ِوإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للطائفيين حصيراً
إن الدماء السورية التي سفكت من أول طفل سوري إلى آخر مجند في الجيش السوري لا تعطي أحد صكاً مفتوحاً لكي يمارس عهره معنا باسم الحرية أو باسم السلطة .
قد يعتقد البعض أني أرد على زميلكم "وليد غالب" ، وللحق أقول لكم أن زميلكم في نظري أقل من أن أكلف نفسي عناء الرد عليه ، ولكنني آثرت أن أوجه رسالة لباقي الزملاء الذين يريدون أن يمارسوا على أبناء اﻷقليات في سوريا البلطجة باسم الحرية وتخوينهم لا لشيء فقط ﻷنهم ينتمون للأقليات الدينية في سوريا رغم أن أبناء اﻷقليات لهم مواقف مشرفة في تاريخ سوريا القديم والمعاصر ...
فهذا يستنتج بأن مواقف أبناء اﻷقليات مخز ، وذاك يسأل عن موقف أبناء اﻷقليات من النظام السوري، وكان حرياً بهم قبل أن يعلقوا فشلهم على شماعة اﻷقليات أن يسألوا أنفسهم ، الأكثرية الطائفية تشكل أكثر من 70 بالمئة من سوريا ، لماذا لما تستنهضوها ... أم أن "الخونة" وعملاء النظام ينتمون فقط للأقليات !!.
ويعود ليتحفنا آخرون ويعلقوا على موقف حزب الله من الانتفاضة السورية !!.
ورغم الطلاق المعنوي من قبلي مع مشروع حزب الله المقاوم منذ عام 2008 عندما تحول مشروعه إلى حلقة في سلسلة تاريخ لبنان المتارجح بين المارونية السياسية والسنية السياسية والشيعية السياسية ... إلا أني وللحق وللضمير أقول حزب الله لا يلام على رده الصاع صاعين للجموع الطائفية التي بادرته وهتفت ضده "لا إيران ولا حزب الله ، بدنا مسلم يخاف الله" .
ألم يخجل أحدكم من هذا الهتاف الطائفي ، والذي يقصد فيما يقصد منه بشار اﻷسد ﻷنه "علوي" .
إن أي سوري عاقل لم يؤجر دماغه يعرف أن ليس حزب الله بل وإيران نفسها "ما بتمون" تحرك حجر في سوريا ، ومع ذلك خرجت الجموع لتهتف هذا الهتاف الطائفي المقيت .
طيب أنا شخص طائفي أجيبوني ، ما علاقة إيران وحزب الله في شأن سوري داخلي !! ... بل واﻷنكى ادعى البعض أن رجال حزب الله كانوا داخل المسجد اﻷموي يقمعون التظاهرات ... يعني من أولها الشباب ناويين يشعلوها طائفية .
"ويا نصر الله خود كلابك وارحل عنا" ... ولا أقول غير يا عيب الشوم على هيك هتاف يليق بطائفيين ولكنه قطعاً لا يليق بالرجال .
والبعض أجر عقله ويمارس بلطجته علينا ، وإن لم تكن معنا فأنت بالتأكيد مع النظام وأحد شبيحته ... ما هذه السفاهة ؟!
وأصبحت المواقف الرجولية تسجل على صفحات الانترنت !!.
وأصبحت الوطنيات تكيل بمقدار العويل على الدماء المسفوكة !!.
وأصبح خيارنا بين قاتل سفك هذه الدماء وبين قواد يحاول أن يمارس عهره كي يستثمر هذه الدماء البريئة في غاياته القذرة ... وبين هذا وذاك لا بأس من إشعال الفتنة الطائفية وتصنيف اﻵخرين على أساس طائفي وتصدير قوائم العار أو العهر لا فرق !!.
واليوم يجب على دعاة الحرية أن يقولوا لنا لماذا يقتل جنود الجيش السوري بالعشرات ؟
منذ متى المظاهرات السلمية تميت العشرات من الجنود ، الذين هم أيضاً أبناء هذا الشعب ولا ناقة ولا جمل لهم إلا أنهم ينفذون اﻷوامر .
طبعاً آمل أن لا يدخل تافه ويقول أن اﻷمن يقتلهم ، ﻷن مواجهات تمتد على مدى ساعات وأيام ليس من المعقول أن يكون طرفيها فقط الجيش واﻷمن .... اﻷمن يقتل الجيش والله ؟!! ...
ووصل العهر بالمعارضة أنها قامت بحرب اﻹشاعات ضد الجيش السوري وإذاعة أن هناك إنشقاقات فيه ولمن يعرف هذا الجيش من الداخل يعرف أن إمكانية انشقاقه من الداخل تشبه الخيال ، وهو مستبعد في الظروف الراهنة .... لكننا كنا نسمع هذا الكلام ونصمت لا لشيء إلا لنبعد أنفسنا عن المهاترات مع الجاهلين الذين لا يعلمون طبيعة الجيش السوري .
أكثر ما أزعجني وجعل عواطفي هي "اﻷلم مع وقف التنفيذ" تجاه المنتفضين الذين يقتلون ، هو الكذب الذي مارسته مواقع المعارضة في نقل لقطات غير صحيحة والكذب الذي مورس دون رقيب في نقل اﻷخبار ، أعداد المقتولين ، طبيعة المقتولين ، وغيره من أمور ... حتى بت أسأل نفسي عندما أشاهد فيديو (قد يكون حقيقياً) هل هذا الفيديو حقيقي أم أنه من فبركات المعارضة ؟!
هل هناك تمثيلية في الموضوع أم أنه حقيقي ، وبدل أن يصبح اﻷمر يجر التعاطف أصبح يجر معه التساؤل !!.
كان التعاطف يزداد يوماً بعد يوم مع المنتفضين إلى أن اكتشفنا أن هناك من يحاول أن يستغفلنا ويحاول أن يتاجر بدماء القتلى والمنتفضين .
وﻷن كانت الرصاصة قتلت شخصاً ، فالكذب قتل حلم شعب كامل بحرية موعودة ....
أما العلمانيين السوريين فأنا غير عاتب على علمانيتهم الكرتونية ، لا لشيء إلا ﻷنهم تخلوا عن علمانيتهم وذهبوا ليمارسوا السياسة من قلب المساجد ومن وراء خطباء الجمعة !!.
وبعد ذلك يأتون ليتسائلوا لماذا "العلوي" البسيط غير المنتفع من النظام يقف ويساند النظام ... طبعاً عندما يراكم أنتم العلمانيين تنطلقون من المساجد فأنتم يا سادة لم تتركوا للاطمئنان في قلبه مكان ... إذا كان السوري العاقل الغير علوي غير مطمئن على العلويين فكيف سيطمئن هو على مصيره بعد سقوط النظام مع كم التحريض والشعارات المغلفة بالسيلوفان التي تهتف ضده !!.
من يريد الحرية في سوريا فعنوانها عريض واضح لا للدكتاتورية والاستفراد بالحكم بعد اﻵن ... أما الحرية التي تنادي لا لبشار اﻷسد ﻷنه علوي ومسلم لا يخاف الله فهذه ليست حرية ، هذه مشروع حرب أهلية قادمة لا تبقي ولا تذر .
آها ... اعتبروني منذ اﻵن نصير للأقليات السورية على تنوعها عندما تدخلون مواضيعي ، وسأقف كسيف في وجه الكراهية الطائفية التي تمارس تجاههم ...
واسمحوا لي أن أحذر بطريقي من أن أي شخص سيدخل هذا الموضوع و غيره من مواضيعي بجهله أو طائفيته أو عهره لكي يتهمنا بما يحلو له سأسحله بجنازير المنطق إلى مقصلة تاريخ سوريا حتى أجعل منه عبرة في الجهل ، لقد قرأت لمعظمكم ، ومعظمكم جاهل في تاريخ سوريا لايضاهي جهله إلا طائفيته المبطنة وعقده العقلية ...
يحرء حريشكم لك حتى موظفي المنطقة الحرة صنفتوهم على أساس طائفي ... استحوا على حالكم .
ملاحظة : الصديق العزيز ابن سوريا أنت تعرف قطعاً ان الرسالة أعلاه لا تشملك من قريب أو بعيد .