أنا تاج العلاء في مفرق الشرق
ودراته فرائد عقــــــــــــــــــدي
الأخ عاشق الكلمة .
سمعت بمقال لميس و عندما دخلت للبحث عنه وجدت هذا الموضوع فشكرا لك .
هذه ليست مداخلة جديدة بل كتبتها منذ أكثر من 3 أشهر و نصف ،و لكني اجدها كانها كتبت خصيصا اليوم .
بداية سأعيد تركيب الصورة كي تكون واضحة و يعرف الزملاء بتوع التحرير و العتبة وزينهم عن أي شيء نتحدث ، فكون الإنسان ثورجيا لا يعني أنه لا يفهم سوى أوهامه الخاصة ، أو هذا ما يجب .
1- خلال الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير قام الشعب المصري كله بانتفاضة ثورية موفقة بل مثالية ، أدت إلى سقوط نظام فاسد متعفن – كغيره من أنظمة المنطقة - و من ثم محاكمة أقطاب هذا النظام . بهذا تحققت الأهداف الإتفاقية و بدأت الإجتهادات المتعددة للقوى الشعبية المختلفة ،وهذا شيء طبيعي و متوقع بعد نجاح ( الثورات ) . و الأمر كله مصري بلا أي بعد عربي و لا إسلامي ، ولو تعاطف معنا بعض العرب أو كلهم فهذا شيء متوقع أيضا ،و لكنه لا يجعل من العرب ولا الإسرائيليين شركاء لنا في وطننا و شئونه .
2- الفترة من مارس حتى اليوم هي فترة انتقالية و تجري فيها الإنتخابات بالفعل ،و ستنتهي بتشكيل مجلس نيابي و انتخاب رئيس جديد و إقامة نظام جديد تماما بناء على دستور سيعد وفقا لقواعد يجري التشاور حولها .
3- يقود المجلس الأعلى للقوات المسلحة البلاد خلال الفترة الانتقالية و منذ سقوط النظام السابق بصفته رأس القوات المسلحة وهي القوى الوحيدة المتماسكة ، يعاونه وزارة معينة . نحن إذا أمام حالة ضرورة للحفاظ على بقاء دولة مصر ( أتمنى ألا يغضب أحدكم بقاء الدولة المصرية! ) .
4- خلال الفترة الإنتقالية تلك هناك موقفان ، الأحزاب الجادة و القوى الإسلامية تسعى إلى التهدئة من أجل بناء قاعدة إنتخابية و تحالفات تمكنها من الوصول إلى السلطة ، بينما تسعى التحالفات الشبابية و الإنتهازيون إلى استمرار التظاهرات و الإعتصامات لتحقيق أهدافهم خاصة أنهم بلا أي فرصة تذكر في الوصول إلى المجلس النيابي أو الرئاسة ، أي باختصار هناك شباب و سياسيون يشعرون أنهم صنعوا الثورة و لكن الديمقراطية التي طالبوا بها ستحرمهم من جني الثمار !. هناك دعم شعبي قوي للإتجاه الأول سعيا إلى الإستقرار و الأمن و عودة الحياة الطبيعية . هذا الدعم عبر عنه نتائج الإنتخابات بالفعل (70-80) % للإسلامين مقابل 2 % لشباب الثورة .و النتيجة أن تحالفات الشباب بدأت تدرك خسارتها الصاعقة و شعبيتها الهزيلة ،و أهمية ما نصحناه بها منذ شهر فبراير وهو أن تعد نفسها للعمل السياسي الديمقراطي ، و إن كانت متأخرة كثيرا بسبب عدم تقديرهم لنصائحنا نحن المثقفون العلمانيون ،و يعلم الله كم بذلنا من جهد كي ننير لهم طريقا تخبطوا فيه طويلآ .
5- هناك قوى تصر على استمرار الفوضى و التظاهرات و الإضطرابات ، هذه القوى تشمل قلة من شباب يناير و لكن معظمها طارئ يعبر عن موجات العشوائيات و مجهولي الإنتماء ، و الأمر لا يحتاج سوى لإلقاء تظرة على صور المتظاهرين منذ يوم الجمعة الأسود 9/9 و حتى الآن .
6- الخلاصة أن في مصر حالة من الفوضى التامة ،و هناك من يتحدث في العالم أن الدولة في مصر في طريقها إلى الإنهيار و أنها تفقد سيادتها على أرضها ،وهذا تحديدا ما تردده إسرائيل و دوائر اليمين الأمريكي .
7- هناك قناعة الآن بين كل المصريين الوطنيين و العقلاء بوجود خطة معدة مسبقا لخلق مواجهة بين الجيش و الشعب بنفس آلية المواجهة بين الشرطة و الشعب ،وذلك بهدف تفتيت القوات المسلحة و إغراقها في الصراع الداخلي ، و النتيجة المطلوبة ليس فقط اسقاط النظام بل اسقاط الدولة المصرية . هذه الخطة يعيها البعض تماما و لكن معظم المتورطين فيها يساقون سوقا بدون وعي ولا فهم .
8- في مواجهة هذا التحدي هناك موقفان ،موقف الحمائم و موقف الصقور . الموقف الأول هو الذي يسود أصحاب القرار ، وهو تفادي المواجهة بين الجيش و أي قوى للشارع حتى لو كان الثمن انسحاب الدولة من مناطق التوتر ، وهذا ما شاهدناه أكثر من مرة في ميدان التحرير و امبابة و شارع محمد محمود و ، ويهدف إلى عدم تورط الجيش في قتل مدنيين حتى لو كانوا مجرد بلطجية مدفوعي الأجر كما حدث أخيرا في اقتحام السفارة الإسرائيلية و شارع محمد محمود و غيرها من أحداث منذ يوم الجمعة الأسود 9/9/2011 ،وهو ما أشرت إليه قبل تلك الأحداث بزمن طويل نتيجة معرفتي بتفاصيل كثيرة من الشارع مباشرة .
9- الموقف الثاني لمدرسة الوطنية المصرية (الذي أنتمي إليه) هو ما يمكن أن يكون موقف " الصقور " ، هذا الموقف هو ما عبرت عنه في تعليقي هنا ، هذا ليس موقفا غضوبا بل هو موقف عقلاني ، و لكنه يرى أن توفير الدم على حساب السيادة هو موقف خطير يتنافى مع قيم الوطنية المصرية التي نشأنا عليها كجنود لهذا البلد ، لأنك لو وفرت قليلا من الدم اليوم على حساب السيادة سيكون الثمن بحارآ من الدم غدآ .لهذا رفضت خيار المجلس العسكري المسالم أكثر من اللازم و أدنته بكل قوة .
10- نعم إنني متصلب في مسألة السيادة فلو خذلت ذراعي اليمنى وطني سأقطعها بلا تردد ،وسأسحق ابني لو تجاسر على سيادة بلاده العظيمة . مصر ليست طارئة كإسرائيل و لكنها وطن يحتضن التاريخ و يصنعه و تقاس بأحداثه أحداث العالم بما في ذلك أحداث قبيلة تائهة اسمها " إسرائيل ". نحن لا نحب وطننا و نحترمه فقط .. نحن نتوحد بهذا الوطن ولا نفرق بين ذواتنا ووطنا .
11- أريد أن أسأل الفوضيين : " هل لو اقتحم مجهول بيتك بلا إذن هل سترحب به و تدخله على أهلك للترحاب المضاعف أم ستقتله ؟" لا أعرف حقيقة ما تفعلونه ،و لكن كن على ثقة أنه لو دخل غريب بيتي سأقتله على عتبة البيت و أمثل بجثته و سأرميها للكلاب . و سأطالب المسؤولين عن أمن الدولة و كرامتها الدفاع عن منشآت الدولة ورموزها كما ندافع على بيوتنا .
12- لم أفهم كيف يبرر المغيبون اقتحام مباني الدولة و مؤسسات السيادة بغضب بعض الرعاع و اللصوص و البلطجية مدفوعي الأجر ، هل يعتقدون حقا أن ذلك سبب كاف كي نسقط الدولة ؟. هل سمعت شيئا مشابها في أي مكان في العالم ، هل يفعلون شيئا مشابها في إسرائيل أو حتى الصومال ؟. هل تسامحت بريطانيا مع اللصوص و تركت لهم وزارة الداخلية كي يحرقونها " فداهم 100 مرة " ، هل بلادكم غالية عليكم و بلادنا تهون في أعينكم ؟!. المصريون سسيقتلعون تلك العيون التي لا تعرف أن لبلادنا حرمة و أن مصر ستبقى رغم أمانيهم المريضة.. دولة .طالما بقينا هنا ستبقى مصر دولة ذات سيادة !.