اقتباس:لموقف معيب فعلا يا نيوترال... لم اتخيل اليوم الذي اراك تدافع فيه عن نظام مبارك مهما كانت الذرائع.
كنت قبلا اعتبر ان الشعب المصري شعب صبور ودود و خنوع يؤثر السلامة و تعود على الخضوع....
بصراحة أنا لاأنتظر شهادات وطنية أو قومية أو شجاعة من أحد. أنا مثلا أعتبر الشعب اللبنانى مجموعات من الطائفيين الخونة ولعلك لمست هذا بنفسك فى حرب 2006 مع إسرائيل ولكن لأن الأمر لايخصنى فغالبا أحتفظ برأيي لنفسى فبرجاء الإبتعاد عن الأحكام التعميمية وإطلاق الأحكام على الشعوب حتى لاننخرط فى مهاترات مع بعضنا البعض.
بخصوص الشجاعة فسهل جدا على إنسان جالس خلف شاشة كومبيوتر أن يتقمص دور البطل ويمارس التحريض والغوغائية كما يحلو له والشجاعة الحقيقية هنا أن يمارس الإنسان ضبط النفس ويحاول أن يستشرف المستقبل بدلا من الإنسياق خلف القطيع.
اقتباس:الان فقط بدأت اشعر ان في مصر رجال حقيقيين لديهم الجرأة لتحدي اشرس نظام ديكتاتوري حديدي....
أشرس نظام ديكتاتورى حديدى!
راعى ياأبو خليل إنك بتتكلم مع مواطن مصرى ومن شبرا.
أشرس نظام ديكتاتورى هذا يطلق على شاوسيكو, حافظ الأسد, كيم يونج زفت بتاع كوريا الشمالية, خامئنى بتاع إيران, أل سعود أما نظام مبارك فبالنسبة للمواطن الصالح زى حالاتى فقد لايكون هو النظام الأفضل لكنه بالتأكيد ليس الأشرس وأفضل من أنظمة كثيرة بالعالم.
من يطلقون على نظام مبارك نظام دكتاتورى شرس وحديدى هم المجرمون الذين أنخرطوا- ومازالوا منخرطين- فى محاولة تدمير وتخريب مصر وجرها لأحضان أبو لهب وأبو جهل.
بعد فترة الهدوء النسبى فى بداية الثمانينات فوجئنا بعمليات إغتيال تحدث فى الشوارع لكتاب ومفكرين ووزراء داخلية سابقين ثم بدأت الأحداث فى التصاعد وبالذات فى الصعيد حيث سيطرت الجماعة الإسلامية بالفعل على بعض القرى بها وأعلنت إقامة شرع الله بها ووصلت المهزلة لقمتها عندما خرج صبى عالمة سابق وداعية إسلامى ومجاهد حاليا يدعى الشيخ جابر إقامة جمهورية إمبابة الإسلامية على موجات إذاعة مونت كارلو وتوالت الإغتيالات والتفجيرات وعمليات قتل السائحين حتى وصل الأمر لمحاولة إغتيال مبارك فى أثيوبيا وجريمة الأقصر. ماذا تنتظر من رأس النظام فى تلك الظروف? أنا شخصيا أتهم مبارك بإنه إيده كانت حنينة عليهم ولو قدر لى أن أكون مكانه وشرف أمى لكنت سحلتهم تحت الدبابات وقصفت الأزهر بالمدافع وحولته لملهى ليلى ولا أبالى. على كل حال تمكن مبارك من تلبيسهم طرح وهذا وسام على صدره يحسب له ورغم كل تلك الأحداث فالمواطن الصالح زى حالاتى الغير منخرط فى أى تنظيمات سرية ولا يمارس التخريب والتدمير والإغتيالات والتفجير عن بعد فى أوقات فراغه لم يمسسه سوء بل على العكس تماما فأنا أحد المستفيدين من الإستثمارات التى جذبها نظام مبارك لمصر للدرجة التى تجعلنى لليوم متشككا فى صحة قرارى بالسفر لأمريكا لأن من كانوا من دفعتى وعملت معهم بالغردقة وشرم الشيخ النهاردة أصحاب بزانس ومنشأت سياحية وأراض شاسعة فى مرسى علم والقصير وبيتكلموا بالملايين وكلهم من أبناء الطبقة الوسطى وأنا لسه على باب الله باخد مرتب ولم أحقق حلمى فى أن يكون لى بزنس خاص بى ومدير نفسى.
بالنسبة لمبارك نفسه كشخصية فأنا لى تحفظات كثيرة عليه أهمها أنه هادئ وحريص وحذر لحد الجمود وغير قادر على التواصل مع الشعب بشكل مؤثر ليشرح ويوضح سياساته بشكل قادر على إختراق حملات التحريض والغوغائية التى تمارسها دوائر معينة- فى الغالب أصولية- ضده ولكنى لاأعتقد أن الرجل بأى مقياس دموى أو يميل للعنف وقد يبدو فى الأمر نوع من البروباجندا المكررة لكننى لليوم أحترمه كقائد للقوات الجوية فى حرب أكتوبر حيث قام -بشهادة الجميع- بواجبه على أكمل وجه بخلاف المعرصين الذين كانوا ملتفين حول الشرموط عبد الحكيم عامر.
يجب أيضا أن تضع فى إعتبارك أحداث 18,19 يناير 77. السادات بالفعل كان محقا عندما أطلق عليها إنتفاضة الحرامية. أنا وقتها كنت فى المرحلة الإبتدائية وكل ماأعرفه إن ثمن رغيف العيش أرتفع من تعريفة لقرش وهو الخبر الذى بالتأكيد لم يكن سعيدا لكثير من الأسر لكن لم ينخرط أحد ممن حولى فى أى مظاهرات أو نهب وحرق بالشوارع وشخصيا كنت وقتها فى غاية السعادة لتوقف المدارس حتى أتى الليل وفوجئنا بقطعان من الغوغاء والهمج يسيرون فى الشوارع ويقذفون المحلات وسيارات السكان بالطوب والحجارة وفى الصباح تسللت للشارع لمعاينة الموقف بنفسى فوجدت أتوبيسات نقل عام وترام محروقين ودبابة متمركزة فى شارع شبرا والناس ملتفين حولها ويقدمون المشروبات والمأكولات الشهية للجنود تقديرا لدورهم فى قمع أولاد القحبة الرعاع هؤلاء.
ماحدث فى 18,19 يناير لاأريده أن يتكرر اليوم.هناك الكثير من الإصلاحات تحتاجها مصر وبالذات فى المجال السياسى وحقوق الإنسان وأسلوب عمل الشرطة لكن ليس عن طريق المظاهرات والتخريب وتدمير الإقتصاد وفتح الطريق أمام طيور الظلام لتخربها وتقعد على تلها.