اود مساعدة الدوكتور بهجت في طرح هذه الرؤية ويسعدني ان اضيف ما وجدته على الشبكة .
نشأة الكون
قام ستيفن هوكينج و جيم هارتل بتطوير صورة حول بداية الكون وهي الخلق الكمي التلقائي ” Spontaneous Quantum Creation ” , حيث أن هذه الصورة مشابهة قليلا لتشكل فقاعات البخار في الماء المغلي .
فكرة أن معظم الأزمنة المحتملة للكون ستكون كأسطح الفقاعات . العديد من الفقاعات الصغيرة ستظهر ومن ثم تختفي مرة أخرى . هذا يطابق الأكوان الصغيرة التي تتوسع ومن ثم ترتد على نفسها , وكل هذا وما يزال الكون في الحجم المجهري . قد يكون هناك إحتمالية لوجود أكوان أخرى ولكنها بلا أي فعالية لكونها لا تدوم طويلا بما فيه الكفاية لتطوير المجرات والنجوم ناهيك عن الحياة الذكية . بضعة من تلك الفقاعات تنمو لأحجام معينة حيث تكون تلك الفقاعات في حجم آمن من الإنهيار أو الإرتداد بعد التوسع , فتلك الفقاعات ستستمر بالإتساع بنسبة متزايدة , وستكون الفقاعات التي نراها , هذا يسمى بالـ” تضخم : Inflation ” , على غرار تصاعد الأسعار كل سنة .
في كتابه الجديد و الذي يصدر قريباً بعنوان “التصميم الكبير” The Grand Design يقول ستيفن هوكينج :
بناء على المعطيات المتاحة المتمثلة بوجود “الجاذبية”، فإن الكون يمكنه وسيظل قادراً على خلق نفسه من العدم. الخلق التلقائي الكموميSpontaneous Quantum Creation هو السبب وراء وجود شيء ما بدلاً من عدم وجود أي شيء، و وجود الكون و وجودنا نحن. و بالتالي ليست هناك ضرورة لوجود خالق لإطلاق الشرارة وخلق الكون.
“النظرية أم” M-theory، والتي تضع، كما يقول، 11 بعداً زمانيا ومكانياً هي: المتغيرات المهتزة.. والجزيئات الأساسية وغشائين بُعديين وثلاث نقاط بُعدية وأجسام أخرى أكثر صعوبة من أن يتم تخيلها وتحتل مساحة معينة من الفضاء. و بالتالي إذا كان هناك أكثر من كون، العديد منها، فإن واحداً منها سيحتوي على قوانين فيزيائية مثل الكون الذي نعيش فيه، وعلى أحدها يجب أن يظهر شيء من العدم، وبالتالي فلا ضرورة لأن يكون هناك خالق لتبرير ذلك.
أما “النظرية أم” M-theory، فهي واحدة من الحلول المقترحة لنظرية كل شيء التي يفترض بها أن تدمج نظريات الأوتار الفائقة Superstrings الخمس مع الأبعاد الأحد عشر للثقالة الفائقة Supergravity.
نظرية الأوتار الفائقة
تقول نظرية الاوتار الفائقة Super String Theory أن الأشياء أو المادة مكونة من أوتار حلقية مفتوحة وأخرى مغلقة متناهية في الصغر لا سمك لها وأن الوحدة البنائية الأساسية للدقائق العنصرية، من إلكترونات وبروتونات ونيترونات وكواركات، عبارة عن أوتار حلقية من الطاقة تجعلها في حالة من عدم الاستقرار الدائم وفق تواترات مختلفة وإن هذه الأوتار تتذبذب وتتحدد وفقها طبيعة وخصائص الجسيمات الأكبر منها مثل البروتون والنيوترون والإلكترون، أهم نقطة في هذه النظرية أنها تأخذ في الحسبان كافة قوى الطبيعة: الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوى النووية، فتوحدها في قوة واحدة ونظرية واحدة، تسمى النظرية الفائقة M-Theory.
تهدف النظرية إلى وصف المادة على أنها حالات اهتزاز مختلفة لوتر أساسي وتحاول هذه النظرية الجمع بين ميكانيكا الكم (بالإنكليزية: Quantum Mechanics)، التي تفسر القوى الأساسية المؤثرة في عالم الصغائر (القوة النووية الضعيفة، القوة الكهرومغناطيسية، القوة النووية القوية) وبين النظرية النسبية العامة التي تفسر قوة الجاذبية في عالم الكبائر ضمن نظرية واحدة والتي تقول بإن الكون هو عالم ذو أحد عشر بُعدًا، الأبعاد الأربعة للمكان و الزمان بالإضافة لـسبع أبعاد أخرى.
إستنادا إلى نظرية الأوتار الفائقة فإن الكون الذي نعيش فيه ليس وحيدا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في عالمنا قد يكون مشغولاً بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة، وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة متذبذبة، فالكون عزف موسيقي ليس إلا ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكوّن من خلال معرفتنا للأوتار ونغماتها، فالكون يتصرف على نمط العزف على الأوتار.
يقول العالِم الفيزيائي الأمريكي ” ألن غوث”، بما أن الكون ولد من العدم وبما أن العدم يمتد إلى مساحات لا متناهية، إذاً من المتوقع نشوء أكوان لامتناهية في أجزاء مختلفة من العدم.
أما العالِم الكوزمولوجي والفيزيائي الأمريكي ” مارتين ريز” فيقول:
بما أنه توجد عوالم مختلفة وعديدة، إذاً من المتوقع وجود عالم كعالمنا. فإذا دخلنا إلى متجر لبيع الثياب حيث توجد ثياب بمقاييس مختلفة وعديدة فليس من المستغرب حينئذٍ أن نجد ثوباً بمقاسنا. لذا ليس من المستغرب وجود عالَم كعالمنا لأنه توجد عوالم عدة ومختلفة.
لماذا ظهرت النظريه ام
ظهرت النظريه ام بعد أن ظهرت خمس معادلات في نظريه الاوتار بالتالي خمس نظريات اوتار سميت نظريه الاوتار الفائقة لكل واحده منها تصف شيء محدد فكانت تلك مشكله ويجب أن تتوحد هذه النظريات في نظريه واحده. في البدايه ظن ان كل معادله هي كون مستقل كل واحد له نظامه الخاص. تبين لاحقاً ان المعادلات الخمس متكافئه وعند حلول عام 1995 طرح إدوارد ويتين نظريه ام, بعد أن لخص العلاقات ما بين النظريات الخمس فيما يعرف بالازدواجيات أو الثنائيات التي تزيل الفروق مثل : ثنائية T تزيل الفرق بين المسافات الصغيرة والكبيرة وثنائية S تزيل الفرق بين التفاعلات القوية والضعيفة حتى ظهرت نظريه الجاذبيه الفائقة ومن ثم ولدت نظريه ام التي توحد الأنواع الخمس من نظريه الاوتار الفائقة. عدد الابعاد فيها توجب أن يكون 11 بعد إضافة بعد آخر فلقد كان يظن قبلها أن للكون 10 أبعاد فقط. و قد كان هنالك نتيجه غريبه لهذا البعد الاضافي، فهو يسمح للوتر ان يهتز ويتمدد ليكون غشاء.
نتائج النظرية إم
إذا كان الكون عباره عن غشاء فلماذا نرى الاشياء منفصله؟ تفسر النظرية هذا بأن جسيماتنا تستقبل ترددات الجسيمات التي لها نفس التردد ولا تستقبل الترددات الأخرى. هذه الاوتار لاتستطيع الانتقال بعكس الاوتار المغلقة ,من امثله الاوتار المغلقة جسيم الجرافيتون الحامل للجاذبيه. إذا قد حل لغز ضعف الجاذبيه فالجرافيتون هو وتر مغلق ينتقل عبر الاغشيه إلى أكوان أخرى موازية.أي أن ضعف الجاذبية سببه تأثير جرافيتونات الغشاء الآخر.
كيف تستطيع النظرية استيعاب الانفجار العظيم؟ ببساطه كان هنالك غشاء مماثل لغشائنا حجما فحدث اصطدام مهول بينهما أدى إلى انفجار عظيم في غشائنا في هذه الحالة نستنتج وجود عدد هائل من ولادة أكوان.
الخلاصة :
1- الخلق التلقائي من العدم هو السبب في وجود كوننا.
2- هناك العديد من الأكوان الأخرى المختلفة و المتشابهة مع كوننا.
3- الإنفجار الكبير قد حدث بسبب إصطدام غشائين.
4- الغشاء هو وتر قد إهتز و تمدد ليكون غشاء.
5- الوتر هو الوحدة البنائية لكل شيء : إلكترونات وبروتونات ونيترونات وكواركات.
الخلق التلقائي من العدم و الفلسفة المادية
الفلسفة المادية هي نظرية حيث كل الموجودات هي نتاج للمادة. استنادا إلى تلك النظرية، المادة هي الحقيقة المطلقة، والوعي يفسر عن طريق التغيرات الفيزيوكيميائية في الجهاز العصبي. و هي عموما تتلخص في ثلاث نقاط أساسية :
1- إن ظواهر الكون هي مختلف وجوه المادة التي هي في حركة دائمة, إذ أن المادة هي ما يوجد خارج ذهني و خارج كل ذهن و ليست بحاجة إلي أي ذهن كي توجد.
2- يترتب على هذا ان المادة هي الحقيقة الواقعية الأولى التي ليست أحاسيسنا و ليس فكرنا إلا نتاجا لها و إنعكاسا عنها.
3- إن العالم و قوانينه يمكن النفوذ إليهما بكاملهما من قبل المعرفة التي تراجعها التجربة و النشاط العملي و يتثبتان من صحتها.
هذا يعني ان المادة التي تقصدها الفلسفة المادية تختلف عن المادة التي يعنيها العلم الحديث. فالمادة في الفلسفة المادية هي الواقع الموضوعي بوجه عام أما المادة في الفيزياء فهي الجسيمات الذرية و لكن هناك حقائق أخرى غير المادة مثل الطاقة و المادة المضادة (عكس المادة) و هناك أيضا ما يسمى بالفراغ الزائف و هو حالة للمادة شبيهة بالفراغ لكنها غير مستقرة ومثقلة بالطاقة، أي إنها فراغ مثقل بالطاقة لأن نظرية الكونتم قادت إلى تصور جديد للفراغ (الخلاء) مفاده أن الفراغ يعج، بالضرورة وبحكم طبيعته، بفيض من الجسيمات (فوتونات، إلكترونات، كواركات، الخ…) قصيرة العمر. فلا مانع لنشوء الجسيمات دون النووية من قلب الفراغ، شريطة ألا يتخطى بقاؤها فترات خاطفة تتناسب وطاقتها…
بل إن العدم الفلسفي يختلف أيضا عن العدم الفيزيائي لأن العدم الفسفي هو نفي الوجود ككل و هي حالة نظرية مستحيلة الحدوث لأننا لا نستطيع فلسفيا أن نقول أن العدم موجود و إلا وقعنا في تناقض مضحك و لكننا نستطيع ان نقول أن العدم الفيزيائي موجود لأن العدم الفيزيائي هو فراغ محمل بفيض من الجسيمات.
بإختصار فإن المادة الفلسفية تشمل المادة الفيزيائية و العدم الفيزيائي و الطاقة و المادة المضادة و كل ظواهر المادة الأخرى لأن المادة الفلسفية هي كل الواقع الموضوعي الخارج عن الذهن و الذي لا يحتاج إلي أي ذهن لكي يوجد.
بهذا المعنى فإن الخلق التلقائي من العدم لا يعني و لا يقصد أن :
1- الكون قد نشأ من عدم فلسفي بل من عدم فيزيائي
2- أن الكون قد نشأ نتيجة وعي خارق أو ذهن إلهي
و مادامت نظرية الخلق التلقائي من العدم لا تقصد أيا من هذين الأمرين إذن فهي لا تتعارض مع بقاء المادة و لا أزليتها ..