قالت وزارة الخارجية التركية يوم أمس إن أنقرة لن تسمح بأية مبادرة يمكن أن تضر بالرغبة بإجراء إصلاحات في سوريا ومن شأنها إلحاق أي أذى باستقرار هذا البلد. وجاء تحذير وزارة الخارجية التركية ردا على على تصريحات المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين السوريين ، رياض الشقفة، أدلى بها في استانبول التي كان وصلها من مقر إقامته في اليمن قبل بضعة أيام. وكان الشقفة أكد في أحاديث ولقاءات إعلامية أول أمس الجمعة أن جماعته "تدير المظاهرات وتشارك فيها بفعالية". وهو ما يتقاطع مع ادعاءات النظام السوري عن أن "المظاهرات وأعمال الشغب والتخريب هي من صنيع جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إن البيان التحذيري الذي أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية جاء " رداً على تصريحات المسؤول في جماعة الأخوان المسلمين السورية محمد رياض الشقفة من إسطنبول حيث يوجد الآن". ونقلت الوكالة عن البيان قوله "انه في هذه المرحلة الدقيقة، يستحيل أن تسمح تركيا بأية مبادرة ( من الإخوان المسلمين السوريين) يمكن أن تضر بالرغبة بإجراء إصلاحات في سوريا".وأضاف "نحن واثقون بأن الشعب السوري سيلبي مطالبه وتطلعاته من خلال السبل السلمية وان الإدارة السورية ستبدأ عملية الإصلاح التي وعدت بها في أقرب وقت ممكن". وبحسب مراقبين أتراك ، فإن حرص وزارة الخارجية التركية على التأكيد في بيانها على" السبل السلمية" إنما يعكس تلقيها معلومات من سوريا تشير إلى وقوف جماعة الأخوان المسلمين وراء أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أكثر من مكان ، حيث تأكد سقوط أكثر من 15 عشر شهيدا من رجال الأمن وعشرات الجرحى منهم في اللاذقية ودوما برصاص " مجهولين" رغم أنهم كانوا عزّل من السلاح . وبعد تصريحات المراقب العام يصبح بالإمكان تفسير ما كان يجري من إطلاق نار على رجال الأمن بأنه من تدبير "الجماعة" التي يحفل تاريخها في سوريا بجرائم قتل جماعي واغتيالات لا تقل دموية عن جرائم السلطة.
وكان مدير المخابرات التركية ، حقان فيدان ، زار دمشق يوم الأحد الماضي مبعوثا من قبل رئيس الوزراء التركي . ويبدو أنه حصل على أدلة تثبت تورط جماعة الأخوان المسلمين في أعمال عنف دموية شهدها عدد من المظاهرات.
يشار إلى أن وسائل إعلام تركية محلية نقلت عن الشقفة قوله أول أمس الجمعة في اسطنبول "إن الأخوان في الداخل (بسوريا) يديرون التظاهرات و يشاركون فيها بأعداد كبيرة ، وهي لن لن تقف قبل إسقاط النظام".