(f)

يسلم خاشمك يا أمان

ما تقوليه هنا وما قاله الجميع هنا صحيح

وربما لدي شيء بسيط أضيفه

وهو أن الشعائر الدينية اعتبرت في الإسلام جزء من الهوية الإسلامية
التي يقوم عليها هذا الدين الحنيف
ولأن الإسلام يقسم العالم إلى مسلمين وكفار
فإن من يقوم بالشعائر
هو المسلم الذي يذود عن دينه
والدين أيضاً هنا هو جنسية
ومن يخرج عنها هو كالخائن الذي يتعامل مع الأعداء ويستحق القتل
( آية الرجم )

لن أخوض في النصوص المقدسة
لكن المشرع والذي مثل في الإسلام الخليفة
أو رؤساء الدول الإسلامية متحدة مع سلطة الإفتاء
قد اعتبروا المسلمين رعايا مواطنين بينما الذميين أجانب
وإن اعتلى هؤلاء بعض المناصب الحساسة فذلك للحاجة إليهم لا لحقوق المواطنة التي يتمتعون بها
وبالتالي لم تقبل ولاية غير المسلم على المسلمين، كما لم يشارك الذميون القدماء في الحرب لنقص في ولائهم لأنهم وببساطة لا يقيمون ذات الشعائر وإن اتجهوا إلى السماء ذاتها

إذا الشعائر والإجبار عليها
هي كالوقوف في تحية العلم لدى أغلب الدول الحديثة
إذ تنطلق من المضمون ذاته وهي الغيرية على الدين الذي يشكل جنسية

وأظن أن فصل الدين عن الدولة يشكل في الإسلام معضلة كبرى لهذا السبب بالذات

فكيف للمسلم والذي يشكل هذا الدين إليه دنيا وآخرة قومية وجنسية
أن يفصل بين حقوقه السياسية وواجباته وتلك التي أنزلها الله في كتابه العزيز

الإلزم إذاً هو غيرية وطنية
وعبارة
جاك الموت يا تارك الصلاة
هي الموت للخائن

أما عن رأي أنا جرمانيوس الفقير

فهو في تفكيك الخلط الكبير بين الحداثة وما يأتي به السلاطين

والرؤساء لدينا سلاطين بالمجمل
هؤلاء
يهتمون لنشر الإسلام المتضمن الشعائر التي تشغل بال معظم المسلمين
أكثر من نشر العدل
لأن الإسلام بهذا المفهوم يأتي لهم بالسلطان أما العدل وحقوق الإنسان
فهي تهدد عروشهم المتوارثة
وذاك الحق الإلهي الدستوري الذي منح لهم أو منحوه لأنفسهم بالجزمة الميري

الحداثة والنهضة في شرعة حقوق الإنسان تتطور باستمرار
وهي تشكل وصمة عار للدول الإسلامية

الشعائر جزء من منظومة يراد بها الخنوع والقمع
وليست حقاً إلهياً كما يظن البعض
هي كالبصمة التي تؤذن بالرضوخ إلى القائد
الذي هو حبيب الله لأنه رئيس مؤمن
يقيم الشعائر
وتترقبه أجهزة التلفزة لتنشر صوره وهو يتضرع إلى الله
بان ينصر أمة الإسلام على مناوئيها
وأن يقدر بهمة أبنائه التقاة
من دحر العدو هذا العدو موجود في أي صورة، وكلما عطس صيني في شانغهاي
كان المقصود فيها الإساءة للإسلام ووجب تجنيد المؤمنين للذود عن هذا الخطر الرهيب واستنفار العصبيات وإلهاء العامة بها
ولن يهم عموم المسلمين بعد ذلك لو أن مساجين الرأي أو المعارضين يرزحون في غياهب السجون

نعود إلى الشعائر فهي تسمع في كل خطبة مسجد
في كل يوم
وفي كل ساعة
هذا هو الموروث البلاغي
والخطاب الديني السياسي
فكيف إذا بأن نفصل بينهما ؟

أرى أن دود الخل موجود فيه

والاسلام اختلط وخلال تاريخه الطويل بآلاف الشوائب التي خرجت من عباءة السلطة وواجب جماعي تنقيتها
هذا إذا أريد لهذا الدين الحنيف أن يستمر ويدخل القرن 22
والموضوع يحتاج إلى جرأة وموضوعة ولحظة صدق مع الذات الجمعية

أطلتم عمراً

جرمانيوس

والأجر على الله

(f)