http://www.ahram.org.eg/443/2011/02/14/25/62621.aspx
مارينا تبوح بأسرار فساد الكبار
قصور لعزمى والشريف والعادلى وسليمان
الإسكندرية ـ من فكري عبدالسلام:
انكشف أمس المزيد من قصص الفساد التي تورط فيها عدد من الوزراء السابقين ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ.
بدأت مارينا العلمين البوح بأسرار الصفقات المشبوهة التي حصل من خلالها الفاسدون علي قصور وفيلات وأراض بعضها بالمجان, والآخر بالتلاعب بالقوانين. وسجلات وملفات هيئة المجتمعات العمرانية, وبنك التعمير والإسكان تكشف عن استغلال الفاسدين نفوذهم في التربح وإهدار المال العام, واستباحة أموال الشعب. فقد حصل الدكتور زكريا عزمي ـ رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق ـ علي أربع فيلات بالتخصيص المباشر في المنطقة 22 بمارينا لسان الوزراء بعضها دون مقابل, بينما حصل حبيب العادلي ـ وزير الداخلية السابق ـ علي ثلاث فيلات بالتخصيص المباشر بالمنطقة 22 أيضا, وأخري بالمنطقة السابعة, وقصر بمنتجع هايسيندا.
أما زهير جرانة ـ وزير السياحة السابق ـ فحصل علي999 ألفا و600 متر مربع بسعر دولار واحد للمتر, وأنشأ عليها قرية ألماظة' التي باعها بمليارات الجنيهات, وتقع قبل مطروح بنحو 38 كيلومترا.
ونجح الدكتور حاتم الجبلي ـ وزير الصحة السابق ـ في الحصول علي ستة آلاف متر مربع بالمنطقة14 في مارينا بسعر 400 جنيه للمتر, لم يسدد منها مليما واحدا.
وحصل صفوت الشريف ـ الأمين العام السابق للحزب الوطني ـ علي قصرين بالأمر المباشر في مارينا بالمنطقتين 22 و24
أما محمد إبراهيم سليمان ـ وزير الإسكان الأسبق ـ فخصص لنفسه أربعة قصور دون مقابل, كما خصص فيلتين لشقيقه أحمد, وأخري لشقيق زوجته ضياء المنيري.
وحصل الدكتور صبري الشبراوي ـ رئيس لجنة التنمية البشرية بمجلس الشوري ـ علي فيلا بمارينا, واستولي علي الحديقة العامة المجاورة ـ مساحتها ألفا متر ـ وضمها للفيلا.
وحصلت هايدي مجدي راسخ زوجة علاء مبارك نجل الرئيس السابق علي أكبر قصرين في مارينا, بالتخصيص بالأمر المباشر علي أنهما أرض فضاء بسعر زهيد, وهما في الحقيقة قصران كاملا التشطيب الفاخر, وقد باعتهما بملايين الجنيهات.
ثروة مبارك وأسرته لا تتعدي3 مليارات دولار
نيويورك ـ لندن ـ وكالات الأنباء:
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين أمس عن أن تقديرات ثروة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وعائلته تتراوح بين ملياري وثلاثة مليارات دولار فقط.
علي عكس تقرير الجارديان البريطانية الذي ذكر قبل أيام أن ثروته تقدر بنحو70 مليار دولار.
وكان مسئولون سويسريون قد أمروا ـ بعد ساعات من تخلي مبارك عن السلطة ـ جميع البنوك في سويسرا بالبحث عن, وتجميد أي أصول تخص الرئيس السابق وعائلته والمقربين منه.
في الوقت نفسه, كشفت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية عن مصدر في المخابرات البريطانية عن أن مبارك أمضي ال 18 يوما الماضية في نقل وتحريك ثروته إلي بنوك لا يمكن تتبعها.
وتناولت الصحيفة أيضا قرينة الرئيس السابق سوزان مبارك ـ69 عاما ـ المعروف عنها أصولها الانجليزية والتي تشتهر في العديد من الدوائر الاجتماعية باسم ماري انطوانيت مصر, بالإضافة إلي بعض الادعاءات عن تمتع نجلي الرئيس السابق بالجنسية البريطانية. كما نقلت الصحيفة شائعات حول نظام متبع في مجال الأعمال في مصر, وهو حصول علاء او جمال مبارك علي نسبة ما بين20% و50% من أي مشروع يقام في مصر وحصول عدد من الأصدقاء المقربين علي امتيازات احتكارية في المقابل.
http://www.ahram.org.eg/443/2011/02/14/25/62622.aspx
أيام حسني مبارك الأخيرة في الحكم
تحقيق يكتبه:نـبـيـــل عـــمــــر
فجاة اختفت من شوارع القاهرة لأكثر من ثلاثة أسابيع سيارات كالمرسيدس الشبح , وال بي أم في 750 , والهامر الرباعية الدفع.و اختفاء هذه السيارات لا يعبر عن خوف اصحابها من غضب المتظاهرين
الذين يطلبون عدالة اجتماعية فقط وإنما عن حالة تفكير النظام الحاكم, وهي نفس الحالة التي كان عليها في إدارة أزمته مع الثورة منذ25 يناير إلي11 فبراير.كان التقرير الذي وصل إلي الرئيس حسني مبارك قبل الثلاثاء25 يناير من اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق يقلل من قيمة المظاهرة وقدرتها وأنهم مجرد شوية عيال يمكن احتواؤهم.. الموقف تحت السيطرة.. ولن توجد ثمة مشكلة.
لم يكن هذا هو رأي بقية أجهزة الدولة, ففي مساء الاثنين رفع احد الوزراء سماعة تليفونه الخاص الواصل إلي رئاسة الجمهورية, واقترح أن يعلن الرئيس تعديلا وزاريا يشمل15 وزيرا علي الأقل, وقال بالنص15 واحد مننا يلبسوا الجلاليب ويقعدوا في البيت, ونحل المشكلة.. كان الرد: بعد ربع ساعة سنرد عليك.. جاء الرد: سيبوا الموضوع لحبيب العادلي..
كان حبيب العادلي قد توحشت سلطاته بدرجة مذهلة, خاصة بعد أن خدعهم بقصة وهمية أنه ضبط19 متطرفا انتحاريا مجهزين أنفسهم لعمليات جديدة تجري محاكمتهم, بعد القبض علي متهم في جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية والكشف عن التنظيم الذي يقف وراءه.. في الوقت نفسه استطاع أن يجنب شخصية قوية جدا للغاية, ويهمش دورها فانحصر كله في ملفات خارجية..مستغلا أخطاء وخطايا وقع فيها هذا المسئول ورتبها في ملف خاص عرضه علي الرئيس والسيدة سوزان والسيد جمال, وهو ما لقي هوي وقبولا من الزوجة والابن الطامح في منصب الرئيس ويريد أن يزيح من أمامه أي منافسة محتملة..
وقد جري قصقصة ريش هذا المسئول علي مدي سنوات بعدم التجديد لرجال ذوي ولاء وخبرات خرجوا علي المعاش من مؤسسته بالتدريج.
وأفردت يد حبيب العادلي في التعامل مع مظاهرات25 يناير سياسيا وإعلاميا, فقد أرسل خطابا إلي اتحاد الإذاعة والتليفزيون فيه تعليمات صارمة وأوامر مباشرة بالكيفية التي يجري بها تغطية الأحداث.. ولم يكن يجرؤ احد علي معارضته..
وحدث ما حدث يوم25 يناير.. ونجحت المظاهرات, وبرر حبيب العادلي للرئيس مبارك المفاجأة بأن جماعة الإخوان حشدت شبابها بتعليمات من الخارج رصدت الداخلية بعضها علي أجهزة الموبايل مثل اجعلوا الولادة متأخرة..لا تدعوا الأم واقفة في مكان واحد فالحركة لها مفيدة جدا!
وهذا هو سر قطع الاتصالات المحمولة لمدة يومين والرسائل لمدة تسعة أيام. وهذا النجاح أغضب حبيب العادلي, فتعامل مع جمعة الغضب كما لو أن المظاهرات تحد شخصي له.
لم يستوعب العادلي ما حدث.. فوقع العنف المفرط والقتل ضد شباب أعزل..وفي عصر يوم الجمعة وفي ظل العنف الذي تمارسه قواته ضد المتظاهرين أرسل حبيب العادلي بيانا إلي أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لإذاعته فورا علي الهواء, لكن المسئولين لم يقدروا علي إذاعته فقد وجدوه مستفزا جدا للناس, فمرروا البيان إلي القصر الجمهوري.. كان البيان يتحدث عن دور الإخوان المسلمين, ويحملهم مسئولية العنف, وأن الشرطة سوف تتعامل بمنتهي القسوة مع المتظاهرين, وأن الشرطة مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات المقصودة التي تتعرض لها لإسقاط هيبة الدولة وإشاعة الفوضي.
بعد دقائق من وصول البيان إلي رئاسة الجمهورية, رن تليفون حبيب العادلي الخاص, كان علي الطرف الآخر الرئيس مبارك الذي راح يعنفه ويوبخه ويسبه بألفاظ حادة ونابية..
وأغلق المكالمة وهو يقول له: خلاص حنزل الجيش يساعدك وحيتفاهم مع الناس أكثر منك..
وضع حبيب العادلي السماعة وهو يتمتم: خللي الجيش ينفعك!
كان بجواره عدد من ضباطه ومعاونيه الكبار, ثم أعطي أوامر بإخلاء الأماكن أمام قوات الجيش.. الجيش نزل امشوا أنتم!
مع الإخلاء تحركت مجموعات اقتحام السجون السبعة.. مستعملة أسلوبا واحدا: نيران كثيفة, بلدوزرات لهدم الأسوار, طلقات الـ آر.بي.جي, وفتحت الزنازين بمرزبات قوية..
بالطبع مع وجود خيانة داخلية.. كان الرئيس يظن أن الجيش سيفض الأزمة ويعود الهدوء ومعه ريما إلي عاداتها القديمة..
like here
http://www.youtube.com/watch?v=GWN8F7FMnqw



وانتقلت إدارة الأزمة مع الثورة الشعبية من الداخلية إلي رئاسة الجمهورية..
بالتحديد مع أربعة أشخاص: الرئيس مبارك والسيد عمر سليمان والسيد زكريا عزمي والسيد جمال مبارك وتتابعها عن كثب وتشارك أحيانا السيدة سوزان مبارك.. وكان السيد جمال مبارك الأعلي صوتا وكفة!
وخرج بيان الرئيس الأول وهو يتصور أنه يطمئن الناس علي الأحوال, وكان تقدير الموقف خاطئا للغايةـ فقرر تعديل الوزارة وتعيين نائب للرئيس, لكن بعد أن تجاوزت حركة الثورة الشعبية, هذا النوع من القرارات الترميمية بمسافة واسعة, فلم تتوقف المظاهرات علي عكس التوقعات.. وكانت المظاهرة المليونية يوم الثلاثاء مفاجأة المفاجآت, فالرئيس ومعاونوه تصوروا أن الوزارة انتهت ونائب الرئيس جاء.. فلماذا بقي الناس في الشوارع أذن؟!
لم يفهموا ما كان يجري فعليا.. وكانت التصريحات الرسمية لا ترضي الناس لا في ميدان التحرير ولا في سائر المدن المصرية..
لأن عقلية النظام الحاكم لم تتغير, وتجمدت الصورة الذهنية عند تصورات لا صلة لها بالواقع.. وقريبة من الصورة التي سادت قبل25 يناير.. إنها مظاهرات يمكن السيطرة عليها لو هدأ أوار الفضائيات والشحن المتواصل لها, فالمتظاهرون ثلاثة اقسام, ثلث شباب25 يناير, ثلث من القادمين للفرجة وهم يتظاهرون بالمصادفة, وثلث من الإخوان المسلمين.. وإن الإخوان هم الذين يحكمون عقل ميدان التحرير ويغذون حماسه ويشعلون شرارات النار التي تتطاير منه إلي المدن المصرية الأخري, خاصة تلك التي يوجد فيها الاخوان وجودا ملحوظا مثل الإسكندرية والسويس والمحلة, وأن تلك المظاهرات لا تعبر عن رغبة كل المصريين, فالأحزاب أضعف من إحداث مشكلات في الشارع, والشارع نفسه تحت السيطرة إلا من فئات صغيرة لها مطالب بسيطة, أما بقية المصريين فهم مشغولون بلقمة العيش ومش فاضيين للكلام الفارغ.. وكان جمال مبارك كما قلت هو الصوت الأقوي في الإدارة, وظل كذلك حتي بيان الرئيس مساء الخميس10 فبراير.
وأدار جمال الأزمة بعين علي الحل وعين علي السلطة, ولم يفهم إلا متأخرا جدا أنه لم يعد موجودا في المشهد السياسي.. ولهذا كانت بيانات الرئيس للناس دائما ما تحمل لهم ما لا يريدون سماعه, وتزيد من سخطهم وغضبهم..
وكان اليبان الثاني هو الأقرب إلي وجدان الناس, بعد دغدغة الخطاب مشاعرهم, لأنه تحدث عن الموت علي أرض الوطن, ولاح في الأفق قبول المصريين لفكرة بقاء الرئيس في السلطة.
لكن علي نفس الجانب من السلطة فكر أصحاب المصالح الذين استحلبوا مصر ونهبوها في استغلال الموقف الطارئ الجديد, وهم خليط من رجال أعمال ونواب في البرلمان المطعون في شرفه وشرعيته واعضاء في الحزب الوطني, فكروا أن باستطاعتهم أن يقلبوا الموازين, متوهمين أن الشعب سيتخلي عن شبابه, فنظموا مظاهرة ميدان مصطفي محمود لتأييد الرئيس, من عمال شركات رجال أعمال, وعمال من اتحاد العمال, ولاعبي الكرة وفنانين, وبلطجية جلبوا من عدة أحياء شعبية بالقاهرة, مع الجمال والخيول والبغال من نزلة السمان وامتلأ الميدان عن آخره بعشرات الألاف من المؤيديين, وجرت كلمات حماسية غلب عليها التحريض من بعض الشخصيات, إحداها ظهرت في الفضائيات فعلا وهددت وطالبت بإخلاء الميادين بالقوة..
ووقعت فضيحة معركة الجمل الشهيرة..التي لو جري فيها تحقيق نزيه..لتكشفت حقائق كثيرة مفزعة..
ورفعت فضيحة معركة الجمل سقف مطالب الثورة, بعد ان نزعت التعاطف الذي أحدثه بيان الرئيس..
ووقع النظام بأكمله في ورطة مذهلة مثل حفرة عمقها ألف ميل..
وحدث ارتباك هائل في القصر الرئاسي..ارتباك وصل إلي درجة العجز سواء في الفهم أو التعامل..
ووصل القرار إلي التنحي..وكان سيعلن مساء الخميس10 فبراير..
لكن السيد جمال أقنع والده بمحاولة أخيرة, وهي الخروج علي الناس بحزمة اجراءات إصلاحية جيدة, مع نقل الصلاحيات إلي نائب الرئيس السيد عمر سليمان.. وبقي سؤال: ماذا يقول الرئيس في البيان؟!
اقترح بعض المقربين من الرئيس ان يكون البيان ناعما وعاطفيا, لكن كان لجمال مبارك رأي آخر, أدخله علي البيان, فخرج بالشكل الذي أشعل حريقا مرعبا من الغضب في الصدور والعقول.. وفشلت المحاولة.. وجاءت لحظة النهاية.. قرار تكليف القوات المسلحة بعمل الرئيس..
...وهكذا سقط الرئيس ورحل..