(09-25-2010, 12:57 AM)عاشق الكلمه كتب: عزيزى أوبسرفر ...
عندما أسأل عن قبر الزبير بن العوام أحد الفاتحين فى جيش عمرو بن العاص وقبور أبناؤه للتأكيد على أنه ليس مدفونا فى مصر فهذا يعنى ضمنيا أن الفاتحون العرب عادوا من حيث جاؤا ولم يستقروا بمصر , وهو الأمر الذى لم يسترعى انتباهك ولم ترد عليه .
عزيزي عاشق الكلمة،
نعم قرأت ما كتبت و بالفعل استرعى انتباهي، الا اني لم اعلق، لاني اعتقد انك قلت ما قلت متعلق فقط بالزبير بن العوام، و لم يخطر لي على بال ان تلقي الكلام على عواهنه دون اثبات لتقصد ان كل من غزا من مصر من المسلمين قد خرج و تركها!!! و هنا سأحيلك الى كتاب الخطط للمقريزي، ليحدثك عن القبائل العربية التي استوطنت مصر بعد ان غزتها:
المقريزى يذكر الخطط التى بمدينة الفسطاط ويذكر قبائل العرب التى غزت مصر ص 76- 80
يقول المقريزى : " أعلم ان الخطط التى كانت بمدينة الفسطاط مصر بمنزلة الحارات التى هى اليوم بالقاهرة , فقيل لتلك فى مصر خطة وقيل لها فى القاهرة حارة .
قال القضاعى : ولما رجع عمرو من الإسكندرية ونزل موضع فسطاطه , أنضمت القبائل بعضها إلى بعض وتنافسوا فى المواضع , فولى عمرو على الخطط معاوية بن خديج التجيبى , وشريك بن سمى القطيفى , وعمرو بن قحزم الخولانى . وحيويل بن ناشرة المغافرى وكانوا هم الذين أنزلوا الناس وفصلوا القبائل وذلك سنة ستمائة أحدى وعشرين .
خطـــة أهل الزاوية : أهل الراية جماعة من قريش والأنصار , وخزاعة , وأسلم , وغفار , ومزينة أشجع , وجهينة , وثقيف , ودوس , وعبس بن بغيض , وحرش من بنى كنانة , وليث بن بكر , والمنتقاة منهم إلا منزل العتقاء فى غير الراية , وإنما سموا أهل الراية ونسبت الخطة إليهم لأنهم جماعة لم يكن لكل بطن منهم من العدد ما ينفرد بدعوة من الديوان فكرة كل بطن منهم أن يدعى بإسم قبيلة غير قبيلته فجعل لهم عمرو بن العاص راية ولم ينسبها إلى أحد فقال : يكون موقفكم تحتها فكانت لهم كالنسب الجامع وكان ديوانهم عليها وكان إجتماع هذه القبائل لما عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الولاية بينهم وهذه الخطة محيطة بالجامع من جميع جوانبه إبتدأوا من المصف الذى كانوا عليه فى حصارهم الحصن وهو باب الحصن الذى يقال له باب الشمع , ثم مضوا بخطتهم إلى حمام الفار وشرعوا بغربيها إلى النيل فإذا بلغت النحاسيين فالجانبان لأهل الراية إلى باب المسجد الجامع المعروف بباب الوراقين ثم يسلك على حمام شمول وفى هذه الخطة زقاق القناديل إلى تربة عفان إلى سوق الحمام إلى باب القصر الذى بدأنا بذكره .
خطـــه مهرة : بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن ملك بن حمير , وخطة مهرة هذه قبلى خط الراية وأختطت مهرة أيضاً على سفح الجبل الذى يقال له جبل يشكر مما يلى الخندق إلى شرقى العسكر إلى جنان بنى مسكين , ومن جملة خطة مهرة الموضع الذى يعرف اليوم بمساطب الطباخ وأسمه أحمد ويقال إن الخطة التى لهم قبلى الراية كانت حوزاً لهم يربطون فيها خيلهم إذا رجعوا إلى الجمعة ثم أنقطعوا إليها وتركوا منازلهم بيشكر .
خطة تحبيب : وتحبيب هو بنو عدى , وسعد أبنى الأشرس أبن شبيب بن السكن بن الأشرس بن كنده , فمن كان من ولد عدى وسعد يقال لهم تحبيب , وتحبيب أمهم وهذه الخطة تلى خطة مهرة وفيها درب الممصوصة آخره حائط من الحصن الشرقى .
وخطط لخم فى موضعين : فمنها خطة لخم بن عدى بن مرة بن أدد ومن خالطها من جزام فإبتدأت لخم بخطتها من الذى أنتهت إليه خطة الراية وأصعدت ذات الشمال إلى هذه الخطة سوق بربر وشارعه مختلط فيما بين لخم والراية ولهم خطتان أخريان إحداهما منسوبة إلى بنى رية بن عمرو بن الحارث بن وائل وهذا الموضع اليوم وراقات يعمل فيها الورق بالقرب من باب القنطرة خارج مصر , والخطة الثانية خطة راشدة بن أدب بن جزيلة من لخم وهى متاخمة للخطة التى قبلها وفى هذه الخطة جامع راشدة وجنان كهمس بن معمر الذى الذى عرف بالمادرانى ثم عرف بجنان الأمير تميم وهو اليوم يقال له المعشوق بجوار الآثار النبوية ولهم مواضع مع اللفيف وخطط أيضاً بالحمراء .
خطط اللفيف : إنما سموا بذلك لإلتفاف بعضهم ببعض وسبب ذلك أن عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية أخبر أن مراكب الروم قد توجهت إلى الإسكندرية لقتال المسلمين , فبعث عمرو بـ عمرو بن جماله الأزدى الحجرى ليأتيه بالخبر فمضى وأسرعت القبائل التى تدعى لفيف وتعاقدوا على اللحاق به , وأستأذنوا عمرو بن العاص فى ذلك فأذن لهم وهم جمع كثير فلما رآهم عمرو بن جماله أستكثرهم وقال تالله (تالله تفيد بمعنى القسم بالله وجائت فى سورة يوسف آيات 37و85و91و95و56و63 والنحل آيات 56,63 والشعراء 97 , الصافات 56 ) ما رأيت قوماً قد سدوا ألفق مثلكم ,انكم كما قال كما قال الله تعالى فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً فبذلك سموا من يومئذ اللفيف , وسألوا عمر بن العاص أن يفرد لهم دعوة فإمتنعت عشائرهم من ذلك فقالوا لعمر بن العاص فإنا نجتمع فى المنزل حيث كنا فأجابهم غلى ذلك فكانوا مجتمعين فى المنزل متفرقين فى الديوان إذا دعى كل بطن منهم أنضم إلى بنى أبيه قال قتادة ومجاهد والضحاك بن مزاحم فى قوله جئنا بكم لفيفاً قال جميعاً وكان عامتهم من الأزد من الحجر ومن غسان ومن شجاعة وألتف بهم نفر من جزام ولخم والزحاف وتنوخ من قضاعة فهم مجتمعون فى المنزل متفرقون فى الديوان وهذه الخطة أولها ما يلى : الراية سالكا ذات الشمال إلى تقاشى البلاط وفيها دار أبن عشرات إلى نحو من سوق وردان .
خطط أهــل الظاهر : لإنما سنى هذا المنزل بالظاهر , لأن القبائل التى نزلته كانت بالأسكندرية ثم قفلت بعد قفول عمرو بن العاص وبعد أن أختط الناس خططهم فخاصمت غلى عمرو فقال لهم معوية بن خديج وكات يتولى الخطط يومئذ أرى لكم أن تظهروا على أهل تلك هذه القبائل فتتخذوا منزلاً قسمى الظاهر بذلك وكانت القبائل التى نزلت الظاهر : العتقاء جماع من القبائل كانوا يقطعون على أيام النبى صلى الله عليه وسلم فبعث إليهم فأتى بهم أســرى فأعتقهم فقيل لهم العتقاء وديوانهم مع أهل الراية وخطتهم الظاهر متوسطة فيه وكان فيهم طوائف من الأزد وفهم واول هذه الخطة من شرقى خطة لخم وتتصل بموضع العسكر ومن هذه الخطة سويقة العراقيين وعرفت بذلك لأن زياداً لما ولاة معاوية بن ابى سفيان البصرة غرب جماعة من الازد إلى مصر وبها مسلمة بن مخلد فى سنة ثلاث وخمسين فنزل منهم هنا نحو مائة وثلاثين فقيل لموضعهم من خطة الظاهر سويقة العراقيين .
خطط غافق : هو غافق بن الحارث بن عك بن عدنان بن عبدالله بن ألزد وهذه الخطة تلى خطة لخم إلى خطة الظاهر بجوار درب الإعلام .
خطط الصــدف : وأسمه مالك بن سهل بن عمرو أبن قيس بن حمير ودعوتهم مع كندة .
خطــة الفارسين : وأستبد بخطة خزلان من حضر فتح مصر من الفارسين وهم بقايا جند باذان عامل كسرى على اليمن قبل الإسلام , أسلموا بالشام ورغبوا فى الجهاد فنفروا مع عمرو بن العاص إلى مصر فإختطوا بها وأخذوا فى سفح الجبل الذى يقال له جبل باب اليون وهذا الجبل اليوم شرقى من وراء خطة جامع أبن طولون تعرف أرضه بالأرض الصفراء وهى من جملة العسكر .
خطط مزحج : بالحاء قبل الجيم وهو مالك بن مرة بن ادد بن زيد بن كهلان .
خطة غطيف : بن مراد
خطة وعلان : بن قرن بن ناجية بن مراد وكلهم من مذحج فإختطت وعلان من الزقاق الذى فيه الصنم المعروف بسرية فرقون وهذا الزقاق أوله باب السوق الكبير وأختطت أيضا بخولان ثم أنفردت وعلان بخططها مقابل المسجد المعروف بالدينورى وأندت إلى خولان وهذه الخطة كيمان تطل على قبر القاضى بكار .
خطة يحصب : بن مالك بن اسلم بن زيد بن غوث وهذه الخطة موشعها كيمان وهى تتصل بالشرف الذى يعرف اليوم بالرصد المطل على راشدة .
خطة رعين : بن زيد بن سهل .
خطة ذى الكلاع : بن شرجبيل أبن سعد من حمير .
خطة المغافر بن يعفر بن مرة بن ادد وهذه الخطة من الرصد إلى سقاية بن طولون وهى القناطر التى تطل على عفصة وتفصل بين القرافتين والقناطر للمغافر ولهم إلى مصلى خولان وإلى الكوم المشرف على المصلى (
خطة سبا وخطة الرحبة أبن زرعة بن كعب .
خطة السلف بن سعد : فيما بين الكوم المطل على القاضى بكار وبين المغافر .
خطة بنى وائل : بن زيد مناة بن أقصى بن اياس بن حرام بن جزام بن عدى وهى من سفح الشرف المعروف بالرصد إلى خطة خولان .
خطة القبض : بالتحريك مزبد وهى بجانب خطة بنى وائل إلى نحو بركة الحبش قال : زكان سبب نزول بنى وائل والقبض وريه وراشدة والفارسين هذه المواضع قبل الفتح .
خطط الحمراوات الثلاثة : قال الكندى وكانت الحمراء على ثلاثة بنونية وروبيل والأزرق , وكانوا ممن ساروا مع عمرو بن العاص من الشام إلى مصر من عجم الشام ممن كان رغب فى الأسلام من قبل اليرموك ومن أهل قيسارية وغيرهم وقال القضاعى : وإنما قيل الحمراء لنزول الروم بها وهى خطط بلى بن عمر بن الحاف أبن قضاعة وفهم وعدوان وبعض الأزد وهم ثراد وبنى بحر وبنى سلامان ويشكر بن لخم وهزيل بن مدركة بت ألياس بن مضر وبنى نبه وبنى الأزرق وهم من الروم وبنى روبيل وكان يهودياً فأسلم , فأول ذلك الحمراء الدنيا خطة بلى بن عمر بن الحاف بن قضاعة , ومنها خطة ثراد من الأزد , وخطة الحمراء الوسطى منها خطة بنى نبه وهم قوم من الروم حضر الفتح منهم مائة رجل , ومنها خطة هزيل بن مدركة بن إلياس بن مضر , ومنها خطة بنى سلامان من الأزد ومنها خطة عدوان , ومن ذلك الحمراء القصوى وهى خطة بنى الأزرق وكان رومياً حضر الفتح منهم أربعمائة وخطة بنى روبيل وكان يهودياً فأسلم وحضر الفتح منهم 1000 رجل .
وخطة بنى يشكر بن جزيلة بن لخم وكانت منازل يشكر مفرقة فى الجبل فدثرت قديماً وعادت صحراء حتى جاءت المسودة يعنى جيوش بنى العباس فعمروها وهى الآن خراب .
قال أبن ألمتوج الحمراوات ثلاث أولى ووسطى وقصوى , فأما الأولى فتجمع جابر الأور وعقبة العداسين وسوق وردان وخطة الزبير إلأى نقاشى البلاط طولاً وعرضاً على قدر ذلك وأما الوسطى فمن درب نقاشى البلاط إلى درب معانى طولاً وعرضاً على قدره , وأما القصوى فمن درب معانى إلى القناطر الظاهرية يعنى قناطر السباع وهى حد ولاية مصر من القاهرة .
وكانت هذه الحمراوات جل (أحسن) عمارة مصر فى زمن الروم فإذا الحمراء الأولى والوسطى هما ألان خراب , وموضعهما فيما بين سوق المعاريج وحمام طن من شرقيهما إلى ما يقابل المراغة فى الشرق وأما الحمراء الدنيا فهى الان تعرف بخط قناطر السباع وبخط السبع سقايات وبحكر الخليلى وحكر أقبغا والكوم حيث الأسرى , ومنها أيضاً خط الكبش وخط الجامع الطولونى والعسكر ومنها حدرة بن قميحة إلى حيث قنطرة السد وبستان الطواشى وما فى شرقيه إلى مشهد الرأس المعروف بزين العابدين .
واقرأ ايضا ما يقوله المقريزي فيما يلي:
قبيلة قيس وحروبها فى مصر
ذكر نزول العرب بريف مصر واتخاذهم الزرع معاشًا وما كان في نزولهم من الأحداث قال الكندي: وفي ولاية الوليد بن رفاعة الفهميّ على مصر نقلت قيس إلى مصر في سنة تسع ومائة ولم يكن بها أحد منهم قبل ذلك إلا ما كان من فهم وعدوان فوفد ابن الحبحاب على هشام بن عبد الملك فسأله أن ينقل إلى مصر منهم أبياتًا فأذن له هشام في لحاق ثلاثة آلاف منهم وتحويل ديوانهم إلى مصر على أن لا ينزلهم بالفسطاط فعرض لهم ابن الحبحاب وقدم بهم فأنزلهم الحوف الشرقيّ وفرّقهم فيه. ويقال: إن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام بن عبد الملك مصر قال: ما أرى لقيس فيها حظًا إلا لناس من جديلة وهم فهم وعدوان.
فكتب إلى هشام: إنّ أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه قد شرّف هذا الحيّ من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم وإني قدمت مصر ولم أر لهم حظًا إلا أبياتًا من فهم وفيها كُوَر ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم ولا يكسر ذلك فكتب إليه هشام: أنت وذاك فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نضر ومائة أهل بيت من بني سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع ونظر إلى الصدقة من العشور فصرفها إليهم فاشتروا إبلًا فكانوا يحملون الطعام إلى القلزم وكان الرجل يصيب في الشهر العشرة دنانير وأكثر ثم أمرهم باشتراء الخيول فجعل الرجل يشتري المهر فلا يمكث إلا شهرًا حتى يركب وليس عليهم مؤونة في علف إبلهم ولا خيلهم لجودة مرعاهم.
فلما بلغ ذلك عامة قومهم تحملوا إليهم فوصل إليهم خمسمائة أهل بيت من البادية فكانوا على مثل ذلك فأقاموا سنة فأتاهم نحو من خمسمائة أهل بيت فصار ببلبيس: ألف وخمسمائة أهل بيت من قيس حتى إذا كان زمن مروان بن محمد وولى الحوثرة بن سهيل الباهلي مصر.
مالت إليه قيس فمات مروان وبها ثلاث آلاف أهل بيت ثم توالدوا وقدم عليهم من البادية من قدم.
وفي سنة ثمان وسبعين ومائة كشف إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس أمير مصر أمر الخراج وزاد على المزارعين زيادة أجحفت بهم فخرج عليهم أهل الحوف وعسكروا فبعث إليهم الجيوش وحاربهم فقتل من الجيش جماعة فكتب إلى أمير المؤمنين: هارون الرشيد يخبره بذلك فعقد لهرثمة بن أعين في جيش عظيم وبعث به إلى مصر فنزل الحوف وتلقاه أهله بالطاعة وأذعنوا بأداء الخراج فقبل هرثمة منهم واستخرج خراجه كله ثم إن أهل الحوف خرجوا على الليث بن الفضل البيودي أمير مصر وذلك أنه بعث بمساح يمسحون عليهم أراضي زرعهم فانتقصوا من القصبة أصابع فتظلم الناس إلى الليث فلم يسمع منهم فعسكروا وساروا إلى الفسطاط فخرج إليهم الليث في أربعة آلاف من جند مصر في شعبان سنة ست وثمانين ومائة فالتقى معهم في رمضان فانهزم عنه الجند في ثاني عشره وبقي في نحو المائتين فحمل بمن معه على أهل الحوف فهزمهم حتى بلغ بهم غيفة وكان التقاؤهم على أرض جب عميرة وبعث الليث إلى الفسطاط بثمانين رأسًا من رؤوس القيسية ورجع إلى الفسطاط وعاد أهل الحوف إلى منازلهم ومنعوا الخراج.
فخرج ليث إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد في محرم سنة سبع وثمانين ومائة وسأله أن يبعث معه بالجيوش فإنه لا يقدر على استخراج الخراج من أهل الحوف إلا بجيش يبعث معه وكان محفوظ بن سليم بباب الرشيد فرفع محفوظ إلى الرضيد يضمن له خراج مصر عن آخره بلا سوط ولا عصا فولاه الخراج وصرف ليث بن الفضل عن صلاة مصر وخراجها وفي ولاية الحسين بن جميل امتنع أهل الحوف من أداء الخراج فبعث أمير المؤمنين هارون الرشيد يحيى بن معاذ في أمرهم فنزل بلبيس في شوال سنة إحدى وتسعين ومائة وصرف الحسين بن جميل عن وولى مالك بن دلهم وفرغ يحيى بن معاذ من أمر الحوف وقدم الفسطاط في جمادى الآخرة فورد عليه كتاب الرشيد يأمره بالخروج إليه فكتب إلى أهل الحوف: أن اقدموا حتى أوصي بكم مالك بن دلهم وأدخل بينكم وبينه في أمر خراجكم فدخل كل رئيس منهم من اليمانية والقيسية وقد أعدّ لهم القيود فأمر بالأبواب فأخذت ثم دعا بالحديد فقيدهم وتوجه بهم للنصف من رجب منها.
وفي أمارة عيسى بن يزيد الجلوديّ على مصر ظلم صالح بن شيرزاد عامل الخراج الناس وزاد عليهم في خراجهم فانتقض أهل أسفل الأرض وعسكروا فبعث عيسى بابنه محمد في جيش لقتالهم فنزل بلبيس وحاربهم فنجا من المعركة بنفسه ولم ينج أحد من أصحابه وذلك في صفر سنة أربع عشرة ومائتين فعزل عيسى عن مصر.
وولى عمير بن الوليد التميميّ فاستعدّ لحرب أهل الحوف وسار في جيوشه في ربيع الآخر فزحفوا عليه واقتتلوا فقتل من أهل الحوف جمع وانهزموا فتبعهم عمير في طائفة من أصحابه فعطف عليه كمين لأهل الحوف فقتلوه لست عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر.
فولى عيسى الجلولي ثانيًا وسار إليهم فلقيهم بمنية مطر فكانت بينهم وقعة آلت إلى أن انهزم منهم إلى الفسطاط وأحرق ما ثقل عليه من رحله وخندق على الفسطاط وذلك في رجب وقدم أبو إسحاق بن الرشيد من العراق فنزل الحوف وأرسل إلى أهله فامتنعوا من طاعته فقاتلهم في شعبان ودخل وقد ظفر بعدة من وجوههم إلى الفسطاط في شوال ثم عاد إلى العراق في المحرّم سنة خمس عشرة ومائتين بجمع من الأسارى.
فلما كان في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين انتقض أسفل الأرض بأسره عرب البلاد وقبطها وأخرجوا العمال وخلعوا الطاعة لسوء سيرة عمال السلطان فيهم فكانت بينهم وبين عساكر الفسطاط حروب امتدّت إلى أن قدم الخليفة عبد اللّه أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر خلون من المحرّم سنة سبع عشرة ومائتين فسخط على عيسى بن منصور الرافقي وكان على أمارة مصر وأمر بحل لوائه وأخذه بلباس البياض عقوبة له.
وقال: لم يكن هذا الحدث العظيم إلا عن فعلك وفعل عمالك حملتم الناس ما لا يطيقون وكتمتني الخبر حتى تفاقم الأمر واضطرب البلد.
ثم عقد المأمون على جيش بعث به إلى الصعيد وارتحل هو إلى سخا وبعث بالأفشين إلى القبط وقد خلعوا الطاعة فأوقع بهم في ناحية البشرود وحصرهم حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين فحكم فيهم المأمون بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال فسبى أكثرهم وتتبع المأمون كل من يومي إليه بخلاف فقتل ناسًا كثيرًا ورجع إلى الفسطاط في صفر ومضى إلى حلوان وعاد فارتحل لثمان عشرة خلت من صفر وكان مقامه بالفسطاط وسخا وحلوان تسعة وأربعين يومًا.
وكان خراج مصر قد بلغ في أيام المأمون على حكم الإنصاف في الجباية أربعة آلاف ألف دينار ومائتي ألف دينار وسبعة وخمسين ألف دينار.
ويقال: إن المأمون لما سار في قرى مصر كان يبني له بكل قرية دكة يضرب عليها سرادقة والعساكر من حوله وكان يقيم في القرية يومًا وليلة فمرّ بقرية يقال لها: طاء النمل فلم يدخلها لحقارتها فلما تجاوزها خرجت إليه عجوز تعرف بمارية القبطية صاحبة القرية وهي تصيح فظنها المأمون مستغيثة متظلمة فوقف لها وكان لا يمشي أبدًا إلا والتراجمة بين يديه من كل جنس فذكروا له إن القبطية قالت: يا أمير المؤمنين نزلت في كل ضيعة وتجاوزت ضيعتي والقبط تعيرني بذلك وأنا أسأل أمير المؤمنين أن يشرفني بحلوله في ضيعتي ليكون لي الشرف ولعقبي ولا تشمت الأعداء بي وبكت بكاءً كثيرًا.
فرقّ لها المأمون وثنى عنان فرسه إليها ونزل فجاء ولدها إلى صاحب المطبخ وسأله كم تحتاج من الغنم والدجاج والفراخ والسمك والتوابل والسكر والعسل والطيب والشمع والفاكهة والعلوفة وغير ذلك مما جرت به عادته فأحضر جميع ذلك إليه بزيادة.
وكان مع المأمون أخوه المعتصم وابنه العباس وأولاد أخيه الواثق والمتوكل ويحيى بن أكثم والقاضي أحمد بن داود فأحضرت لكل واحد منهم ما يخصه على انفراده ولم تكل أحدًا منهم ولا من القوّاد إلى غيره ثم أحضرت للمأمون من فاخر الطعام ولذيذه شيئًا كثيرًا حتى أنه استعظم ذلك.
فلما أصبح وقد عزم على الرحيل حضرت إليه ومعها عشر وصائف مع كل وصيفة طبق. فلما عاينها المأمون من بعد.
قال لمن حضر: قد جاءتكم القبطية بهدية الريف الكامخ والصحناه والصبر فلما وضعت ذلك بين يديه إذا في كل طبق كيس من ذهب فاستحسن ذلك وأمرها بإعادته. فقالت: لا واللّه لا أفعل فتأمّل الذهب فإذا به ضرب عام واحد كله فقال: هذا والله أعجب ربما يعجز بيت مالنا عن مثل ذلك.
فقالت: يا أمير المؤمنين لا تكسر قلوبنا ولا تحتقر بنا فقال: إن في بعض ما صنعت لكفاية ولا نحب التثقيل عليك فردي مالك بارك الله فيك فأخذت قطعة من الأرض وقالت: يا أمير المؤمنين هذا وأشارت إلى الذهب من هذا وأشارت إلى الطينة التي تناولتها من الأرض ثم من عدلك يا أمير المؤمنين وعندي من هذا شيء كثير فأمر به فأخذ منها وأقطعها عدة ضياع وأعطاها من قريتها طاء النمل مائتي فدّان بغير خراج وانصرف متعجبًا من كبر مروءتها وسعة حالها.
اقتباس:الامر الثانى أن قدره المسلمين العجيبه والغربيه على التناسل لم تتفوق على قدره الصينيين والهنود مثلا , فالصين وحدها بها من السكان مايفوق مسلمى العالم كله عددا , لذلك فالسؤال المطروح هو : اذا كان 12,000 جندى وعلى فرض أنهم لم يعودوا لبلادهم قد تناسلوا حتى أصبحوا 70 مليون , فأين الملايين المصريه الموجوده باالبلاد حينها وقدرتها على التناسل ؟ وكيف تناسل 12,000 جندى ( بدون نساؤوهم ) ؟
أليس من العقل والمنطق اختيار الخيار العقلانى فى الرد والأقرب للحقيقه وهو الاعتراف بأن مسلمى مصر هم فى الأصل أقباط قد تحولوا الى الاسلام ؟ أم أك تريد استحمارنا مثل سيد القمنى ؟
عزيزي عاشق، كما تقدم سابقا، كان هناك استيطان عربي اسلامي لمصر بعد غزوها. و سأفترض ان عدد هؤلاء كان ١٢٠٠٠ كما تقول، فاين العجب في ان ينمو هذا العدد الى ٨٠ مليون في خلال ١٤٠٠ سنة، اذا علمت ان سكان مصر قبل حوالي ١٠٠ سنة كان ١٠ مليون فقك و الان ٨٠ مليون، اي لم تستغرب ان يصبح ال١٢٠٠٠ حوالي ١٠ مليون في خلال ١٣٠٠ سنة؟؟!!!
طبعا لا ننفي دخول الكثير من الاقباط الاسلام و خصوصا عندما كانت تثقل عليهم الجزية، لكن هذا لا يعني ابدا ان نعتقد و بكل سذاجة، ان العرب غزوا مصر و غادروها فورا بعد ان اسلم الاقباط فيها طوعا، و بالتالي المصريين اليوم معظمهم اقباط اقحاح من حيث القومية.
اقتباس:كما أن غزه لا تصلح مثالا للقياس عليه , الفلسطينيون يتخذون من كثره التناسل سلاحا ضد اسرائيل يسمونه القنبله الديموغرافيه لعدم طمس هويه فلسطين وتحويلها الى دوله يهوديه نقيه , فهذا ظرف استثنائى لا يمكنك اعتباره مثالا , بل أنك لو اعتبرته مثالا فيجب أن يكون مثال عكسى , بمعنى أنه يجب أن تلوم الأقباط على عدم تبنى هذا الخيار وتناسلهم بالقدر الذى يحافظ على هويه مصر القبطيه فى مواجهه المد الاسلامى , أما اعتبار غزه مثالا يقاس عليه فى قدره 12,000 جندى على التناسل حتى وصلوا الى 70 مليون فى ظل وجود ملايين الأقباط حينها فهذا ان سمحت لى ,,, هــــــــــــــــــــــراء .
هنا لا اريد ان اعلق لئلا يتشعب الموضوع.[/color]