شكراً لكم جميعاً على ردودكم .. فرداً فرداً ..
عزيزي "وتاج راسي" العلماني : طيفي دائماً يحوم في مكان ما هنا .. فهو سجين هنا .. سجيييين .. لا يقوى على الفراق
أصدقائي .. بالنسبة للحوار الذي دار .. فأودّ أن أوضّح عدّة نقاط :
أولاً .. لست أعلم كثيراً عن "الحملة ضد أدونيس" .. وما كتبته منعزلاً تماماً عن هذه الحملة .. أدونيس شخص مقدّس بالنسبة لي .. ولا أظنّ أني اقتبست يوماً لشاعر أو كاتب كما تعوّدت أن أقتبس له ..
ثانياً .. موقف أدونيس من "الثورة السوريّة" يبقى موضع تساؤل بالنسبة لي .. وقد وضّح العزيز "تموز" مجمل تحفّظاتي .. أضف إلى هذه "المقابلة" التي تناولتموها .. هناك العديد من "المقالات" التي كتبها "أدونيس" بنفسه والتي تحذّر تارّة من "حرب أهليّة" في "سوريا" .. ومن "المساجد" كنقطة لانطلاق الثوّار .. والتي تبّرّئ "النظام" من عديد من التهم التي تعزى إليه بما يخص الموضوع الطائفي حيناً .. ومع ذلك .. تبقى العديد من تحفّظات "أدونيس" موضع احترام .. لكننا ننتظر عامّة من "مثقّفينا" ألا ينظّروا عن الثورة .. بل أن يحجزوا لهم مقعداً بها .. علّها تصبح أكثر شبهاً لهم .. !! وهنا في هذه النقطة بالذات .. ليس تحفّظي على "أدونيس" بشكل شخصي .. بل هو أشمل .. ويشمل العديد من رموز الفكر والفن والأدب .. (إن لم نقل أغلبها) .. ويبقى موقف "أدونيس" أكثر إشراقاً بكثير من غيره .. !!
ثالثاً .. بما يخص "النص" أعلاه .. فهو لم يقصد به "تعرية" لأدونيس بشخصه .. بل يقصد به تسليط الضوء على جانب واحد .. وهو موضوع "الخروج من الجامع" .. وقد اخترت "أدونيس" كممثّل عن هذا الموقف .. والذي هو قطعاً لا يمثّله وحده .. بل يمثّل قطّاعات واسعة من المثقّفين .. منهم من كان لي شرف حوارهم حول هذه النقطة بالذات ..
رغم أنّ ألدّ أعدائي يكمن في "المؤسسة الدينية" .. إلا إني أرى في هذا الموقف هو موقف "تنظيري" .. "متعال" .. يخلط "النثر" بالـ"شعر" .. و"السياسة" بالـ"رقص الإيحائي" .. فيه انعزال محبط عن حركة "الشارع" .. في وقت نحن بأشد الحاجة فيه لأن نتلمّس هذا "الشارع" .. وندعمه .. ليدعم أوطاننا .. ويدعمنا .. !!
أظنّ أن اختيار "الجامع" كنقطة تجمّع للثوّار .. يدلّل .. أكثر ما يدلّل .. على الفشل الوطني بالـ"استثمار بالإنسان" (والتعبير للكاتب "المتخاذل"

حسن م يوسف) .. وهذا "الفشل" تتحمّله "السلطة" الاستبداديّة طوال 40 عاماً .. بل هي الآن "تنغّم" على "وتره" لتحفظ استمرارها .. ويفاجئني أنّ "الشارع السوري" .. أثبت وعياً تجاوز كلّ التوقّعات .. لا يمكن لنا أبداً أن ندير ظهرنا له .. بل سنذهب جميعاً .. لنصلّي معه .. كلّ جمعة ..
خوليو