الحر
عضو رائد
    
المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
|
الحركات اليهودية الايرانية المتطرفة
من المعلوم ان اوقات الازمات تولد حركات وافكارا راديكالية متطرفة . ومن المعلوم ايضا ان التحول الجماعي لليهود الى الاسلام,شكل ازمة بالنسبة للمجتمعات اليهودية في كل مكان . في ايران التفت واحدة من هذه الحركات التي برزت في اربعينيات القرن السابع الميلادي حول شخص يدعى ابوعيسى الاصفهاني , الذي كان اتباعه يعتقدون بانه المسيح الموعود . كان انصار هذه الحركة نباتيين - ربما بتاثير من المانوية التي كانت منتشرة في ذلك الحين - وكانت طريقتهم تتصف باظهار الحزن والحداد , ظاهريا على فقدانهم الهيكل في اورشليم , لكن هذه السمة تبدو بانها متاثرة بعادات الاسلام الشيعي , الذي كان حركة سرية شعبية في تلك المرحلة من التاريخ . بلغ عدد انصار طائفة ابوعيسى في ذروة نشاطها ما يزيد عن عشرة آلاف شخص , واستمرت سبعة قرون على اقل تقدير .
في نفي الوقت والمكان تقريبا برزت حركة يهودية ايرانية اخرى , عرفت بحركة القرائين Karaites وهي حركة معارضة لسلطة الحاخامات . رفض القرائيون التشريعات التلمودية وايدوا تطبيق التشريعات الموجودة في التوراة فقط . ( نفس موقف حركة القرآنيين الاسلامية المعاصرة ) . وتبنوا ايضا موقفا حداديا مشابها لموقف المسلمين الشيعة , حيث حرموا الاحتفال بيوم السبت , والاعياد اليهودية السعيدة الاخرى . وكان القرائيون يؤدون فريضة الصوم كما يصوم المسلمون شهر رمضان .
اما بالنسبة للجانب الفكري , فقد تبنى القرائيون فلسفة عقلية مشابهة لفلسفة المعتزلة . وقد لعبت هذه الفلسفة دورا في تحول حكام الخزر الاتراك شمال منطقة قزوين الى اليهودية في منتصف القرن الثامن الميلادي .
بعد بضعة عقود , في ثلاثينات القرن التاسع الميلادي , قاد يهودي ايراني يدعى ابوعمران طائفة رفضت الاعتقاد بفكرة التجسد ( وهي فكرة ايرانية في المقام الاول , وليست يهودية ) . وكان اتباعه يسمونه موسى الايراني .
في مدينة بلخ التي تقع شمال افغانستان حاليا وتسمى ( مزار شريف ) , كتب باحث يهودي يدعى حيوي Hiwi اول تفسير للتوراة من وجهة نظر ادبية نقدية . ورغم ان عمله هذا ضاع ( او اتلف ) , الا ان انتقاداته المائتين وصلت الينا من خلال تفنيدات الحاخام Saadia Gaon من القرن العاشر الميلادي .
بحلول القرن العاشر , انتقل مركز التعليم اليهودي من مدينة بابل الى الاندلس , ورغم ذلك استمرت الشخصيات الخلاصية بالظهور في المجتمعات اليهودية الايرانية حتى القرن الثاني عشر . وبدءا من العام 1121 , حاول شخص يمتلك شخصية جماهيرية فاتنة يدعى دافيد الروي - من الواضح انه كان ساحرا ماهرا - جمع جيش يهودي لاسترداد القدس , التي كانت آنذاك في ايدي الجرمانيين المسيحيين . ومع ان الحركة لم تنجح , لكن امثولة دافيد استمرت بالهام الجماعات اليهودية اللاحقة .
المصدر :
كتاب : الروحانية في ارض النبلاء كيف اثرت ايران في اديان العالم
الكاتب : ريتشارد فولتز
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-02-2008, 02:55 PM بواسطة الحر.)
|
|
01-02-2008, 02:54 PM |
|