الأخ عاشق الكلمة .
.
تقديري الكامل و الإستثنائي لمصريتك الصادقة .
الوصلة التي تفضلت بها مهمة بالفعل ، ليس لأنها تكشف وجود مؤامرة فلا مؤامرة طالما هي معلنة . هذا المتحدث يستخدم أدبيات شيوعية تقليدية جدآ ، هي أيضا في جانبها السلبي الرافض للدولة البرجوازية و بنفس القدر أطروحات " فوضوية " وهو اتجاه سياسي نشأ متزامنآ مع الشيوعية و لكن بقيادة مختلفة هو الأمير " باكونين " الروسي ( ينسب لها أيضا المعاصر نعوم تشومسكي Noam Chomsky ) و لكنها تنحت جانبا مع تأسيس دول ماركسية ( تهاوت بعد ذلك في نموذجها القائد الإتحاد السوفيتي ) .
ما يردده هذا المتحدث منقول بشكل حرفي تقريبا عن أطروحات لينين الشهيرة و أهمها كما يعرف المطلعون على الفكر الشيوعي " ما العمل ؟ What Is to Be Done? " وهناك حديث متجدد أيضا عن " الحزب غير الشرعي و العمل الشرعي " و.... هذه الأفكار لم تختفي تماما و لكن يتم إحياؤها خلال ما يعرف باسم " الأممية الخامسة League for the Fifth International " و لها امتدادات عربية خاصة في المغرب و بين الفلسطينيين و أعتقد أن هناك من يردد تلك الإفكار بين بقايا الشيوعيين المصريين . هذا الشاب الأصلع الربعة (الربعة : الوسيط القامة ) ، يحاكي " فلاديمير لينين " بشكل واضح ، حتى في طريقته في الحديث ، خاصة عندما يتحرك يمينا و يسارا أو السخرية لإضحاك المشاهدين ، ومن شاهد أفلاما تسجيلية للينين سيلاحظ ذلك .
هو لا يأتي بجديد بل يعبر بالفعل عن ظاهرة كتبت عنها في شريط طرحته بعنوان " المراهقة الثورية " ،
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=44561 .
هذا الشريط أتمنى ان يحظى باعادة قراءة مدققة و عميقة من الزملاء المثقفين بالإضافة لشريط آخر هو نظرة جديدة للثورات العربية .
http://nadyelfikr.com/showthread.php?tid=43141
هذا لمن يريد أن يذهب أعمق قليلآ من الجدل التقليدي السائد .
أضيف بعض النقاط .
1- هذا النوع من التحليل السياسي النظري المنعزل عن الواقع قاد الشيوعيين الألمان إلى دعم الحزب النازي ووصل هتلر إلى السلطة تحت وهم أن الفاشية هي أعلى مراحل الرأسمالية ،و أنه بوصول النازيين إلى الحكم فإنهم يسرعون بالعملية التاريخية التي ستنتهي بديكتاورية البروليتاريا ،وصولآ إلى النموذج الشيوعي النهائي .و كلنا نعرف النتيجة ، أفاق الشيوعيون الألمان من أوهامهم مرتين .. مرة وهم يساقون إلى معسكرات الإعتقال ليتعفنوا هناك . و مرة أخرى عندما انهارت الشيوعية و حوكموا كمجرمين بعد إنهيار ألمانيا الشرقية !.
2- نموذج الدولة تغير كلية بين القرن 19 عندما ظهرت الشيوعية و القرن 21 ، و انهيار الدولة يعني شيئا مختلفا ، هذه قضية سأكون مستعدآ لمناقشتها مع من يعتقد أنه يمتلك فكرآ مخالفا جادآ ، و لكن كمناظرة جادة و ليس كمداخلات كيدية ساخرة كالصبية .
3- العنف " الثوري " الآن لن يؤدي إلى سيطرة هذا الديماجوجي الفوضوي و مجموعة المراهقين و البلطجية على السلطة حتى مع انهيار الدولة الذي يتوهمه هذا الممثل الرديء ،و لكنه سينتهي إلى وصول الديكاتورية السلفية إلى الحكم ، فالسلفيون كما دلت التجربة الأقوى و الأعنف ، ولكن لعلهم يريدون تكرار تجربة جمعة " قندهار ".عندما فروا امام غزو الأعلام الخضراء لميدان التحرير . يعني من يخدعون سوى أنفسهم لست أدري ؟.
4- الأمر بسيط جدآ .. المسار الديمقراطي الدستوري سيؤدي إلى وصول الإخوان المسلمين للسلطة مع إمكانية إنقاذ المجتمع المصري من التحلل و الصوملة ،و الفوضى ستأتي بالسلفيين بعد تدمير مصر كلها .أما الماركسية فلم تنجح في أي مكان ،و المثل المصري يقول " إن كان العلق ينفع كان نفع نفسه !" .
5- من الواضح اني كنت مصيبا تماما عندما قلت منذ 6 أشهر أن هناك مخطط لإستهداف الجيش و تدميره أسوة بالشرطة بهدف تدمير الدولة ، و كان هناك من ينكر ذلك و يكيل لي الشتائم التي تلائم الصبية .
6- من يستهدف الجيش الآن لا أراه مجرما فقط ، بل هو مجرد مراهق متطفل على عالم السياسة و لديه حول سياسي مركب .
آسف للإطالة . و لكني وجدت امامي حالة تطبيقية للمراهقة الثورية فلم أفلتها .
بالمناسبة هذه الأفكار كانت تتردد أيضا أثناء المد الإشتراكي في مصر و ضد نظام جمال عبد الناصر
، مما جعله يشتكي من هذه الظاهرة ، هكذا فعل لينين نفسه !.