RE: مشهد من دمشق ...
مينا
الشعب السورى بكل تاكيد حاله لا يختلف عن الشعوب العربية , و قد تعرض للقمع و الظلم و الفساد الحكومى .
و النظام السورى لا يختلف عن اى نظام عربى , و لكنه تعرض ايضا لمخاطر تفوق اى نظام عربى اخر مما جعله فى بعض الفترات اعنف نظام عربى و اشدهم قمعا , و لا يفوقه فى ذلك الا نظام صدام .
و بعد زوال مرحلة الخطر يبدا النظام بتخفيف قبضته الامنية الى ان يعود الى نفس الدرجة مع الانظمة العربية .
انا لا ابرر للنظام السورى , و لا ارى من حقه ممارسة القمع باسم الخطر , و لكننى اوضح الصورة فقط .
من ناحية اخرى فالنظام السورى له ايجابية(بالنسبة لى) غير موجودة ببقية الانظمة العربية , و هى انه نظام قاوم اسرائيل و امريكا , و شارك فى التصدى للمشروع الامريكى فى المنطقة , و هو يرفض الاملاءات الامريكية بمناورات ذكية .
من ناحية الثورة السورية , فبكل تاكيد الشعب السورى محق بمطالبه العادلة , و ثورته فى البداية طالبت بالاصلاحات , فاستجابت الحكومة لمطالب الشعب , و اعلن الرئيس السورى مشروعية المطالب الشعبية , و اعلن ضرورة تطبيق اصلاحات جذرية فى الدولة , و الغى قانون الطوارئ , و اعلن حزمة اصلاحات لا يحلم بها الشعب السورى قبل 10 سنوات , و اعلن ان التطبيق العملى لهذه الاصلاحات بحاجة لوقف الاحتجاجات فى الشارع , لان هذه الاحتجاجات يرافقها اعمال عنف , و يتم استغلالها من الذين لا يريدون تطبيق هذه الاصلاحات و ممن يرغبون بتحويل الاحتجاجات السلمية الى مسلحة , بالمختصر المفيد , من عملاء امريكا و قطر .
و تحولت المطالب الاصلاحية الى اسقاط النظام , و رفضت المعارضة باوامر امريكية اى حوار مع النظام .
من مميزات الثورة السورية عن غيرها من الثورات العربية :
انها الثورة العربية الوحيدة التى طالبت بمطالب سياسية غير داخلية , و مطالب ليس لها اى علاقة بالوضع الداخلى السورى , و هى قطع العلاقات مع ايران و حزب الله , و عملت هذه الثورة بكل ما لديها من قوة على فبركة افلام و اجبار رهائن بالقوة على الاعتراف انهم ينتمون لحزب الله او الحرس الثورى الايرانى , و بعد ذلك تطلب الثورة من حزب الله و ايران تاييدها , و هذا المطلب الخارجى يعنى ان الثورة السورية مدعومة من اطراف خارجية معروفة للجميع و معروفة انتماءاتها , و هذه الاطراف الخارجية المشى وراها دائما كان يودينا نحن العرب فى ستين داهية , و ينقلنا من حال الى ما هو اسوء منه , فمن يريد اقناعنا ان الثورة غير معروف خيرها من شرها نجيبه بان الاعمى يعرف ان الذين يقفون وراء الثورة السورية لم يفعلوا خيرا فى حياتهم للامة العربية , و كل همهم هو اسرائيل , و مصلحتها فى المنطقة .
من مميزات الثورة السورية عن غيرها من الثورات العربية , الترحيب بالسفير الامريكى و الفرنسى , و هذا مرفوض فى كل الثورات العربية بل العالمية المحترمة .
و مترحش بعيد , قبل يومين فقط استقبل الشعب المصرى كلنتون بالبندورة المعفنة , بينما استقبلها الرئيس المصرى مرشح الاخوان و مازحها و لاطفها و اتفق معها و خرجت من عنده راضية .
فالشعب العربى و من ضمنهم السورى لن يستقبل الامريكيين الا كما فعل الشعب المصرى , بينما الذين مثلوا انهم الثوار و استقبلوا السفير الامريكى و الفرنسى فهم لا يمثلون الشعب السورى .
و اخيرا
الثورة السورية طالبت و تطالب و تضغط من اجل تدخل قوات عسكرية اجنبية فى بلادها , بينما البحرين و مصر و اليمن فالثورة تطالب بوقف التدخل الخارجى فى بلادهم و خصوصا العسكرى .
الثورة السورية ثورة دكتاتورية , ترفض اى خلاف معها فى الراى , حتى المعارضين السوريين الذين يؤيدون الثورة و لكنهم يطالبون ان تكون سلمية فقط غير مسلحة على نمط المصرية , اعتبرتهم هذه الثورة خون و عملاء و هذا لم نشهده فى بقية الثورات .
و اخيرا
الثورة السورية قادتها فى فنادق قطر و اسطنبول و فرنسا و لندن
بينما الناس تدفع دماء فى الشارع السورى
و اذا سقط النظام , سياتى هؤلاء من فنادقهم لتسلم الحكم و سيطبقون حكما دكتاتوريا .
ما ارفضه هو ان يدفع الشعب السورى من اى طرف كان , دما و مالا و انفسا و اولادا و امانا
من اجل اسقاط نظام فاسد ليحل محله نظام فاسد ايضا , يعنى لم يغير شيئا
و اتعجب من الذى يقول باننا عرفنا ان النظام الحالى فاسد , و لا مانع من تجربة نظام اخر مجهول ممكن يكون صالح او فاسد , و يتكلم كان الشعب السورى يدفع نتيجة تجربته بيض و بندورة , و ليس دما و انفسا و امانا و عرضا .
|