المثقفون ينتفضون: أصلان يصف المظاهرات بالأهم فى تاريخ الحركة الوطنية.. والشوبكى يطالب الرئيس بالخروج الآمن.. وزيدان: إما الاستجابة أو التنحى.. والقمحاوى ومبروك يجب على النظام ألا يدفن رأسه فى الرمال
الخميس، 27 يناير 2011 - 11:39
الروائى إبراهيم أصلان الروائى إبراهيم أصلان
كتب وجدى الكومى وهدى زكريا
Bookmark and Share Add to Google
توالت ردود أفعال المثقفين، على احتجاجات المتظاهرين التى اندلعت فى "يوم الغضب"، حيث طالب فريق منهم، المؤسسة الرئاسية بالاستجابة لما طرحته المظاهرات، فيما أكد فريق آخر على أنه لم يتوقع هذه الروح التى بثتها قوى شباب مصر.
وتعجب فريق ثالث من الصمت الرسمى، وطرح البديل الجاهز وتحميله المسئولية، وهى القوى التى لا يرضى عنها النظام، مثل الإخوان المسلمين و6 إبريل وغيرها.
وقال الروائى والقاص إبراهيم أصلان، أن ما حدث شىء هام وعظيم فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية وله دلالات بالغة الأهمية، مؤكدا أن العلاقة بين النظام الحاكم والشعب ستتغير تماما بعد تلك الأحداث عما كانت قبلها، مضيفا أننا جميعا جزء مما يحدث سواء شاركنا أو لم نشارك.
وطالب الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الرئيس مبارك بعدم الترشح لانتخابات رئاسية قادمة، قائلا: لا أحب أن أنسب ما حدث إلى تنظيمات سياسية كما فعلت أجهزة الأمن، وإنما أسميه "تحالف المحبطين من أوضاعنا السياسية" والتى كان آخرها نقل المعارضة من تحت قبة البرلمان إلى الشارع، وقال الشوبكى: ما فعله أحمد عز فى هذه الانتخابات، أصاب جميع الأحزاب المعارضة بالإحباط، وتولد لدى الوفد، والتجمع وغيرهما إحساس بخروجهم من الشرعية، إلى الشارع، لكنهم تكاتفوا مع ما حدث من مد جماهيرى جارف، موضحًا أن مظاهرات أمس كانت الأولى من نوعها منذ انتفاضة يناير 1977، مؤكدا أن العزلة بين النشطاء السياسيين وعموم المواطنين قد انكسرات، ولأول مرة نجد أن غالبية المواطنين، شاركت بفعالية، مشيرا إلى أن مطالب الإصلاح ليست بعيدة عن الجماهير التى رددتها أمس، مؤكدا أن هديرها الغاضب كان يصل لكل الأسماع.
أما الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، فآشار إلى أنه تنبأ إلى كل ما حدث أمس فى روايته الصادرة حديثا "أجنحة الفراشة" عن الدار المصرية اللبنانية، وقال سلماوى: تنبأت بهذا، وتنبأت أيضا بما سيحدث بعد ذلك من أحداث ومظاهرات وحراك سياسى.
وفى روايته "أجنحة الفراشة" يرسم محمد سلماوى سيناريو للاحتجاجات حيث يتوقع سلماوى أن تتفاقم هذه الاحتجاجات، بفضل الهواتف المحمولة وتجمعات الفيس بوك، والإنترنت، وتحاول الحكومة حسب الرواية أن تكشف عن مؤامرة مدعومة من الخارج لقلب نظام الحكم، فتعتقل جميع أقطاب المعارضة، كما تعتقل كل المتعاملين معهم، ومن ضمنهم مجموعة الشباب وقود العصيان المدنى، ويمضى سيناريو الرواية إلى تخيل امتناع معظم الموظفين للذهاب إلى أعمالهم، وكذلك يغلق التجار أبواب محالهم، وتضطر الحكومة أن تتخلى عن عنادها، فتعلن استقالتها، وفى الوقت الذى تغيب فيه مؤسسة الرئاسة عن سيناريو أحداث الرواية، تبرز هيئة وطنية، تدعو لتشكيل جبهة ائتلافية، تعد لانتخابات حرة.
فى حين رأى الكاتب يوسف القعيد، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تبشر باستمرار اعتصامات ومظاهرات يوم الغضب، وهى اعتقال العشرات من المواطنين وسقوط عدد من القتلى والمصابين، وأخيرا استخدام العنف مع المتظاهرين مما ترك أثرًا سلبيًا فى نفوس المواطنين ودفعهم للاستمرار فى احتجاجاتهم.
وتعجب القعيد من صمت الحكومة قائلا، كنت أتوقع أن تصدر السلطات الحاكمة بيانا ترد به على موجة الغضب تلك خاصة وهى تعلم جيدا منذ عدة أيام ماضية أن فئات الشعب المختلفة تنوى الاعتصام والتظاهر.
وأضاف: لا يمكن أن تتمسك الحكومة فى هذه الحالة بمقولة "الصمت من ذهب" ولابد أن تتدخل ولا تترك المسألة فى يد الجهات الأمنية فقط، مشيرا إلى أن الحكومة لم تكن تتوقع كل هذا الحشد الهائل من الجماهير لذلك جاء عنصر المفاجأة هو البطل الأساسى فى أحداث أمس والتى من المتوقع أن تستمر للأيام القادمة.
وقال الروائى يوسف زيدان، الحكومة الحالية أمامها أمران فقط لا ثالث لهما وهما إما أن تحترم مطالب تلك الناس البائسة والمحبطة وإما أن تتنحى تماما.
وأضاف زيدان أن العنف لا يولد سوى العنف، مؤكدا أنه لا سبيل لإصلاح الأحوال إلا بالبحث فى أصول المشكلات التى نشكو منها.
وأوضح الشاعر شعبان يوسف أنه كان يتوقع حدوث مثل تلك المظاهرات والاعتصامات خاصة أن تراث الشعب المصرى معروف بكثرة الثورات والاحتجاجات منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى الآن.
وأضاف يوسف أن ماحدث بالأمس نتيجة مجموعة تراكمات وآلام كثيرة يشعر بها المواطنون الآن، مستبعدا أن تكون هناك قوى سياسية بعينها هو وراء ذلك التنظيم وتسيطر عليه، قائلا: ما حدث ليس نهاية المطاف ولكنه "بروفة" للتمرد الأكبر.
واستشهد يوسف بقول الشاعر فؤاد قاعود قائلا: لو شعب مصر قام مش راح يخلى حد، داعيا أن تكون كافة المناسبات الوطنية القادمة هى أيام رسمية للاحتجاج والاعتراض على الأوضاع الحالية.
مضيفا: ما سيحدث مستقبلا، صعب أن يتوقعه أحد ولا حتى النظام، وعلينا أن نبدأ من يوم 21 فبراير المقبل تحديدا ليكون بذلك قد مر 65 عاما على بداية الإضرابات الحقيقية فى مصر والتى انطلقت ضد الإقطاع والإنجليز.
أما الباحث الدكتور عمار على حسن، فوصف 25 يناير 2011 باليوم الفارق فى تاريخ مصر الحديثة، قائلا إن الشباب الغاضب نجح فى دهس ملف التوريث بأقدامه فجاءت مطالبهم سياسية مباشرة وليست اقتصادية فلم يلتفوا حول زيادة الأسعار أو الحصول على وحدات سكنية وفرص عمل ولكنهم التفوا للمطالبة بإسقاط النظام رأسا على عقب.
وأضاف حسن أن محاولات الترويج بأن هناك أيدى خارجية أو جماعات إسلامية هى التى تدفع بهؤلاء الشباب للتظاهر، كانت بمثابة كذب وإفتراء وذلك للتقليل من أهمية الحدث وبطولته.
وأشار حسن إلى أن المظاهرات كانت غاية فى الرقى والتحضر ولم يلجأ الشباب لاستخدام العنف إلا عندما القوات الأمنية باستخدام العنف معهم.
وعبر الشاعر عبد المنعم رمضان عن أمنيته فى ألا يدلى المثقفون بآرائهم فيما يحدث، مشيرا إلى أن أغلبيتهم سوف ينتصر لمن سيرضح، مضيفا: للأسف، أتمنى أن أرى مثقفى السلطة الآن، فلو نجحت حركة الشباب، سوف يسرعون بمباركتها، ولو فشلت سيسودون مقالات فى مدح النظام، وفى كلتا الحالتين، سوف يستفيدون من عوائد دخل هذه المقالات.
وأكد رمضان أن أجمل ما فى هذه الحركة أنها بعيدة عن الأحزاب والمثقفين، مشيرا إلى أنها حركة شباب لم يخرج لممارسة السياسة، وإنما طلبا للحياة، مضيفا: وأجمل مافيهم أنهم شباب، لايمكن أن تصفهم بـ" انتفاضة الحرامية" كما حدث فى 77، لافتا النظر إلى السلوك حضارى الراقى جدا، وقال رمضان: أنا حاليا محكوم بالحيرة بين الفرح والخوف من الفرح، والتشاؤم، والتفاؤل، فلو نجحت هذه الحركة، لن تستفيد مصر فقط من التغيير، وإنما المنطقة كلها ستتغير، أما لو فشلت هذه الحركة، فسوف يحدث مزيد من الإحباط لنا، ومزيد من احتياطات الأمن لتحمى للسلطة استمرار وجودها.
كما أشار رمضان إلى أن رفعت السعيد وحزبه "التجمع"، أثبت أن اليسار عار جدا، قائلا: فموقف هذا الحزب، لا يشمل اليسار، وإنما يشمل مرتزقة اليسار، متابعا: أخوف ما أخافه، أن البعض يزعم أن الشعب المصرى شعب السلام بطعم الاستسلام، حتى أنهم فى السبعينيات اضطرت مجلة الهلال أن تصدر عددا تحت عنوان "مصر المحاربة" لتنفى هذا التصور وتقول إن مصر مسالمة بطعم الاستسلام، وما يحدث الآن ينفى هذا التصور، والفضل لما يحدث الآن يعود للشباب الذين ينظر إليهم بعض المثقفين على أنهم تافهون، فهذا الشباب أجمل منا جميعا، ويدى على قلبى.
وتمنى الشاعر عبد المنعم رمضان أن تكون طائرة إقلاع هؤلاء الحكام جاهزة، مضيفا: ما يثير استغرابى بشدة، أنهم حتى الآن صامتون، وكل ما يحدث، وكأنه لا يحدث، وما يثير فرحتى ودهشتى أن هؤلاء الفنانين "عمرو واكد" و"محسنة توفيق" كانوا من أكثر المتحمسين فى مظاهرات، وأنتظر أن نرى طائرة فى السماء تأخذهم وترحل عنا، وشماتتى الشخصية فى مثقفى النظام الذين أنتظر منهم أن يمدحوا الجديد فى حالة نجاحه، وأن يدافعوا عن النظام فى حالة فشل المظاهرات.
فيما أشار الروائى عزت القمحاوى مدير تحرير أخبار الأدب إلى وجود نقلة نوعية شديدة فى الاحتجاج، قائلا: الشعب بدأ يعبر عن قضيته، وطموحاته، التى شهدت توحشًا فى مصادرتها، مضيفا: سنوات من الكتابة عن نهب الأوطان، لم تنفع، ونهوض هؤلاء الشباب اليوم يعبر عن رغبتهم القوية فى الحياة.
وأكد القمحاوى عدم وجود أثر للإخوان فيما يحدث، مبديا سعادته بالانضباط السلمى للتغيير، خصوصًا بعد اللعبة المكشوفة الأخيرة التى جرت فى الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب، وقال القمحاوى: لا أستطيع أن أتنبأ بمدى استمرارية هذه المظاهرات، لكن هناك مطالب تأخر النظام فى تلبيتها، وكل ما أرجوه هو الحفاظ على الناس وأرواحهم، مثلما حافظ الناس فى احتجاجهم السلمى على ممتلكاتهم وانضبطوا فى عدم إثارة أى شغب.
ولفت القمحاوى النظر إلى أن الأداء الأمنى قائلا: الضباط والجنود هم أبناء الشعب، وهى الفئة التى يتم ظلمها، فى ظل الفساد والاستبداد، مؤكدا أن هذه الفئة دائما ما يتم وضعها فى مواجهة الأمانى الشرعية للناس، مضيفا: أرى أن ما حدث اليوم من اشتباكات عنيفة، هى مخاض مؤلم لهذه الحركة.
وقال الدكتور على مبروك، إن عجلة التغيير بدأت فى مصر بشكل جاد، مشيرا إلى أن النظام الحاكم قد فهم بالفعل مما حدث بعض الرسائل، ولكن عليه أن يوضح ما هى تلك الرسائل التى فهمها قائلا: نخشى أن يكون النظام قد فهم أن الأمر مجرد مطالب تتعلق بزيادة الأجور وتخفيض الأسعار ويتغاضى عن الرسالة السياسية المباشرة والصريحة وهى إسقاط النظام وأن الناس تتوق للتغيير والعدالة الاجتماعية.
وأضاف مبروك أنه يتفق تماما مع المطالب التى تنادى بحل مجلس الشعب وإلغاء قانون الطوارئ وصياغة دستور جديد يرفض التوريث تماما مطالبا النظام الحاكم بضرورة التدخل والتعبير عن رد فعله قائلا: الصمت لن ينجح هذه المرة ولا يجوز أن يدفن النظام رأسه فى الرمال، مضيفا أنه لايوجد إصلاح سياسى حقيقى بدون إصلاح اقتصادى واجتماعى ولا يجوز أن نفصل بينها.
إيقاف التداول بالبورصة لمدة نصف ساعة بسبب فزع المستثمرين
الخميس، 27 يناير 2011 - 11:56
البورصة المصرية البورصة المصرية
كتب محمود عسكر
Bookmark and Share Add to Google
أعلنت إدارة البورصة المصرية، اليوم الخميس، إيقاف التداول وإلغاء جميع الطلبات لمدة نصف ساعة، بدءاً من الحادية عشرة وحتى الحادية عشرة والنصف، بسبب حالة الفزع التى أصابت المستثمرين منذ بداية الجلسة فى موعدها الرسمى الساعة التاسعة والنصف.
وقالت البورصة إن هذا يأتى فى إطار الحفاظ على مصالح المستثمرين والسوق، وأنه لن يستمر إيقاف التداول فى الفترة المقررة إلا لمدة نصف ساعة فقط، وسيتم إعادة التداول مرة أخرى بشكل طبيعى. وأكدت البورصة أنه لن يتم إلغاء أى عمليات حدثت فى جلسة أمس الأربعاء.
جدير بالذكر أن البورصة أنهت معاملات أمس على أكبر تراجع لها منذ عام 2008، حتى تراجع مؤشرها الرئيس بنسبة أكبر من 6%.
الإندبندنت: مصر على أعتاب التغيير
الخميس، 27 يناير 2011 - 12:18
المظاهرات التى شهدتها مصر لم يكن لها مثيل المظاهرات التى شهدتها مصر لم يكن لها مثيل
كتبت ريم عبد الحميد
Bookmark and Share Add to Google
تخصص الصحيفة إحدى افتتاحيتها للتعليق على المظاهرات الحاشدة التى شهدتها مصر على مدى اليومين الماضيين، وقالت تحت عنوان "مصر على عتبة التغيير" إنه منذ اليوم الذى رضخ فيه الرئيس التونسى زين العابدين بن على للأمر الواقع وهرب من وطنه إلى المنفى فى السعودية، لم يقتصر السؤال أبدا على ما الذى سيحدث فى تونس، ولكن هل ستكون الانتفاضة الشعبية هناك حافزاً لحالة من الاستياء فى أماكن أخرى.. ورغم أنه لم يمر أكثر من أسبوعين على الإطاحة برئيس تونس، لكن هناك بدايات للإجابة تظهر من الجزائر والأردن ولكن أكثرها بلاغة وتحدياً فى مصر.
واعتبرت الصحيفة أن المظاهرات التى شهدتها مصر منذ يوم الثلاثاء لم يكن لها مثيل من حيث حجمها والمطالب السياسية العلنية التى عبرت عنها، كما أنها لم تكن مقصورة على القاهرة، بل كانت هناك مظاهرات فى مدن أخرى بما فيها مدن الدلتا وأسيوط، والسويس التى سقط فيها قتلى.. ومثل المظاهرات التى شهدتها تونس، فإن الاحتجاجات فى مصر جمعت الكثير من الاهتمامات والكثير من أوجه الغضب.. فأغلب المتظاهرين كانوا من الذكور والشباب، وكانت تحركاتهم منسقة بالإنترنت والهواتف المحمولة.
وأشارت الافتتاحية إلى أن رد السلطات فى مصر على هذه المظاهرات لم يختلف عن رد أى نظام قمعى يواجه تهديداً، فانتشرت قوات الشرطة وتم حظر مزيد من الاحتجاجات.. ورغم أن نتائج هذه المظاهرات لم تتجل بعد، إلا أن الأمر المؤكد الذى لا يمكن تغييره، هو أن تابو تحدى حكم مبارك قد تم كسره، وأن الرسالة القادمة من تونس تم تلقيها بشكل واضح من قبل المجتمع المصرى.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن مصر، ذلك البلد المعتز بنفسه رغم ما يواجه من مشكلات يتجه نحو التغيير.. ولم يعد هذا الأمر يقتصر على دول شمال أفريقيا وحدها، بل كل الشرق الأوسط وخارجه.