{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
نظام الملك
عضو رائد
    
المشاركات: 1,265
الانضمام: Apr 2011
|
الرد على: المدخل لدراسة النموذج الغربى
أصول العقل الأمريكي وتطبيقاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية (5/5)
خامساً: أصل القيم في العقل الأمريكي:
يصنف المختصون القيم تصنيفات مختلفة نختار منها التصنيف القائل: القيم ثلاثة أصناف: قيم جمالية – أي التي يكون الجمال محور معاييرها. وقيم ذرائعية – أي التي تكون الذرائع هي محور معاييرها. وقيم أخلاقية – أي التي تكون الأخلاق الحسنة محور معاييرها.
ويتذبذب السلوك الأمريكي بين النوعين الأولين وينسى نسياناً كلياًّ النوع الثالث وهو – القيم الأخلاقية . ولذلك حقق الأمريكي تقدماً هائلاً في ميادين القيم الجمالية والذرائعية التي برزت آثارها في تزيين المدن والأماكن العامة وكثير من مظاهر الذوق العام والتعامل الإداري وسرعة إنجاز العمل، ولكنه أخفق إخفاقاً عميقاً في ميدان القيم الأخلاقية. وتبرز شواهد هذا الفشل في سوء استعمال الأشياء والذرائع الجميلة الفعالة ابتداءً من الاستعمالات اليومية من الأسلحة النووية وناطحات السحاب وتطوير المدن ووسائل الاتصال والمواصلات. فالمبدأ الأخلاقي – أو القيمة الأخلاقية – غائبة تمام الغياب عن توجيه الاستعمالات السيئة والفاحشة، والمنكرة، والشريرة لهذه الأشياء المتقدمة – المتطورة.
ولقد عالج الكثير من الباحثين والمختصين من الأمريكان أنفسهم أزمة القيم القائمة واعتبروها أكثر المشكلات الإنسانية إلحاحاً وتعقيداً وحيرة. فمنهم من ينتقد – مناهج التربية – ويقول إنها تركز على الحقائق وتهمل القيم، ولذلك أفرزت إنساناً محايداً إزاء القضايا الاجتماعية، وجعلت القرارات التي يتخذها في ميادين الأخلاق والدين وعلاقات الجماعات والقوميات الوطنية تحكمها ردود الفعل العاطفية العمياء والتعصب العنصري والعقد النفسية.
كذلك يعتقد الكثير من المربين أن التربية الأمريكية قد فشلت في تنمية القيم الإنسانية وانصرفت لتنمية مهارات الإنسان العقلية والبدنية في تطوير – وسائل الحياة – في الوقت الذي أهملت الموضوعات المتعلقة بـ – غايات الحياة – وأموره المصيرية ومشكلاته الرئيسية.
وبناءً على ما تقدم يرى – ماير M. Meyer – أن على التربية أن تعمل لوضع العلم في خدمة – قيم وأخلاق جديدة – ويرى – براملد T.Brameld أن التربية الأمريكية تدع الناشئة بدون قيم لأنها تبالغ في حيادها العلمي وتميل إلى خزن القيم في مخزنها التربوي.
وتعلق – هيلدا طابا – على ذلك بالقول أن التربية تحتاج إلى فكر جديد وطرائق جديدة تعطي القيم ما تحتاجه من عناية واهتمام لمراجعة مشكلات العصر، ويتطلب تطوير هذه الأفكار والطرائق مفاهيم جديدة عن العلاقات الإنسانية والأهداف الاجتماعية.
ولقد برزت نتائج هذا التخبط والغموض بالنسبة للقيم والأخلاق فيما تمارسه المؤسسة السياسية الأمريكية في العالم، وفي الأمم المتحدة، وفي صياغة العلاقات الشاذة التي تحاول إقامتها مع مختلف الدول وفي المواقف المتناقضة إزاء القضايا الدولية المختلفة.
ولقد حاول بعض المفكرين الاجتماعيين والتربويين معالجة – أزمة القيم – القائمة في المجتمع الأمريكي. ومثال ذلك – ماركلي – الذي قام بأمرين :
الأول بـ تشخيص ما أسماه بـ (القيم البالية) التي قام عليها المجتمع الصناعي ودولته.
والثاني بـ رسم الخطوط العريضة للقيم التي يحتاجها مجتمع ما بعد الطور الصناعي القادم Postindustrial Society.
أما عن – القيم البالية – فقد ذكر أنها تتمثل فيما يلي:
إن تقدم الإنسان يتمثل بالنمو الاقتصادي والاستهلاك المتزايد.
إن الجنس البشري منفصل عن الطبيعة وإن قدر الإنسان هو قهرها.
إن الكفاءة الاقتصادية والانتفاض العلمي – أي انتفاضة لحرمة الإنسان وكرامته – هما أكثر المناهج صحة لتحقيق أهداف الإنسانية.
أما عن الأمر الثاني فقد ذكر – ماركلي – أن المجتمع القادم يتطلب (تصوراً جديداً عن الجنس البشري) وأن (صورة الإنسان) الملائمة لعصر ما بعد التطور الصناعي سوف تتضمن ستة شروط هي:
قيم بيئية تؤكد على وحدة الحياة ووحدة الجنس البشري.
قيم تحقيق الذات.
ثقافة متعددة المستويات والمظاهر المتكاملة وتتسع لأنواع الشخصيات.
نمط حياة تقوم على الاكتفاء المتوازن والتعاون خلال أبعاد متنوعة بدل البعد الواحد الضيق كالبعد الاقتصادي.
تصور شامل للوجود.
تصور تجريبي منفتح العقل وقابل للتطور.
ويعلل – هاري شوفيلد – فقر المجتمع الأمريكي إلى القيم الإنسانية بالقول أن هذا الفقر ينسجم مع التطور التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية. ففي أيام التوسع نحو غرب القارة الأمريكية لم يكن هناك ما يلائم الاحتكام إلى القيم المثالية الأخلاقية مثل: (لاتقتل)! ذلك أن الواقع الذي برز آنذاك هو إما أن يكون الأمريكي قاتلاً أو مقتولاً، ولذلك أصبحت (القيم الصائبة) هي قتل الهنود الحمر. وفي هذه الحالة يكون القاتل أفضل من المقتول.
وهذا الفقر في القيم يقلل من أثر – المبدأ الأخلاقي – في علاقات الأمريكي بغيره من الأفراد والدول لصالح – الذوق الجمالي – وهو هنا مقدار ما يحصل عليه الإنسان من متع ولذائذ يعبر عنها بأسماء مختلفة مثل: (التنمية الاجتماعية) و (مجتمع الرفاهية).
في إطار هذا المفهوم يتحدد كذلك مفهوم الحرية وممارساتها التي يختلط فيها النظام بالفوضى والأخلاق بالإباحية، والرفعة بالسقوط.
والمحصلة التي ينتهي إليها هذا الاستعراض الموجز لأصول العقل الأمريكي ومنابعه ومساراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، هي أنه لا معايير أخلاقية وإنسانية يمكن لهذا العقل ومن يحاوره أن يلجأ إليها إلا أسلوب الصراع والبقاء للأقوى الذي جسده ثقافة رعاة البقر (الكاوبوي) في سنوات الهجرة الأولى على أمريكا، وتجسدها الآن طائرات الأباتشي، وأسلحة التدمير الشامل والصواريخ العابرة للقارات والقنابل الحرارية. وتشير التجارب الماضية والحاضرة أن العقل الأمريكي والثقافة الأمريكية وقعاً تحت عمل سنة الله القائلة: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة). فهو لا يريد أن يسمع إلا ما يريد سماعه ولا يبصر إلا ما يهوى إبصاره، ولا يعقل إلا ما تقرره شهوته الموقوتة. ولذلك ليس للعالم أن يتوقع من أمريكا إلا سياسات الأذى والعدوان والإثم ونهب الثروات والاعتداء على الحرمات بعد أن تترجم شهواتها المحركة لاقتراف ذلك إلى (قوانين) دولية، و (شعارات) أممية مثل القول: (قرارات مجلس الأمن)، (الشرعية الدولية) وأمثال ذلك.
لذلك من العبث أن يضيع العرب والمسلمون أوقاتهم في الحج إلى واشنطن، والطواف بالبيت الأبيض، والتلبية في الكونغرس، ومناشدة الشعب الأمريكي، ومن الأفضل لهم أن يركزوا جهودهم لتحقيق أمور أربعة:
بناء الجبهة الداخلية بناء لا تقل متطلباته عن التضحية بدول التجزئة من أجل دولة الوحدة، وبالسلطة الفردية المطلقة، من أجل سيادة الأمة الواحدة، وبالسياسات الظالمة من أجل العدل، وبالدنيا من أجل الآخرة، وبحظوظ النفس من أجل مراد الله تعالى.
الاعتصام بحبل الله وحده بعد أن أثبتت الوقائع الجارية على الأرض وفي المحافل الدولية أن ليس للعرب والمسلمين من دون الله من ولي ولا نصير. ثم القيام بحملة دعوية إسلامية عالمية في أمريكا وغيرها من محاور الطغيان، حملة غايتها إعادة هذا المغولي الجديد إلى إنسانيته، وتوجيه قوته المفرطة لإنقاذ نفسه وإنقاذ الإنسانية من عواقب (دارونيته الاجتماعية) المدمرة.
ولتكون الحملة الدعوية المنشودة فاعلة ومفيدة يجب إنشاء مراكز البحوث والدراسات التي تختص بدراسة منابع (المكر الأمريكي) ومساراته المستقبلية، بقصد التعرف على أساليب تزكيته والخروج من سجن الشهوات إلى حرية النظر، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن عبادة البترول والدولار إلى عبادة الله وحده.
وخلال هذه الحملة الدعوية الهادفة إلى نشر الإيمان بالله بين – المغول الأمريكان – ودعوتهم إلى المعروف ونهيهم عن المنكر لا بد من مراعاة ثلاثة أمور هي:
الأمر الأول: إن ما يصيبنا من أذى مرير على يد هذا – المغولي الجديد – إنما هو تسليط إلهي سببه تقصيرنا على حمل دعوة الله إليه، فعندما عقدنا الذهاب إليه، وأنفقنا مال الله في بناء القصور ومتع الدنيا، بعثه الله علينا ليدمر ما علا تدميراً. وقديماً سئل الصحابي الجليل كعب بن أبي عن معنى قوله تعالى: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون). (السجدة –20) فأجاب: العذاب الأدنى: تسليط الروم. والأمريكان والأوربيون هم امتدادات للروم وجيل من أجيالهم. ومنذ أكثر من قرنين، والله يذيقنا من عذابهم دون أن ننتبه للنداء الإلهي ونتنادى بالرجوع إليه سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني: هو الصبر على أذى هذا المغولي الجديد، والتحوط من أن يصاب بمرضه، مرض الصراع والبقاء للأقوى، صبراً يفوق صبر تلامذة المسيح على أذى الرومان أسلاف الأمريكان.
الأمر الثالث: هو الحذر الدائم المبصر من – نموذج الإسلام – الذي تريده لنا أمريكا وإسرائيل، ويطالبان حكومات العرب والمسلمين بإخراجه وتعديل مناهج التعليم لتلقينه إلى الأجيال القادمة، تحت ذريعة الحاجة إلى (القضاء على الإرهاب) و (تجفيف منابع التطرف)، كما فعل الإمبراطور قسطنطين الرابع وهو يجبر المجامع المسيحية الأولى على إخراج – مسيحية رومانية – أخضعت الدين للسياسة وإحالته إلى أداة من أدواتها.
الأمر الرابع: أنه مهما قيل عن جبروت أمريكا، وقوتها، ودقة تنظيماتها، وامتداد أذرع مخابراتها العالمية، فعلينا أن لا ننسى – ولو لحظة واحدة – أن الصراع الدائر بيننا وبين أمريكا وإسرائيل إنما تحكمه سنّتان من سنن الله الاجتماعية:
السنة الأولى هي سنة الصراع بين مكر الله – أي تدبيره – ومكر الطغاة وتدبيرهم. ولقد ذكرت تفاصيل هذا الصراع ونتائجه خلال التاريخ الإنساني، في اثني وأربعين موضعاً من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمرناهم وقومهم أجمعين) (النمل – 50 و 51).
والسنة الثانية، سنة الاستبدال حيث يجري تنفيذ المكر الإلهي من خلال أيدي المؤمنين، فإن لم يتحملوا المسؤولية كاملة تخلى الله عنهم وعزلهم واستبدلهم بقوم غيرهم. ولقد أشير إلى هذه السنة في مواضع متعددة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) (محمد – 38). وقوله أيضاً (إلا تنفروا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) (التوبة –39).
الأمر الخامس: عدم تبديد الطاقات – خاصة الفكرية والإعلامية – في محاولة إقناع الإدارة الأمريكية ومستشاريه ورجال القرار فيها ومراكز البحوث ورجال الإعلام بـ (حوار الحضارات) بدلاً من (صراعها) و ( تحديد معاني الإرهاب) بدلاً من (تعميمه)، و (التبرء من الإرهاب) بدلاً من (إلصاقه بالعرب والمسلمين)، لأن هذه كلها – مناديل إسبانية حمراء – توضع أمام الثور لإلهائه عن السهام التي تغرز في جسده، وهي شعارات تم اختراعها في المحطة الثالثة من محطات صنع القرار الأمريكي، محطة صنع القرار Decision Making ثم أرسلوها لأجهزة الإعلام لتعبئة الرأي العام في الداخل، وتبرير سياساتها العدوانية في الخارج.
هذه معالم سياسية في البحث عن – أصول العقل الأمريكي وتطبيقاته – استمدت من آيات الله في الآفاق والأنفس في ضوء بصائره في الكتاب، وسيرى الظالمون أي منقلب ينقلبون.
************
الى هنا انتهى عرض كتاب د. ماجد عرسان الكيلانى (أصول العقل الأمريكي وتطبيقاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية)
يتبع ...
|
|
01-18-2012, 11:22 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
    
المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
|
RE: الرد على: المدخل لدراسة النموذج الغربى
|
|
01-20-2012, 01:08 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
نظام الملك
عضو رائد
    
المشاركات: 1,265
الانضمام: Apr 2011
|
الرد على: المدخل لدراسة النموذج الغربى
مساء الفل يا كبيرنا يا أبو العلمين
مداخلتك الكريمة لفتت نظرى الى شيئين
1) صورة اللى بيخبط دماغه فى ترابيزة الكمبيوتر خللتنى أقول ألف سلامة
2) وصورة اللى بيطخ زميله بالنار فكرنى بفيلم استيفان روستى لما قال
نشنت يا فالح ...... يا أخى ##########
وع اللى شيلهولك.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-20-2012, 11:23 AM بواسطة نادي الفكر العربي.)
|
|
01-20-2012, 03:41 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
علي هلال
عضو رائد
    
المشاركات: 1,230
الانضمام: Aug 2010
|
RE: المدخل لدراسة النموذج الغربى
(01-02-2012, 05:06 PM)نظام الملك كتب: كيف يفكر ... ماذا يحب ... ماذا يكره ... كيف أصبح هكذا ... وكيف سينتهى ..
يفكر مثلما يفكر اي نموذج له مطامع داخلية وخارجية , يريد النهوض بشعبه ولو على حساب الآخرين وما يمنعه من الظلم هو الخوف على مصالحه , مصالحه معقدة فقد يضحي بشعبه في سبيل الوطن والمستقبل وقد يضحي بهما في سبيل شعبه , وما يدفعه الى العدل والقيمة هو التوق الى السعادة, أمتعجب انت على التناقض؟ أولا تعرف ان الانسان دائما متناقض ؟ هو ليس متناقض هو يتغير بتغير الظروف , هو يرى انه ثابت ولكن الآخرين يرونه مختلفا / هو لا يحب ولا يكره ولا يؤمن ولا يكفر ولا يفرح ولا يحزن هو كالآلة من البشر والبشر هم من صنعوه ليخدم افكارهم واحلامهم ويحققها , يتشابه مع البشر ويختلف على قدر الفكرة والامكانية والإنجار الآتون من الحكمة والقوة والظرف / أصبح هكذا منذ أن وُجد وولد بارادته وبارادة الحياة , وسينتهي كما بدأ بارادته وبارادة الحياة .
|
|
01-20-2012, 06:32 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}