: لماذا تكره هذه السيدة وطنها؟

بعد نكسة 5 حزيران/يونيو 1967، شعرت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ان عليها واجباً تجاه وطنها الذي واجه عدواناً صهيونياً مدعوماً بكل الامكانات الاميركية عسكرياً وأمنياً وحيث انه كان بحاجة الى كل جهد يساعده على الصمود، وحيث ان هذه السيدة العظيمة أدت دورها في اطار الفن تعبئة واستنارة ومشاعر راقية، فإنها التفتت الى ما يحتاجه وطنها في تلك الفترة العصيبة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً فاندفعت لدعم المجهود الحربي في الجمهورية العربية المتحدة، من خلال حفلات اقامتها في عدد من البلدان العربية والغربية وغنت على مسرح الاولمبياد الشهير في باريس.. وبعد جولة مثمرة ألهبت فيها أكف الجماهير العربية تصفيقاً وحناجرها هتافات عادت الى بلدها مصر التي كانت بدأت الاستعداد العظيم لرد العدوان مباشرة بعد النكسة حاملة حصيلة جهدها وقد حولت منه الى خزينة الدولة المصرية مبلغ 10 ملايين جنيه استرليني، جمعتها من اسعار تذاكر حفلاتها الخاصة التي لاقت اقبالاً جماهيرياً غير مسبوق.

واذا ما قرأنا ارقام المساعدات التي اقرتها الدول العربية الغنية لدعم صمود مصر في مواجهة العدوان في مؤتمر الخرطوم الذي عقد في شهر آب/اغسطس 1967 وهو 95 مليون جنيه استرليـني، فإننا نكتشف مباشرة ان أم كلثوم ساهمت منفردة بأكثر من 10% من المساعدة السنوية التي اقرتها الدول العربية الغنية لمصر بسبب العدوان.

هذا في مصر، وهذا هو دور أم كلثوم العظيمة وهذا حصل عام 1967، فماذا عن لبنان، وماذا عن دور فيروز وهو يخرج من حرب مفروضة عليه عدواناً الى حرب أخرى مستبيحة ارضه تسلطاً؟.. ومنذ عام 1975؟

نحن لا نسأل عن فنانين او مغنين آخرين، سواء كانوا ذوي مستوى راق او تافه او جائع للقمة العيش وتكديس المال، نحن نسأل عن دور فيروز التي اعطتها الجماهير اللبنانية مكانة غير مسبوقة لفنان آخر في هذا الوطن المنكوب. حتى جعلتها سفيرة وطنها الى النجوم بعد ان غنت وأسعدت وجمعت قلوب محبين وعشاق، ورسمت لوطنها صورة جميلة تغنى بها الوطن العربي كله..

لماذا لا ترد فيروز الجميل لوطنها ولو لمرة واحدة وهو في حالة نكسة منذ اكثر من اربعين سنة؟

هي فنانة تغني فقط؟ كانت أم كلثوم كذلك وأكثر لكنها عندما شعرت ان عليها واجباً تجاه وطنها أقدمت وقدمت ووقعت ارضاً من شدة اعجاب الناس بما تقدم.

لم نقرأ خلال 40 سنة ان فيروز اقامت حفلة غنائية واحدة من اجل وطنها.. وحتى عندما غنت في الوسط التجاري عندما بدأت ورشة اعماره تحت قيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري اشترطت الحصول على 300 الف دولار نقداً وسلفاً وهذا ما حصل ودفع لها الرئيس الشهيد هذا المبلغ قبل الحفلة.

لم تغن فيروز من أجل لبنان ومساندة له مجاناً أبداً رغم الاعتداءات الصهيونية المتتالية عليه وتدميرها محطات الكهرباء والجسور والمدارس والجامعات والبيوت وتهجيرها القرى ومئات الآلاف من سكانها سنوات 1982 – 1993 – 1996 – 2006..

كل دول العالم هبت لتساعد طبعاً، عدا النظام السوري ، والعدو الصهيوني – واندفع كثيرون لتقديم هبات، من شخصيات عربية كبيرة ، ومن جيبها الخاص ، كالشيخ زايد بن سلطان رحمه الله والأمير الوليد بن طلال.. كما رفيق الحريري ثم أبنائه وزوجه من بعده..

معظم الفنانين تقريباً المهمين والأقل أهمية اندفعوا لتقديم حفلات غنائية من أجل الوطن.. إلا فيروز.. لم تجد إلا منابر نظام دمشق كي تذهب إليها وتعلن من هناك ليس دعمها لهذا النظام وضد وطنها فحسب، بل وأيضاً كي تقول ان مقياسها هو ما تأخذه من مال من حفلات هذا النظام..

أي كراهية أشد على الوطن من كراهية هذه الفنانة التي أحبها اللبنانيون لوطنها، وهي تتجاهلهم فلا تغني في بلادهم لا مجاناً ولا بالمال.. ثم تذهب إلى أشد كارهيهم حقداً على وجه البسيطة كي تحاول تجميل وجهه القبيح الكاره للبنانيين.

ما هذه العقد التي تحكم هذه السيدة تجاه وطنها.. هل هي بسبب معاملة بعلها الراحل عاصي الرحباني لها؟ هل هي بسبب عقد ابنهما زياد الملووث فكرياً و..؟ هل هي انتماءات مترسخة للقومية السورية الشوفينية تجاه لبنان ترميها إلى أحضان نظام عائلة الأسد السوري القومي الاجتماعي حالياً البعثي سابقاً.

أياً يكن توصيف حالة فيروز فهذا لا يبرر لها هذا الحقد على وطنها والاهمال لقضاياه وأهمها حق الانسان فيه وعلى أرضه أن يعيش كريماً ذا كرامة.. أم ان فيروز لا تريد إلا المال؟


:Asmurf:

إذا عير الطائي بالبخل مادر ***** وعير قساً بالفهاهة باقل

وقال السهى للشمس أنت كسيفة ***** وقال الدجى للبدر وجهك حائل

فيا موت زر إن الحياة ذميمة ***** ويا نفس جدي إن دهرك هازل