(08-21-2010, 04:12 AM)بهجت كتب: (08-19-2010, 06:01 AM)ابن نجد كتب: ................
لدي سؤال بسيط :
من الذي خذل الجابري وابو زيد وبدوي وتشومسكي ، الخ ؛ هل هي الثقافة ام السياسة ؟
من الذي ابتكر التعذيب والسجون بعصرنا العربي المتأخر وزج بها كل اصناف التيارات والمعارضين هل هم الايديولوجيون ام السياسيون ؟
من الذي ابتكر ركوب الموجات واستغلال الافكار والاديان للوصول للحكم اليسو السياسيون ؟
لدي يقين شبه قطعي ان السياسي هو المسؤول الأول عن تخلف الاقتصاد والثقافة والفكر والصناعة والتنمية وانه راس الثعبان التي تعلم الآخرين احتذاءها كشرط وحيد وحصري للبحث عن رائحة أمل .
* مثال : ماذا كان يلقب جمال عبدالناصر قبل ان ينخرط عمليا بالسياسة ؟ 
الم يكن اخوانيا متطرفا حتى بلقبه الشهير بـ " اسد الفلوجة "
؟
طيب سؤال آخر :
من هي الفئات التي تنفذ مشاريع الغرب ببلادنا منذ سقوط الخلافة العثمانية ؟
التاريخ طويل ومعقد لكنه يرد على هذه الاطروحات المتكررة بكل سهولة ، وان كانت الاديان ذات دور وآخر بالتخلف فان المحرك والمتحكم بهذا الدور هو السياسي نفسه ، والذي يعتبر الدين اداة مهمة باي وقت لاستغلالها ، وانه رصيد مؤجل وكنز لازماته ، وشماعه لاسقاطاته ، وحصان لدعاياته وايمانه .
الدين مثله مثل اي ثقافة اجتماعية يمكن تطويره ويمكن بعثرته ويمكن استغلاله فهو وسيلة لهدف ، فلنفتش عن هدف السياسي هنا قبل ان نفتري ونفتل عضلاتنا ونتكالب على المجتمع ودينه كموضة ومشروع وحيد للكتابة .
ان تطوير العادات والدين والافكار هي هدف عامة الناس اما المطالبة باسقاط الاديان فقد عجز عنه امهر السياسيين وعتاة الديكتاتورية ، مع ان حذف الاديان بغمضة عين لن يحل المشاكل الاقتصادية والتنموية لان العلة تكمن بمكان آخر يعرفه الروس اكثر من سواهم .
....................
الزميل المحترم ابن نجد .
يا صديقي .. سمك .. لبن ..تمر هندي .
مزيج من هذا كله لن يصنع فكرا متماسكا .
أشعر بتعب من متابعة مداخلتك ، فمن الواضح ان رسالة هذا الشريط لم تصلك حتى ترفضها أو تقبلها ، ولو جاز لي أن أعيد تدقيق مداخلنك في نقاط محددة لكانت .
1- أنت ترفض أن تكون هناك مشكلة ثقافية ،و أن مشاكل المنطقة نتيجة الساسة .
2- أنت ترى أن جمال عبد الناصر كان إخوانيا متطرفا ،و لهذا اسموه أسد الفلوجة !.
3- أنت ترى ان الدين وسيلة لهدف و يمكن تطويره .
4- أنت تتهمنا بأننا نفتل عضلاتنا ونفتل عضلاتنا ونتكالب على المجتمع ودينه كموضة ومشروع وحيد للكتابة.
5- ترى أن تطوير العادات والدين والافكار هي هدف عامة الناس .
6- تعتقد أن هناك من يريد اسقاط الدين ،و أن امهر السياسيين وعتاة الديكتاتورية حاولوا ذلك و فشلوا .
7- ترى ان حذف الاديان بغمضة عين لن يحل المشاكل الاقتصادية والتنموية ، و ان المشكلة تكمن بمكان يعرفه " الروس" اكثر من سواهم!.
المشكلة الثقافية . أعتقد أن هناك سوء فهم للمقصود بالثقافة ،و بالتالي تنكر ان هناك مشكلة ثقافية ملحة . في عام 1952 كان هناك أكثر من 200 تعريف للثقافة حصرها الفريد كروبر و كلايد كليخوهن و كل منها يعكس نظرية مختلفة أو معايير متفاوتة لتقييم و لفهم السلوك الإنساني ، وحتى لا نغرق في التفاصيل ففي عام 2002 وصفت هيئة اليونسكو الثقافة بأنها حزمة واضحة من السمات الروحية و المادية و الفكرية و العاطفية للمجتمع أو للجماعة الإجتماعية ، وهذا يشمل بالإضافة للفن و الأدب أشياء مثل أساليب العيش المشترك و نمط الحياة ، الأنظمة القيمية ، التقاليد و المعتقدات .وعموما يمكن أن نعرف الثقافة بأنها نمط الحياة للمجتمع ككل ، و بهذا هي تشمل قواعد السلوك ، الملابس ، اللغة ، الدين ، الصيغ الكلامية ، أنظمة المعتقدات .. الخ . بينما تركز معظم التعريفات على المنتج النهائي الذي تحققه ثقافة ما مثل القيم ونوعية الحياة و الرموز و المنتجات و الفنون ، فإن دراسة الثقافة تهتم أيضا بالبحث عن الآلية التي تنتج هذه المنتجات و الموارد التي تم استخدامها لذلك . هناك عالم هو يوكول كيم يعرف الثقافة كونها " الإستخدام الكلي للموارد الطبيعية و البشرية من أجل تحقيق أهداف بعينها ، و بالتالي فالتنوع في الثقافات ينتج عندما يبحث الناس عن أهداف مختلفة ، بإستخدام أساليب مختلفة أو موارد مادية و بشرية مختلفة ، و على النقيض فالتشابه الثقافي ينتج عندما تسعى المجتمعات إلى نفس الأهداف مستخدمة ذات الوسائل و الموارد المادية و البشرية . هكذا فإن الثقافات تختلف في إهتماماتها أكثر من نوعيتها ، فكل ثقافة تقوم بتطوير و تهذيب مجموعة من الموارد البشرية و الطبيعية التي تلائم أفراد المجتمع ، و تركز المعتقدات على كيفية تحقيق النتائج و المعاني و القيم المضافة لمنتج و الأساليب و الموارد المتاحة من أجل الحصول على نواتج إيجابية و تفادي المنتجات الضارة .
المكونات الأساسية للثقافة .
كي نفهم الثقافة بشكل مبسط يمكن أن نراها مكونة من أربع عناصر رئيسية تنتقل من جيل لآخر عن طريق التعليم وهي : القيم و المعايير و المؤسسات و المصنوعات الفنية .
1- القيم values:تتكون من الأفكار حول الأشياء الهامة في الحياة ، وهي تقود باقي عناصر الثقافة .
2- المعايير norms: توضح ما هو متوقع من سلوك الناس في المواقف المختلفة ،و لكل ثقافة طريقتها في فرض معايرها عن طريق المحظورات و العقوبات ، و تختلف العقوبة حسب أهمية المعايير ، أما المعاير التي يفرضها المجتمع بشكل رسمي فتكون هي القوانين .
3- المؤسسات institutionsهى : هي المنشآت المجتمعية التي تنتقل خلالها القيم و المعاير .
4- المصنوعات artifacts: وهي الأشياء المادية الحضارية المستمدة من القيم و المعاير الحضارية .
بشكل عام يركز علماء الآثار ,archaeologistsعلى الثقافة المادية بينما يركز علماء الأنثروبولوجيا الثقافية cultural anthropologists على الثقافة الرمزية ، بالرغم من هذا التنوع فكلا الفرعين يركزان على العلاقة بينهما ، علاوة على ذلك فعلماء الأنثروبولوجيا لا يركزون فقط على استهلاك البضائع بل على الآليات العامة التي تنتجها ، كذلك على العلاقات الإجتماعية و الممارسات التي تتجسد خلالها تلك الأشياء و العمليات .
الثقافة هنا هي بمعناها الواسع ، أي الأطر و القياسات و المعتقدات التي يفكر بها الناس و نظرتهم للكون و للعالم .
الفكرية المحورية التي أتبناها في كل كتاباتي تقريبا هي أن المشكلة الأساسية التي نعاني منها ،و التي انبثق عنها مختلف صور التأزمات الأخرى هي التخلف الثقافي ، هذه الفكرة سبق أن أثرتها في أكثر من شريط منها " صدمة الحداثة " ، و " زمن المثقف الأخير" و " غيبوبة المثقفين الجدد" . في هذا الشريط اعود إلى مشكلة التخلف الثقافي تحديدا ،و أضع عناصر هذا التخلف و أدرس الثقافة الإسلامية السائدة كحالة تطبيقية"case Study" عن مدى تغلغل تلك العناصر في ثقافة ما حتى تدمرها تدميرا .
إني غير معني بنقد العقيدة الإسلامية و تحليلها و إطلاق أحكام دينية ، هذا كله خارج دائرة اهتمامي و حتى رغبتي ، و لكني مهتم فقط بنقد النموذج الأصولي الوهابي السائد ، ليس كعقيدة و لكن كحالة ثقافية مرضية و عملية تخريب مدبر للوعي ، و لأن الأمر جد خطير فلن توجد موائمات أو تردد في كشف الخلل و المطالبة بعلاجه .
أنت تعيش ككثيرين من الشباب المسلمين تحت تأثير الفكر الوهابي و بالتالي تتشرب وهم المؤامرة التي تستهدف تدمير الإسلام . هذه " الهستيريا " التي يغرقون بها المنطقة مقصودة لذاتها لأنها أداة القوى الأصولية و الجهادية من أجل السيطرة على الجماهير التي يجري تغيبيها و تجيشها تحت وهم الدفاع عن الإسلام . لا أحد عاقل يطالب بالغاء الإسلام أو أي دين آخر ، ما نطالب به هو ما حدث في كل المجتمعات المتحضرة في العالم " فصل الدولة عن الدين " .
لست أدري كيف وصلت إلى نتيجة أن تطوير العادات والدين والافكار هي هدف عامة الناس ، أين يحدث هذا ، ألا تلاحظ حقا أن ما يحدث في كثير من أقطار العالم العربي هو إنتكاسة حتى على القدر الضئيل الذي أمكن تحقيقه من التطور و الحداثة ،و ألا تدرك حقا أن السعودية هي التي تقود الحركة الظلامية في المنطقة و تغذيها بالمال و الأفكار و أيضا بفتاوى القتل . إننا نحن الذين نتصدى لآليات التظليم و استلاب الوعي بجهودنا الفردية ،و لكننا في النهاية نمثل نضال الإنسان العربي من أجل الحرية و العلم و الإستنارة و في هذا عزاء لنا .
ما دخل جمال عبد الناصر في هذا الحوار الثقافي ، لست معنيا بالدفاع عنه أو غيره عندما يتعلق الأمر بعملية تنوير تاريخية ندعوا إليها و نبذل غاية جهودنا من أجلها .
فليكن عبد الناصر إخواني او شيوعي هذا جزء من التاريخ ،و لكن هذا الشريط مخصص للمستقبل .
انا لن ادافع عن النظام في السعودية ولست مهووسا بالدفاع عن الانظمة ولا عن التيارات التي تتقرب لتلك الانظمة بدعوى صحة الموقف الحضاري او الفكري او كلاهما ، لكن الحوار حول نزعة كل دولة لنشر ايديولوجيتها كثير بالنادي وخارج النادي .
لو كنت تتابع مايحدث بالسعودية سترى عيانا بيانا ان النظام السعودي يودعك السجن فورا لو تبرعت لجهة غير رسمية ولن تخرج من السجن بسهولة؛
فذريعة " الارهاب " اصبحت سيف دولي وبطاقة تأييد لاي نظام لزج "أي مشبوه" بالسجن ، وفتاوي القتل لم تصل عندنا لقتل فعلي لكاتب او مفكر حتى الآن وان كنت تملك حالة فاذكرها لو سمحت .
ربما انت تقصد الفتاوي الطائفية وهي ليست محصورة بالسعودية ففتاوي القتل الطائفي منتشرة تاريخيا وفقهيا حتى الان و لمن يريد ان يعرفها ومع ذلك توقفت ومنعت وتم التحكم بها بالسعودية .
لا اعرف لماذا تطلق حكم شامل ومطلق ونهائي على كون السعودية تقود الظلامية وعلى اي اساس واي دراسة او اي مرتكز يعتد به .
هناك من يتهم السعودية بنشر التهتك والرقص ودعم الفن من خلال مئات القنوات التي تقدم الفنون .
هناك من يتهم السعودية بتنفيذ مشاريع تمكين المرأة بكل قسوة وعشوائية .
هناك من يتهم السعودية بتبذير اموال وميزانيات على الكرة ومشاريع الرياضة .
هناك من يتهم السعودية بمد يدها للانظمة العلمانية كـ ( زيارات الامير نايف الطويلة والكثيرة لتونس) وتقريبه لوزراء داخلية مصر السابقين ، وبرلمانات شمال اوروبية ( زيارات رؤساء الشورى المتكررة ) .
هناك من يتهم السعودية بتغريب عدد هائل من الجيل الجديد من خلال برنامج البعثات الضخم .
هناك من يتهم السعودية بمنع الجهاد واغلاق الحدود وملاحقة عناصر الجهاد بشكل صارم .
اضف اليها تهمتك وحكمك المتكرر والذي تمزجه بكل موضوع تطرحه كامتياز مخصص للسعودية وسنكون بذلك امام معضلة كبرى .
ولا ادري هل تدهور التعليم باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية؟
وهل تخلف الصناعة وضمور المشاريع التنموية باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية الناشئة حديثا مقارنة بدول عمرها الاف السنين الحضارية ؟
وهل تدهور الديموقراطية ونشوء ورثة سياسيين جدد في دول تتظاهر بالوعي السياسي سببه نشاط السعودية الظلامي ؟
وهل تفوق اسرائيل ( اشهر دولة نصية دينية ) سببه فتاوي القتل الصهيوينة والقتل الفعلي المستمر ام سببه تفوق رجال السياسة الصهاينة ؟
واعتذر لك عن طرح نقاط بعيدة عن موضوعك نوعا ما ولكن الحوار ذو شجون !
تحياتي .