عالم للتوبة للكاتب وسام الدين أسحق
السلام عليكم
نقلا عن الكاتب وسام الدين أسحق وبتفويض منه
مقال عالم التوبة
إليكم هذا الكتاب من كتاب الحقيقة :
الحقيقية التي تجيب على تساؤلات الناس ( أين الخالق العادل ولماذا لا يفعل شيئاً ؟ )
لقد خلق الله البشر (يسفك الدماء ويفسد فيها ) ... ولقد اصطفى الله الإنسان (وخلقه خلقاً آخر )
طلب منه الحياة وبكل حرية وأسجد له كل ما في السموات من طرائق في الخلق, فأبى إبليس أن يسجد, فأمره الله بالخروج من الجنة, لكن الشيطان الذي يعلم أنه لم يطع كلام الله وأمره طلب من الإله أن يؤجل طرده من الجنة إلى يوم البعث, هذا دليل على أن البعث موجود في الجنة وموجود في الأرض.
قبل الله طلب الشيطان وقبل وجوده في الجنة إلى يوم البعث.
أتى الشيطان إلى الإنسان وغواه وقربه من الشجرة, ولما ذاق الإنسان الشجرة سقط ريشه كله وأصبح كالطير الذي سقط عنه الريش فراح يغطي جسمه بأوراق الجنة, لاحظ الله ذلك فسأله (ألم أنهاك عن هذه الشجرة) تأسف الإنسان وطلب المغفرة.
لكن الله طرد الإنسان وطرد الشيطان من الجنة طرد الإنسان لأنه عصى كلام الله, وطرد الشيطان لأنه غوى الإنسان لعداوته للإنسان, وطلب من الإثنين أن يعيشا حياةً جديدة على الأرض فيها تعب وشقاء وعري, فيها عداء وجوع وكراهية, ومع ذلك على الإنسان أن يتمسك بتوبته من دون أي تدخل من الله.
سلالة الإنسان التي في الجنة مازالت تعيش فترة الإمتناع من الشجرة ومازال نسل إبليس هناك يحاول أن يغويه ليطرده من الجنة, فكل من يذوقها يطرد يومياً منها, ومعه قرينه الجني متلازمين مطرودين معاً ليتم خلقهم هنا في أرض التوبة, فالقصة ليست قصة آدم وحواء فكلنا آدم وكلنا حواء وكلنا أكلنا من الشجرة وكلنا طردنا من الجنة إما أن نعود إليها وإما أن نذهب إلى جحيم مابعده جحيم, والذين ما يزالون هناك في الجنة ولم يأكلوا من الشجرة, سيذهبون إلى جنة الخلد بعد البعث, ذات البعث الذي هو هنا وهناك, والفرق بين هنا وهناك أننا هنا من أجل التوبة, لأننا اكلنا من الشجرة والذين هم هناك لم يسمعوا لوساويس الشياطين, الذين يحاولون أن يدخلوا في عقولهم: أن من يأكل من الشجرة سيصبح خالداً وسيصبح إلـهاً, فكل من يأكل من الشجرة يسقط ريشه ثم يختفي أين يذهب لا أحد يعلم, لأنه يوجد برزخا وحاجزاً بين هناك وهنا ولا يعرف أحد ماذا يوجد هنا كما لا يعرف أحد ماذا يوجد هناك, وإن قسماً من الجن الذين مازالوا يعيشون هناك يحاولون أن يسترقوا السمع لما يحدث هنا, فسمعوا بالقرآن وراحوا يقصون أخباره العجيبة للجن الذي يسكن هناك, فمنع الله ذلك الإستراق وأصبح يرصد تحركات الجن وينسفها بالشهب النارية.
إن المواثيق التي أبرمت معنا ومع الله قبل أن نأتي إلى هذا العالم لا نذكرها ولكنه يحاول أن يذكرنا بها من خلال القرآن.
إن الإنسان الذي يعيش هنا في أرض التوبة ثم يسقط في الموت قبل أن ينهي إمتحانه يعود فيخلق من جديد بجسد جديد كالأطفال والمعاقين ومسلوبي الحرية, تعاد تجربتهم للمرة الأخيرة في ثوب جديد, حتى تكتمل حياتهم بشكلها الكامل لينهوا فترة التوبة, ولكن تضاف حياتهم السابقة وإن كانت قصيرة لحياتهم الجديدة مع كل سلبياتها وإيجابياتها بعدالة إلهية رائعة (كل حسنة بعشرة أضعافها).
إن الله لا يتدخل أبداً بسبب أن الحياة قبل البعث هنا وهناك اساساً هو إمتحان وأن سبب الشر الموجود هنا أساسأ هو نتيجة لعصياننا الأول لوصية الله من عدم الإقتراب من الشجرة التي اقتربنا منها.
أما بالنسبة للإنسان الذي مازال يعيش هناك فإمتحانه يكمن في اتباع وصية الله بأن لا يقرب تلك الشجرة المجهولة التي لم يعلمهم الله بسبب عدم الإقتراب منها, فزرعت الفضول في ذات الإنسان الفضولية أساساً.
الله خلق الإنسان فضولي فمنهم من رضى ومنهم من حاول أن لا يرضى وأراد أن يعرف ما هو السر, وأراد أن يعلم أن: (ذهاب آدم) وكل من تبع آدم هل هم يذهبون إلى الجحيم, أم أنهم يصبحون ألهة كما قال لهم إبليس.؟
هذا هو سر ما حصل, وما يحصل, ولماذا الله لا يتدخل.
ولهذا يرسل الله لنا الأنبياء والرسل ليعلموننا أنه الحل الوحيد للعودة إلى جنة الخلد هي شيئان لا ثالث لهما :
1- الإيمان بالله غيباً وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
2- العمل الصالح (والعمل هو الجهد المبذول في الحصول على الأكل والشرب واللباس, والمأوى).
إن المؤمن سيقع في الإشراك لذات الأسباب :
الأكل والشرب واللباس والمأوى, سيأتي الشيطان ليقدم هذه الأشياء للإنسان من أجل ضلاله, ولكي يتخفى الشيطان وراء حجابه يجب أن يأتي ومعه جمال ومحبة وروعة مابعدها روعة ليغوي بها الإنسان.
العلاقة الجنسية بين الجنسين هي نشوة ونقطة ضعف لدى الإنسان, يفتقدها الإنسان بعد الزواج وتصبح عادية تماماً حتى أن المتزوجين الذين يدخلون في عقدهم الثاني لا يذكرون مدى نشوتها الرائعة التي بدأت في أيامها الأولى, ولكنهم لا يزالون يتكلمون عن القبلة الأولى ولمسة اليد الأولى والعملية الجنسية الأولى.
فيأتي الشيطان ليريهم أن الزنا مع العشيقة والعشيق لهي تجدد دائم لهذا الشعور الذي لا ينتهي إلا إذا رغب الزناة بالزواج الفعلي, والإرتباط من أجل الأطفال والحياة, عندها فقط يقف الإنسان ويقول (أين ذهبت النشوة) فيعود إليها بعلاقة جديدة لأنه قد أدمن على النشوة ولم يكن يهمه الشخص الذي يمارسها معه.
ثم ياتي الشيطان فيري الإنسان كيفية الحصول على المال بالغش والخداع والكذب والرياء والإضرار وتجارة الممنوعات, فيري الإنسان أنه يستطيع أن يحصل على أضعاف مايريد من مال إذا أراد أن يبيع ضميره للشيطان فيفعل لأعطيك مثالاً عملياً :
الوليات الممتحدة الأمريكية تحاول أن تقوم بعملية عسكرية في الشرق الأوسط من أجل نشر الديموقراطية في العالم الثالث, (الديموقراطية هي حلم الشرق الأوسط)
شركات البترول العالمية في العالم ترغب في سرقة النفط العربي.
اسرائيل لها ثأر قديم مع الدول العربية ووعداً من الله بانها سترث أرض الميعاد (من النيل إلى الفرات).
الشيطان يرغب بدمار الإنسان وإرساله إلى الجحيم.
إن اجتماع هؤلاء الأربعة على طاولة واحدة دفعهم إلى ما نراه من واقع ملموس اليوم في العراق والسودان وأريتيريا والصومال واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين.
إن الله يرى هذا ولكنه لا يتدخل للأسباب التالية :
قال الله تعالى لنا إذا أكلنا من الشجرة سيحدث التالي:
1- سيجوع الإنسان ويعرى ويتعب.
2- سيكون الشيطان له عدو, وسيصبح الإنسان عدو للإنسان.
3- سيصطدم الإنسان بعضهم ببعض بحروب ومجاعات.
4- سيتخذ الإنسان بعضه لبعض سخرياً وسيستعبد بعضه البعض.
5- سيفرق الإنسان بينه وبين بعضه الآخر ويميز بين الرجل والمرأة والأسود والأصفر والأبيض ولافقير والغني والقوي والضعيف.
السؤال الذي يطرح نفسه :
ماذنب الإنسان :
1.الطفل الجائع, اليتيم, الذي يموت صغيراً, ابن الزنا.
2. المرأة المظلومة, المغتصبة, الضحية.
3. العبد (الرق)
4. المعاق, السفيه, الأعمى, والأطرش, الأخرس, الكسيح, المريض.
5. المسروق, المقتول, المغشوش.
6. الأسود, الأحمر, الأصفر, الأبيض, الأسمر.
7. البوذي, اليهودي, المسلم, المسيحي, اللاديني.
8. المقتول أو المشوه بالكوارث الطبيعية.
إن سببه هو أنه إلتهم مذاق الشجرة حتى ملئ منها البطون قبل أن يأتي إلى عالم التوبة, الذي هو هنا في هذه الحياة, وبما أن الجنة فيها مراتب كثيرة للمتقين والمؤمنين والمقربين المقربين, هكذا هي أيضاً في جهنم فمنهم من حق عليهم غضب الله ومنهم من أصبحوا بغضب على غضب ومنهم من يذيقهم الله ضعف الحياة وضعف الممات ومنهم من هو أسفل السافلين, وهنا على الأرض أرض التوبة أيضاً الناس فيها ليسوا سواسية لأنهم أتوا إلى هنا بأسباب مختلفة موزعة على درجات ومدرجات الحياة, بعدل سماوي لا مثيل له, لو أننا عرفنا ما هو سبب توبتنا هنا في عالم التوبة لبطل العجب.
هل الحب والمحبة هي طريق النجاة ؟
الحب والمحبة هي خلاصة التوبة والرجوع عن الخطيئة والإيمان الكامل والقيام بالعمل الصالح والإبتعاد عن الشيطان.
1.إن الحب وحده قد يختفي وراء النشوة الجنسية لدى الزاني المدمن على الجنس.
2.إن الحب قد يكون واجهة للشر يأتي من أجل الأطفال والنساء والأبرياء وكأنه يأتي ليدمر الشر الذي يعذب به الأطفال (كما يفعل الشيطان اليوم في العراق, ليظهر المحبة للشعب من جهة واضحة فيسرق خيرات البلد من جهة مستترة, ليعطي إسرائيل حقها في الوجود, ليموت الأبرياء يومياً بعذر مخاض وأوجاع الحرية والديموقراطية).
3.الحب يأتي بين الأديان ليحرفها جميعاً ويرمي الإنسان في وادي الإشراك بين الله الحبيب والإنسان المحبوب, فيصور صورة التساوي بين الإثنين وينتهي أن الله يحب الإنسان حباً آخر غير محبته للذباب, فالله خلق الإنسان وخلق الذباب, لكن الذباب حشرات أما الإنسان فهو إبن الله, وهنا يبدأ طريق الإشراك, إن كنا نحن أبناء الله هذا يعني أننا سنصبح ألهة هناك في ملكوت أبينا السماوي.
4.الحب ممكن أن يكون القناع الذي يختفي وراءه الشيطان من أجل ضلالة الإنسان (حب الرياء والنفاق).
عندما ينبع من الإيمان والعمل الصالح من ذات الإنسان العاقل ومن تلقاء ذاته بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو بعده الزمني الفاصل بينه وبين الأنبياء فينتج من ذلك الإيمان ومن ذلك العمل البسيط الصالح حباً جميلاً , لا يدنسه غشاً أوخداعاً بعيداً عن السرقة والنهب والقتل والإيذاء. عندما يعلم الإنسان أنه في أرض التوبة يفكر بالتوبة والعودة إلى الجنة ويحثه هذا الإبتعاد النفور من الشيطان الذي هو عدو الإنسان الأول, ثم يبتعد الإنسان عن شيطان الإنس الذي هو عدوه الثاني, ومن هنا يبدأ طريقه للتوبة.
الكلام الجميل والنثر الرائع والرسم بالألوان أو بالكلمات كله من طرائق الإنسان للتعبير, فهذا كله جميل ولكن على الإنسان أن يعلم أنه هنا فقط من أجل شيء واحد فقط هو التوبة, ومن خلال التوبة يمكن أن يبدع الإنسان ويمكن أن يكتب أروع القصائد, ولكنه بجميع قصائده يجب عليه أن لا ينسى أنه تائب.
الإنسان الذي لا يرغب بالتوبة يفعل كل شيء, يذوب بالنشوة الجنسية إلى حد الثمالة وإلى غير حد فيدخل في العلاقات الجنسية المثلية, ثم يدخل بها مع الحيوانات والبهائم ثم يتمادى ويتمادى إلى أبعد الدرجات, هكذا الإنسان الذي لا يرغب بالتوبة تراه ينام مع الشيطان ويأكل مع الشيطان ويرتدي ما يلبسه الشيطان.
نحن هنا لأننا مخطؤون وليس بسبب خطأ آدم وحواء وإنما بسبب خطأنا نحن جميعاً كما فعل آدم وزوجه, طردنا جميعاً من (جنة البعث) وسنعود إلى جنة الخلد إذا اعترفنا بخطأنا الذي لم نذكره لكنه حصل ولهذا نحن هنا فالله لم يرسلنا إلى هذا العالم بسبب خطيئة آدم وحده فكلنا آدم وكلنا حواء وكلنا مخطؤون وكلنا تائبون, وإن لم نتب فإلى أين:
سنذهب إلى تعاسة مابعدها تعاسة وإلى جحيم مابعدها جحيم وإلى عذاب ما بعده عذاب, وسيكون هناك طبقات فالمذنب الذي أكل مال اليتيم لن تتم عقوبته مثل من قتل نفساً ولن تكون عقوبته كمن زنى, ولم تكون عقوبته كمن ذبح بلداً كاملاً كالعراق من أجل نهب كل خيراتها وتعذيب كل أهلها, فهناك طبقات وهناك عدل ما بعده عدل.
والإنسان الذي يخلق هنا على الأرض في مجاعات السودان أو في رفاهية البلاد الإسكندنافية, هل يستوي هذا مع ذاك ؟
إن الHomeless هنا في أمريكا يعيش حياة أفضل من أغنى أغنياء شعوب استراليا القدماء الذين يأكلون الدود والحشرات.
إن السجين الذي ينام في زنزانة ويأكل الطعام لهو أفضل ممن يموت جوعاً في دارفور, فكيف للإنسان أن يتذكر ما حدث له في الحياة السابقة من دون نذير ومذكر والذكر؟
كيف للإنسان أن يعلم أنه يجب عليه الصحوة والتوبة لينال جنة الوعد وقد خلق هذا الإنسان بعيداً عن كلام الله له ؟
إن الإنسان الذي يخلق بديانة غريبة كعبادة الجرذان في الهند مثلاً هو أقرب الناس لأن يكفر بذلك الدين المقرف, والمجوس الذين لا يضعون أمواتهم تحت الأرض فيضعونهم في العراء لتأكلها الطيور فتتفسخ جثثهم, سينكرون ديانتهم ومعتقداتهم مع أول محاولة في تشغيل العقل, هؤلاء قد ولدوا من ديانة مقززة لدرجة أن الخارجون عنها يعدوا بالملايين ومعتنقينها يعدوا بالآلاف وهم قلة لا تذكر.
أما من يولد اليوم من المسلمين الذين يعتبرون أنهم على الدين الصحيح لأنهم يملكون القرآن وتفاسيره وهدي خاتم الأنبياء والرسل, أو الذين يولودون على الديانة المسيحية المشبعة بالمحبة والوئام, أو الذين يولدون بالديانة اليهودية فيؤمنون بالديانة العرقية وسموها, أو الذين يولدون من نسل البوذيين الذين يؤمنون بالتأمل والمحبة والإستنساخ, واللاعنف فكل هؤلاء قد أضاعوا سبب وجودنا هنا (التوبة), أليست حجة رجال الدين دائماً أنها (العقل هو مفتاح الإلحاد والكفر).
أين هي الحقيقة ؟
أين كنا, وماذا نفعل هنا, وإلى أين نحن ذاهبون ؟
الجواب في القرآن والإنجيل والتوراة وكل واحد منا إذا أزاح عن عينيه الغشاوة فإنه سيرى, ولن يرى الإنسان الحقيقة طالما غطت الحقيقة بغبار الشياطين.
أزيحوا ذلك الغبار من على قلوبكم وأعينكم ومعتقداتكم حتى تروها.
وسام الدين اسحق
|