نعبأ به‏.‏
‏*‏ كيف نتعامل مع ماورد من نصوص حول هذه المعجزات إذن؟
من الصحيح الثابت‏:‏ ما رواه جماعة من الصحابة من حنين الجذع الذي كان يخطب عليه‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ أول الأمر‏,‏ فلما صنع له المنبر‏,‏ وقام عليه للخطبة‏,‏ سمع للجذع صوتا كحنين الناقة إلي ولدها‏.‏ فأتاه النبي‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ فوضع يده عليه فسكت‏.‏ قال العلامة تاج الدين السبكي‏:‏ حنين الجذع متواتر‏,‏ لأنه ورد عن جماعة من الصحابة‏,‏ إلي نحو العشرين‏,‏ من طرق صحيحة كثيرة تفيد القطع بوقوعه‏.‏ وكذلك قال القاضي عياض في الشفاء‏:‏ إنه متواتر و ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن والمسانيد عن جماعة من الصحابة‏,‏ من إفاضة الماء بغير الطرق المعتادة‏,‏ وذلك في غزواته وأسفاره‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ مثل غزوة الحديبية‏,‏ وغزوة تبوك وغيرهما‏.‏ روي الشيخان عن أنس‏:‏ أن النبي‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ وأصحابه كانوا بالزوراء فدعا بقدح فيه ماء‏,‏ فوضع كفه فيه‏,‏ فجعل الماء ينبع من بين أصابعه‏,‏ وأطراف أصابعه‏,‏ فتوضأ أصحابه به جميعا وروي البخاري عن البراء بن عازب أنهم كانوا مع النبي‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ يوم الحديبية أربع عشرة مائة أي‏1400,‏ وأنهم نزحوا بئر الحديبية فلم يتركوا فيها قطرة‏,‏ فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسالم فأتاها‏,‏ فجلس علي شفيرها‏,‏ ثم دعا بإناء من ماء‏,‏ فتوضأ‏,‏ ثم تمضمض ودعا‏,‏ ثم صبه فيها‏.‏ قال‏:‏ فتركناها غير بعيد‏,‏ ثم إنها أصدرتنا سقتنا وروتنا ماشيتنا نحن وركابنا‏.‏ والأحاديث في إجراء الماء له‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ كثيرة مستفيضة‏,‏ ومروية بأصح الطرق‏.‏
‏*‏ كبف تعلل ماورد من معجزات حول أدعية النبي صلي الله عليه وسلم وأستجيب له؟
ما حفلت به كتب السنة من استجابة الله تعالي لدعاء النبي‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ في مواضع يصعب حصرها‏,‏ مثل دعائه بإنزال المطر ودعائه يوم بدر بالنصر‏,‏ ودعائه لابن عباس بالفقه في الدين‏,‏ ودعائه لأنس بكثرة الولد‏,‏ وطول العمر‏,‏ ودعائه علي بعض من آذاه‏..‏ إلخ‏.‏
‏*‏ كيف نتعامل مع المعجزات الأشهر المتصلة بالهجرة النبوية الشريفة؟
اشتهر أن النبي‏-‏ صلي الله عليه وسلم‏-‏ حين اختفي في الغار عند الهجرة من المدينة‏,‏ جاءت حمامتان فباضتا علي فم الغار كما أن شجرة نبتت ونمت فغطت مدخل الغار‏.‏ فهذا ما لم يجئ به حديث صحيح‏,‏ ولا حسن‏,‏ ولا ضعيف‏.‏ أما نسج العنكبوت علي الغار فقد جاءت به رواية حسنها بعض العلماء‏,‏ وضعفها آخرون‏.‏ وظاهر القرآن يدل علي أن الله تعالي أيد رسوله يوم الهجرة بجنود غير مرئية كما قال تعالي‏:‏فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروهاوالعنكبوت والحمام جنود مرئية ولا شك والنصر بجنود غير مشاهدة ولا محسة أدل علي القهر الإلهي والعجز البشري‏.‏ وإنما اشتهرت هذه الخوارق بين جمهور المسلمين بسبب المدائح النبوية‏,‏ للمتأخرين وبخاصة مثل‏'‏ البردة‏'‏ للبوصيري‏.‏









02-26-2005, 12:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إذا كنت قد قرأت كتاباً "دسماً" في الأنثروبولوجي..من فضلك ضعه هنا Narina 10 4,959 12-27-2010, 04:45 PM
آخر رد: Narina
  قرأت 50 كتاب في كتاب واحد فقط واروع كتاب على الاطلاق faith-leo thursday 4 6,794 08-14-2010, 01:13 AM
آخر رد: بسام الخوري
  قرأت لكم قصيدة رائعه روح الفكر 2 817 11-04-2007, 10:10 AM
آخر رد: الطبيب عبد الله
  قرأت لك يجعله عامر 13 2,551 10-12-2007, 02:03 PM
آخر رد: الحر
  قرأت لي ولك يجعله عامر 11 2,100 07-26-2007, 11:19 PM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS