الفيلسوف المصري
عضو مشارك
المشاركات: 6
الانضمام: Oct 2010
|
RE: من التدين إلى الإلحاد – حديث فتاة
(10-25-2010, 01:28 AM)AmandaFi كتب:
الصغيرة المدللة في السابعة من العمر، في معزل عن العالم الخارجي بأسوار من حب. تسكن في بيت صغير، تنعم في ظل أمها مع أختيها الأكبر سنا. تداعب الأم وجنتيها وتقبلها قبل النوم، تغط الصغيرة في نوم عميق فترى "الله" الذي يستقر في الهواء رجلا عملاقا يلبس الزي التقليدي (الثوب الخليجي والشماغ بلا عقال) وتقف أمامه الأم عارية ذليلة.
نشأت فتاة "صالحة" في بيئة تربي الأبناء على الخوف من "الله" قبل حبه ورجائه. على الترهيب من "النار" قبل الترغيب في "الجنة". على أننا الحق وكل الحق ومخالفنا باطل. وأن لنا أن نقول وعلى الآخر أن يخرس! لأنه ببساطه على باطل.
على هذه الطريق كانت الصغيرة حتى كبرت، في سن العشرين تسلمها الأم العجوز وأخوتها الذكور زمام الأمور لأنها محل الثقة والأكثر نضجا من أختيها فتقوّم وتصلِح وتذكّر. لبضع سنوات انخرطت الفتاة في طلب "العلم الشرعي" وحفظ القرآن لتجد في نفسها كثيرًا من التساؤلات، وبعضا من التناقضات، فتقلّب الكتب بحثا عن أجوبة. يا "الله":
كم من مذهب وملة ونِحلة على هذه البسيطة! لماذا نحن فقط على حق؟
حسنا، ربما عدد لا بأس به على حق على الرغم من تلك النعرات والمناوشات بين المذاهب، ولكن كيف لي أن أعرف بأني على حق أصلا؟
"حبة حبة"، لماذا أرسل "الله" الرسل؟ نعم، لعبادة "الله" وحده وأن لا نشرك به شيئا. إذن تشترك كثير من المذاهب في هذا، بل وتشترك الأديان. علي أن أسأل "اهل العلم"...
المجيب: لا أبدا، هذا غير صحيح، كلها تدعو إلى الشرك. خذي مثلا المسيحية، انظري كيف يألهون عيسى "عليه السلام" ويجعلونه شريكا لله، ولي في هذا بحوث عدة. هؤلاء الأقوام أفضل طريقة لكي "تفحمهم" أن تدينهم بكتابهم المقدس.
الفتاة: كيف؟
المجيب: هل تصدقين بأني لم أجد نصًا واحدًا في كتابهم يقول بأن عيسى إله! كل هذا من هرطقة القساوسة. انظري إلى تلك الأجزاء (يسميها) كيف تصف عيسى "عليه السلام" ليس منها ما يخالف كتابنا، عيسى القرآن هو عيسى الإنجيل.
الفتاة: وكيف يبطل الدين؟ إن كان هؤلاء على خطأ فهم لا يمثلون الدين الحقيقي. نأخذه من الكتاب إذن.
المجيب: لا لا لا فالكتاب فيه مخالفات كثيرة وتناقضات (تهربا).
انتهي بها الأمر إلى ضرورة الخضوع والتسليم من دون معرفة الأسباب. وتستمر التناقضات خصوصا مع انفتاح البلد واطلاع أهله على العالم الخارجي واختلاطهم به. فتكثر الأسئلة وتكثر "الفتاوى" ويكثر اللغط في أتفه الأمور لينصُب الناس من الشيوخ "آلهة" على الأرض تقنن حياتهم في أدق تفاصيلها. ويصير المحرم مباحا والمباح محرما عيانا بيانا لمصالح سياسية أو لإرضاء جماعة دينية معينة، والأعجب أن هذا "بالأدلة" أيضا.
فتتساءل إن كان في دينها نظاما يحفظ الحقوق و"الحلال" و"الحرام" كما اعتدنا أن نقول! فكيف استحال إلى هذه الصورة؟ فتعود صورة الإله (بالثوب والشماغ بلا عقال) كما كانت تراها في السابعة.
تحدث الفتاة نفسها: ربما في مكان ما ينعم الناس بالدين الحق وأنا لا أعرفه. سأرى ماذا تحمل المسيحية، لعل فيها مطلبي، فهو كما يقول عنه أهله دين الحب والتسامح فقد لمستُ جانبا من قسوة في الكتاب الذي أدين به يتنافى مع "مطلق" الرحمة "لله".
حصلت الفتاة على نسخة من الإنجيل، وبعد قراءة عدد من الفصول: "يا الله! لا أجد اختلافا كبيرا" حتى ظنت إحدى اثنتين:
إما أن تكون الذات نفسها تتحدث في الكتابين أو أن يكون محمدًا قد اقتبس كثيرا من الإنجيل!
إن كانت الأولى، فلماذا يرهقنا "الله" بهذا الاختلاف! ويحملنا على التحزب والحروب وقتل بعضنا بعضا؟ لماذا تعهد بحفظ القرآن (كما يقول) ولم يتعهد بحفظ الإنجيل؟ ولماذا لم يرسل كتابا واحدا للبشرية كلها ويتعهد بحفظه من البداية حتى تكون الأمم باختلافها على قلب واحد؟
وإن كانت الثانية! فآهٍ على ما مضى. يا "الله" إن كنت موجودا فأنت أرحم من أن تعاقبني لأنني لم أصل إليك لجهلي. وإن لم تكن، فماذا أفعل إذن!
انتهى الأمر بالفتاة: ما الذي خرجنا به من الدين سوى التحزب والقتل ومزيد من العنف. لماذا لسنا سعداء بأنفسنا وبديننا. لماذا أصحاب العقول "الملاحدة" في راحة، يفوقوننا علما وسعادة، دينهم تقبل الآخر.
كيف يجعلنا الدين نشعر بالاكتفاء لمجرد التدين، ويحملنا على تنقص الآخر، ويحبسنا عن كثير من الأعمال التي من شأنها أن تمنحنا حياة أفضل.
وهل الحل في الإلحاد إذن ؟ ولماذا ؟
انا لم اقتنع بالإلحاد لن يغرقني في دائرة من التساؤلات التي لا نهاية لها واللهث وراء اسئلة لا يجيب عنها سوى وجود خالق ومدبر لهذا الوجود .. وأن النظرية الألحادية للوجود لم تقنعني فليس الوجود صدفة عشوائية وليس هذا النظام في جسدنا صدفة عشوائية ..
بعيد عن ما ذكرتيه من قصة فتاة .. فهذه قصة لا تعمم على كل معتنقي الإسلام .. أنا والحمد لله مسلم بالعقل وعندما أقول العقل فأقصد الجمع بين المخ والقلب الذي يعطي معنى البصيرة . لأجد القرأن يعطيني الفكرة الكاملة عن موجد الكون " الله " وليس الصدفة المهرولة ..
الألحاد ليس سوى انفلات باسم التحرر وكبر وعناد وجحود باسم الوصول للحقيقة .
الملحد يشبه التمثال لأنه لا يؤمن الا بالمادة فهو مادي أجوف .
والأمر بسيط إذا كان الملحد لا يؤمن الا بما يخضع للمحسوس والتجريب المعملي فلماذا اصلا الإيمان بالروح مع انها لا تخضع للتجربة ولا ترى بالعين او بالميكرسكوب .
الألحاد ليس حلا لأن لا يعطينا ميزان ومرجعية للصح والخطأ ولا للطيب والخبيث ولا يوحد قانونا بل لكل ملحد دستوره وهذا هو الضياع بعينه .. الى اي دستور تحتكمون ..
|
|
10-26-2010, 04:04 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
مؤمن مصلح
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,905
الانضمام: Apr 2008
|
الرد على: من التدين إلى الإلحاد – حديث فتاة
سلامات
كتب الزميل حامد علوان
يلجأ المتزمتين دينياً الى إيهام أنفسهم بأنهم يحضون بإستقرار نفسي أكثر من الغير متدينين...!....ولكنهم يصابون بإنزعاج شديد يصل الى حد الهيستريا عندما تهتز عقيدتهم لأي سبب ما...!
هذا ما يحدث فعلا في المنتديات التنويرية ، بعض المسلمين يشتمون ويتهمون إتهامات كاذبة ويطالبون بقمع الحوار
الزميل حامد علوان
هل من الممكن أن تعطيني رأيك بهذا الموضوع
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=39697
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-27-2010, 09:55 AM بواسطة مؤمن مصلح.)
|
|
10-27-2010, 09:50 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}