أستغرب حقا عند قراءتي لجدال من يدعون الإلحاد مع من يدعون الإيمان.... فكلا الفريقين ينهمكون في إقناع بعضهم البعض لشهور وسنوات
ولم يقتنع أحد بالآخر (إلا القلة القليلة
)... وهذا لسبب بسيط وهو
(التجنيد).... أي أن معظم الملحدين الذين يدافعون عن معتقدهم بضراوة تكاد تكون مخيقة وبإتقان وتفاني غير معقول هم ليسوا إلا مجندين... مجندين لجهات تنفذ إجندات ملتوية من شأنها دفع العموم الى الإلحاد والزندقة - وإن نظرنا الى كثير من مشاركات الملحدين نجدها مرتبة منسقة دقيقة وطويلة (مجهزة مسبقا) وهذا ليس بكتابة إنسان هاوي أو مستقل أو مجرد صاحب رأي............ والفريق المقابل (المؤمنين) هم أيضا مجندين إما نفسيا (أي أنهم يدافعون عن الإيمان بسبب إقتناعهم المفرط بالفكرة) أو مجندين فعليا ضمن تنظيمات دينية تحاول منع أجندة المنظمات الإلحادية من الحدوث ....... يعني بإختصار
لن يقتنع أحد بالآخر
(إلا القلة الغير مجندة من الطرفين والتي تحاول الدفاع عن معتقدها بشكل شخصي وتخشى من فقدان قيمة ما تؤمن به) وستستمرون بالجدال الى الأبد.
لكن المصيبة الكبرى هي أن الفريقين يبحثون عن الحقيقة بالإتجاه الخاطيء !!!!
هل الرب موجود أم غير موجود؟؟؟؟
هل هناك آخرة وحساب أم ستنتهي الحياه بموتنا؟؟؟؟
هل الإيمان بالعلم البحت هو الحل أم الإيمان والتسليم للروحانيات؟؟؟؟
هل الكتب السماوية كلام الله أم هي إبداع بشر؟؟؟
هل الجن موجودون فعلا؟؟؟
هل وهل وهل.........؟؟؟؟
أسئلة لا تنتهي..... بل هناك أسئلة تسبقها تجول عن ماهية الله وتكوينه وأصله ...وما الى ذلك!
أسئلة لا إجابة لها والخوض فيهاغاء سيقود الى الجنون
أتعرفون ما المصيبة الكبرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المصيبة الكبرى أن الله موجود...................
المصيبة أن الرسل صدقوا وأن الدين هو الحق..........
المصيبة أن الجنة والنار حق............. النار قادمة لا محالة....
وإنكار هذه الحقائق هو الضلال المبين.....
ولكن...................
ولكن أتعرفون ما الحقيقة المرة؟؟؟ أتعرفون ما بداية القصة؟؟؟؟
قصة اللعبة
البداية المجهولة....
بداية اللاشيء.....
يقف الإله وحيدا.....
سكون قاتل........ صوت اللاشيء.....
لا وجود لما يثبت ألوهية الرب....... قوته المخيفة....
انه الجبار المتكبر....!!!!
ولكن... على من يتكبر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على اللاشيء؟؟؟؟؟؟؟؟.............
كيف سيثبت ألوهيته بلا عبيد خاضعين؟؟؟؟
كيف سيشبع ألوهيته ..... ويكسر الملل القاتل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أهي بداية الفكرة؟؟؟؟؟؟
أهذا هو سبب خلق اللعبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الملائكة....
مخلوقات بائسة لا قرار لها ولا خيار............... إلا العبادة والخضوع....
مستمرين في العبادة الى الأبد.....
ولكن..... بهذا يزيدون ملل الرب......يدفعونه للجنون..........
ممليييين....... مساكين.....
وجب خلق لعبة أخرى أكثر إثارة وتمرد............ لعبة تكسر ملل الرب وجمود السماء.....
الجن....
أقوياء .... خارقين.....
خلقوا ليكونوا متكبرين.................مغرورين.........
غرور سيدفعهم بالتأكيد الى الكفر والتمرد.......
مساكين ...... لا خيار لهم إلا غضب الرب......
الإبادة على يد جنود الله من الملائكة.................
وجب خلق لعبة أكثر إعتدالا...... أقل غرورا..... أقل قوة...
البشر.....
مساكين...... لا حول لهم ولا قوة.....
أدخلهم الرب بلا خيار لهم في إختبار صعب....... الدنيا.........
وضمن لمعظمهم كل شروط الفشل.... ليملأ بهم جهنم يوم التسلية الأعظم.............
مساكين.....
نفوسهم أمارة بالسوء...... وشهواتهم لا حدود لها ...... و رب متعطش لعذابهم ...... وإبليس.....
هي شروط الفشل الأكيد...........
إبليس......
إبليس المعتوه......
قوة خيالية..... ذكاء خارق يغلبه الخبث.....
ذكاء لم يسعفه ...... فلقد تحدى الرب بكل وقاحة وغباء!!!..........
ولكن..... هو ليس بالغبي أو المعتوه!!!!...............
تحديه للرب كان جزءا أساسيا لا غنى عنه في اللعبة......
ياترى.......... هل قام إبليس بهذا التحدى الخاسر بملء إرادته؟؟؟؟؟؟؟؟
أم كان خيار الرب الحتمي؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لعن إبليس لعنة الرب الأبدية دون خيار أو وعي........
مسكين إبليس!!!!!!!!!
ألعااااااااب...........
ألعاب مسكينة............
في لعبة مريضة......... مسرحية.........
نهاية حتمية............ محرقة عظمى كونية............
لا مفر منها إلا بالخضوع لقواعد الرب........
*****************************************************************************
ولو أسقطنا كل الطرح السابق ..... ووصفناه بالهرطقة والجحود.......
يبقى سؤال واحد!!!!!!!!!!!!! أين العدل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لما لم يخيرنا الله بين دخول اللعبة و عدم دخولها ..... قبل أن يعدل بين لاعبيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأنا لا أريد اللعبة!!!!، لا أريد الجنة...... وبالتأكيد لا أريد النار...............
أريد أن أختفي وحسب.....................
ومن أراد أن يدخل الإمتحان (طمعا بالخلود في الجنة) فهو حر..... أما أنا ....... فلا!!!
والسلام......