{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 3.4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التخلف المقدس
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #41
RE: التخلف المقدس
(08-25-2010, 07:33 PM)لواء الدعوة كتب:  ............
ولذلك الحل لمشاكل المسلمين وتخليصهم من براثن الرجعية والتخلف ، وإنتشالهم من أوحال الضياع الذي يعيشون فيه وإرجاع عهد العزة والمنعة لهم ولأمتهم يكمن في إعادة الفهم للدين الإسلامي وتراثه وفقهه ولا سبيل غير هذا السبيل ، لأن لكل أمة مقومات نهوضوية تختلف عن غيرها ، فقد نتفق في بعض الخطوط العريضة ولكننا لن نتفق على التفاصيل وطريقة التطبيق وغيرها .

فإن كانت الطريقة الديمقراطية سبيل ناجح للتغيير في الغرب ، فإن مثل هذه الطريقة ستكون من أفشل الطرق لو جربناها في مناطق لا تؤمن بالديمقراطية مثل الأنظمة العربية الشمولية .

...................
ولنا عودة إذا تسير لنا ذلك .
الزميل لواء الدعوة .
أولآ ..هناك ملاحظة شكلية آمل مراعاتها مستقبلآ .. هذا الشريط له صاحب ،ولو أردت المشاركة فيه عليك أن تخاطب صاحبه بمشاركتك هذه هي أخلاق الحوار ، غير ذلك سيكون نوعا من التطفل يعطينا الحق في تجاهل صاحبه .
ما تكرره هنا هو حالة تطبيقية لما أثرته – بهجت - من خصائص التخلف الثقافي وهو (التهوس بالماضي و الإستغراق فيه) . الإنسان الطبيعي يضع عينه في وجهه ، أما من يضع عينه في قفاه فهو إنسان مشوه . هل سمعت عن حضارة قامت بالعودة إلى الماضي ؟، ما نعيشه الآن ليست حضارة غربية بل هي حضارة كونية معولمة لا تنتمي لأحد بذاته ، بل للبشرية كلها بما في ذلك المسلمين ، مشكلة المسلمين ليست انهم تعولموا بل أنهم رفضوا العلمانية فكانوا استثناء بين البشر كلهم و لهذا تخلفوا و يزدادون تخلفا .
أتمنى أن تقرأ الموضوع جيدآ و أن تضع ملاحظاتك عليه و ليس إعادة طرح الموضوع من وجهة نظر مخالفة من جديد .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-26-2010, 04:44 PM بواسطة بهجت.)
08-26-2010, 04:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
لواء الدعوة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 946
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #42
RE: التخلف المقدس
(08-26-2010, 04:29 PM)بهجت كتب:  
(08-25-2010, 07:33 PM)لواء الدعوة كتب:  ............
ولذلك الحل لمشاكل المسلمين وتخليصهم من براثن الرجعية والتخلف ، وإنتشالهم من أوحال الضياع الذي يعيشون فيه وإرجاع عهد العزة والمنعة لهم ولأمتهم يكمن في إعادة الفهم للدين الإسلامي وتراثه وفقهه ولا سبيل غير هذا السبيل ، لأن لكل أمة مقومات نهوضوية تختلف عن غيرها ، فقد نتفق في بعض الخطوط العريضة ولكننا لن نتفق على التفاصيل وطريقة التطبيق وغيرها .

فإن كانت الطريقة الديمقراطية سبيل ناجح للتغيير في الغرب ، فإن مثل هذه الطريقة ستكون من أفشل الطرق لو جربناها في مناطق لا تؤمن بالديمقراطية مثل الأنظمة العربية الشمولية .

...................
ولنا عودة إذا تسير لنا ذلك .
الزميل لواء الدعوة .
أولآ ..هناك ملاحظة شكلية آمل مراعاتها مستقبلآ .. هذا الشريط له صاحب ،ولو أردت المشاركة فيه عليك أن تخاطب صاحبه بمشاركتك هذه هي أخلاق الحوار ، غير ذلك سيكون نوعا من التطفل يعطينا الحق في تجاهل صاحبه .
ما تكرره هنا هو حالة تطبيقية لما أثرته – بهجت - من خصائص التخلف الثقافي وهو (التهوس بالماضي و الإستغراق فيه) . الإنسان الطبيعي يضع عينه في وجهه ، أما من يضع عينه في قفاه فهو إنسان مشوه . هل سمعت عن حضارة قامت بالعودة إلى الماضي ؟، ما نعيشه الآن ليست حضارة غربية بل هي حضارة كونية معولمة لا تنتمي لأحد بذاته ، بل للبشرية كلها بما في ذلك المسلمين ، مشكلة المسلمين ليست انهم تعولموا بل أنهم رفضوا العلمانية فكانوا استثناء بين البشر كلهم و لهذا تخلفوا و يزدادون تخلفا .
أتمنى أن تقرأ الموضوع جيدآ و أن تضع ملاحظاتك عليه و ليس إعادة طرح الموضوع من وجهة نظر مخالفة من جديد .

ما هذه الملاحظة الشكلية الفذة زميل بهجت ؟ من المعلوم عند وضعي للرد يكون الغرض منه الرد على صاحب الموضوع الأصلي وليس التطفل ، فهذا هو عرف المنتديات والنوادي التي تكثر بالمناقشات والمناظرات الفكرية والثقافية .
ورغم ذلك أتفهم ملاحظتك وأضعها في عين الإعتبار في المرات القادمة لأنك صاحب البيت ونحن الضيوف في النهاية .

بخصوص ما ذكرت ، فهذا ليس هوساً في الماضي كما تفضلت ، لأننا نريد نهضة إسلامية في كل مناحي الحياة ، نهضة تقوم على الأسس الإسلامية وتراعي الشريعة الإسلامية في قيامها لأننا نرى فيها الخير والصلاح والحضارة لنا " كمسلمين " ، وهذه النهضة لكي تتحقق فهي تلزمنا بفهم الإسلام كما فهمه أسلافنا ، فنحن هنا لا نتحدث عن إرجاع للماضي كما تفضلت وذكرت ، بل نتحدث عن فهم للإسلام كما فهمه الأسلاف في الماضي ، وفرق بين إعادة أمر ما وبين فهم أمر ما ، فأنت مثلاً تحدثت مع الزميل أرماند عن ماضي النادي الفكري وجماله ، وهذا لا يعني هوساً منك بالماضي بقدر ما تتحدث عن الحالة الحوارية والنقاشية في تلك الفترة ، ولذلك لو عادت تلك الحالة وتلك المحبة مرة أخرى فأنت لن تهتم للماضي ولأصحاب النادي القدماء .

وأنت هنا تحدثت عن أن المشكلة ليست في الإسلام وذكرت النموذج الماليزي " ولي عودة للحديث عنه " وبما أنك تحدثت وأنصفت الإسلام فمعنى هذا بأن فهم النبي صلى الله عليه وسلم
وفهم أصحاب النبي للإسلام هو معين وأساس الفهم الصحيح للدين الإسلامي وهذا ما نحن بصدد الحديث عنه ومناقشته .

فنحن إذاً نتخذ من المنطلقات والأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية في سابق الأزمان لكي تكون منطلقاً لنا من جديد لمواجهة العالم الجديد مع الإستفادة القطعية من كل التجارب البشرية جمعاء ، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها هو أحق بها .

ونقطة أخرى كذلك ، الحضارة الإسلامية تختلف عن غيرها من الحضارات ، فهي لا تركز فقط على الجانب المادي من الحضارة فهذا أمر ميسور ، ولكنها تهتم بالجانب الإنساني والجانب الروحي والجانب المعنوي والجانب الثقافي والجانب الأخلاقي ، فالإسلام كعقيدة يهتم بزرع الخلاق الحميدة وفضائل الصفات الإنسانية في نفس المسلم والنظام الإسلامي يهتم في ظاهر الفرد وظاهر المجتمع وإصلاح الظواهر ، ومتى إتفق الوزاع الداخلي للشخص مع الرقابة الظاهرية عليه فإن قد حقق حضارة بداخله عجزت عن تحقيقها حضارات كثيرة .

وأظنك لم تفهم قصدي حول المثال الذي طرحته ، سأبسط الأمر مرة أخرى بطريقة أوضح
المنطق العقلي يقول بأن الغرب وأوروبا في العصور الوسطى عاشت حالة من التخلف الديني والفكري والثقافي والحضاري بسبب تسلط الكنيسة والدين المسيحي على العقول وقمعه للعلماء وقتله إياهم ، ولذلك أي تقدم للغرب ولأوروبا عموماً لن يكون إلا بإزاحة هذه العقبة من الطريق " الكنيسة والرهبنة " لكونها العائق الأهم أمام الحضارة والتقدم والرقي الثقافي والأخلاقي والحضاري .
ولكن الدول الإسلامية عاشت أروع عصورها إنسانياً وثقافياً وفكرياً وحضارياً في ظل وجود النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية ، ودب فيها الإنحطاط والتخلف والتشرذم بعد تطبيق العلمانية المشوهة وبعد إبعاد الإسلام عن مناحي الحياة جميعها ومحاربته ومحاربة شرائعه ، فالمنطق يقول بأن إعادة هذه الحضارة يكون بإعادة الإسلام لمكانه الطبيعي في الريادة والسيادة .

فالدين المسيحي ظلم وظلام لو طبق واقعاً كنظام حكم ، والدين الإسلامي نور وإنسانية لو طبق واقعاً كنظام حكم من خلال المثال السابق .

المسلمين يرفضون العلمانية لأنها تقوم على إبعاد الدين الإسلامي والشريعة الإسلامي عن نظام الحكم ، وهذا يرونه عائقاً كبيراً أمام عزتهم وحضارتهم ، وهم يرون بديلاً أفضل من العلمانية والديمقراطية وهو النظام الإسلامي فلماذا تتهمونهم بالتخلف بسبب هذا الرأي ؟

وتخلف المسلمين ليس بسبب إسلامهم بل بسبب حكامهم وأنظمة حكمهم والتي سببت لهم كل هذا التراجع والتشرذم .

تعليق أخير ، لا تحجر على أي رأي في موضوعك ، فأنت لا تلزم المشاركين بالتقيد بما هو مكتوب ، بل من حق كل شخص أن يعرض وجهة نظره ويدعمها بما يريد للإجابة على الفكرة التي طرحتها أنت وهي " التخلف المقدس " .

وشكراً لك .
08-26-2010, 05:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
السحلاوى غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 25
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #43
RE: التخلف المقدس
(08-26-2010, 04:29 PM)بهجت كتب:  الزميل لواء الدعوة .
أولآ ..هناك ملاحظة شكلية آمل مراعاتها مستقبلآ .. هذا الشريط له صاحب ،ولو أردت المشاركة فيه عليك أن تخاطب صاحبه بمشاركتك هذه هي أخلاق الحوار ، غير ذلك سيكون نوعا من التطفل يعطينا الحق في تجاهل صاحبه .
ما تكرره هنا هو حالة تطبيقية لما أثرته – بهجت - من خصائص التخلف الثقافي وهو (التهوس بالماضي و الإستغراق فيه) .

قد يكون المشارك يشعر بالقرف من كاتب الموضوع ولكن يضع المشاركة من أجل القارئ ، ولذلك فهو لا يقيم وزنا لصاحب الموضوع ويحتقر ان يخاطبه.
08-27-2010, 12:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
tornado غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 215
الانضمام: Jul 2008
مشاركة: #44
RE: التخلف المقدس
(08-26-2010, 05:13 AM)بهجت كتب:  
(08-25-2010, 10:26 AM)tornado كتب:  زميلنا بهجت مجرد تعليقي على موضوع يدل على انه يستحق الاهتمام حتى لو خالفت او اختلفت ولا اقصد من تعليقي هو التقليل من اهمية ما كتبت بل ارشادك الى موضع الخلل كما اراه وكان يجدر بك شكري بدل من التشكيك في مقصدي واعدك بان هذا التعليق سيكون اخر تعليق على موضوعك واي موضوع آخر لك فانا لست في وارد الجدل للجدل فهناك فرق ان تضع استنتاجاً ثم تكتب بانتقائية بما يؤكد صحة هذا الاستنتاج وبين ان ترصد بدقة و شمولية ثم تحلل بموضوعية لتصل للاستنتاج السليم.

والدليل على ذلك موضوع المرأة فانت تجاهلت ان المسلمة وصلت الى منصب رئيس الوزراء (الحاكم الفعلي) في باكستان وبنجلاديش و اندونوسيا قبل جميع الدول الغربية التي ذكرت وربما لاتعرف ان المرأة لم تحصل على حق التصويت في سويسرا الاعام 1971 وليخنشتاين 1984 وهنا لا اريد ان امارس الانتقائية التي انتقدها ولكن لابين ان التعميم خطأ فلا نستطيع ان نصف السويسريين بالمتخلفين لهذا السبب ولا ان المجتمعات المسيحية الجنوب امريكية اكثر تقدماً من المجتمع الماليزي (المحافظ) ولا نلوم الماليزيين على اسلامهم بسبب تخلف مجتمعات اسلاميه (ظاهراً) اخرى.

بالمناسبة لماذا لم تجب على سؤالي في آخر تعليقي الاول.
الزميل تورنادو .New97
لست أفهم غضبك .
ردي على مداخلاتك تعني اهتمامي بها ،و لكن لا يوجد سبب كي أسلم بمحتوياتها . أفضل أن يبدي المشارك ملاحظات حول صلب الموضوع ولا يشغل نفسه بتقييم الكاتب و إطلاق الأحكام حول منهجه . أنت انتقدت أسلوبي ، في المقابل شرحت لك رؤيتي للشريط الحواري و منهجي في إدارته ، لك أن تقبل هذا المنهج أو ترفضه مفضلآ شكل المقال الصحفي المركز مثلآ .. هذا شأنك ، رغم أن هذا الخيار – عند التطبيق - سيعني تجاهل مداخلتك و غيرها من مداخلات الزملاء ،و هذا لا يتوافق مع أخلاقي ولا رؤيتي التي أوضحتها .
أنت تعتقد أني أدين الإسلام و هذا خطأ ، لقد أوضحت في المقدمة – التي يبدوا أنك لم تقرأها – هذا الموقف فقلت بالحرف الواحد (قبل أن أسترسل في هذا الشريط أريد أن أعيد تأكيد حقيقة أعتقد فيها بشكل كبير ؛ هي أن الإسلام كغيره من العقائد الكبرى عبارة عن مجموعة متنوعة -إلى درجة التعارض أحيانا- من التقاليد الثقافية التي تخلقت خلال فترة زمنية طويلة ، و في أحضان شعوب شديدة التنوع عرقيا و ثقافيا ، هذا التنوع عبر عن نفسه في نماذج إسلامية متصارعة مختلفة في درجة تفتحها و تطورها ، و لكننا الآن نواجه نموذجا إسلاميا منتصرا بالفعل ، هو النموذج الوهابي السلفي بدرجاته المتراوحة من اللون الأسود إلى شديد السواد ، هذا النموذج هو موضوعي ، فنحن لا نتجادل في عقائد بل في ثقافة ذات خطاب ديني ، هذه الثقافة تحمل من بداوة الجزيرة و تصحرها الروح و القلب و الوجدان .) . لقد كنت غاية في الوضوح بأني أنتقد النموذج الوهابي الأصولي الشائع سنيا الآن ، و هذا تحديدا كان موضوعا لإعتراض الأخ أرماند .
حديثك عن ماليزيا يؤكد وجهة نظري ، إن الإسلام ليس هو سبب التخلف ، بل القراءة الأصولية للإسلام هي التخلف . أنت ربما لا تعلم أن ماليزيا ليست دولة إسلامية ،و لكنها دولة علمانية متعددة الأعراق و الأديان وهذا هو سر تقدمها . تتبع ماليزيا النظام البريطاني حرفيا أو ما يطلق عليه Westminster parliamentary system (وليس الشريعة الإسلامية ) ، يبلغ المسلمون 60% من السكان و هناك أقلية بوذية كبيرة من 20% ،و هكذا . يبقى أني لا أوافقك على أن الأوضاع الإقتصادية في ماليزيا أفضل كثيرا من دول أمريكا الجنوبية ، هي أيضا لا تظهر ضمن الدول 35 المتقدمة في جدول Human Development Index.
أراك تخلط يا صديقي بين حق الإنتخاب Women's suffrage و تمكين المراة و حقوقها بشكل عام ، أتفق معك أن حق الإنتخاب هو أحد مقاييس حقوق المرأة ( أحدها و ليس كلها ) ، و هو مقياس هام على أن يعبر عن واقع إجتماعي و يتكامل مع باقي الحقوق الدستورية و التشريعية و الإجتماعية للمرأة . من المؤسف أن حق الإنتخاب تأخر في بعض المجتمعات الغربية لأسباب مختلفة ، ولا يدعي أحد أن المرأة وجدت طريقا ممهدا لتستكمل حقوقها في الغرب ،و لكنها فعلت ذلك خلال النضال السياسي الديمقراطي . لو نظرنا لحق الإنتخاب سنجده قد تحقق مبكرا في الدول الشيوعية و البروتستانتية و تأخر نسبيا في الدول الكاثوليكية . ففي الإتحاد السوفيتي عام 1917 ،وألمانيا 1919 ، أمريكا 1920 ، في بريطانيا 1928 ، و فرنسا 1944 ، إيطاليا 1945 وسويسرا 1971 ، و بالفعل تأخر حصول المرأة على حق التصويت في Liechtenstein حتى 1984 .
تأخر حصول المراة في بلدين أوروبيين صغيرين لأسباب استثنائية لا يعكس وضع المرأة في الحضارة الغربية أبدآ ، وسأدلل على ذلك الآن :
لو قارنت حقوق المرأة في سويسرا التي لم تحصل على حق الإنتخاب سوى عام 1971 ، و بين حقوق المرأة في أفغانستان و إيران و السودان . حصلت المراة الأفغانية على هذا الحق منذ عام 1963 ،وهو نفس العام التي حصلت فيها المرأة الإيرانية على حق الإنتخاب ( في السودان 1964 ) ، هل تعتقد أن وضع المرأة في أفغانستان التي مازالت الزوجات تشترى و تباع فيها ، أو السودان التي تجلد المرأة فيها لأنها تلبس بنطلون ، أو إيران حيث يطبق الرجم على النساء البائسات ، هل هن أفضل حالآ من المراة السويسرية ؟ .
أنت تتحدث عن وصول المرأة المسلمة في 3 دول أسيوية ( باكستان ، بنجلاديش ، إندونسيا ) على أعلى منصب تنفيذي ، وهذا انجاز كبير ، فقط لو كان يعبر عن واقع ثقافي و إجتماعي إسلامي ، فهل هو كذلك ؟.
1- دعني أستكمل الصورة لأقول أن أول إمراة انتخبت رئيسة للوزراء في العالم هي سيرامافو بندرانكية السريلانيكية وهي بوذية ،و ثاني إمرأة هي جولدا مائير اليهودية ، ثم إنديرا غاندي في الهند وهي هندوسية ، نذكر أيضا ان بندرانيكية كانت زوجة لرئيس وزراء سابق و أنديرا غاندي ابنة نهرو ، فقط جولدا مائير لم ترث الحكم عن قريب لها !.
2- هل لنا الآن أن نتذكر أن السيدات الأربع اللائي انتخبن لقيادة البلاد في باكستان و بنجلاديش و أندونسيا ( بنظاير بوتو ، الشيخة حسينة واجد ، خالدة زيوار ،ميجاواتي سوكارنوبوتري) كلهن انتخبن كإمتداد لأزواج أو أباء حكموا البلاد ، أي نوع من التوريث السياسي ، و أن ذلك لا يعكس وضع المرأة في أي من تلك البلاد ، ولو قدرت عدد النساء في المناصب الوزارية و غيرها في المناصب العليا للدولة لن تجد نسبة تذكر في أي من الدول الثلاث ، بالرغم أن وضع المراة الأندونسية أفضل كثيرا من وضع المراة الباكستانية أو العربية .
3- هل وصلت السيدات الأربع في تلك الدول إلى المنصب التنفيذي الأول بدعم أو حتى رضاء فقهاء الدين الإسلامي ، حسنا اعطني اسم فقيه واحد يوافق على تولى المرأة ما يسمونه الولاية الكبرى أو رئاسة الدولة .
أنت تسألني في آخر مداخلتك السابقة عن "الشرق الاوسط الحالة اكثر تعقيداً والكل ممسك بتلابيب الكل عوام وطبقة حاكمة و (نخب مثقفة) فاكبر طاغية يستطيع قتل الآلف وسجن مئات الآلف ولكنه لايستطيع ان يجاههر بشرب كاس خمر واريدك ان تحلل سبب ذلك." يا صديقي كم تغضب من تفريعات الشريط ،و لكنك تطرح سؤالآ و تصر عليه لا علاقة له بالشريط ولا موضوعه .
"خلاص غلب حماري ..ولا أعرف الإجابة ." 2332
لا أعتقد انك ستتوقف عن المشاركة في هذا الشريط و غيره من الموضوعات التي أطرحها ، فلن تجد أحدا من كتاب النادي يحترم المشاركين مثل بهجت .73

الزميل بهجت ساخلف بوعدي و اكمل التعليق على الموضوع اذا كانت هذه رغبتك لكن لا املك القدرة التي تمتلكها في الاستفاضة لذلك ساكتب تعليقي على شكل نقاط صغيرة.

1- هذا ما كتبته انت (،و من حقي أن أرى هذا الرأي مرتجلآ يعبر عن تحيزات شخصية )
2- كل ما كتبته في تعقيبك الاخير هو في صميم ما ارمي اليه وهو ان هناك عوامل اخرى اقوى من الدين تساهم في تشكيل سلوكيات افراد اي مجتمع وهي احياناً كثيرة تلبس بلباس الدين من قبل المنظرين المحترفين وهم يملكون ترسانة من الاقوال الفقهية والقدرة على التأويل والسفسطة لتحليل الشيء و تحريمه حسب هوى الجمهور او السلطان او مصالحهم الذاتية . نفس الشيء يمارس في كثير من المجتمعات الديمقراطية العلمانية ان كان في ما يخص حقوق الانسان او ممارسة الارهاب .

3- حين ضربت مثل بالنموذج الماليزي فهو لاني عشت فترة قصيرة هناك والنظام السياسي العلماني اليمقراطي الفدرالي هو صنيعة الشعب ولم يفرض عليه والمسلم الماليزي يختلف تماماً عن المصري في طريقة تفكيره وسلوكه تماماً مثل الفارق بين الكاثوليكي السويدي والكاثوليكي المكسيكي على سبيل المثال ورغم النموذجين متشابهين في الدين والمذهب وهذا يدل على ان هناك عوامل اخرى اقوى من المعتقد الديني تساهم في تكوين شخصية الانسان.

4- مثال آخر انت تؤكده بايرادك بندرانايكا و انديرا غاندي فقد حكمن شعبين يتشابهان مع شعوب من اوردتهن وهي كلها تنتمي الى شبه القارة الهندية وجارتهم اندونيسيا والفلبين رغم اختلاف اديانهن
وكلهن سليلات اسر سياسة وجميعهن انتخبن ديمقراطياً اي ان (الشعب) بمختلف طبقاته هو الذي اختار.

5- غلب حمارك في سؤالي الاول وساجيبك عليه بعد ان تنتهي من حلقاتك ولكن اسمح لي طالما شرعت انت التفريعات ان اسألك سؤالاً (انقح ) من الاول وهو لماذا العربي المحافظ جداُ (كما في السعودية) يهوج و يموج حينما يتعلق بالنقاب ولكنه في نفس الوقت لا يمانع ان تذهب زوجته الى الطبيب حيث يمارس فحصه على عورتها العليا والسفلى بداع واحيانا بدون داع و تخرج من العيادة Zghrd

Lol
08-27-2010, 12:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #45
RE: التخلف المقدس
الأخ تورنادو .97
الخلاف في الرأي شيء طبيعي جدا بل ومطلوب ، طالما حافظنا عليه في إطار الرأي بعيدا عن الأشخاص ، ولم يحدث قط أن غضبت من زميل لخلاف في الرأي ، ولو كان لي أن أضع " شورت ليست" لمن أراهم أصدقاء على الشبكة سيكون نصفهم تقريبا من المتدينيين ، الشيعة و السنة و المسيحيين على السواء . يسعدني مشاركتك فيما نتختلف أو نتفق فيه ، فمرحبا بك و بالمشاركات التي تراها .
(والمسلم الماليزي يختلف تماماً عن المصري في طريقة تفكيره وسلوكه تماماً مثل الفارق بين الكاثوليكي السويدي والكاثوليكي المكسيكي على سبيل المثال ورغم النموذجين متشابهين في الدين والمذهب) . مع تحفظ بسيط أن نضع الفرنسي بدلآ عن السويدي فالسويد معظمهم لوثريين بروتستانت و ليسوا كاثوليك ، أرى هذا التعبير رائعا بل ممتازا و يشرح القضية التي أفردت لها أكثر من شريط ، وهي قضية أختلف فيها مع الكثيرين من أصدقائي العلمانيين و اللادينيين . أرى أن الدين أي دين يمكن أن نقرأه بأشكال مختلفة بل و متناقضة ، فالأديان الكبرى كالمسيحية و الإسلام هي كيانات معنوية تاريخية ، تقرأها الثقافة السائدة . لأني أدرك أنه كان ممكنا أن نشارك في الحضارة الإنسانية القائمة مع احتفاظنا بالإسلام كعقيدة خلال آلية العلمانية ، وهذا ما نجحت ماليزيا و تركيا في تحقيقه بالفعل ، فإن حماسي للعلمانية و الدولة المدنية كبير كما لاحظت . في العالم الواقعي علينا أن نكون واقعيين ، لم يحدث أبدآ أن ناديت – أو غيري من العلمانيين الواقعيين - بدولة لا دينية أو تصورت ذلك ، فليبق الإسلام عقيدة يدين بها المسلمون و يخلصون لها ، و لكن على أن يكون الدين شأنا شخصيا و ليس عاما ،وهذا ما يحدث في كل المجتمعات المتقدمة بما في ذلك دولآ إسلامية الأغلبية مثل ماليزيا . المشكلة الكبرى أو المأساة التي أراها هي إنتصار النموذج الأصولي الوهابي في قيادة الثقافة الإسلامية المعاصرة إلى التخلف و الضياع ، إن دولآ مثل مصر و العراق و الجزائر تهدر فرصة تاريخية في التقدم -قد لا تتوفر بعد ذلك أبدآ- نتيجة خيار ثقافي لا يلجأ إليه سوى الأبله . لست أرى الإسلام مبررا للتخلف أو سببا للتقدم ، إن وضع الدين على مقود الحياة العامة هو المشكلة وهو التخلف ، هذا أشبه بمن يضع فقيه اعمى ليقود سفينة فضاء .
لو أتينا بالنبي محمد نفسه ليقود مدينة صغيرة في هذا العصر و ليس دولة ولا شعبا كبيرا لفشل في ذلك فشلآ غير مسبوق ، و لتفوق عليه موظف صغير بالثانوية العامية . فما بالك بالفقهاء الذين لا يعرفون شيئا سوى أقوالآ له مختلف فيها و عليها ، رغم هذا هناك من وجدوا هؤلاء الفقهاء لا يصلحون لشيء فوضعوهم على رأس المجتمع ،كما لو أن قيادة المجتمع عمل من لا عمل حقيقي له ، أليس ذلك بلاهة و حماقة عمياء .
للدين مجاله و نسقه و لكل نشاط دنيوي أيضا مجاله و نسقه ، و ان يبقى الدين دينا ،و ان يبقى العالم علمانيا هو روشتة النجاح ، هذا ما لا أمل عن ترديده .
تحياتي لك و للجميع .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-27-2010, 06:02 PM بواسطة بهجت.)
08-27-2010, 04:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #46
RE: التخلف المقدس
العداء للآخر و استبعاده .
(1 من 4 )


“Peace is not merely a distant goal that we seek, but a means by which we arrive at that goal.” Martin Luther King, Jr.
" إن السلام ليس هو الهدف البعيد الذي نسعى إليه ، بل هو الوسيلة التي نصل بها إلى هذا الهدف ( البعيد ) ." مارتن لوثر كينج .


العداء للآخر ليس خاصية مميزة للثقافة الإسلامية فقط ، بل هي تراث عالمي طويل ، فخلال القرن العشرين وحده فقد 160 مليون إنسان أرواحهم نتيجة أسوأ موجة من الحروب و العدائيات التي عرفها الإنسان طوال تاريخه الدموي ، من هؤلاء فقد 20 مليون أرواحهم خلال الحرب العالمية الأولى ، أما في الحرب العالمية الثانية أبشع حروب التاريخ فقد 55 مليون أرواحهم بما في ذلك من فقدوا أرواحهم نتيجة الهولوكست و الحروب الثورية الصينية ، بينما فقد 49 مليون صينيا حياتهم خلال ما عرف بالوثبة العظمى ثم لاحقا الثورة الثقافية التي قادها ماوتس تونج . خلال تلك الفترة الكئيبة استخدمت مختلف أنواع الأسلحة من الأسلحة البيضاء حتى مستوى أسلحة التدمير الشامل صعودآ إلى السلاح النووي . شهد ذلك القرن أيضا أسوأ أنواع التحريض الجماعي الذي كثيرا ما يكتسب شكل عاطفي حماسي و أسماء رنانة من نوعية الحرب المقدسة و الحتميات التاريخية و إرادة الرب ، هذا التحريض كان متنوعا من مختلف ألوان الطيف ؛ تحريض ضد الشعوب و ضد الأجناس و القوميات و ضد الطبقات و ضد الأديان و حتى ضد بعض الثقافات المغايرة .
[صورة: NuclearBomb.jpg]
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كان هناك تأكيد شيوعي على فكرة الصراع الطبقي العنيف ، و حتمية الحرب المقدسة ضد القوى الإمبريالية ، و لكن هذه الشعارات سقطت في منتصف الخمسينات ليظهر بدلآ منها شعار التعايش السلمي Peaceful coexistence"" ، تردده اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي بنفس الحماس الذي أبديته للحرب الثورية ضد الإمبريالية . رغم إصرار الصين على استمرار فكرة الصراع المسلح و أن الإمبريالية مجرد نمر من ورق ، مع وصف دعاة التعايش السلمي بالمراجعين عملاء الإمبريالية ، إلا أن الصين نفسها تخلت عن سياسة الصراع ، و منذ بداية السبعينات أقامت علاقات تجارية مع الغرب تحولت بعد ذلك إلى شراكة إقتصادية و سياسية . هكذا سقطت شعارات الحروب المقدسة من العلاقات الدولية ،و أصبح شعار التعايش السلمي يستخدم حتى بواسطة بابا روما جون بول الثاني الذي دعى في عام 2004 إلى التعايش السلمي في الشرق الأوسط .
[صورة: 8256.jpg]
صاحب تلك الحروب كلها حركات قوية للسلام ، هذه الحركات نشطت بشكل خاص منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد أججت الحرب الإحساس العالمي بالحاجة إلى السلام و تقبل الاخر و التعايش معه ، ومن أجل هذا الغرض أنشئت الأمم المتحدة و مجلس الأمن ،و نشطت مختلف الحركات السلامية في العالم . النسق الأخلاقي لعالم الغد :
مع التغيرات الأساسية المتلاحقة في المكون المادي للحياة ،و مع ثورة الإتصالات تزايدت المخاوف من انهيار المنظومات الأخلاقية القديمة مع عدم ظهور أنساق أخلاقية بديلة ، إن المرجعيات الأخلاقية السابقة تتداعى و لم تعد هناك قواعد ملزمة ، و تبدوا المعالم و الثوابت السابقة وقد عفا عليها الزمن دون أن تظهر بوضوح أي قواعد جديدة ، الأخطر من ذلك هو غياب أية مراكز أخلاقية جديدة ذات مصداقية ، وهذا يؤدي إلى تفاقم الإنقسامات و استعصاء الحل ، و على الصعيد الدولي تبدوا العواقب واضحة ، فالفوضى تحول دون التنبوء بطبيعة القيم الأخلاقية التي يمكن أن تنشأ بين المجتمعات و إمكانية تنظيمها في المجتمع الدولي، إن المحاولات التقليدية لتوريث الأديان و القيم للأجيال القادمة تواجه مقاومة كبيرة ، وهذا يجعل الوصول إلى قيم جديدة واجبا ملحا .
في الجانب القيمي/ القانوني، سنجد أن هناك المفكرون الذين يعتنقون رأي كانط في إمكانية ظهور ضمير كوكبي قائم على أساس حقوق الإنسان ،و يصيغ كانط نظريته تلك كالآتي :
To behave morally one must behave consistently , i.e. ‘universalize his behavior” .
و إمكان تحقيق النظام خلال إلتزام الجميع بقيم عالمية ، و شهد العالم خلال العقدين الأخيرين ما يمكن أن نطلق عليه ( أخلاق المؤتمرات ) ، و تقود اليونسكو ( ضمير الإنسانية ) طبقا لتعبير مديرها العام السابق ( فدريكو مايور ) الجهود الخاصة بعقد المؤتمرات و إصدار البيانات لمناقشة القضايا الأخلاقية ، بهدف وضع أسس أخلاقيات المستقبل ، التي دونها لا نستطيع إقرار السلام و دعم التنمية في القرن 21 ، و من المأمول أن تلعب ثورة الإتصالات الدور الأساسي في توحيد الأفكار الأخلاقية ، و لكن هناك من يخشى في نفس الوقت أن تؤدي تلك الثورة إلى ضياع الكثير من التراث الأخلاقي للشعوب المختلفة ، هذا التراث ضروري من أجل توفير أرضية مشتركة من القيم و الأخلاقيات الكوكبية .
اهتمت مراكز البحوث الدولية باستطلاع رأي القيادات و النخب في العالم المتقدم حول القيم و المعايير التي يودون استمرارها أو انتشارها في المستقبل ، و في واحد من أهم تلك الإستطلاعات التي أجريت ، وكان ذلك بين 272 من أهم الشخصيات في المؤتمر السنوي لمنتدى ( حال العالم ) في سان فرنسسكو عام 1996 ، كانت النتيجة أن أهم 15 قيمة أخلاقية هي بالترتيب : الصدق ، التعاطف ، المسئولية ، الحرية ، تقديس الحياة ، العدالة ، الإنصاف ، إحترام الذات ، المحافظة على البيئة ، التسامح ، السخاء ، العطاء، التواضع ، التجانس الإجتماعي ، الشرف ، الإخلاص ، إحترام كبار السن ، سنجد أن معظم تلك القيم هيومانية ولا يوجد بينها قيمة حربية واحدة من عينة الحرب المقدسة و الجهاد و القومية و الوطنية و الكراهية في الله و غيرها ، ماذا لو أجري هذا الإستبيان بين نفس العدد من النخب العربية ؟!، أتمنى أن يكون الزملاء الذين ينكرون حديثنا عن وجود تناقض بين المسلمين و الحداثة أن يقرأوا مرة أخرى تلك القيم و يقارنوها بقائمة يجمعونها من معارفهم في مصر أو حتى في مجتمعات عربية أكثر انفتاحا كلبنان و دبي و المغرب ، إن إعطاء أولوية للصدق هو في ذاته مؤشر لرؤية الشعوب المتقدمة للقيم الأخلاقية و أيضا مفهومها المختلف لتلك القيم ، فالصدق له أبعاد في المجتمعات المتقدمة تختلف عن مجرد العلاقات الشخصية بين الأفراد ، فهو يتضمن أيضا المصداقية و الشفافية التي يجب أن تحكم علاقة الفرد بالسلطة ، وما يستتبع ذلك من القدرة على مواجهة السلطة التنفيذية بالحقائق و مسائلتها .
أصدر مفكر شهير هو ( جيرالد لارو ) كتابا هو ( قيم إنسانية للقرن 21 ) يلاحظ فيه أن القرن 21 بنموه العلمي و التكنولوجي الهائل سيكون أكثر القرون فوضى و حروبا و كوارثا و انتشارا للمجاعات و الأوبئة أو أرقاها في جوانب التعاون الدولي و التنمية و التقدم و السلام ، و سيتوقف كل شيء على نجاحنا في بلورة قيم أخلاقية جديدة لها مصداقيتها ،و سترتكز هذه القيم بالضرورة على مبادئ العلمانية و تكون ذات طبيعة كوكبية و عائلية ( بمعنى النظر للبشرية كعائلة واحدة ) ،ويرى لارو أن تلك النظرة مبررة في ضوء انتصار الديمقراطية العلمانية التعددية في كل مكان في العالم تقريبا و إن كان ذلك يتم بالطبع بسرعات مختلفة ، هذا النجاح دفع لارو إلى التعبير عما يسميه ( الأساس المشترك من التهذيب الأخلاقي ) ،الذي يتميز بروح التضامن و التعاون مع الغير و احترام الخصوصيات الثقافية ، وهي كلها مبادئ علمانية و لكنها ليست بالضرورة متعارضة مع كثير من القيم الدينية السائدة باستثناء الأديان التي تقوم على أساس التفرقة و التباين الحاد بين اتباعها و غيرهم من معتنقي الأنساق المعتقدية المخالفة كاليهودية و الإسلام .
يبقى أن الإتفاق العالمي على المعايير ، لا يعني بالضرورة أن الجواب الذي وجده الغرب هو الجواب الوحيد أو الجواب الأفضل. إن التفاهم المبني على الاقتناع لا يمكن التوصل إليه ما برحت العلاقات المتناسقة بين المشاركين في الحوار العالمي مفقودة، وهي علاقات الاعتراف المتبادل، وتبادل المنظورات، والاستعداد المشترك لتأمل الموروثات الخاصة أيضاً بعين الإنصاف ، والتعلُّم المتبادل، إلخ.
على هذا الأساس، لا يجوز لنا أن نكتفي بانتقاد القراءات الانتقائية والتفسيرات المغرضة والتطبيقات الضيقة الأفق لحقوق الإنسان، بل يجب أن يطال نقدُنا أيضاً ذاك الاستعمال الوقح لحقوق الإنسان من أجل ستر عالمي لمصالح خاصة تضلِّل إلى الظن الكاذب بأن كُنْه حقوق الإنسان يُستنفَد بسوء استعمالها. إن مبدأ التسامح ليس ضد أصالة الاعتقادات وأنماط الحياة الدينية وادعائها الحقيقة، بل إن الأديان يجب أن تتمكن من التعايش، متساوية في الحقوق، ضمن الكيان السياسي الواحد.
إن مفهوم حقوق الإنسان هو الجواب على المشكلة التي تواجِهُها اليوم الحضارات المختلفة ، كما واجهتها أوروبا من قبل. وصراع الحضارات يجري اليوم في إطار المجتمع العالمي الذي يجب فيه على الجميع أن يتفقوا- شاؤوا أم أبوا- على معايير العيش المشترك، بصرف النظر عن موروثاتهم الحضارية المختلفة. لا يمكن تفادي التعددية أيضا فيما يختص بالنظرة إلى العالم حتى في داخل المجتمعات التي ما زالت تهيمن عليها موروثات قوية. وحتى في المجتمعات المنسجمة حضارياً انسجاماً نسبياً لم يعد ثمة مفرٌّ من إعادة تشكيل الموروثات العقائدية السائدة التي تنادي بإقصاء الآخر. وينمو بالدرجة الأولى في الطبقات المثقفة وعيُ أن :"الحقائق" الدينية الخاصة يجب أن تتوافق مع العلم غير الديني المعترف به عموماً، وأن يُدافَع عنها في وجه ادِّعاءات دينية أخرى للحقيقة ضمن النطاق الخطابي الواحد".
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-28-2010, 08:46 PM بواسطة بهجت.)
08-28-2010, 07:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
observer غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,133
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #47
RE: التخلف المقدس
رائع استاذ بهجت لا زلت متابع، و هناك الكثير من النقاط التي تفتح الشهية للمناقشة و لكن لكي لا يتشتت الموضوع الرائع و يفسد، بعد اذنك احب ان الفت نظر الذين يتشدقون بالنموذج الماليزي اهدي اليهم هذا المقال:
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=38730&pid=1026736550#pid1026736550
08-28-2010, 09:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #48
RE: التخلف المقدس
العداء للآخر و استبعاده .
(2 من 4 )

Fraternity among nations, however, touches the deepest desire of human nature. Hjalmar Branting
" إن الإخاء بين الشعوب يلمس أعمق رغبات الطبيعة البشرية " . هجلمار برانتنج ( سياسي سويدي )

[صورة: UN-LOGO%20copy.jpg]

أخلص من المداخلة السابقة إلى نتيجتين هما ؛ الإحساس العالمي بضرورة التعايش السلمي مع الآخر في إطار قرية كونية واحدة ، و الثاني التطلع العالمي إلى مرحلة جديدة يكون التعاون فيها بديلآ عن الصراع . فماذا لدينا في الثقافة الإسلامية السائدة للإجابة على هذه التحديات ؟.
من أخص خصائص الثقافة الإسلامية المعاصرة هي النزعة العدائية الواضحة ضد الآخر ، هذا الآخر ليس بالضرورة الأجنبي الغريب ، بل كثيرا ما يكون الآخر المحلي المخالف في العقيدة الدينية أو الرؤى و الثقافة . ولا يوجد -كما أعتقد- ثقافة معاصرة تشترك مع الثقافة الإسلامية في حدة عداء الآخر و التحريض المستمر ضده ، ربما باستثناء الأصولية اليهودية .
تراكمت نزعة العداء للآخر خلال مراحل تاريخية متفاوتة مر بها التاريخ الإسلامي . كانت المرحلة الأولى خلال مرحلة الدعوة الإسلامية و سجلها القرآن و سيرة النبي و أحاديثه ، و بهذا أصبحت جزءا لا يتجزأ من العقائد الإسلامية ، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الصراع الحضاري بين العرب و غيرهم من الشعوب الأقدم حضارة كالفرس والذي اشتعل مع اتساع رقعة الإسلام ، أما المرحلة الثالثة فهي العصر الحديث الذي بدأ مع الغزو الإستعماري الغربي و استمر حتى الآن .
المرحلة الأولى : حروب النبي و صراعه ضد مخالفيه .
خاض النبي صراعا طويلآ داميا ضد قومه من قريش و غيرها من قبائل العرب ، كذلك ضد أهل الكتاب خاصة القبائل اليهودية في المدينة و حولها . تراوح الصراع بين النبي و أعدائه من الصراع السلمي القائم على المحاجة و المحاورات العقلية ، إلى الصراع المسلح القائم على القتال المتصل ، فبلغ عدد الغزوات التي قادها محمد 28 غزوة ، من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال ، و قد استمرت الغزوات 8 سنوات (من 2 هجري إلى 9 هجري) ، في السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات ، بينما بلغ عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة وسرية . بلغ عدد الضحايا في كل معارك الرسول محمد ما يقارب الألف قتيل من الطرفين، منهم 600 من يهود بني قريظة قتلوا قضاءا . ترتب على ذلك تراث متباين من الآيات القرآنية و الأحاديث إلى درجة التعارض ، بحيث يصعب فهمها أو تصور أنها صادرة من نفس المنبع ، سوى خلال قرآة النص في إطاره الزمني و السياسي . أفرزت هذه المرحلة التأسيسية نصوصا دينية متعارضة التوجيه في التعامل مع الآخر ، ولو نظرنا إلى القرآن كأوثق المصادر الإسلامية و أكثرها مصداقية ، سنجد هناك آيات واضحة للغاية تقرر حق الإنسان في إختيار عقيدته الدينية بلا حرج و لا تثريب ، هذه الآيات منها :" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ " .الغاشية ( 21-24 ) ، و منها " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (الكافرون 1-6 ) ، و قوله " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" (الكهف 29) ، وقوله " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "(الحج:17) ، كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ( المدثر : 38 ) ، وقوله " أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " (فاطر:8 ) . أما عن القتال فهناك آيات تدعوا إلى السلم و تنفر من القتال منها " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (الأنفال: 17 ) ، و منها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " (البقرة : 208 ) . و لكننا نفاجئ أيضا بنسخ كل آيات الرحمة و التسامح تلك بسورة التوبة ، (هي آخر سورة في ترتيب النزول) ،و فيها يتلو النبي " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة-5). و " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة-29) . هذه النصوص الحربية الأخيرة قدمت للأصوليين رصيدا قويا في التحريض ضد الآخر ، و بالتالي دفع المسلمين لعداء البشرية كما هو حادث الآن ، ولا يمكن دمج المسلمين في حركات السلام العالمي دون بذل جهدا مركزيا في تجاوز تلك النصوص و تعطيلها كما حدث في أحكام العبودية .
المرحلة الثانية :الصراع الحضاري الداخلي .
برز هذا الصراع إلي السطح علي نحو خاص مع الدولة العباسية التي قامت علي أكتاف الموالي بالدرجة الأولي ، وقد واكب هذا النفوذ الفارسي انتقال الكثير من أدوات الحضارة الفارسية ومظاهرها إلي الحضارة العربية، وانتقال معارف الهنود واليونان والفرس إلي اللغة العربية، إما بنقل مباشر عن الأصول، أو بنقل غير مباشر عن اللغات الوسيطة مثل السريانية علي سبيل المثال. وصحب الترجمة انتشار أفكار فلاسفة كبار (سقراط، وأفلاطون وأرسطو وغيرهم) ومذاهب فلسفية
[صورة: aristotelesPoetika.jpg]
مختلفة (السوفسطائية، الفيثاغورية، الأبيقورية) لليونان وغير اليونان، فضلاً عن معتقدات ذات طابع ديني أو شبه ديني لديانات الحضارات الأقدم، يستوي في ذلك السماوي منها (اليهودية والمسيحية) أو غير السماوي (الزرادشتية، المانوية... إلخ). هذه الأفكار و ما ولدتها من مساءلات جديدة كانت مصدر إقلاق للذهن العربي التقليدي ، خصوصاً أن هذا الذهن لم يكن قد اعتاد هذا النوع من الأسئلة الصعبة الجسورة . وهو أمر أربك النسق الفكري القائم، ودفع إلي نوع من المقاومة أو الاستجابة السلبية. أخذ رد الفعل التلقائي شكل النهي عن الجدال والبعد عن التعمق، مستعينة بنصوص دينية متأولة تنهى عن الجدل والتعمق، منها ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ( غافر : 4 ) ، و قول النبي :" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا....." و يقول أبو جعفر : " الجدال في الله منهي عنه ، لأنه يؤدي إلى ما لا يليق به " .
ومنطقي أن ينقلب النفور من الأفكار المحدثة والأسئلة الوافدة المصاحبة إلي نفور من مصادر هذه الأفكار، ومن الثقافات التي جاءت منها، بل اللغات التي نقلت بواسطتها. وكان ذلك في إطار من العنجهية العربية الجوفاء التي ترى أن قدر الأفكار من قدرأصحابها ،و أنه طالما كان العرب هم العنصر المنتصر المسيطر فأفكارهم هي الصحيحة ، مهما كانت ثراء الحضارة الأخرى بالقياس إلي العربي صحيح النسب.
كان أهم نتائج هذا الصراع الثقافي هو رفض المغايرة و الإختلاف بدءا من مجال العقيدة و ليس انتهاء بها ، بل يشمل أيضا المجالات السياسية و الثقافية و الإجتماعية ، كذلك غياب التنوع و امتناع الحوار الخصب بين مختلف التيارات و الإتجاهات الفكرية على النقيض مما هو حادث في الحضارة المعاصرة ، التي تتميز بتنوع و خصوبة غير مسبوقة في التاريخ البشري .
المرحلة الثالثة : الغزو الإستعماري .
إن أسوأ ما فعله الغربيون ليس فقط الإستنزاف الإستعماري للعالم القديم ، و لكنه إذلال الشعوب الشرقية و قتل روحها القومية ، و حرمانها من الفخر و الإحساس بالعنفوان و الزهو ، فالسلوك الإستعماري كان دائما سببا في توليد شعورا قويا بالمهانة ،و عبئا ثقيلا من الإحساس بالدونية .إن تأثير العامل المعنوي لا يقل بحال عن تأثير النفوذ السياسي و الإقتصادي غير العادل للغرب اللذي فرضته الحقبة الإستعمارية .
هكذا نجد أن الموقف المعادي الذي يتخذه البعض من الغرب ليس متجنيا و لكنه مبرر أخلاقيا تماما ، فقط سوف أردف قائلا أنه رغم ذلك سيكون موقفا خاطئا ، لأنه يعني أن يعيش الإنسان في الماضي و يستغرق فيه ، و سيكون ذلك علي حساب الحاضر الذي تفسده المرارة و الكراهية ، كما سوف يدفع ثمنه من فرص المستقبل الذي يتسرب من بين يديه دون أن يشعر ، بينما عقله و قلبه مثبتان في حقبة تاريخية بعينها قد تجاوزها الزمان ، و في مثل هذه المواقف أتذكر دائما قول برنارد شو :" ذلك الذي يقتل الملك ،و ذلك الذي يموت من أجله ،كلاهما عابد أصنام " ، وهذه ليست مبالغة لأن كلاهما سيعيش مستغرقا في مشاعر الحب أو الكراهية تجاه هدف واحد فقط .
بمكننا أن نطلق تعبير (العقل المستعمَر) علي ذلك العقل المتهووس دائما بالعلاقة الإرتجاعية بالقوي الإستعمارية الغربية و جرائمها ضد الشعوب الشرقية ، مثل هذا العقل سوف يجد صعوبة مستمرة في إدراك الذات بشكل سليم ، و بالتالي فمثل هذا العقل لن يدرك وجوده التاريخي الفريد في هذا الكون سوي كمجرد ضحية لآخر هو الغرب ، ولن يري نفسه سوي قطرة من بحر الكراهية و الإنتقام . هذا الموقف خلق ما يمكن أن نطلق عليه ( العقلية الأسيرة ) ، هذه العقلية تقود المسلمين إلي إدراك الذات بشكل إرتجاعي ضيق و مشوه شديد الضحالة و التحيز ، إن هذه الطريقة الإنفرادية من التفكير يمكن أن تؤدي إلي نتائج متعددة ، رغم أنها تقوم علي التركيز علي فترة تاريخية واحدة و اعتبارها محور الوجود الإنساني ، مثل هذا العقل كما أوضحنا سوف يجد صعوبة مستمرة في إدراك الذات بشكل حضاري منفتح ، و ذلك كله يؤدي إلي آثار شديدة الوطأة علي عالمنا المعاصر ، يدفع المسلمون ثمنه بالأساس ، سواء في تخلفهم و ضياعهم الفكري أو المادي ، كذلك في استنزاف قدراتهم المحدودة في معارك دونكيشوطية ضد العالم كما هو حادث بالفعل .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-30-2010, 11:58 PM بواسطة بهجت.)
08-30-2010, 10:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #49
RE: التخلف المقدس
العقل المستعمَر
هو عقل لا يستطيع أن يغادر الفترة الإستعمارية ولا يتطلع لمستقبل



[صورة: 11.september_4.jpg]

[صورة: 0101258_zawahri600.jpg]

[صورة: 2009-06-10T155709Z_01_ACAE55918BF00_RTRO...YA-MM5.JPG]

[صورة: p26-05.jpg_thumbT.jpg]

[صورة: 5.jpg]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-31-2010, 03:42 AM بواسطة بهجت.)
08-31-2010, 03:27 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
علي هلال غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,230
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #50
RE: التخلف المقدس
ليس نعطل ايات يا استاذ لكن بفهمها على النحو الصحيح السليم وفقا لاحداثها وفهم جميع ايات ومغزى القرآن الكريم .
08-31-2010, 08:44 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الدين الإسلامي سببا من أسباب التخلف والفقر والجوع في القارة الأفريقية مؤمن مصلح 5 4,303 07-04-2011, 05:57 AM
آخر رد: yasser_x
  دور اللغة العربية في التخلف الثقافي طريف سردست 37 11,991 01-26-2011, 08:56 AM
آخر رد: Basic
  أنا لك على طووول .. خليك ليا .. أيها التخلف! هاله 15 3,737 10-31-2008, 09:01 PM
آخر رد: neutral
  ما هو التخلف؟ caveman 9 3,365 10-27-2008, 11:27 AM
آخر رد: caveman
  عندما يعكس التخلف الفكري غباءه Awarfie 7 2,128 10-18-2008, 02:05 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 6 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS