{myadvertisements[zone_3]}
مواطن مصرى
عضو متقدم
المشاركات: 689
الانضمام: Oct 2009
|
RE: عن فراغ حياة أولاد المدارس
حبيب قلبى قطقط
ورحمة خالى حسن انا ما شفت بنى ادم طيب وجميل زيك.
جرى ايه يا ابو القطاقط ما تسيبك من حكاية ولاد السلطان وولاد الجارية دى... ده احنا الاثنين بنشرب من نيل مصر واحنا الاثنين سنصاب بفشل كلوى بفعل تلوث المياه.. يا قطقط احنا الاثنين لو دخلنا قسم شرطه ها ننضرب على قفانا من نفس المخبر اللى ممكن يكون مسلم او مسيحى ولكن مصرى.. وبعد ذلك لو جمعتنا الظروف بنفس المخبر اللى ضربنا على قفانا فى موقف اخر فى الحياة بعيدا عن عمله سنجد انه مثلنا عنده اولاد مش عارف يصرف عليهم ويخليهم بنى ادمين زى ولاد الباشا الضابط.
يا قطقط لو حصل حريقة فى بيتك وكنت انا جارك فسأبذل حياتى لانقاذ بيتك واولادك وانت ستفعل نفس الشئ لو حصل حريقة فى بيتى.
اقتباس:جمال عبد الناصر لم يكسب جنيهاً واحداً من الحياة المدنية ، وبالتالى فهو غير مؤهل لإدارة الحياة المدنية الإنتاجية التى لايعرف عنها شىء ، فهو يستطيع أن يعلمنا الحرب لأنه رجل حربى ولكنه لايستطيع تعليمنا الإنتاج لأنه لم يمارسه ولايعرف عنه شىء
يا قطقط جمال عبد الناصر لا عرف يعلمنا حرب ولا انتاج ، جمال عبد الناصر عرف يعلمنا نضحك على روحنا ونقول اننا احسن ناس واجدع ناس والحقيقة غير كده، او ممكن يكون عندما بدء بحكمنا كنا احسن ناس فى المنطقة لكن كان فعل ماضى ما تسيبه فى حاله.
جمال عبد الناصر هو اللى سمح بوضع بطارية صواريخ فوق مدرسة بحر البقر ولما اسرائيل ضربت بطارية الصوريخ وبالتالى المدرسة خرجنا نولول للعالم اجمع ، وحسن نصر الله بعشرة الاف مقاتل وصواريخ مولد سيدى الدسوقى طلع دين ام اسرائيل.
ولكن حتى لا اكون ظالما لعبد الناصر ، فالرجل مثله مثل اى ديكتاتور له مزايا وله عيوب ولكن عيوبه اكبر من مزاياه لأنه كان لا يملك رؤية طويلة المدى ولكن رؤيته لسبعة وستين متر قدام. عبد الناصر لم يسعى لتأسيس دولة بقدر ما سعى لتأسيس بؤرة صراع ومركز مد ثورى لمجده الشخصى وهو يظنها دولة والدولة ليست صهر وتطويع ارادة ومصير الجماهير فى اتجاه اصبع الحاكم اينما اشار.
وانا لسه ما قلتش باقى اللى عايز اقوله يا قطقط وانتظرنى فيما يتعلق بالفتح العربى لمصر وضع فى اعتبارك شئ واحد وهو :
والله العظيم انا بحبك .. فما الذى يجعلك تقتنع فعلا اننى احبك؟
|
|
04-14-2010, 01:48 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
observer
عضو رائد
المشاركات: 3,133
الانضمام: Mar 2005
|
RE: عن فراغ حياة أولاد المدارس
|
|
04-14-2010, 04:44 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
|
RE: عن فراغ حياة أولاد المدارس
(04-14-2010, 02:38 AM)قطقط كتب: أصل الموضوع أن السلطان بعد الغزو والفتح والغنم يعيش فاضى بدون عمل لأن الشعب المفتوح يعمل ، والفاتحين قاعدين منتظرين معركة مع بعضهم أو مع غزاة آخرين وليس لهم دخل بالحياة المدنية
وأولاد المدارس هم أولاد السلطان فبعد دراسة الحروب والفتوحات وتقديس الغزو والغزاة يحق لهم المشاركة فى الغنائم دون ممارسة العمل الحقيقى
جمال عبد الناصر تظاهر أن الجيش أقدر على إدارة المؤسسات المدنية الإنتاجية فإستولى على هذه المؤسسات من أصحابها وأعطاها للظباط لإدارتها ، فتدهورت أحوال المؤسسات والإقتصاد كله لأن إدارة الإقتصاد كان هدفها الجهاد والمجالات الإجتماعية والسياسية دون إعطاء إهتمام للوضع الإقتصادى فالمهم تقديم وظائف صورية لأولاد المدارس حتى يقدسوا الثورة ويؤيدوها
جمال عبد الناصر لم يكسب جنيهاً واحداً من الحياة المدنية ، وبالتالى فهو غير مؤهل لإدارة الحياة المدنية الإنتاجية التى لايعرف عنها شىء ، فهو يستطيع أن يعلمنا الحرب لأنه رجل حربى ولكنه لايستطيع تعليمنا الإنتاج لأنه لم يمارسه ولايعرف عنه شىء
فترة امتداد الدولة الإسلامية لمصر لم تكن سيئة بحق مصر ولا المصريين. فلقد أصبحت بعدها القاهرة مركزاً رئيسياً من مراكز الخلافة ومحل حط وترحال وتجارة وتفاعل ثقافي وحضاري مع محيط حضاري أكبر وأوسع وأعمق وأشمل من محيطها أيام الفراعنة وأيام اليونان والرومان.
بعد ثلاثة قرون من هيمنة الدولة العربية الإسلامية على مصر إستطاعت هذه أن تؤسس حكماً ذاتياً أعقبه استقلال (فاطمي) وتحكم بمصير المنطقة لمدة خمسة قرون.
القاهرة الفاطمية والأيوبية والإخشيدية وحتى "المماليكية" كانت وقتها أكثر حضارة ورقياً من أوروبا. بمعنى أن الألف سنة الأولى لهيمنة الدولة العربية الإسلامية على مصر، كانت فيها مصر من أكثر دول العالم تحضراً وعزاً وجاهاً وثروة (بمعايير ذلك الوقت).
كبت "مصر" مع آخر أيام المماليك وتحت حكم "بين عثمان" حتى عصر "محمد علي" الذي أعاد إليها وهجها من جديد فأصبحت تناحر السلطنة العثمانية نفسها. وحتى بعد أن دمر الأسطول المصري في "نافارينو" ولم يستطع "محمد علي" أن يحقق حلمه الكبير، فإن مصر بقيت مصدراً للإشعاع الفكري والحضاري في محيطها حتى آخر عهد "عبدالناصر" وجزءاً من عهد "ابن ست البرين".
عبدالناصر، وأي حاكم آخر، ليس بحاجة أن يكون "خبيراً اقتصادياً عسكرياً اجتماعياً سياسياً تنموياً ... إلخ"، إذ يكفي من أجل عمران البلد أن "يستشير الحاكم" أهل الرأي من المتخصصين والمختصين وينفذ ما يجمعون عليه.
تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إتاحة الفرصة لابن الفلاح وابن البيه أن يتعلم وإعادة توزيع الأراضي في بلد تملك فيه أقلية قليلة رقاب نصف شعب مصر ونصف أراضيها ليس بحاجة لكثير من الفذلكات الفلسفية، ولكنه بحاجة لمن يقوم ويستشير ويضع الخطط ويحقق ما كانت البلد بحاجة إليه، وهذا ما فعله عبدالناصر.
طرد المستعمر وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي ليس بحاجة لرجال أعمال ولا لديمقراطية حتى، ولكنه مطلب وطني واقتصادي حيوي كان على النظام المصري أن يحققه، ولم يحققه هذا إلا في عهد عبدالناصر، فنظام الباشوات كان "مأزوماً" في البدء والنصف والخاتمة. أما الديكتاتورية التي يأخذها البعض على عبدالناصر اليوم فهي لم تكن جديدة. فمصر، منذ الفراعنة يحكمها "فرعون"، وبعض الحراك السياسي الذي حققته ثورة 19 لم يكن إلا "ضراط على بلاط" لم يخدم المطالب الوطنية المصرية كثيراً من ناحية، وتبين مع حادثة 4 فبراير ومحاصرة عابدين إنه ليس إلا "إرخاء اللجام" قليلاً للوطنية المصرية كي تتفجر ثورة على الاستعمار.
أخيراً، عبدالناصر ابن "وقته وعصره" ومحاكمته على أساس "الحريات والديمقراطية" هي "مهزلة فكرية وتاريخية"، فالنظم الحاكمة في ذلك الوقت كانت تتجه بمعظمها إلى النهج "الاشتراكي" الديكتاتوري وتنظر إلى "الديمقراطية" "كاستلاب بورجوازي" محكوم عليه بالموت. ولا جناح على عبدالناصر أو غير عبدالناصر عندما يعيش عصره ويفكر من خلال فلسفات عصره.
بالنسبة للنظر "القصيرة المدى" التي تحدث عنها زميلنا "مواطن مصري" فعندي أن "عبدالناصر" كان من خلال "القومية العربية" ذو نظرة طويلة المدى ومرعبة للعالم أجمع. فقفز الحاكم المصري على عربة القومية العربية هيأ لمصر دوراً فاعلاً لم تعرفه في تاريخها جميعه. فاللمرة الأولى كانت القاهرة تقبض على دفة القيادة بين العراق والمغرب دون منازع. وبالمناسبة، لو لم يكن "لعبدالناصر" إلا إنجاز فتح مصر على الدول العربية وتسيّدها فيها، فهذا يكفي وحده كي يضع عبدالناصر كأهم حاكم عرفته مصر في تاريخها أجمع؛ منذ "مينا" موحد القطرين حتى "اللافاش كيري" حسني مبارك. فالمشكلة لم تكن في فتح مصر على العرب ولكن في "خيانة السادات" وإعادة مصر إلى خانة التقوقع على نفسها، المشكلة هي في "الثورة المضادة" حتى اليوم.
واسلموا لي
العلماني
|
|
04-14-2010, 11:24 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
RE: عن فراغ حياة أولاد المدارس
العلماني .
لن أشكرك على وفاء لذكرى الرئيس عبد الناصر .. فهذا الوفاء يليق بك .
أعادتني مداخلة الأخ العزيز العلماني إلى الشريط الذي طرحه بمناسبة ذكرى ميلاد عبد الناصر ،و الذي أسعدني أن أساهم فيه مشاركا في إنصاف زعيم كبير أحب أمته العربية و أخلص لها ، فأحبته أمته و ستظل تذكره و تستلهمه طالما بقيت القيم العليا عصية على الضياع .
ما يدعوني للمشاركة الآن حوار جمعني بعدد من الشباب حول تجربة عبد الناصر ، و قد تعجب البعض أن يكون هناك ليبرالي متعاطف مع تجربة عبد الناصر ( الديكتاتورية ) إلى هذا الحد . بعد أيام قليلة كان هناك لقاء مع أحمد زويل في التلفزيون المصري ، و كأننا على اتفاق ؛ تحدث زويل عن الرئيس جمال عبد الناصر ، و كرر تقريبا كل ما قلته في شريط الأخ العلماني ، مثمنا تجربة عبد الناصر و دوره الفريد في التاريخ المصري و العربي ، و أنه فتح المجتمع المصري لكل المصريين و لأول مرة في تاريخهم كله ، أكثر من ذلك قال أن رأيه هذا كتبه في مقال نشر في صحيفة أمريكية ، تحدث فيه عن الدور التاريخي لجمال عبد الناصر ،و الخطأ الذي وقعت فيه الإدارات الأمريكية التي تحالفت مع السعودية و إسرائيل لإسقاط عبد الناصر و تجربته ، لقد ساهمت أمريكا في القضاء على نظام علماني متحضر ، فاتحة الباب لإغراق المنطقة في تيار ديني متطرف ، تعاني المنطقة و العالم كله اليوم من آثاره المدمرة ، كان التطابق مفاجأة حتى لي ، فلم يسبق أن سمعت رأيا لأحمد زويل في الرئيس عبد الناصر ، أما حيرة أحد الشباب فقد دفعته للبحث عن تاريخ إذاعة سابقة للحلقة حتى تأكد انها كانت " على الهواء " !.
شهادة زويل مثل شهادة بهجت هي شهادة من عايش كل التجربة ، شهادة مبرأة من مصلحة شخصية او هوى او غرض ، فكلاهما ينتميان لنفس المرحلة السنية و نفس الأصول القروية ، و مرا بنفس التعليم الفقير و لكنه الجدي ، و تخصص في الكيمياء بشكل أو آخر ،و عاش طويلآ في الخارج ليحكم على التجربة غير متأثر بالدعاية الأصولية السوداء التي تحاول تلويثها . هي شهادة جيل يفهم ماذا يعني أن تكون متحضرا ومعاصرا ووطنيا و عربيا .
الشيء الذي لن يفهمه الزميل قطقط أبدا أننا تعلمنا الوطنية المنزهة عن الطائفية من جمال عبد الناصر ، تعلمنا من جمال عبد الناصر أن المصريين متكافئين رجالآ و نساءا ، مسلمين و مسيحيين ، جسد جمال عبد الناصر روح ثورة 1919 الوطنية ، الدين لله و الوطن للجميع . تعلمنا من جمال عبد الناصر أننا ننتمي لأمة عربية واحدة ،و أننا نشاركها التاريخ و اللغة و المصير ، لا يوجد خارج جمال عبد الناصر أي شيء طيب ، يوجد فقط الأصولية المتغولة ، و تحقير المرأة، و تسفيه المسيحي و استحلاله ، و الصراعات العربية الحمقاء ،و عداء الحضارة الإنسانية .
يمكن للشعوب دائما ان تشتري منتجات الحضارة ، أما الزعامة التي تعيد الروح و تبعثها متوهجة في جسد الأمة ،فهي هبة التاريخ في لحظة ما ،و ربما لا تتكرر أبدا ،ومن الحماقة أن تهدر منحة التاريخ من أجل إمارة طالبانية جديدة في مصر.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-15-2010, 02:52 AM بواسطة بهجت.)
|
|
04-15-2010, 01:21 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
the special one
......
المشاركات: 1,945
الانضمام: Feb 2008
|
RE: عن فراغ حياة أولاد المدارس
اقتباس:كبت "مصر" مع آخر أيام المماليك وتحت حكم "بين عثمان" حتى عصر "محمد علي" الذي أعاد إليها وهجها من جديد فأصبحت تناحر السلطنة العثمانية نفسها. وحتى بعد أن دمر الأسطول المصري في "نافارينو" ولم يستطع "محمد علي" أن يحقق حلمه الكبير، فإن مصر بقيت مصدراً للإشعاع الفكري والحضاري في محيطها حتى آخر عهد "عبدالناصر" وجزءاً من عهد "ابن ست البرين".
يا عزيزي ارى انك تبالغ فعلا بهذه الفكرة , يعني مصر كانت ام الدنيا ومركز العالم حتى حصل السلام مع اسرائيل , الامر اصبح نوع من الوسواس وسامحنى لهذا الوصف - من المونة -
لانك اكثر من مرة تعيد هذا الكلام حتى ظننا ان السادات استلم حكم مصر لما كانت مثل اليابان وحولها الى صومال جديد ..
بالنسبة لموضوع قطقط فكلانا متفقان على متلازمة " ابناء المدارس والغزو " ولا اريد الخوض بها ..
ما اثار انتباهي هو تغاضيك عن فترات الخمول والنوم ان جاز التعبير فالمماليك خربوا مابناه من قبلهم بل وخسروا الكثير من مناطق النفوذ اضف الى
ذلك الفساد السياسي وتقاسم البلد التي اصبحت اقرب للمزرعه ينتفعون بها حتى جاء محمد علي وقضى عليهم و استبدل سلطانهم بسلطانه
بالطبع لااحد يتحدث عن ديمقراطية لانها لم تكن موجود بمقاييس ذلك الزمان ولكن الاختلاف حول ادنى شروط الحكم الرشيد كالعدل والوضع
الاقتصادي المهترء طوال حكم دول الطوائف بل ان بعض التاريخيين يشبه مصر ببقرة حلوب كانت حتى عهد بني عثمان مجرد ماكينة لضخ الدم
لمن يحكمها بينما اهلها يعيشون بفاقة وعوز والعديد من المصادر التاريخية اشارت لحدوث مجاعات بمصر والشام ايام حكم بني عثمان اللذين
بشكل خاص انهكوا كل بلد دخلوه بضرائبهم و حروبهم المتكررة وقسوة المعاملة وجلافتهم المعهوده ..
بالمناسبة ماصحة الواقعة التاريخية التي تتحدث عن طوابير السبي المصري بعد غزو اولاد المدارس للمحروسة ؟
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-15-2010, 01:27 AM بواسطة the special one.)
|
|
04-15-2010, 01:26 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
|
RE: عن فراغ حياة أولاد المدارس
العزيز بهجت
" ذا سبيشال ون"
بتمون يا سندي !! ولنتحدث قليلاً عن "العصر المملوكي" في مصر، ولسوف أعود غداً أو بعده للحديث عن "عبدالناصر والسادات". (لن أتحدث عن العصر العثماني لأنني أوافقك الرأي فيما تفضلت به).
أنا لم أزعم بأن "مصر" كانت في "عصر المماليك" "ام الدنيا" و"مركز العالم" إطلاقاً. أنا قلت فقط بأن مصر في العالم العربي الإسلامي كانت أكثر تأثيراً في محيطها وفي ما حولها مقارنة بحالها قبل قدوم العرب إليها، بل إنها كانت على مدى قرون، في هذا العصر، أكثر ازدهاراً من أوروبا نفسها. هذا "الازدهار المصري" لم يأت من "مصر ذاتها فحسب" ولكن من محيطها أيضاً. بمعنى أن انفتاح "الإسكندرية" على "قنسرين" و"الرها" وحران" "وبغداد" "وبلاد فارس"، وخضوع هذه المناطق في القرن الثامن والتاسع الميلاديين إلى نفس السلطة الحاكمة (دولة الخلافة)، وتعاملها بلغة واحدة (العربية) أدى إلى تفاعل حضاري مكّن الشرق من الاحتفاظ بتقدمه على سائر الحضارات الأخرى (الصينيون في الشرق، أوروبا الغربية ... إلخ). وطبعاً، كانت مصر من المنتفعين بهذا التقدم. بالتأكيد، لم تكن الثروة المادية في مصر ولا الرصيد الثقافي الذي لها يعادلان ما "لبغداد" (حاضرة الخلافة) ولكن "القاهرة" كانت مركزاً إقليمياً مهما ً بين الشرق والغرب، سرعان ما أصبح مركزاً رئيسياً في عهد الفاطميين مع ضعف الدولة المركزية في "بغداد".
مركزية القاهرة في العالم العربي والإسلامي تأكدت مع "الدولة الأيوبية" وتأكدت ثانية بعد دمار بغداد (1258) على يد المماليك .فأول عهد المماليك كان الشرق ما زال يرفل بالحضارة مقارنة بغيره من الأمم، ولكن "اعتقال العقل" في العالم العربي والإسلامي مع أواخر حكم "العباسيين"، وعدم استقرار نظم قائمة على "انقلابات عسكرية" مستمرة جعل من دولة المماليك تجسيداً للفساد والانحدار والانهيار، رغم أنها بقيت مسيطرة على الشرق حتى أيام "قنصوره الغوري والسلطان سليم" (1517). لذلك قلت في مداخلتي أن مصر "كبت" في هذا العهد، وتابعت "كبوتها" ومواتها - إذا شئت - في القرون الثلاثة الأولى لأيام "بني عثمان" (رغم بعض الانتفاضات الفردية من مثل انتفاضة "علي بك الكبير" مثلاً)، ولكن هل كان بنو عثمان هم من يحكم حقاً؟
لا أعتقد، فالعهد العثماني ترك النظام المملوكي قائماً وغطّاه بقبعة "تركية" فقط. لذلك نجد "المماليك" من جديد في وجه "محمد علي" حتى القضاء عليهم في "مذبحة القلعة" الشهيرة. عن هذا يقول الدكتور ناصر الأنصاري في كتابه "المجمل في تاريخ مصر" (طبعة دار الشروق): "بل ان دورهم (المماليك) في مصر لم ينته بزوال دولتهم وسلطانهم المطلق مع الفتح العثماني سنة 1517. فقد تمكنوا من التغلغل في السلطة حتى كان النفوذ الشكلي للوالي العثماني، أما النفوذ الفعلي فكان لبقايا طبقة المماليك لمدة ثلاثة قرون أخرى، حتى أن محمد علي الذي تولى حكم مصر في أوائل القرن التاسع عشر لم يجد أمامه سبيلاً للتخلص منهم نهائياً إلا بالقضاء عليهم قضاء مبرماً في مذبحة القلعة الشهيرة سنة 1811 (أنظر صفحة 153 من الكتاب المذكور آنفاً).
امتد العصر المملوكي في مصر من القرن الثالث عشر حتى بداية القرن التاسع عشر، وأوله لا يشبه آخره، لذلك فلا مكان لزج "قطز وبيبرس" مع "قنصوه الغوري" في نفس التق. لذلك يقسم المؤرخون فترة الحكم المملوكي في مصر إلى "فترة أولى" فيها "نضج ونمو"، وفترة ثانية فيها "تأخر وأفول وتدهور" (راجع مقدمة كتاب "الأيوبيون والمماليك" للدكتور قاسم عبده قاسم وعلي السيد علي، طبعة مؤسسة عين للدراسات). ولكني في مداخلتي أشرت إلى هذا الأفول والتدهور عندما تحدثت عن كبوة مصر مع أواخر عهد المماليك وعصر سلاطين "بني عثمان".
واسلم لي
العلماني
|
|
04-15-2010, 11:27 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}