My Name Is Khan
الفلم إنتاج هندي ( بوليوود Bollywood) عام 2010 م. اشترت شركة فوكس حقوق الفيلم بمليار روبية هندي ، و بالتالي هو ثاني أغلى فلم هندي بعد فيلم (Blue ) الذي أنتج عام 2009 .
المخرج : كاران جوهر . Karan Johar
بطولة :
شاهروك خان في دور ريزفان خان . Shahrukh Khan
كاجول في دور مانديرا خان . Kajol
زارينا وهاب في دور رازيا خان ( والدة ريزفان خان )
جيمي شيرجيل في دور زاكير خان .
سونيا جيهان في دور حسينه خان .
كريستوفر دينكان في دور باراك اوباما .
شاهدت الفيلم مرتين و انفعلت بأحداثه ، رغم هذا ترددت في إختيار فيلم My Name is Khan"" لمخرجه كاران جوهار كفيلم ذي قيمة فنية و إنسانية عالية ، فهو يظل يحمل خصائص الميلودراما الهندية . الفلم يوفر مساحة كبيرة من القصص الإنسانية والدراما والميلودراما والغناء الهندي والحالات النفسية و الحب و التحولات والمفاجآت غير المتوقعة ، كل هذا يحتشد به هذا الفيلم ، مما يفقده التركيز على قضية أساسية واحدة . رغم هذا فلست معنيا بتطبيق قواعد الدراما الصارمة على هذا الفيلم ، ففي رضوان خان أجد رفيقا جميلآ و فعالآ في الدفاع عن القيم الإنسانية و، لهذا سأتسامح معه بقدر ما يمكن أن يعني التسامح .
نجاح هذا الفيلم يعني أن الأصولية لم تلوث أرواح المسلمين و أننا لم نخسر المعركة بعد ، يبقى أن تأثير الفيلم الطاغي على كل من شاهده يحيله إلى ظاهرة أو حالة لا يمكن التعالي عليها ، فالفيلم يحقق أعلى إيراد في تاريخ السينما الهندية خارج الحدود . من الصعب أن يخلق فيلما حالة ، و الأصعب أن تصب في صالح القيم الإنسانية العليا ، و أن تحقق رغم سموها هذا القدر من الشمولية و الإستمرار . هذا الفيلمُ الهندي لا يمكن أن ينسى ، و لا يمكن أن تضيع رسالته السامية .
قرأت لأحد النقاد أنه لما رأى الفيلمَ صديقه المهندس الأمريكي ، هاتفه أول ما خرج من السينما وقال: «لقد صوّر هذا الفيلمُ وكأن الإسلامَ حلٌ للإنسانية..» فلما أجابه : «وهل صدقتَ ذلك؟».. فردّ: «أستطيع أن أقول لك أني تأثرت كثيرا».هذا أكثر ما يستطيع أن يفعله فيلم سينمائي لقضية تعصف بها الرياح كقضية المسلمين في عالم اليوم .
يبدأ الفيلم بظهور الشخصية الرئيسية ريزفان خان بأحد المطارات الأمريكية , و هو يهم بالسفر من ولاية أمريكية لأخرى ، و لكن وهو فى صالة الانتظار يمنعه أمن المطار من اللحاق برحلته و يصطحبوه لتفتيشه بتعسف و بقدر من المهانة ( هذا ما حدث لبطل الفيلم شاهروك خان بالفعل ) . لم يكن قد تسنى لنا بعد رؤية وجه خان عن قرب , و لكن نكتشف فى لحظات أنه لم يكن حاملا لاى ممنوعات و أن طائرته قد أقلعت دون أن يستطيع اللحاق بها . و يبدو أن سلوك خان الغريب بسبب مرضه النفسي ، أيضا بالاضافة لاسمه الذى يشير الى أنه من مسلمى الهند قد أدى بالسلطات الأمريكية الى الاشتباه فيه ، خاصة أن أحداث الفيلم تدور فى الفترة ما قبل و بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة . يسأل موظف الأمن قبل اطلاق سراح خان مباشرة عن سبب سفره للعاصمة دى سى , فيخبره خان ببساطة أن ذاهب لزيارة الرئيس الامريكى , يسخر منه الضابط و يسأله بتهكم عن سبب الزيارة ، فيقول له أن سيذهب ليبغ الرئيس الامريكى بأن اسمه خان و أنه ليس إرهابيا . هنا سنكتشف أن جملة "My Name is Khan and I am not a terrorist" هى مفتاح الفيلم ، و أن سرد ثلثى أحداث الفيلم بطريقة الفلاش جاء خصيصا لتفسير هذه الجملة .
الفلاش باك يبدأ برضوان خان طفلا هنديا من الأقلية المسلمة ( 15% من السكان ) ، وهو يعانى منذ طفولته من نوع مركب من متلازمة التوحد يسمى بمتلازمة " أسبرزر Asperser's syndrome" ، والمصابون بهذا النوع يأخذون الكلمات بمعانيها المباشرة، ولا يعرفون ولا يستطيعون إدراك الاستعارة والرمز أبداً، لو قلتَ لأحدهم: " أموت فيك" مثلا، فهو سيرتعب لأنه سيعتقد حتما أنك ستقتل نفسك حرفيا من أجل حبه، ولا يمكنهم أيضا أن يكذبوا، ولا يتقبّلون الكذب ، وتلمع عندهم مظاهرُ قدراتٍ ذهنية فذة، وتغيب عنهم القدرة البسيطة على التواصل الاجتماعي الطبيعي . وهكذا كان رضوان خان ؛ طفل موهوب و متفوق في الدراسة ويعيش مع أمه وشقيقه ذاكير، ولما سمع في صباه أثناء القتال الشرس الذي دار في شوارع بمباي في الثمانينيات بين الهندوس والمسلمين، جماعة من المسلمين يتوعدون ويسبون الهندوس ويتحالفون على قتلهم ونسائهم وأطفالهم كما فعلوا معهم، سمعت والدتُه ما يردده من كلام، رسمت له شخصين على ورقة: شخص يحمل سيفاً ليقتله، وشخصٌ يحمل حلوى ليهديه، وقالت له:»من تحب من الشخصين؟» فاختار صاحب الحلوى، «ومن تكره؟» سألته، رد عليها: «حاملُ السيف».. فقالت له أمه بعد أن ركزت في الحديث كي يحفره في ذكرته التي لا تنسى شيئا: «لو كان صاحبُ السيفِ مسلماً لكان شريراً أمامك، ولو كان صاحب الحلوى هندوكيا فهو طيب أمامك، والعكس صحيح، هناك نوعان فقط من البشر يا بني: الطيبون والأشرار، من كل فصيلة من كل نوع هناك دوما هذان النوعان..».
وعندما يكبر الولدان يقرر ( ذاكير ) الهجرة الى الولايات المتحدة – ولاية سان فرانسيسكو حيث يستقر هناك و يعمل ويتزوج ، و عندما تموت والدته مايلبث أن يدعو شقيقه رضوان خان للمجيئ الى الولايات المتحدة والعيش فيها . في الولايات المتحدة يكتشف رضوان عالما ساحرا متحضرا عجيبا كل شيء فيه مختلف عما درج عليه في حياته الفقيرة ، وسرعان ماينضم الى شقيقه في تروبج وبيع مستحضرات التجميل ليكون ذلك العمل سببا في تعرفه على (كوافيرة) شابة هي مانديرا ( الممثلة كاجول) . بالرغم من إعاقة رضوان وصعوبات النطق والحركة وطريقة المشي إلا أنه ينجح في اكتساب محبة مانديرا وموافقتها على الزواج منه وهي المطلقة ولديها طفل من زواج سابق ، ورغم معارضة أخيه هذا الزواج بحجة أنه لا يجوز لمسلم الزواج من هندوسية يتحقق الزواج بالفعل . يستمر رضوان على التزامه الديني المعتاد كونه مسلما وتستمر مانديرا في حياتها وطقوسها الهندوسية ، ولكن مانديرا تقرر أن تحمل اسم (خان) اسما عائليا لها ولأبنها اعتزازا بالأسم العائلي للزوج .
الأحداث حتى ما بعد زواج خان و مانديرا بقليل أى نصف الفيلم مثلا تجعل من الفيلم فيلما رومانسيا اجتماعيا , إلى أن تقع أحداث 11سبتمبر و تنقلب موازين حياتهم , فتتعرض زوجة زاكير خان للاضطهاد فى الجامعة بسبب حجابها . هناك أيضا جار رضوان خان الصحافي الأمريكي الذي تربطه به علاقة جوار عائلية هو ومانديرا ، و يتزامل سمير مع ابنهم الذي في نفس سنه ونفس المدرسة . يذهب هذا الصحافي الى افغانستان ليقتل هناك ، بالتالي يرفض ابنه صديقه الطفل سمير لأنه يحمل اسما مسلمآ . يتعرض خان و زوجته للنبذ من جيرانهم و تتصاعد الاحداث بشدة و تقع المأساة عندما يفقد ابن مانديرا الوحيد من زوجها الأول حياته فى شجار لأسباب طائفية و عرقية نتيجة لحمله لاسم زوج امه المسلم " خان " ، و تشعر مانديرا بمسؤوليتها عن الحادث فهى التى تزوجت من مسلم , و لما انتابتها نوبة غضب على فقدانها لابنها طردت خان من حياتها و فى لحظة غضبها قالت له ألا يعد إلى حياتها مرة أخرى إلا عندما يعلن لكل مواطن أمريكى بأنه ليس ارهابيا ، بل عليه أن يخبر الرئيس الأمريكى نفسه بأنه ليس إرهابيا .
لم يستوعب خان ما كانت تعنيه زوجته و تصور بالفعل بأن زوجته ستعود إليه إذا قابل الرئيس الأمريكى و قال له
أنا اسمى خان , و أنا لست ارهابيا) , من هنا يكون سرد الأحداث بالفلاش باك قد انتهى ، و يبدأ الفيلم فى السرد التقليدى مصورا رحلة خان الشاقة للوصول الى الرئيس الامريكى. يترك رضوان تلك الولاية الأمريكية هائما على وجهه ، و هكذا يرتحل ما بين الولايات سيرا على الأقدام و على ظهر عربات النقل ويصل الى فرجينيا حيث يتعرف على (ماما جيني ) وهي أم لأسرة من السود ويكتشف أن رب الأسرة وهو جندي قد قتل في العراق ويخبرهم أنه أيضا فقد ابنه سمير . يغادر خان المكان ويلتقي في الجامع بإمام متطرف ولكنه يرفض السكوت عليه فيتصل بالشرطة لأبلاغهم أن المسلمين ليسوا إرهابيين وأن هذا الأمام لايمثلهم حيث يلقى القبض عليه . يشاهد خان على شاشة التلفاز أخبار الإعصار المدمر الذي ضرب ولاية فرجينيا فيتذكر تلك العائلة الطيبة ويقرر المخاطرة بحياته والسفر اليها ، حيث يجد الولاية وهي غارقة في المياه والعواصف لاتتوقف . يجد خان ماما جيني التي أحبها وأحبته وتعاطف معها لفقد ابنها في حرب العراق ، يجدها وينضم إلى النازحين من جراء الأعصار ، ويتحول رضوان خان الى قضية رأي عام وكيف تم اعتقاله من طرف السلطات وتعذيبه في وقت وجد التسجيل بصوته وهو يتصل بالسلطات للأبلاغ عن شيخ جامع وهابي متطرف ، وإذا به يظهر على شاشات التلفاز ، وهو ينقل المؤن ويساعد النازحين في داخل الكنيسة في جورجيا ، وتنتقل كاميرات التلفزة الى هناك ويسافر شقيقه هو الأخر هو وزوجته ملتحقا برضوان لمساعدة المتضررين ، وتشاهد مانديرا كل ذلك على الشاشات ، وتقرر اللحاق بهم لمساعدة المنكوبين ، لكن متطرفا يهجم على رضوان وهو في وسط الحشد ووسط العاصفة ويطعنه لينقل الى المستشفى ، ثم ليخرج من تلك الأزمة معافى وليصرخ مجددا ( انا اسمي خان وانا لست ارهابيا ) . في هذه الأثناء نجد الرئيس الجديد "باراك أوباما " في زيارة للولاية ويسمع بقصة رضوان خان الذي صحح صورة المسلم وأيقظ الشعب الأمريكي ، فيدعوه الرئيس ليقف الى جانبه ، يقول له الرئيس أوباما كما يقول للرأي العام من على منصة الرئاسة ووسط ألوف من الناس : ("Your name is Khan and you are not a terrorist".
( اسمك خان و انت لست إرهابيا ). و هكذا أصبح هذا الشاب الهندى المتوحد بطلا و رمزا للسلام و التعايش .
اضغط هنا للفيديو
يتبع .