كيف نصدق أن أميركا مع حرية الشعب العربي ؟
شؤون سياسية
السبت 9-4-2011م
بقلم: نواف أبو الهيجاء
لن نفتري على الولايات المتحدة حين نتهمها بأنها (ضدنا) - نحن العرب والمسلمين - على طول الخط . السبب البسيط هو أن الولايات المتحدة الأميركية تقف مع الكيان الصهيوني دائماً - إلى درجة استعدادها لشن الحروب نيابة عنه أو من أجل أمنه - الذي ما من إدارة أميركية جاءت منذ خمسة عقود إلا وأعلنت التزامها بأمن الكيان الصهيوني في فلسطين .
أميركا احتلت العراق ودمرته : فهل نصدق أنها مع (حريات) الشعب العربي ؟ أميركا استخدمت الفيتو عشرات المرات لمصلحة المحتلين الصهاينة وبالضد تماماً من حقوقنا - حتى تلك المعترف بها دولياً والتي صدرت بموجبها قرارات من الأمم المتحدة - من مجلس الأمن أو من الجمعية العامة للأمم المتحدة .
آخر فيتو استخدمته الولايات المتحدة ناقض القانون الدولي - وهو فيتو ضد مشروع القرار العربي الذي يدعو إلى وقف الاستيطان في الضفة الغربية وفي كل أرض محتلة - وبالطبع من الجولان السوري.
وها هي الإدارة الأميركية تدس أنفها في الشؤون العربية الداخلية ، أعجبنا هذا التدخل أم لا . انظروا إليها كيف حاولت مصادرة الثورة المصرية وكيف أنها عادت خائبة حين رفض شباب الثورة استقبالها - بوجه الخارجية- كلنتون ؟ وانظروا إلى مساعيها تجيير الثورة التونسية لمصلحتها. وها هي تؤجج وتدس وتتآمر على أمن سورية وتمعن في التحريض عليها .
دعونا نقولها بصراحة : لو أن سورية لا تتعرض للتهديدات وللكيد من الولايات المتحدة الأميركية - بما يعني من إسرائيل - لقلنا إن سياستها - أي سياسة سورية - ليست على ما يرام . الطبيعي جداً هو هذا السيل من محاولات الانقضاض على الموقف السوري - المعبر عن تطلع عربي مشروع باحتضان المقاومة العربية في لبنان وفي فلسطين وفي كل قطر عربي.
وعليه ليس غريباً أن تحاول الإدارة الأميركية التصرف وكأنهاوصية على شعبنا في سورية - كما تحاول أن تكون كذلك على شعبنا في مصر وليبيا وتونس واليمن - وهي التي تمعن في تفتيت العراق وإنهاء دوره العربي - بل والعمل على تفتيت دولته وانتمائه القومي
إن الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة اليوم عن إعلان الكيان العنصري عن مزيد من بناء المستوطنات في الضفة - وفي القدس- كما في غور الأردن . لماذا؟ لأنها استخدمت الفيتو كي يواصل العنصريون الصهاينة تهويد أرضنا الفلسطينية دون مساءلة وبالطبع اعتماداً على نجاة الصهاينة من العقاب لأن الإدارة الأميركية هي التي صادرت إدارة المجتمع الدولي - بالقوة وبالبلطجة بعد أن تهدم سور برلين ومعه تهدم بنيان التوازن الدولي وانهار لمصلحة قطبية أحادية تتزعمها الولايات المتحدة لتسرح وتمرح وتهدد وتتوعد وتعتدي وتغزو - وصوت المجتمع الدولي بيديها خنقه حين تشاء وترفع عنه الكمامة حين تشاء، وعادة حين يشاء حليفها الاستراتيجي العدواني في تل أبيب .
ولنا من الماضي الدروس ولكن لنا من المستقبل أيضاً ما نتوقعه من إدارة نذرت جهد أميركا وكرسته لحماية أمن الغزاة الصهاينة . انتظروا شهر أيلول المقبل ولسوف ترون كيف تستخدم إدارة ( الديمقراطي أوباما) الفيتو ضد محاولة إرسال تقرير لجنة التحقيق بشأن ارتكابات الصهاينة في قطاع غزة إلى المحكمة الدولية .
تتآمر الإدارة الأميركية ولا توفر يوماً إلا وتدس أنفها خلاله في شؤوننا العربية .
لاحظوا توقيت ما أعلنته من نصائح لرعاياها في سورية وكيف أنها وضعت لهم طائرات - مجانية - لتأمين عودتهم إلى الولايات المتحدة - ولاحظوا نصيحتها للأميركيين بعدم السفر لسورية إلا لأسباب اضطرارية .
أليس هذا تحريضاً مكشوفاً ؟ إن كان غير ذلك أرجو أن يخبرنا فلاسفة ودهاقنة (شهود العيان) والمتصارحون في كل يوم حتى تبح أصواتهم مطالبين المجتمع الدولي التدخل لحمايتنا من أنفسنا : من هو المجتمع الدولي في هذه المرحلة ؟ أليس هو ( الإدارة الأميركية - الحليف الإستراتيجي للكيان الصهيوني )؟
مع الاعتذار لروح الشاعر الفلسطيني محمود درويش
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw...0408222544