(01-10-2012, 12:40 PM)نظام الملك كتب: لا املك امام كلام أساتذتى بهجت وعاشق الكلمة إلا التأييد.
وإن كنت اتحفظ على كلام أستاذنا بهجت فى جزئية (بلهاء المجلس العسكري) ... فلو علم ما يعلمونه لالتمس لهم العذر ... ولتعجب من صبرهم ومثابرتهم .. ولكنها المدرسة العسكرية المصرية المتميزة عربيا وافريقيا وعالميا فى قدرات الفرد التى تقارب المستويات العالمية والفارق فى التكنولوجيا ... وسيأتى يوم يفخر كل مصرى بقواته المسلحة عندما تتضح الحقائق ... وبعضها لن يتضح ابدا وستظل فى الصدور والأوراق عالية السرية.
قد ننتقدهم من ضيق صدورنا ولكن لو علمنا ما يعلموا ولماذا يفعلوا هذا لقدرناهم حق التقدير ... وعلى قولك يسير المعنى ... ليس ابى اغنى واقوى أب فى الدنيا ولكنه فعل اقصى ما يستطيع ليظل أب جدير بالكلمة.
ودامت مصر بكم بكل خير
المحترم الأخ نظام الملك .

الإختلاف مع الكبار مفيد كما أن الحوار مع الصغار و " السخار " كله مضر ، اسمح لي أن أختلف معك في عدة نقاط ، و لأن الموضوع دقيق أتمنى ألا يقتحمه سوى من يطيقه موضوعية و فهما !.
أريد أن أستغل هذه المداخلة كي أوضح – للزملاء أساسآ - نقطتين هامتين هما الفرق بين نقد الممارسة السياسية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة و ما نرتبه على ذلك ، ثانيا الخطأ الأساسي في ممارسات المجلس الأعلى .
إني مختلف مع كثير من مواقف المجلس الأعلى سياسيا ، هذا الإختلاف مستمر منذ أن عدت للكتابة في شهر مارس ( شريط إدارة الأمل ) حتى اليوم ، و لكن يبقى النقد شيء مختلف تماما عن المطالبة الإجرامية بالتناطح مع القوات المسلحة المصرية و محاولة تدميرها كما يطالب مهرجو الأناركية و توابعهم المراهقون المدعون .
دور المجلس الأعلى كان محددا في الأمن و تشغيل الإقتصاد و الإدارة بالمشاركة لمرحلة انتقالية هادئة إلى الديمقراطية ،و لكنه انسحب من هذا كله ، يبقى أنه لا شيء في العالم يحدث كما يحدث في مصر باسم الحريات و حقوق الإنسان البلطجي في الحرق و السرقة . رئيس الوزراء الإنجليزي الديمقراطي المدني و الله طلع أرجل من شنبات مصر ، و طالب ألا يحدثه أحد عن حقوق الإنسان عندما يتهدد الأمن القومي ، ليتني سمعتها في مصر .
أنتقد أداء المجلس العسكري في نقاط عدة و أساسية :
1- محاولتهم الخطرة و الفاشلة في إدارة البلد بشكل منفرد و ترك الأمر كله بيد مجموعة ضباط تعترف بأنها لا تفهم في السياسة !. و لم تلك الأسرار كلها و الإجتماعات المنعزلة و القرارات الفوقية المرتعشة و المكلفة ؟.
2- طالب الجميع بمجلس رئاسي أو على الأقل مجلس استشاري ملزم ، فلم لم يتشكل سوى متأخرا و بصعوبة .
3- جميعنا تحدثنا عن توفير أفضل الكفاءات لوزارة المرحلة الإنتقالية ، فلم عين المجلس شخصا مهزوزآ مثل شرف رئيسا للوزراء و بجواره "المرحوم" العيسوي وزيرا لداخلية مصر في أخطر مرحلة أمنية في تاريخها . ما الفائدة التي عادت على مصر من وجود هذا الضائع شرف ووزرائه المهترئين و مستشاريه من صبية التحرير كل هذا الوقت على رأس السلطة ؟
4- لم لم يعتزل المشير طنطاوي من البداية نظرا لكبر سنه و حالته الصحية ،ولم تواجده في صدراة المشهد في مصر ،و العالم كله لا يقبل بوجود جنرال طاعن في السن في قيادة أي بلد في العالم ، كما أنه كان يفتقد الشعبية من البداية لأنه كان يبدوا نسخة أخرى من مبارك ، لم لم نشاهد نسخة متحضرة مثل قيادة القوات التونسية ، حماة للشعب و حفاظ للأمن و منفذين لقرارات السياسيين الحكماء كما حدث في تونس .
5- مالذي دفع بداية لتلك الإجراءات المعقدة في المرحلة الإنتقالية .
6- لم دستور جديد أصلآ و كان يمكن الإكتفاء ببعض التعديلات مع بقاء دستور 1971 لسنوات خمس قادمة ،و بالتالي فلم يكن الأمر يحتاج سوى تعديلات بسيطة تصدر بإعلان دستوري ثم إجراء انتخابات تشريعية و رئاسية خلال ربما 9 أشهر مما يعني أننا نكون الآن قد سبقنا تونس في الوصول إلى مرحلة الإستقرار .
7- لم إضاعة كل هذا الوقت في الحوار مع شباب التحرير و صبية زينهم و نسوان القللي ؟. لم لم يصغ المجلس خططه لمصر الإنتقالية بالتنسيق مع أهم القوى السياسية الشعبية مباشرة مثل الإخوان و السلفيين و الوفد و قيادات مسيحية .
8- فشله في إستعادة الأمن و تشغيل الإقتصاد المصري ، و تراخيهم في مواجهة البلطجة و مدعيي الثورة من المراهقين و أبناء الشوارع .
9- تخليهم عن دورهم الجوهري في حماية مؤسسات الدولة و الكنائس و السفارات و انسحابهم المشين أمام لصوص و مأجورين ممن يدعون أنهم ثوار #.
10- الفشل في الحفاظ على سيادة مصر ووحدة وسلامة أراضيها ،و سيناء تكاد تضيع من مصر كلية ، فلم الحروب و لم دماء الشهداء .
11- محاولة المجلس العسكري المضحكة في إدعاء الديمقراطية و تبني الثورة ،و التبرع بالحديث العجيب الغريب عن حق التظاهر و الإعتصام و الإضراب المكفول للجميع لا يثير سوى الضحك و السخرية و الحزن أيضا . في ظروف مثل ما مرت به مصر فكلها كان يجب أن يمنع و يعلق .
إن الحكمة و الشجاعة من معدن مختلف .
النقطة الثانية هي الحديث عما يدعيه المجلس العسكري أنه صامت و "شايل و ساكت" ، هذا هو أسوأ ما يفعله القائد حتى بالمعايير العسكرية ، فالقائد يجب أن يجعل نفسه واضحا للجميع ،و أن ينشر رؤيته للمهمة و كيفية تنفيذها ،و ليس فقط تخصيص المهام للمنفذين ، فهذا سيجعل الجميع شركاء له ،و سيجعل كل من المرؤسين ينفذ مهامه في إطار المهمة العامة ولا يتناقض معها ، الديمقراطية و الأداء السياسي الإداري الجيد أيضا يقودنا إلى نفس النتيجة .
لا أدري بالفعل مالذي دفع المجلس العسكري لكل تلك الأخطاء القاتلة التي لا يسقط فيها حتى رجل بذكاء مبارك المحدود . النتيجة هي ما نشاهده الآن .. لقد أساء المجلس الأعلى لنفسه و بهدل الشعب معه ،و يكاد يطيح بسمعة القوات المسلحة المصرية داخليا و خارجيا لسنوات طويلة قادمة تماما كما حدث في نكسة 1967 .
# أي ثوار هؤلاء الذين الذين يكرههم الشعب و حجب عنهم أدنى درجات الثقة ، أي ثوار هؤلاء الذين نشاهدهم في الفضائيات و في شوارع مصر ، لو كان هؤلاء هم الثوار فكيف يكون الحثالة و أبناء الشوارع و الساقطات ؟. نعم كان في مصر ثوار و لكنهم الآن يشكلون أحزابا و يمارسون أعمالهم ، فلا يستطبع سوى الصايع و الهليب و ممدوح حمزة أن يمضي عاما في الشوارع .
فيم خلافي إذا مع جماعة التحرير ؟.
خلاف أساسي و جوهري .
بموازنة دقيقة لكل ماهو مع و ضد الثورة ضد المجلس الأعلى بما يعني عضويا التناطح مع الجيش المصري ،و مع وجود شرعية دستورية لا مراء فيها لأعضاء مجلس الشعب المنتخبين ، أرى أن مصلحة مصر – معيارنا الوحيد – هي في الإعتراف و التعامل الإيجابي مع نتائج الإنتخابات ، و المضي قدما في تنفيذ خريطة الطريق حتى وصول تأسيس السلطة الشرعية المنتخبة ، و التعاون مع المجلس الأعلى لتحقيق ذلك .
هذا ما تحتاجه مصر و ما يجب علينا الدفاع عنه كخدم و أبناء لهذا الوطن الغالي .