{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العقــل الأسيــر .
jafar_ali60 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,954
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #11
العقــل الأسيــر .


تسجيل متابعة

والي لقاء
08-14-2008, 02:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #12
العقــل الأسيــر .
الأخوة الزملاء .. كل تقدير .
الأخ ابن نجد .(f)
أتفق معك يا عزيزي أن النظم السياسية في المنطقة كلها متخلفة ، فهي إما نظم تقليدية عفى عليها الزمان أو شموليات دينية و عسكرية و عقائدية ، بل ليست النظم الحاكمة فقط هي الديكتاتورية ، فالرأي العام المتخلف يشاركها نفس الديكتاتورية ، بل ربما يمارس أشكالا أكثر بشاعة من الطغيان ، و في كل الأحوال فالإنسان هو الضحية ، العربي .. يا عزيزي لا يحيا حياة طبيعية كغيره من الشعوب ،و لكنه يحيا مجردا من كافة الحقوق الأساسية للإنسان ،و أهمها الحق في التفكير الحر ،و الحق في التعبير عن نفسه ، فحتى الحيوانات تملك حرية التعبير عن ذاتها ، بينما نحن لا نملكها في المعتزلات و المحميات الطبيعية العربية ، فكل كلمة نحاسب عليها حتى لو كانت في المنام ، من يملك حسا ثقافيا عاليا بالضرورة منكر معلوم من الدين بالضرورة ، تترصده سيوف الحسبة الصدئة ، و الذي ينشر الحقائق فهو بالقطع ينشر الإشاعات و الأكاذيب و يضر بمصالح البلاد العليا ، و تلاحقه أحكام القضاء المعيبة ، وصاحب الرأي المستقل خائن يعمل وفقا لجندة أجنبية ، تلاحقه إدانات الديكتاتور و تواقحات صبيته الصغار ، رغم كل ذلك فإن شعاع واحد قادر أن يجتاز كل السموات المعتمة .
............................................................................................
الأخ حمزة الصمدي .(f)
عزيزي .. لهذا نوجه نقدنا لتلك البيئة الثقافية التي تكبل الإنسان العربي و تمنعه من العمل المجدي و الإبداع ، المسلمون و العرب خاصة يضعون أنفسهم خلف قضبان من صنعهم هم ، و يتشاكون أنهم لا ينجزون شيئا بسبب هذا أو ذاك ، هل جربنا أن نتحرر من أوهامنا و أساطيرنا و هويتنا الإسلامية الخانقة ، ألسنا بشرا كغيرنا من الشعوب فلم لا نحيا مثلها أحرارا ؟، لماذا لا يكون الإسلام دينا كغيره من الأديان و ليس هوية شمولية متعالية ، تقصي غيرها من الهويات الإجتماعية الحيوية للإنسان ، لقد أصبح الإسلام بالفعل حكما مسبقا بالعبودية المؤبدة ، عبودية للنصوص و مفسريها و أنبياء لا حصر لهم كلهم يهود !، ومالم نتحرر من تلك الهوية الأحادية ، فلن يمكننا أن نتقدم أو نحيا حياة تليق بالبشر لا العبيد .
........................................................
الأخ عمر أبو رصاع .(f)
مداخلة قيمة تثري الحوار بشكل استثنائي ، و هناك العديد من النقاط التي أثرتها تستحق التوقف عند كل منها ، مثل الحضارة و الثقافة او الثقافات و العلاقة بينهما ، أحب فقط أن أشير هنا أنه عند مناقشة مفهوم مثل الثقافة أو الحضارة سيكون لدينا بالفعل مأزق حقيقي فهذا المفهوم هو دائما مفهوم زئبقي لا يمكنك الإحاطة به حتى ينفلت منك ، فالمفكر نفسه هو جزء من عناصر تشكيل المفهوم .
فلو تناولنا مفهوم الثقافة مثلا لوجدنا أن الناس حتى اليوم ينظرون غالبا للثقافة بنفس الفكرة التي تبلورت في أوروبا خلال القرن 18 و بداية القرن 19 ، هذه الفكرة عكست التفرقة بين القوى الأوروبية و مستعمراتها ، إنها تعرف الثقافة بالحضارة و تفرقها عن الحياة البدائية ، فهي تصنف أمما بأنها الأكثر حضارة و شعوبا بأنها الأكثر ثقافة ، و هكذا حاولت بعض النظريات الهامة فصل الثقافات culturesالشعبية عن تعريف الثقافة Culture. وهناك مناظرون مشهورون مثل ماثيو أرنولد (1822-1888) نظر إلى الثقافة ببساطة كونها " أفضل ما فكر فيه إنسان و أفضل ما قيل في العالم " ، وبهذا ترتبط الثقافة عضويا بالتقدم و التهذيب المتحضر للسلوك الإنساني ، و هكذا جعل أرنولد و أترابه الثقافة ضد الفوضى و الضياع ، و دائما ما كان أرنولد يقول :" أن الثقافة هي البحث عن الكمال عن طريق معرفة أفضل ما فكر فيه و قيل عن الموضوعات التي تهمنا ، بهذا تكون الثقافة هي منتجات الصفوة و النخب ، كالفنون المتحفية و الموسيقى الكلاسيكية و الأزياء الثمينة و يطلق لقب المثقف على من يعرف و يساهم في هذه الأنشطة ، بهذا التعريف هناك ثقافة عالمية واحدة و ليست ثقافات متعددة و ينقسم الناس إلى مثقفين و همج ، هذه الرؤية لم تصمد طويلا فمنذ منتصف القرن 19 بدأ الحديث عن وجود ثقافات متعددة لكل منها منطقها الذاتي و منتجاتها ، وقد تبنى الإشتراكيون هذا المنطق و نشروه حتى صار مقبولا .
و في عام 1952 كان هناك أكثر من 200 تعريف للثقافة حصرها الفريد كروبر و كلايد كليخوهن و كل منها يعكس نظرية مختلفة أو معايير متفاوتة لتقييم و لفهم السلوك الإنساني ، فعلى سبيل المثال عرف عالم الأنثروبولجي البريطاني سير إدوارد تيلور الثقافة بكونها المركب الإجمالي الذي يشمل المعلومات ، المعتقد ، الفنون ، المعنويات ، القانون ، العادات ، و مختلف القدرات و العادات التي يحوزها الإنسان بكونه عضوا في المجتمع ، و في عام 2002 وصفت هيئة اليونسكو الثقافة بأنها حزمة واضحة من السمات الروحية و المادية و الفكرية و العاطفية للمجتمع أو للجماعة الإجتماعية ، وهذا يشمل بالإضافة للفن و الأدب أشياء مثل أساليب العيش المشترك و نمط الحياة ، الأنظمة القيمية ، التقاليد و المعتقدات ، وعموما يمكن أن نعرف الثقافة بأنها نمط الحياة للمجتمع ككل ، و بهذا هي تشمل قواعد السلوك ، الملابس ، اللغة ، الدين ، الصيغ الكلامية ، أنظمة تامعتقدات .. الخ ، بينما تركز معظم التعريفات على المنتج النهائي الذي تحققه ثقافة ما مثل القيم ونوعية الحياة و الرموز و المنتجات و الفنون ، فإن دراسة الثقافة تهتم أيضا بالبحث عن الآلية التي تنتج هذه المنتجات و الموارد التي تم استخدامها لذلك .
هناك عالم مشهور هو يوكول كيم يعرف الثقافة كونها " الإستخدام الكلي للموارد الطبيعية و البشرية من أجل تحقيق أهداف بعينها ، و بالتالي فالتنوع في الثقافات ينتج عندما يبحث الناس عن أهداف مختلفة ، بإستخدام أساليب مختلفة أو موارد مادية و بشرية مختلفة ، و على النقيض فالتشابه الثقافي ينتج عندما تسعى المجتمعات إلى نفس الأهداف مستخدمة ذات الوسائل و الموارد المادية و البشرية . هكذا فإن الثقافات تختلف في إهتماماتها أكثر من نوعيتها ، فكل ثقافة تقوم بتطوير و تهذيب مجموعة من الموارد البشرية و الطبيعية التي تلائم أفراد المجتمع ، و تركز المعتقدات على كيفية تحقيق النتائج و المعاني و القيم المضافة لمنتج و الأساليب و الموارد المتاحة من أجل الحصول على نواتج إيجابية و تفادي المنتجات الضارة .
و كي نفهم الثقافة بشكل مبسط يمكن أن نراها مكونة من أربع عناصر رئيسية تنتقل من جيل لآخر عن طريق التعليم وهي : القيم و المعايير و المؤسسات و المصنوعات الفنية .
1- القيم values:تتكون من الأفكار حول الأشياء الهامة في الحياة ، وهي تقود باقي عناصر الثقافة .
2- المعايير norms: توضح ما هو متوقع من سلوك الناس في المواقف المختلفة ،و لكل ثقافة طريقتها في فرض معايرها عن طريق المحظورات و العقوبات ، و تختلف العقوبة حسب أهمية المعايير ، أما المعاير التي يفرضها المجتمع بشكل رسمي فتكون هي القوانين .
3- المؤسسات institutionsهى : هي المنشآت المجتمعية التي تنتقل خلالها القيم و المعاير .
4- المصنوعات artifacts: وهي الأشياء المادية الحضارية المستمدة من القيم و المعاير الحضارية .
بشكل عام يركز علماء الآثار ,archaeologists على الثقافة المادية بينما يركز علماء الأنثروبولوجيا الثقافية cultural anthropologists على الثقافة الرمزية ، بالرغم من هذا التنوع فكلا الفرعين يركزان على العلاقة بينهما ، علاوة على ذلك فعلماء الأنثروبولوجيا لا يركزون فقط على استهلاك البضائع بل على الآليات العامة التي تنتجها ، كذلك على العلاقات الإجتماعية و الممارسات التي تتجسد خلالها تلك الأشياء و العمليات .
هكذا إذا أصبح لدينا مقتربان لفهم الثقافة ، الثقافة العالمية الواحدة كحزمة من المنتجات الراقية للصفوة و ثقافات شعبية متعددة بتعدد المجتمعات للجميع ، المفهوم الأول يعني الإلياذة و الأوديسا لهوميروس و سيمفونيات بيتهوفن و فالسات شتراوس و باليه بحيرة البجع لتشايكوفسكي و لوحة الموناليزا لدافنشي و تمثال الملك داوود لمايكل أنجلو و الجحيم لدانتي وأشعار شيكسبير و رباعيات الخيام و مبنى الأكروبول الإغريقي و معبد الكرنك الفرعوني و بروميثوس طليقا لشيلي روايات ديستويفسكي و نجيب محفوظ و باولو كويلو و سرفانتيس و نقد العقل الخالص لكانط و كارل ماركس و فولتير و بيكاسو و برنارد شو وداروين و سارتر و أينشتين و الجينوم البشري و الديناميكا الحرارية و البيئة و ...... هي باختصار كل ما يتحدث فيه العلمانيون و يستعيذ الإسلاميون بالله منه ! .المفهوم الثاني للثقافة هو كل ما هو خاص و شعبي كأزياء الرهبان البوذيين و رجال قبائل الطوارق و شعب الأسكيمو و الصلوات الخمس للمسلمين و قداس الأحد لدى المسيحين و مراسم عاشوراء الشيعية و هز الرأس أمام حائط المبكى لدى اليهود ، تعدد الأزواج في بعض قبائل الهند و الرقص الشرقي و الدبكة السورية و رقصة قبائل الماساي و النقاب السعودي و راقصات المعابد الفرعونية و الأطعمة الصينية و موسيقى القبائل البدائية في أستراليا و حرق الموتى لدى الهندوس وموسيقى الجاز و الأطعمة السريعة الأمريكية و .... الخ.
و لنا عودة .
.......................................
الأخ جعفر علي .(f)
08-15-2008, 06:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #13
العقــل الأسيــر .
ملخص .
خلال 4 أشرطة متتالية هي ( سجن الهوية ، قبيل الطوفان ، بحار الكراهية ،و العقل الأسير ) -سأثبت الوصلات في نهاية المداخلة - حاولت طرح مفهوما للهوية العصرية ، وهي هوية أراها بالضرورة تعددية ، يحتل الإسلام فيها موقعا هاما ،و لكنه لا ينفرد وحده بالمكان ، هذا المفهوم أراه حيويا كي تتجاوز المجتمعات العربية أزمتها مع الحداثة ، في تلك الأشرطة تعمدت تجزئة الموضوع حتى لا يضيع دون أن يلقى ما يقابل الجهد الذي بذل فيه ، وهو جهد لو تعلمون عظيم ، ومن جانب آخر كي أتمكن في كل شريط من تناول وجها بذاته من أوجه تطبيق الفكرة المطروحة ، أعتقد أيضا أن الفكرة المحورية هنا ليست شائعة ، على الأقل في الأدبيات المنشأة بواسطة مفكرين عرب ، هذه الفكرة تقدم من وجهة نظري بديلا لمقترب الإصلاح الديني الإسلامي ، وهو الإصلاح الذي يطرحه الغرب تحت مسمى إعادة تعريف الإسلام ، هذا الإصلاح لا أعتقد أنه سيكون ممكنا عمليا قبل سنوات قد تمتد بلا نهاية ، أيضا حاولت الإبتعاد عن أدبيات العلمانية و متلازماتها ذات الجذور الغربية ، مؤكدا أني لا أقدم هنا نظرية ما ، بل مجرد مقترب جديد نوعا لمشكلة قائمة منذ زمن طويل بلا حل ، أيضا لا أقدم حلولا عملية ، فتلك الحلول ستكون نظرية تماما و هزلية ، قبل أن يكون هناك قبولآ للإطار الذي تطرح خلاله ، هذا الموضوع أيضا ليس منتجا نهائيا ،و لكنه مشروع في طور التكوين و التلوين و التأصيل .
من تابع هذه الأشرطة و شعر بنوع من التكرار و الإلحاح على الفكرة الرئيسية سيكون مصيبا ، إني أشعر بالفعل أن الأفكار الأساسية تتوه دائما في بحر من التفاصيل قليلة الأهمية ، ليس في هذا الموضوع تحديدا ،و لكن في كل موضوع يتم طرحه ، و لهذا شعرت بأنه من المفضل أن أعرض موجزا لما طرحته حول موضوع الهوية ، مبلورا عناصره الأساسية آملآ أن يلقى عناية الزملاء .
التعددية و الهوية الأحادية .
1. إن المشكلة التي تواجه العالم اليوم ، ليست صراع الهويات و الحضارات أو تحاورها ، و لكن المشكلة في جوهرها نشأت نتيجة حتمية لتصنيف الناس على أساس هوية ثقافية إنفرادية دينية المحتوى ، و غياب نموذج بديل يرسخ فكرة الهويات المتعددة المتداخلة للجنس البشري .
2. لذلك فأسوأ ما نفعله هو أن نقبل فكرة أن العالم مجرد فيدرالية للأديان و الطوائف ، فذلك يتعارض مع تفعيل هويات أخرى يتمايز بها الناس ، مثل الهويات المتعلقة بالمهنة و الطبقة و اللغة و الجنس و الأخلاق و القوميات و العلوم و السياسات و ....، إن هذه التقسيمات المتداخلة و المتشابكة للجنس البشري تجعله أقدر على الفهم و التعايش ، أما الهويات الإختزالية و الإقصائية القائمة على أساس العقيدة الدينية ، ستؤدي إلى مزيد من ترسيخ الهوية الدينية الإقصائية ، و تهميش المجتمع المدني ، و تقزيم المواطنين و تعبئتهم داخل صناديق طائفية منعزلة ،كذلك تؤدي إلى شيوع العنف و التصادم .
3. حتى في حالة نجاح عمليات الإصلاح الديني ، فأقصى ما يمكن تحقيقه مع شيوع الهويات الدينية الشمولية ، هو هدنة تقصر أو تطول مع الآخر المنتسب بالضرورة إلى هوية مخالفة ولا سبيل للإلتقاء الحقيقي معه ، أما السبيل الفعال لتجاوز تلك التقسيمات المصمتة كما نراه هو ترسيخ المجتمع المدني و تحفيز تعدد الهويات و تداخلها .
الهوية و الكراهية.
4. إن العنف الطائفي في كل مكان الآن ، كما أن وهم الهوية المنفردة يزرع بمهارة فائقة على يد قادة متمرسين على التحريض الطائفي ، و هذا النجاح يرتبط بضرورة ربط تلك الهوية الإنفرادية بهدف قتالي عنيف ، وقوة تلك الهوية ترتبط تصاعديا بمقدار درجة الكراهية و العنف المطلوبين .
5. إن تعزيز الكراهية و العنف هو فن قتالي يعتمد على توظيف الغرائز الأساسية للإنسان ، فالهوية التي يجري تأكيدها و ترسيخها ليست هوية مفتعلة ،و لكنها بالفعل هوية أصيلة للإنسان المستهدف ،
6. لتحويل الإدراك للذات إلى أداة للكراهية ثم للقتل ، يتم المرور بمرحلتين ، الأولى طمس كل الإنتماءات و الإرتباطات الأخرى ، أما الخطوة الثانية فهي إعادة تحديد مطالب الهوية - التي تفردت الآن - في قالب قتالي ، هنا تحديدا تبدأ الكراهية في النشاط و تثمر أهدافها الدموية المتوخاة من البداية .
الهوية و الإرهاب .
7. ينظر صناع السياسات الغربية إلى المسلمين وفقا لتصنيفات الهوية الدينية ، و يرون أن مقاومة الإرهاب ( الإسلامي ) يكمن في إعادة تعريف الإسلام ، بشكل أشبه بحركة الإصلاح الديني المسيحية ، و من أجل تحقيق هذا الإصلاح ، هناك محاولات محمومة لجذب المؤسسات الدينية الإسلامية إلى مواقف متوافقة مع الأمن و السلام العالميين .
8. محاولة تجنيد رجال الدين لدعم قضايا سياسية ، هي سياسة خاطئة خاصة فيما يتعلق بالإسلام السني السائد وهذا يعود لسببين ، فالإسلام السني يتميز بعدم المركزية و خلوة من سلطة دينية عليا تتخذ القرارات الدينية الرئيسية الملزمة لعموم المؤمنين ، ثانيا خطورة تكثيف السلطة بيد رجال الدين من أجل القيام بدورهم المأمول ، فهذه السلطة يتم توظيفها لاحقا لدعم الأحزاب و الجماعات و المؤسسات الدينية .
9. تعريف (المسلم الحقيقي) بموقفه من قضية الإرهاب ، هو نوع من التسطيح الشديد لقضية الدين ، و أن موقف المسلم من التسامح و التعصب هي مواقف لا يمليها الإسلام كدين بل الهويات السياسية و الخلفيات التاريخية للمسلمين ، و التاريخ الإسلامي ليس بالقطع تاريخ الإسلام بل هو تاريخ المسلمين كبشر و شعوب .
10. مواجهة الإرهاب تمر بمقتربات عديدة ، أهمها التوقف عن التقسيم الديني للشعوب ، و علينا أن نقر أن إعلاء قيمة الحرية و التسامح كما نفهمه في الحضارة المعاصرة ، لم يكن جزءا من ماضي أي بلد أو حضارة في العالم ، و علينا أن نبحث عن حلول سياسية لمشاكل سياسية كما كنا نفعل لعشرات السنين .
11. حتى يمكن أن نتغلب على ظاهرة الإرهاب ، العالم في حاجة إلى فهم جديد لطبيعة الهوية الأصولية وحدودها ، فالأصولية تقود حتما إلى العنف ، و علينا إذا التوقف عن تصور أصولية بلا عنف ، فكل الأصوليات لابد أن تتحول إلى كيانات قتالية .
12. علينا ألا نسمح للتنظيمات التي تتبنى الإرهاب كعقيدة بالعمل السياسي ، حتى لو لم تعد تمارس الإرهاب إنتظارا للظروف المناسبة ، دون أن نحتج بقواعد الديمقراطية و آلياتها ، مثل هذه الطروحات المائعة التي يتبناها المحاظون الجدد في أمريكا ، تبريرا لمساندتهم الإخوان المسلمين في مصر أو سوريا ، لم يعد من الممكن قبولها لو كنا جادين في مقاومة الإرهاب حقيقة ، و ليس توظيف الإرهاب نفسه لصالح مشروعات سياسية.
13. علينا أن نعيد بناء المجتمع المدني في عقول الناس ليكون جزءا أساسا من الثقافة السائدة ، إن العالم كله في حاجة إلى ثورة ثقافية جديدة ، من أجل تعددية حقيقية فعالة و متفاعلة ، و المجتمع المدني التعددي لا يهيط من السماء و لكنه يتكون بالتربية السليمة و الممارسة السياسية العاقلة الرشيدة ، كما علينا أن نثمن عاليا تلك الصفات في أنفسنا و الآخرين ، ومن الضروري تعديل النظام العالمي ليتيح فرصا بشكل أكثر إنصافا ، هذا المجتمع العادل سيكون له دور جوهري في إبعادنا عن الإنقسام الحاد بين الهويات المختلفة .
14. القيادات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تفتقد المعايير الأخلاقية العالية المطلوبة فيمن يقود الدفة الكونية ، وهناك العديدون في العالم اليوم يشاركون باراك اوباما طموحه إلى التغيير و بناء عالم جديد لأمريكا و للناس جميعا .
الهوية الدينية و العقلانية .
15. إن خلفيتنا الثقافية ( الدينية ) تؤثر بشكل عميق في تفكيرنا و سلوكنا و نوع الحياة التي نحياها ، و الأهم أنها تؤثر في إدراكنا لهويتنا ، و يمكن أن تكون هويتنا الدينية عظيمة الأهمية ، و أن تلعب دورا إيجابيا مؤثرا في تطورنا و مستقبلنا ، شريطة ألا تحتكر الوعي و الإنتماء .
16. الهوية الإسلامية في طبيعتها هوية مدنية و ليست دينية ، وهي تنتسب إلى ممارسات المسلمين التاريخية و ليس للذات الإلهية ، و من يريد بعث تلك الهوية ، عليه أن ينظر إليها كمشروع بشري و ليس دينا مقدسا ، هذه هي نقطة الإفتراق الأساسية التي تفصل الفكر العقلاني عن الفكر الأصولي السلفي .
17. إن إقصاء الدين عن المجالات الحياتية ليس افتئات على العقيدة الدينية (الإسلام في حالتنا ) ، بل لأن تلك المجالات تخرج بداية عن النسق الوظيفي للدين ( مجال عمل العقيدة ) ، كذلك فالعقيدة الدينية ليست ذات أهمية منفردة في تقرير حياتنا و هويتنا ، فهناك عوامل أخرى قد تكون أشد قوة و تأثيرا على الناس ، مثل الوطن .
18. الهوية الدينية ليست صفة متجانسة ، و يمكن أن تكون هناك تنوعات هائلة داخل الوسط الديني نفسه و حتى داخل المذهب الواحد ، و هكذا نجد أن الحتميين الثقافيين يسيئون تقدير التنوعات داخل ما يعتبرونه ثقافة واحدة ، وهم ينسبون الأصوات المتمردة عادة إلى تأثيرات و مؤامرات خارجية ، بينما هي نتاج طبيعي للتنوعات البشرية داخل نفس المجتمع .
19. الأديان لا تقف ساكنة و لكنها تتحرك و تتغير و تتأثر بالعناصر الأخرى حولها ، أما افتراض الثبات في الهوية الدينية فهو نوع من الخداع ، و من يروج لمقولة الثبات و العصمة لدين ما دون غيره ، هو مخادع يحاول التهرب من أن يدخل السباق بزورقه الممتلئ ثقوبا .
20. تتأثر الأديان كلها بالعولمة الثقافية وتتفاعل معها ، سواء تفاعلا إيجابيا خلال آليات الحرية الثقافية ، أو تأثرا سلبيا خلال المحافظة الثقافية العنيدة ، و هناك اتجاه ملحوظ لتضمين الحريات الثقافية في القيم الحضارية التي يقدرها الناس في الآخرين ،و بالتالي فلا يمكن لمجتمع الإحتفاظ بهوية واحدة متسامية ، دون أن تتعرض للغرق في تيارات من التدفقات الثقافية التي تنهمر على مدار الساعة .
الإسلام ضد الغرب .
21. الموقف المعادي من الغرب ليس متجنيا ، رغم ذلك فهو موقف خاطئ ، لأنه يعني أن يعيش الإنسان في الماضي و يستغرق فيه ، و سيكون ذلك على حساب الحاضر ، كما سوف يدفع ثمنه من فرص المستقبل .
22. (العقل الأسير) أو المستعمَر هو العقل المتهووس بالعلاقة الإرتجاعية بالغرب و جرائمه ضد المسلمين ، هذا العقل يجد صعوبة في إدراك الذات بشكل سليم ، و مثل هذا العقل لن يدرك وجوده التاريخي الفريد في هذا الكون سوى كمجرد ضحية للغرب .
23. الجوانب السلبية لظاهرة العقلية الإسيرة ضخمة و مدمرة ، و يمكن تحديدها في 3 عناصر هي : أولآ دعم الأصولية الدينية و الإرهاب العالمي ،و ثانيا تشويه قراءة التاريخ الفكري و العلمي للعالم ، و ثالثا تشجيع عداوات لا ضرورة لها لكثير من الأفكار الإنسانية العظمى .
24. هناك جهود حثيثة في العالم الإسلامي الآن لمقاومة التغريب ، و لكن هذه الجهود تتجه لإجتثاث كثير من الأفكار التي لا تنتمي للفكر الغربي تحديدا ، بل تعادي غالبا أفكارا تشكل جزءا من ماضينا الكوكبي المشترك لا يتميز به الغرب وحده، و نجد أن بروز مفاهيم الهوية الإرتجاعية و تركيزها على العداء للغرب ، تؤدي إلى محاولة تأكيد الهويات اللاغربية ، أكثر من التفكير بحرية و استكشاف مناطق أخرى هامة من الذات الإنسانية ، هذه العقلية الأسيرة تقف خلف الكثير من المصاعب التي تواجه إلتحاق المسلمين بالعالم المعاصر ، كما تساهم في تضليل ردود الأفعال التي يواجه به الغرب التحدي الإسلامي .
25. إن حقوق الإنسان بما في ذلك الحريات الدينية ، ليست غربية ،و لكنها تكونت خلال تراث كوكبي مشترك ، ورفض الإسلاميين لتلك الحريات ، هو تعبير عن تعصب الإسلاميين و تخلفهم الحضاري ،و ليس تمسكا بالقيم الإسلامية ، كما أن الشورى و غيرها من التجارب التي تهدف إلى المشاركة السياسية للشعب في اتخاذ القرارات الهامة ، هي الروافد التي غذت الفكر الديمقراطي الحديث ،و أن الديمقراطية ليست فكرة غربية بحتة ، بل هي تراث كوكبي شاركت في صنعه كل الحضارات الهامة ، بما في ذلك الحضارة الإسلامية .
الوصلات .
سجن الهوية ., ضد التقسيمات المتسامية.
اضغط هنا
قبيل الطوفان .
اضغط هنا .
بحار الكراهية ., الكراهية المقدسة .
اضغط هنا .
العقــل الأسيــر .
اضغط هنا .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-19-2008, 03:55 AM بواسطة بهجت.)
08-19-2008, 03:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Yusuf غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 71
الانضمام: Jul 2008
مشاركة: #14
العقــل الأسيــر .
أستاذ بهجت
في البداية أحييك على مواضيعك التى أستفدت منها كثيرا
و هو ما أشكرك عليه (f)

أما بخصوص العقل الأسير
فأرى أن الهوية التى تقيد مجتمعاتنا هي بالأساس الهوية القومية
و التى تقيد حتى كثير من العلمانيين
انظر مثلا كيف تقابل دعوات الإصلاح التى تأتى من الغرب
و يكون الرد لا للتدخل الأجنبي (و كأنه مبدأ بحد ذاته)
مع ملاحظة أن هذا رد كثير من العلمانيين

بل حتى الصراعات التى تبدو دينية لا تكون غالبا (كما أظن) إلا صراعات قومية و لكن بصبغة دينية بإعتبار أن الدين يكون في تلك الحالة رمزا لتلك القومية لا أكثر.

لكن يبقى السؤال: هل لو تحررنا من كل تلك القيود سنلحق بركب العالم الأول؟
الجواب: لا أظن :rose:
فتلك القيود ما هى إلا بعض من المشاكل الكثيرة التى نعانى منها
و التى بالمناسبة ليس منها غياب العلمانية
إذ هي موجودة بالفعل في كل الدول العربية
فليس هناك رجل دين يحكم في أي منها.

أكرر تحياتى و شكري :97:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-19-2008, 07:57 AM بواسطة Yusuf.)
08-19-2008, 04:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #15
العقــل الأسيــر .
"أنت ليس ما تفكر أنه أنت ، بل أنت ما تفكر فيه " ماركوس أوريليوس – إمبراطور و فيلسوف روماني.
الزميل الكريم يوسف .
أشكر لك مساهمتك و كلماتك الرقيقة .
يا عزيزي .. الهوية التعددية تتعارض مع فكرة الهوية المنفردة ، سواء كانت هوية إسلامية أو قومية أو وطنية محلية أو حتى ليبرالية هيومانية ، و لكنها لا تقصي أيا منها بل تشملها جميعا ، على أن تؤدي أدواراها ضمن أنساقها الوظيفية الطبيعية ، فهناك مجموعة كبيرة من التصنيفات التي ننتمي اليها في نفس الوقت ، هذه الإنتماءات قد تتضارب أحيانا و لكنها لا تتضارب دائما بالضرورة ، وعلى الفرد أن يقرر بنفسه أي الإنتماءات يعطيها الأسبقية في كل موقف ، وليس من الضرورة أيضا أن نعطي أسبقية أو أفضلية مطلقة لإنتماء بعينه ، فالهوية القومية مثلا قد يكون لها الأسبقية عما عداها عندما تتعرض شعوب المنطقة لعدوان خارجي كما حدث أكثر من مرة ، و لكن هناك حالات قد تكون لمتطلبات الهوية المحلية أو القيم الليبرالية الأسبقية حتى على الهوية القومية ، إن التوفيق بين الهويات المشتركة ليس متاحا دائما ، بل أحيانا يكون شديد الصعوبة و محنة في ذاتها ، فإعطاء الأقليات الإثنية في المنطقة العربية حقوقها القومية ، هو خيار ليبرالي بإمتياز و لكنه يتعارض مع الهوية القومية ، في هذه الحالة سينحاز البعض للإلتزام الهيوماني الليبرالي ، بينما سيتصلب القوميون في مواقفهم ضد الأقليات ، و يرون مطالبهم القومية نوعا من الخيانة ، هذا مجرد مثال و لا أزكي هنا موقفا على الآخر ، فقط أقول أننا سنكون أقرب للصواب عندما نتحرر من سجن الهوية الأحادية مهما كانت جاذبيتها سواء كانت هوية إسلامية أو قومية أو ليبرالية ، و نفاضل بين الإنتماءات المتعارضة في كل موقف بذاته ، مسترشدين بالحوار الجماعي و الديمقراطية ، وهذا ما تفعله الشعوب التي بلغت شأوا بعيدا في الحضارة ، فقط علينا أن نؤكد أن الإنحياز إلى انتماء بعينه لا يكون فقط نتيجة ما يحققه من فوائد ، بل أيضا نتيجة جدارته الأخلاقية .
أرى أن مشكلتنا ليست بالأساس خارجية ، بل هي في جوهرها مشكلة أو مازق ثقافي داخلي ، فالمسلمون ينفردون اليوم بوجود تناقضات حادة مع الحداثة ، و حل هذه المشكلة لو تحقق لا يعني إنتهاء كل المشاكل ، فالإنخراط في عالم الحداثة هو شرط لازم غير كافي ، بدونه لا يمكن تحقيق أي تقدم ،و لكن مع توفره سيكون أمامنا عمل طويل كغيرنا من شعوب العالم التي بدأت في التطور الحقيقي ، و لكننا سنكون وقتها على (التراك) الصحيح .
يا عزيزي .. عدم وصول رجال الدين إلى السلطة في العالم الإسلامي – بإسنتثناءات قليلة - لا ينفي الأصولية ، فأنظمة الحكم الإسلامية في حقبة ما بعد الكولونيالية ، هي أنظمة شبه علمانية ولو من حيث الشكل، وكلها موروث من العصر الإستعماري ، لا تعكس التطور في العقلية الإسلامية ، حيث ظلت الشعوب الإسلامية أصولية بدرجات متفاوتة ، فالمجتمع السعودي و إيران مثال فج للأصولية ، بينما تونس و تركيا أمثلة قريبة من المجتمع العلماني المتحضر ،و تقع باقي الشعوب بينهما ، فباكستان و السودان و فلسطينيي غزة و العراق ( الآن ) و اليمن و مصر أقرب للأصولية ، بينما سوريا و لبنان – عدا الشيعة – أقرب للعلمانية ، إن الفارق الجوهري بين المجتمع الأصولي و العلماني ليس في درجة التحديث أو التغريب ، و إلا لكانت دبي مثلا قمة العلمانية ، و لكن المقياس الحاسم هو في المرجعية المعرفية أو (الإطار المعرفي) ، فالمجتمع الأصولي يستمد معاييره القياسية من التراث الإسلامي ، بينما المجتمع العلماني يستمدها من القيم الحضارية المعاصرة و المتعارف عليها .
08-19-2008, 03:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS