سماحة الإسلام وفتح مصر
المسلمون في فتوحاتهم لا يسعون لسفك الدماء وفرض عقيدتهم جبرا علي البلاد التي يفتحونها بل على العكس تماما من ذلك
فكانوا بمثابة المنقذين لأهل تلك البلاد من ويلات الظلم والاضطهاد من قبل حكامها السابقين ومنها مصر... وخاصة وان اهلها استدعوا المسلمين لاجل انقاذهم من ويلات الظلم والاضطهاد من قبل حكامها
ويوضح الدكتور عبد الرحمن أحمد سالم أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة قائلا: كانت مصر قبل الفتح الإسلامي خاضعة لحكم البيزنطيين' الروم' ومع أن البيزنطيين كانوا يعتنقون المسيحية كأقباط مصر فقد كان لهم مذهب ديني يختلف عن المذهب الذي اعتنقه أقباط مصر وهو المذهب اليعقوبي' الأرثوذكسي حاليا' أما البيزنطيون فكانوا يؤمنون بمذهب الطبيعتين في السيد المسيح عليه السلام الذي كان يعرف بالمذهب' الملكاني' ولقد حاول البيزنطيون فرض عقيدتهم الدينية بالقوة علي أقباط مصر فمارسوا كل صور الاضطهاد من جلد وسجن و إحراق وإغراق ليرغموا أقباط مصر علي هجر مذهبهم و اعتناق مذهب البيزنطيين.
ولكن الأقباط تمسكوا بعقيدتهم و قاوموا بكل قوة الاضطهاد البيزنطي. وعندما نجح المسلمون بقيادة عمرو بن العاص في القضاء علي الاحتلال البيزنطي لمصر كانت الحرية الدينية هي أولي الثمار التي جناها الأقباط في مصر في ظل الحكم الإسلامي فقد نعموا بالأمن والسلام ومارسوا شعائرهم دون اضطهاد و أعادوا بناء ما تهدم من كنائسهم و أديرتهم أثناء الحكم البيزنطي
وهذا ما يشهد به المؤرخ البريطاني المعروف ألفريد بتلر في كتابه' فتح العرب لمصر' حيث يقول:' ما كان أعظم ابتهاج القبط بخلاصهم مما كانوا فيه فقد خرجوا من عهد ظلم وعسف تطاول بهم وهوت بهم إليه حماقة البيزنطيين إلي عهد من السلام والإطمئنان...'
ومن هنا فليس من المستغرب أن يعاون القبط المسلمين عندما توجهوا إلي الإسكندرية ليفتحوها بعد أن هزموا الروم في موقعة بابليون فقد خرج معهم جماعة من رؤساء القبط كما يقول ابن عبد الحكم مؤرخ الفتح الإسلامي لمصر وقد أصلحوا لهم الطرق وصار القبط أعوانا للمسلمين علي ما أرادوا من قتال الروم.
وعمرو بن العاص رضى الله عنه بعد فتح مصر احتفظ للمسيحيين كنائسهم
شهادات من رجال الدين المسيحى بسماحة المسلمين ابان الفتح العربى لمصر
وجدت هذه المعلومات القيمه فاردت ان تستفيدوا معى ان شاء الله
شهادة لجنة التاريخ القبطي بالكنيسة الأرثوذكسية !
تقول لجنة التاريخ القبطي بالكنيسة الأرثوذكسية : " بنيامين البابا الثامن والثلاثون ( 625-664م ) : في عهده استرد هرقل ملك الروم مصر من الفرس , وأقام قِبَلِه عاملاً يونانيًا للخراج ( أي لجمع الضرائب ) اسمه جريج بن مينا وجعله فوق ذلك بطريركًا ملكيًا , وهو الملقب بالمقوقس .
وكان هرقل قد أقام أساقفة خلقدونيين ( ملكيين ) لسائر إيبارشيات مصر . فاختفى البابا بنيامين هو والأساقفة الأرثوذكسيون ودام هذا الإختفاء ثلاث عشرة سنة حاق في خلالها البلاء بأهل البلاد , إذ اضطهدهم الأساقفة الملكيون بغية إكراههم على اتباع عقيدة الطبيعتين , وقد اتبعها بعضهم فعلاً .
وفي هذه الأثناء فتح العرب مصر على يد عمرو بن العاص . فكتب عمرو عهدًا بالأمان نشره في أنحاء مصر يدعو فيه البابا بنيامين إلى العودة إلى مقر كرسيه ويؤمِّنه على حياته , فظهر البابا وذهب إلى عمرو , فاحتفى به وردَّه إلى مركزه عزيز الجانب موفور الكرامة , فأخذ يعمل على أن يسترد إلى الحظيرة الأرثوذكسية الإبيارشيات التي استمالها الملكيون ( الكاثوليك ) . فكُلل عمله بالنجاح , وكذلك عمَّر الأديرة التي خربها الفرس في وادي النطرون , وجمع إليها رهبانها الباقين المشتتين , وفي آخر أيامه أراد إعادة تعمير كنيسة مار مرقس التي هدمت وقت فتح الإسكندرية , فلم تمهله المنية .
وكان البابا بنيامين موصوفًا بحسن التبصر حتى أطلق عليه لقب " الحكيم " وكان هذا من الأسباب التي جعلت عمرو يأنس إليه ويستهدي برأيه في شئون البلاد " ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 114 , 115 - تأليف لجنة التاريخ القبطي , الطبعة الثالثة 1996هـ- دار مجلة مرقس , القاهرة - مصر ) .
شهادة أخرى على سماحة الإسلام بالنصارى في مصر , وهى لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية , ففي كتاب "مرقس الرسول القديس والشهيد " لمؤلفه " الأنبا شنودة الثالث " طبعة 1987م , إصدار مكتبة المحبة بالقاهرة . جاء فيه :
" سنة 644م أبان الفتح العربي ( الإسلامي ) عبر أحد البحارة ( النصارى ) ليلاً إلى الكنيسة , فوجد تابوت القديس مرقس فتوهم أن فيه ذهبًا , فأخذه وأخفاه في خن المركب , وعندما عزم عمرو بن العاص على المسير , تقدمت المركب كلها وخرجت من الميناء , ما عدا المركب التي كان بها الرأس ... فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها , فوجدوا الرأس في تلك المركب مخبئًا , فأخرجوه , فخرجت المركب حالاً , واستحضر الرجل الذي اعترف بعد وقت بسرقته , فضربه وأهانه .
ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط الذي كان في حالة هروبه إلى الصعيد (13 عامًا) خشية أضطهاد الملكيين ... فكتب له عمرو بن العاص خطابًا بخط يده يطمئنه , فحضر البابا واستلم منه الرأس " ( مرقس الرسول القديس والشهيد ص 70 ) .
ولم يكتف البابا شنودة بهذه الشهادة بل ذكر : " أن عمرو بن العاص أعطى عشرة آلاف دينارًا للبابا بنيامين من أجل بناء كنيسة عظيمة لصاحب هذه الرأس - أي مرقس - فبنى البابا بينيامين الكنيسة " المعلقة " الكائنة إلى يومنا هذا في شارع المسلة بالثغر , ودفن فيها الرأس إلى الأن " ( المصدر السابق ) .
ويقول الكاتب المسيحي الأرثوذكسي د. نبيل لوقا بباوي في كتابه هل ساعد الأقباط المسلمين في فتح مصر ؟؟
يتحدث الكاتب كمقدمة عامة عن الضرائب المفروضة وأسبابها ، موضحاً أن من أهم أسباب الضرائب القاسية الحروب المستمرة ما بين الفرس والروم .. هذه الحروب التي استمرت طوال القرن الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع.. أثناء صد الغارات تزداد الضرائب ثم لا تنقص ، وأثناء الغزو تزداد أيضا مرة أخرى ، مما دف الفلاحين إلى ترك أراضيهم ، وتحولت الأراضي إلى أراضي بور ، وبالتالي زاد العبء على الموجودين لأن نفس كمية الضرائب ما زالت مطلوبة منهم بعد نقصان عددهم.. وكان الشعب هو المسئول بوجه أساسي عن هذه الضرائب. ووصلت الضرائب إلى خمس وعشرين نوعا من الضرائب وفصّل أسماءها
هذا الكتاب من اهم الكتب التي يمكن اعتبارها احد أهم الأدلة على سماحة الإسلام مع أهل الذمة والشيء المميز في هذا الكتاب..ان كاتبه مسيحي وأرثوذكسي أيضاً.. وحقا شهد شاهد من أهلها..
فهل هناك من يتصف بالانصاف ويقول الحقيقة وان جهلها ثم عرفها ان يعترف بها
هذا ما ارجوه